إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

داود وما كان في أيامه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • داود وما كان في أيامه


    داود وما كان في أيامه




    بسم الله


    هذة -قصة داود وما كان في أيامه

    1- وقد ورد اسم داود في القرآن الكريم في ستة عشر موضعا: سورة البقرة: 251، سورة النساء: 163، سورة المائدة: 78، سورة الانعام: 84، سورة الاسراء: 55، سورة الانبياء: 78 - 79، سورة النمل: 15 - 16، سورة سبأ: 10 - 12، سورة ص: 20 - 22 - 24 - 26



    ( - فضائله وشمائله ودلائل نبوته واعلامه



    1-هو داود بن ايشا بن عويد بن بن يهوذا بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم الخليل عبد الله ونبيه وخليفته في أرض بيت المقدس.
    2-قال محمد بن أسحق : كان داود عليه السلام قصيرا أزرق العينين قليل الشعر طاهر القلب ونقيه. وتقدم أنه لما قتل جالوت فأحبته بنو إسرائيل ومالوا إليه وإلى ملكه عليهم، ، وجمع الله له بين الملك والنبوة بين خير الدنيا والآخرة، وكان الملك يكون في سبط والنبوة في آخر فاجتمع في داود هذا وهذا كما قال تعالى: (وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء. ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض ولكن الله ذو فضل على العالمين) [ البقرة: 251 ] أي لولا إقامة الملوك حكاما على الناس لاكل قوي الناس ضعيفهم.ولهذا جاء في بعض الآثار (السلطان ظل الله في أرضه).


    3=وقال أمير المؤمنين عثمان بن عفان: (إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن).


    4-وقد ذكر ابن جرير في تاريخه أن جالوت لما بارز طالوت فقال له أخرج إلي وأخرج إليك فندب طالوت الناس فانتدب داود فقتل جالوت. فمال الناس إلى داود حتى لم يكن لطالوت ذكر وخلعوا طالوت وولوا عليهم داود. والذي عليه الجمهور: أنه إنما ولي ذلك بعد قتل جالوت والله أعلم.


    5-وقال تعالى: (ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد أن اعمل سابغات وقدر في السرد واعملوا صالحا إني بما تعملون بصير) [ سبأ: 11 ] وقال تعالىوسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين.وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون) [ الانبياء: 79 ].




    أعانه الله على عمل الدروع من الحديد ليحصن المقاتلة من الاعداء وارشده إلى صنعتها وكيفيتها فقال: (وقدر في السرد) أي لا تدق المسمار فيفلق ولا تغلظه فيفصم قال الحسن البصري : كان الله قد ألان له الحديد حتى كان يفتله بيده، لا يحتاج إلى نار ولا مطرقة.
    فكان أول من عمل الدروع من زرد، وإنما كانت قبل ذلك من صفائح، : كان يعمل كل يوم درعا يبيعها بستة آلاف درهم وقد ثبت في الحديث: " أن أطيب ما أكل الرجل من كسبه وأن نبي الله داود كان يأكل من كسب يده " (البخاري)



    6-وقال تعالى: (واذكر عبدنا داود ذا الايد أنه أواب. انا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والاشراق والطير محشورة كل له أواب وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب) [ ص: 17 ]


    قال ابن عباس ومجاهد الايد القوة في الطاعة، يعني: ذا قوة في العبادة، والعمل الصالح قال قتادة: أعطي قوة في العبادة وفقها في الاسلام، قال: وقد ذكرنا لنا: أنه كان يقوم الليل ويصوم نصف الدهر.


    وقد ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أحب الصلاة إلى الله صلاة داود وأحب الصيام إلى الله صيام داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه وكان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى "
    وقوله: " إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشى والاشراق والطير محشورة كل له أواب
    ) [ ص: 18 - 19 ]


    -صوت داود



    7-كما قال: (يا جبال أوبي معه والطير) [ سبأ: 10 ] أي سبحي معه.قاله ابن عباس ومجاهد وغير واحد في تفسير هذه الآية (إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشى والاشراق) أي عند آخر النهار وأوله وذلك أنه كان الله تعالى قد وهبه من الصوت العظيم ما لم يعطه أحدا بحيث أنه كان إذا ترنم بقراءة كتابه يقف الطير في الهواء يرجع بترجيعه ويسبح بتسبيحه وكذلك الجبال تجيبه وتسبح معه كلما سبح بكرة وعشيا صلوات الله وسلامه عليه.

    وقال الاوزاعي: : أعطي داود من حسن الصوت ما لم يعط أحد قط حتى أن كان الطير والوحش ينعكف حوله حتى يموت عطشا وجوعا، وحتى أن الانهار لتقف. : ، وكان يقرأ الزبور بصوت لم تسمع الآذان بمثله فيعكف الجن والانس والطير والدواب على صوته حتى يهلك بعضها جوعا.


    8-وقال الامام أحمد: ، عن عائشة قالت: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت أبي موسى الاشعري وهو يقرأ فقال:

    " لقد أوتي أبو موسى من مزامير آل داود " . وقد كان مع هذا الصوت الرخيم سريع القراءة لكتابهالزبور، كما قال الامام أحمد: ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خفف على داود القراءة، فكان يأمر بدابته فتسرج فكان يقرأ القرآن من قبل أن تسرج دابته، وكان لا يأكل إلا من عمل يديه ".وكذلك رواه البخاري ، ولفظه: " خفف على داود القرآن فكان يأمر بدوابه فتسرج فيقرأ القرآن قبل أن تسرج دوابه ولا يأكل إلا من عمل يديه



    والمراد بالقرآن ههنا الزبور الذي أنزله عليه، وأوحاه إليه، وذكر رواية أشبه أن يكون محفوظا فإن كان ملكا له أتباع، فكان يقرأ الزبور بمقدار ما تسرج الدواب وهذ أمر سريع مع التدبر والترنم والتغني به على وجه التخشع صلوات الله وسلامه عليه وقد قال الله تعالى: (وآتينا داود زبورا) [ الاسراء: 55 ] والزبور كتاب مشهور وذكرنا في التفسير الحديث الذي رواه أحمد وغيره أنه أنزل في شهر رمضان وفيه من المواعظ والحكم (الزبور: كتاب ليس فيه حلال ولا حرام، ولا فرائض ولا حدود.وإنما هو دعاء تحميد وتمجيد)

    ما هو معروف لمن نظر فيه.



    9-وقوله: (وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب) أي أعطيناه ملكا عظيما وحكما نافذا.

    عن ابن عباس: أن رجلين تداعيا إلى داود عليه السلام في بقر.ادعى أحدهما على الآخر أنه اغتصبها منه، فأنكر المدعى عليه، فأرجأ أمرهما إلى الليل، فلما كان الليل أوحى الله إليه أن يقتل المدعي فلما أصبح قال له داود: إن الله قد أوحى إلي أن أقتلك، فأنا قاتلك لا محالة فما خبرك فيما ادعيته على هذا ؟ قال: والله يا نبي الله إني لمحق فيما ادعيت عليه ولكني كنت اغتلت أباه قبل هذا فأمر به داود فقتل فعظم أمر داود في بني إسرائيل جدا وخضعوا له خضوعا عظيما.



    قال ابن عباس وهو قوله تعالى: (وشددنا ملكه) وقوله تعالى: (وآتيناه الحكمة) أي النبوة (السنة) (وفصل الخطاب) فصل الخطاب الشهود والايمان يعنون بذلك البينة على المدعي واليمين على من أنكر ((..ان اليمين على المدعى عليه).وقال مجاهد هو إصابة القضاء وفهمه.وهو الفصل في الكلام وفي الحكم وهذا لا ينافي ما روي عن أبي موسى أنه قول " أما بعد ".


    10-(وهل أتاك نبؤ الخصم إذ تسوروا المحراب إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب.فغفرنا له ذلك وان له عندنا لزلفى وحسن مآب) [ ص 21 - 25 ].



    2-وقد ذكر كثير من المفسرين من السلف والخلف ههنا قصصا وأخبارا أكثرها إسرائيليات ومنها ما هو مكذوب لا محالة تركنا إيرادها في كتابنا قصدا اكتفاء واقتصارا على مجرد تلاوة القصة من القرآن العظيم والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.



    3-وقد اختلف الائمة في سجدة ص هل هي من عزائم السجود أو إنما هي سجدة شكر ليست من عزائم السجود على قولين:

    قال البخاري: ، عن العوام، قال سألت مجاهدا عن سجدة ص فقال سألت ابن عباس من أين سجدت قال أو ما تقرأ: (ومن ذريته داود وسليمان) (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده) فكان داود ممن أمر نبيكم صلى الله عليه وسلم أن يقتدي به فسجدها داود عليه السلام فسجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم



    4-وقد قال الامام أحمد: ، عن ابن عباس: أنه قال في السجود في ص ليست من عزائم السجود.وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد فيها. وقال النسائي ، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في ص وقال: " سجدها داود توبة ونسجدها شكرا.


    5-وقال أبو داود: عن أبي سعيد الخدري قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر ص فلما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد معه الناس فلما كان يوم آخر قرأها فلما بلغ السجدة تشزن الناس للسجود قفال [ النبي صلى الله عليه وسلم ]: " إنما هي توبة نبي ولكن رأيتكم تشزنتم للسجود ] " فنزل وسجد (- التشزن: : التأهب والتهيؤ للشئ، والاستعداد له، مأخوذ من عرض الشئ وجانبه.وقد وردت في نسخ البداية، تشرف وتشرفتم وهو تحريف.).



    6- وقال الامام أحمد: : أن أبا سعيد الخدري رأى رؤيا أنه يكتب ص فلما بلغ إلى التي يسجد بها رأى الدواة والقلم وكل شئ بحضرته انقلب ساجدا قال فقصها على النبي صلى الله عليه وسلم فلم يزل يسجد بها بعد.


    7- وروى الترمذي عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله إني رأيت فيما يرى النائم كأني أصلي خلف شجرة فقرأت السجدة فسجدت الشجرة بسجودي فسمعتها تقول: وهي ساجدة: " اللهم اكتب لي بها عندك أجرا واجعلها لي عندك ذخرا وضع عني بها وزرا وأقبلها مني كما قبلت من عبدك داود " وقال ابن عباس فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم قام فقرأ السجدة ثم سجد فسمعته يقول: وهو ساجد كما حكى الرجل عن كلام الشجرة.



    11-، قال الله تعالى: (فغفرنا له ذلك وان له عندنا لزلفى وحسن مآب) [ ص: 25 ].أي أن له يوم القيامة لزلفى وهي القربة التي يقربه الله بها ويدنيه من حظيرة قدسه بسببها كما ثبت في حديث:" المقسطون على منابر من نور.عن يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين الذين يقسطون في أهليهم وحكمهم وما ولوا " (مسلم).


    وقال الامام أحمد في مسنده: ، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أحب الناس إلى الله يوم القيامة وأقربهم منه مجلسا إمام عادل، وإن أبغض الناس إلى الله يوم القيامة وأشدهم عذابا إمام جائر "

    وقال مالك بن دينار في قوله: (وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب) قال: يقوم داود عليه السلام يوم القيامة عند ساق العرش فيقول الله: يا داود مجدني اليوم بذلك الصوت الحسن الرخيم الذي كنت تمجدني في الدنيا فيقول: وكيف وقد سلبته ؟ فيقول إني أرده عليك اليوم، قال: فيرفع داود بصوت يستفرغ نعيم أهل الجنان.



    12-[ قال تعالى ]: (يا داود إنا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب) [ ص: 26 ]



    هذا خطاب من الله تعالى مع داود والمراد ولاة الامور وحكام الناس وأمرهم بالعدل واتباع الحق المنزل من الله لا ما سواه من الآراء والاهواء وتوعد من سلك غير ذلك وحكم بغير ذلك، وقد كان داود عليه السلام هو المقتدى به في ذلك الوقت في العدل، وكثرة العبادة، وأنواع القربات، حتى إنه كان لا يمضي ساعة من آناء الليل، وأطراف النهار إلا وأهل بيته في عبادة ليلا ونهارا كما قال تعالى: (اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور) [ سبأ: 13 ]


    قال أبي الجلد : قرأت في مسألة داود عليه السلام أنه قال: يا رب كيف لي أن أشكرك وأنا لا أصل إلى شكرك إلا بنعمتك ؟ قال فأتاه الوحي " أن يا داود ألست تعلم أن الذي بك من النعم مني قال بلى يا رب قال فأنى أرضى بذلك منك ".



    وقال البيهقي: : قال داود: " الحمد لله كما ينبغي لكرم وجهه، وعز جلاله، فأوحى الله إليه: أنك أتعبت الحفظة يا داود " وقال عبد الله بن المبارك في كتاب الزهد: : إن في حكمة آل داود حق على العاقل أن لا يغفل عن أربع ساعات ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يفضي فيها إلى إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه، وساعة يخلى بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل فإن هذه الساعة عون على هذه الساعات وإجمام للقلوب، وحق على العاقل أن يعرف زمانه ويحفظ لسانه ويقبل على شأنه، وحق على العاقل أن لا يظعن إلا في إحدى ثلاث: زاد لمعاده، ومرمة لمعاشه، ولذة في غير محرم.



    13- قالت يهود لما رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزوج النساء: انظروا إلى هذا الذي لا يشبع من الطعام ولا والله ما له همة إلا إلى النساء حسدوه لكثرة نسائه وعابوه بذلك، فقالوا: لو كان نبيا ما رغب في النساء وكان أشدهم في ذلك حيي بن أخطب فأكذبهم الله وأخبرهم بفضل الله وسعته على نبيه صلوات الله عليه وسلامه فقال: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) [ النساء: 54 ] يعني بالناس رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) [ النساء: 54 ]

    يعني ما أتى الله سليمان بن داود كانت له ألف امرأة سبعمائة مهرية (الزوجة ذات المهر) وثلثمائة سرية، وكانت لداود عليه السلام مائة (في رواية للطبري : تسع وتسعون امرأة.) امرأة منهن امرأة أوريا أم سليمان بن داود التي تزوجها بعد الفتنة، هذا أكثر مما لمحمد صلى الله عليه وسلم.



    وروى أن رجلا سأل ابن عباس عن الصيام فقال: لاحدثنك بحديث كان عندي في البحث (المعدن) مخزونا إن شئت أنبأتك بصوم داود فإنه كان صواما قواما، وكان شجاعا لا يفر إذا لاقى، وكان يصوم يوما ويفطر يوما وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفضل الصيام صيام داود وكان يقرأ الزبور بسبعين صوتا يكون فيها وكانت له ركعة من الليل يبكي فيها نفسه ويبكي ببكائه كل شئ ويصرف بصوته الهموم والمحموم " (أخرجه أحمد في مسنده ج 2 / 164 - 190.).


    وإن شئت أنبأتك بصوم ابنه سليمان فإنه كان يصوم من أول الشهر ثلاثة أيام، ومن وسطه ثلاثة أيام، ومن آخره ثلاثة أيام يستفتح الشهر بصيام ووسطه بصيام ويختمه بصيام.وإن شئت انبأتك بصوم ابن العذراء البتول عيسى بن مريم: فإنه كان يصوم الدهر ويأكل الشعير ويلبس الشعر يأكل ما وجد ولا يسأل عما فقد ليس له ولد يموت، ولا بيت يخرب، وكان أينما أدركه الليل صف بين قدميه، وقام يصلي حتى يصبح، وكان راميا لا يفوته صيد يريده وكان يمر بمجالس بني إسرائيل فيقضي لهم حوائجهم.وإن شئت أنبأتك بصوم أمه مريم بنت عمران فإنها كانت تصوم يوما وتفطر يومين.


    وإن شئت أنبأتك بصوم النبي العربي الامي محمد صلى الله عليه وسلم فإنه كان يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ويقول إن ذلك صوم الدهر.




    كمية حياته وكيفية وفاته عليه السلام



    1-قد تقدم في ذكر الاحاديث الواردة في خلق آدم: أن الله لما استخرج ذريته من ظهره فرأى فيهم الانبياء عليهم السلام ورأى فيهم رجلا يزهر فقال: أي رب من هذا ؟ قال: هذا ابنك داود، قال: أي رب كم عمره ؟ قال: ستون عاما قال: أي رب زد في عمره.قال: لا إلا أن أزيده من عمرك، وكان عمر آدم ألف عام، فزاده أربعين عاما فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت، فقال: بقي من عمري أربعون سنة، ونسي آدم ما كان وهبه لولده داود، فأتمها الله لآدم ألف سنة ولداود مائة سنة.رواه أحمد عن ابن عباس والترمذي



    2-قال ابن جرير وكان مدة ملكه أربعين سنة وهذا قد يقبل نقله لانه ليس عندنا ما ينافيه ولا ما يقتضيه.وأما وفاته عليه السلام

    3-فقال الامام أحمد: ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كان داود عليه السلام فيه غيرة شديدة فكان إذا خرج أغلقت الابواب فلم يدخل على أهله أحد حتى يرجع قال: فخرج ذات يوم وغلقت الدار فأقبلت امرأته تطلع إلى الدار فإذا رجل قائم وسط الدار فقالت لمن في البيت: من أين دخل هذا الرجل والدار مغلقة، والله لنفتضحن بداود فجاء داود فإذا الرجل قائم في وسط الدار فقال له داود: من أنت ؟ فقال: أنا الذي لا أهاب الملوك ولا أمنع من الحجاب.فقال داود أنت والله إذن ملك الموت مرحبا بأمر الله.
    ثم مكث حتى قبضت روحه فلما غسل وكفن وفرغ من شأنه طلعت عليه الشمس.
    فقال سليمان للطير: أظلي على داود.فأظلته الطير حتى أظلمت عليه الارض،
    فقال سليمان للطير اقبضي جناحا.قال: قال أبو هريرة:

    " فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يرينا كيف فعلت الطير، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وغلبت عليه يومئذ المضرحية " ، وإسناده جيد قوي،

    قوله وغلبت عليه يومئذ المضرحية: أي وغلبت على التظليل عليه الصقور الطوال الاجنحة، واحدها مضرحي وهو الصقر الطويل الجناح،



    4-قال ابن عباس: مات داود عليه السلام فجأة وكان بسبت وكانت الطير تظله. قال سعيد بن جبير: مات داود عليه السلام يوم السبت فجأة. ، قال الحسن: مات داود عليه السلام وهو ابن مائة سنة



    5-وقال أبو السكن الهجري مات إبراهيم الخليل فجأة وداود فجأة وابنه سليمان فجأة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين

    6-، وروي عن بعضهم أن ملك الموت جاءه وهو نازل من محرابه، فقال له: دعني أنزل أو أصعد فقال: يا نبي الله قد نفدت السنون والشهور والآثار والارزاق.قال: فخر ساجدا على مرقاة من تلك المراقي فقبضه وهو ساجد.



    7-وقال وهب بن منبه : إن الناس حضروا جنازة داود عليه السلام فجلسوا في الشمس في يوم صائف قال: وكان قد شيع جنازته يومئذ أربعون ألف راهب عليهم البرانس سوى غيرهم من الناس، ولم يمت في بني إسرائيل بعد موسى وهرون أحد كانت بنو إسرائيل أشد جزعا عليه منهم على داود، قال: فأذاهم الحر فنادوا سليمان عليه السلام أن يعمل لهم وقاية لما أصابهم من الحر فخرج سليمان فنادى الطير فأجابت، فأمرها أن تظل الناس فتراص بعضها إلى بعض من كل وجه حتى استمسكت الريح، فكاد الناس أن يهلكوا غما فصاحوا إلى سليمان عليه السلام من الغم، فخرج سليمان فنادى الطير: أن أظلي الناس من ناحية الشمس وتنحي عن ناحية الريح ففعلت، فكان الناس في ظل، وتهب عليهم الريح فكان ذلك أول ما رأوه من ملك سليمان.


    واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين


يعمل...
X