باب الشمس _ الياس خوري _ لبنان
==========================
في تصنيف ظهر مؤخراً لأهم 100 رواية في العالم ، حظيت أربع روايات عربية بشرف هذا التصنيف . فكانت هذه الرواية إحداهن مع شقيقاتها الثلاث : ثلاثية نجيب محفوظ و لاأحد ينام في الاسكندريه لإبراهيم عبد المجيد و مديح الكراهية لخالد خليفة . وقد قدمنا لهذه الأخيرة في وقت سابق،بينما لا تحتاج الأولى إلى تقديم أو تعريف .لذا كان من المناسب تقديم هذه الرواية الرائعة ( التي حولها المخرج يسري نصرالله إلى فيلم طويل وجميل من جزءين من بطولة الممثل السوري باسل خياط). الراوي طبيب يعمل في مشفى الجليل في مخيم شاتيلا للّاجئين الفلسطينين قرب بيروت ،ويبدأ بالقول : " منذ ثلاثة أشهر و أنا عاجز عن الانفعال .فقط هذا الرجل المعلّق فوق سريره يجعلني أحس برعشة الأشياء.منذ ثلاثة اشهر و هو ملقى فوق سريره ، في هذا المشفى حيث أعمل طبيباً ، أو حيث أدعي ذلك ! أجلس إلى جانبه وأحاول. أميّتٌ هوَ أمْ حيّ؟ لا أدري، أأساعده أم أعذبه؟ أأحبه أم أكرهه؟ أأروي له أم أستمع إليه؟
قالوا أنه أصيب بالكومـــا. انفجار في الدماغ،نتج عنه عطب دائم. رجل مرميّ أمامي،و أنا هنا لا أعرف ماذا أفعل. فقط أحاول أن لا أتركه يتعفّن حيّاً. فأنا متأكد أنه نائم و ليس ميتاً. ولكن ما الفرق ؟
هل صحيح أن النائم مثل الميت. كما تقول أم حسن . الفرق أن الروح تغادر وتعود عند النائم،أما الميت فروحه لا تعود . أين إذاً روح يونس بن ابراهيم بن سليمان الأسدي،هل غادرته إلى البعيد،أم هل تحوم فوقنا في غرفة هذا المستشفى.
سألتُ أم حسن : ماذا أفعل؟ أجابتني :"افعل ما يقوله".
"لكنه لا يحكي"،قلت.
"بلى يحكي" قالت، " وعليك أن تسمع صوته".
وبين حكايا الطبيب وأم حسن و حكايا " يونس" الصامت تروى حكاية الشعب الفلسطيني ، وحكاية القضية المسجاة في سبات و حيرة كما جسد يونس المسمّر على خشب السرير .
بشغف وإنسانية وحبّ ينسج "خوري" ملحمة من أروع وأجمل ماكتب عن مأساة شعب ، لايدري أحدٌ إذا كان حياً أم ميتاً أم نائمــــــاً .
تقديم الأستاذ جان مصري.
المكتبة الروحية بحلب
تعليق