خسرت الساحة الثقافية والفنية اللبنانية أمس السبت، الفنان والمؤلف المسرحي غازي قهوجي، الذي توفي بعد صراع مع المرض، وستجرى مراسم الدفن اليوم الأحد في مدينة صور.
غاب قهوجي، بوجهه الهادئ، وبمشيته الصامتة، وبابتسامته المشعة، وبظرفه، وبسخريته، ورجاحة عقله، واعتدال فكره، وبشاشته، وحضوره الذي ينضح عقله بتاريخ هذه المدينة بيروت، وبصيدا، وبصور.. ابن عدة مدن غازي، وأليفها، ورفيقها وحبيبها، في أوقات الشدة والحروب، وفي أوقات السلم، إنما بهذا الحس المدني العالي، وجمالياته، وإبداعه، وتاريخ غازي، طفولته وشبابه، وحتى رحيله، من تاريخ المدينة، بمراكز إبداعها، وقامات مبدعيها، ورساميها، ومسرحييها، وتلفزيونييها، وكتابها. شارك في صنعها، وشاركت في تكوينه، أخلص لها وأخلصت له في عمقها الحضاري، والاجتماعي الخلاق.
عمل قهوجي شريكاً وصديقاً مع الرحبانيين الراحلين عاصي ومنصور، ووضع تصاميم العديد من مسرحياتهما، سواء ما قدّم في بعلبك، أو في بيروت، أو في أمكنة أخرى، وعمل كذلك مع زياد الرحباني في مسرحيات متنوعة، خصوصاً في بداياته، وقدم تصاميم سينوغرافية لمسرحيتين أخريين ليعقوب الشدراوي في "الطرطور"، ثم اشتغل بطريقة متواصلة في المسلسلات العربية واللبنانية، ولا سيما تدريس مادة السينوغرافيا في الجامعة اللبنانية، وجامعة القديس يوسف، إلى أن نقل سخريته المرّة أحياناً، واللاذعة أحياناً أخرى، والظريفة البيضاء مراراً، إلى الكتابة. فراح ينشر إما دورياً، أو متقطعاً مقالات نالت إعجاب الناس والمثقفين، بخفّة ظل صاحبها، وبطراوتها، وبمألوفها، وغريبها، وطريفها، وجديدها، وتليدها.
فنان الجمالية في المدن، وفنان الحكاية، وفنان الرؤية، وفنان الفكرة، والكلمة، وفنان السلم، والجلسة في المقهى، والمشية في الشارع.. كأنّما كانت حياة قهوجي منذ السبعينات وحتى اليوم مشغولة بهاجس الابتكار والتجديد، زاخرة بالرؤى الجمالية، وبذلك الاعتدال في التعاطي مع الأمور الاجتماعية، والسياسية، مع تمسكه بمواقفه ومبادئه ومرتكزاته الفكرية، والأخلاقية، والوطنية، والحياتية، والعائلية. انسجم مع نفسه، ولم يقارعها، أو يجالدها، بتناقضات، وتقلبات، وتحزبات ضيقة، وشلليات مغلقة.
انفتح قهوجي على كل ما يخدم الإبداع، من دون تزمّت، ومن دون تعصّب، وكان جزءاً من تنوّع مذاقات بيروت، وصور، وصيدا.. وفي مستويات كثيرة، متصلة بالشأن الإبداعي أو الإنساني، أو التفكيري. ومن وفائه لإصدقائه، وانتماءاته، ومدنه، صاغ رؤية معتدلة لتعاطيه، ولعلاقاته، ولآرائه، اشتغل مع الرحبانيين وقدم ما يثري نصوصهما المسرحية والموسيقية والغنائية في جمالية تصاميمه، وعمقها الدرامي، والاستعراضي، والكوريغرافي.
وهذا ما فعله مع يعقوب الشدراوي حيث ابتكر في مسرحية "الطرطور" سينوغرافيا طالعة من عمق الرؤية النصية والإخراجية، لتصير جزءاً أساسياً معبّراً عن مناخاتها، ومدلولاتها. والسينوغرافيا جمالية المدلول، واللون، والشكل والنص. وكاتباً، عرف كيف يصوغ أسلوبه الخاص، الجامع بين البسمة الرحبة والسخرية المبطنة.
ويعتبر قهوجي أول لبناني نال إجازة جامعية في فن ديكور السينوغرافيا وعلم البصريات الفنية، كما نال ماجستير وديبلوم الدراسات العليا المعمقة ودكتوراه في الفنون التطبيقية. عمل أستاذاً أكاديمياً في الجامعة اللبنانية والجامعة اليسوعية، وكان المدير والمشرف الفني العام لفرقة الرحابنة والسيدة فيروز وشارك في العديد أعمالهم طوال عشرين عاماً، إضافة لتعاونه مع فرقة فهد العبد الله في تصميم الأزياء والديكور.
كانت له مساهمات في عدد من المهرجانات اللبنانية كمهرجاني بيروت وصور، وعمل كمصمم مشهدي في المسرح والسينما والتلفزيون، وهو عضو مؤسس للحركة الثقافية في لبنان. قدم أيضاً برنامجاً إذاعياً بعنوان "قهوجيات"، وكتب العديد من الأفكار للإذاعة للبنانية، إضافة لأبحاثه في تاريخ العادات والتقاليد، وتقديمه لعدد من الكتب الشعرية.
وقد نعت رئيسة وأعضاء الهيئة الإدارية للجنة الدولية لمهرجانات صور السيدة رندة بري، والهيئة الإدارية للحركة الثقافية في لبنان، الفنان غازي قهوجي، وتقدموا من عائلته وأهالي صور والنقابات الفنية، بأحر التعازي، سائلين الله أن يسكنه فسيح جنانه.
كما نعى معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية، قهوجي، الأستاذ السابق في المعهد.
واعتبر رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين، ان خسارة قهوجي، هي "خسارة أكاديمية وفنية، نظرا للإرث الفني الغني الذي تركه الراحل الكبير".
غاب قهوجي، بوجهه الهادئ، وبمشيته الصامتة، وبابتسامته المشعة، وبظرفه، وبسخريته، ورجاحة عقله، واعتدال فكره، وبشاشته، وحضوره الذي ينضح عقله بتاريخ هذه المدينة بيروت، وبصيدا، وبصور.. ابن عدة مدن غازي، وأليفها، ورفيقها وحبيبها، في أوقات الشدة والحروب، وفي أوقات السلم، إنما بهذا الحس المدني العالي، وجمالياته، وإبداعه، وتاريخ غازي، طفولته وشبابه، وحتى رحيله، من تاريخ المدينة، بمراكز إبداعها، وقامات مبدعيها، ورساميها، ومسرحييها، وتلفزيونييها، وكتابها. شارك في صنعها، وشاركت في تكوينه، أخلص لها وأخلصت له في عمقها الحضاري، والاجتماعي الخلاق.
عمل قهوجي شريكاً وصديقاً مع الرحبانيين الراحلين عاصي ومنصور، ووضع تصاميم العديد من مسرحياتهما، سواء ما قدّم في بعلبك، أو في بيروت، أو في أمكنة أخرى، وعمل كذلك مع زياد الرحباني في مسرحيات متنوعة، خصوصاً في بداياته، وقدم تصاميم سينوغرافية لمسرحيتين أخريين ليعقوب الشدراوي في "الطرطور"، ثم اشتغل بطريقة متواصلة في المسلسلات العربية واللبنانية، ولا سيما تدريس مادة السينوغرافيا في الجامعة اللبنانية، وجامعة القديس يوسف، إلى أن نقل سخريته المرّة أحياناً، واللاذعة أحياناً أخرى، والظريفة البيضاء مراراً، إلى الكتابة. فراح ينشر إما دورياً، أو متقطعاً مقالات نالت إعجاب الناس والمثقفين، بخفّة ظل صاحبها، وبطراوتها، وبمألوفها، وغريبها، وطريفها، وجديدها، وتليدها.
فنان الجمالية في المدن، وفنان الحكاية، وفنان الرؤية، وفنان الفكرة، والكلمة، وفنان السلم، والجلسة في المقهى، والمشية في الشارع.. كأنّما كانت حياة قهوجي منذ السبعينات وحتى اليوم مشغولة بهاجس الابتكار والتجديد، زاخرة بالرؤى الجمالية، وبذلك الاعتدال في التعاطي مع الأمور الاجتماعية، والسياسية، مع تمسكه بمواقفه ومبادئه ومرتكزاته الفكرية، والأخلاقية، والوطنية، والحياتية، والعائلية. انسجم مع نفسه، ولم يقارعها، أو يجالدها، بتناقضات، وتقلبات، وتحزبات ضيقة، وشلليات مغلقة.
انفتح قهوجي على كل ما يخدم الإبداع، من دون تزمّت، ومن دون تعصّب، وكان جزءاً من تنوّع مذاقات بيروت، وصور، وصيدا.. وفي مستويات كثيرة، متصلة بالشأن الإبداعي أو الإنساني، أو التفكيري. ومن وفائه لإصدقائه، وانتماءاته، ومدنه، صاغ رؤية معتدلة لتعاطيه، ولعلاقاته، ولآرائه، اشتغل مع الرحبانيين وقدم ما يثري نصوصهما المسرحية والموسيقية والغنائية في جمالية تصاميمه، وعمقها الدرامي، والاستعراضي، والكوريغرافي.
وهذا ما فعله مع يعقوب الشدراوي حيث ابتكر في مسرحية "الطرطور" سينوغرافيا طالعة من عمق الرؤية النصية والإخراجية، لتصير جزءاً أساسياً معبّراً عن مناخاتها، ومدلولاتها. والسينوغرافيا جمالية المدلول، واللون، والشكل والنص. وكاتباً، عرف كيف يصوغ أسلوبه الخاص، الجامع بين البسمة الرحبة والسخرية المبطنة.
ويعتبر قهوجي أول لبناني نال إجازة جامعية في فن ديكور السينوغرافيا وعلم البصريات الفنية، كما نال ماجستير وديبلوم الدراسات العليا المعمقة ودكتوراه في الفنون التطبيقية. عمل أستاذاً أكاديمياً في الجامعة اللبنانية والجامعة اليسوعية، وكان المدير والمشرف الفني العام لفرقة الرحابنة والسيدة فيروز وشارك في العديد أعمالهم طوال عشرين عاماً، إضافة لتعاونه مع فرقة فهد العبد الله في تصميم الأزياء والديكور.
كانت له مساهمات في عدد من المهرجانات اللبنانية كمهرجاني بيروت وصور، وعمل كمصمم مشهدي في المسرح والسينما والتلفزيون، وهو عضو مؤسس للحركة الثقافية في لبنان. قدم أيضاً برنامجاً إذاعياً بعنوان "قهوجيات"، وكتب العديد من الأفكار للإذاعة للبنانية، إضافة لأبحاثه في تاريخ العادات والتقاليد، وتقديمه لعدد من الكتب الشعرية.
وقد نعت رئيسة وأعضاء الهيئة الإدارية للجنة الدولية لمهرجانات صور السيدة رندة بري، والهيئة الإدارية للحركة الثقافية في لبنان، الفنان غازي قهوجي، وتقدموا من عائلته وأهالي صور والنقابات الفنية، بأحر التعازي، سائلين الله أن يسكنه فسيح جنانه.
كما نعى معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية، قهوجي، الأستاذ السابق في المعهد.
واعتبر رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين، ان خسارة قهوجي، هي "خسارة أكاديمية وفنية، نظرا للإرث الفني الغني الذي تركه الراحل الكبير".