تقرير يرصد بالأسماء خفايا تفجير تل أبيب الأخير وعودة المافيا الاسرائيلية الى الواجهة..أبرز أعمال المافيا الإسرائيلية
اسرائيل، كيان ينتشر فيه الفساد وتستشري فيه الجريمة المنظّمة،والتصفيات الجسدية، والتفجيرات المدبرة للسيارات وحتى للمباني، هو أمر اعتاده الاسرائيليون لعلمهم بقدرات العصابات والخلافات الكبيرة بين افرادها.
عملية التفجيرالكبيرة التي هزت ثاني أكبر مدينة إسرائيلية اليوم كانت المحاولة العاشرة التي تستهدف اغتيال "نسيم البيرون"، أحد أهم قيادات المافيا الإسرائيلية، والذي يبلغ من العمر 58 عامًا. إذاً، هي ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها بعض جماعات المافيا منافسيها. فالمافيا الإسرائيلية تحتل المرتبة السابعة على مستوى العالم بعد المافيا المكسيكية، وهي تنشط في دول عدة، حيث تقوم بزرع شبكاتها لتهريب المخدرات وبيعها، والدعارة، والاتجار بأعضاء البشر والخطف والإرهاب، إضافة إلى عملية التصفيات الجسدية عبر استئجار أشخاص للقيام بها.
عملية التفجير التي حاولت اغتيال "البيرون" عزّزت مخاوف كبيرة لدى الشرطة الإسرائيلية من أن تؤدي إلى إشعال حرب مفتوحة بين تلك العصابات، تكون عواقبها وخيمة. وقد شهدت عمليات التصفية التي تقوم بها المافيا الإسرائيلية تطورًا تقنيًا ملحوظاً في الآونة الأخيرة من خلال استخدامها لعبوات ناسفة متطورة يتم تفجيرها عن بعد في صراعها الداخلي. وبحسب الإذاعة الإسرائيلية، فقد"قام مجهولون يستقلون دراجة نارية بتثبيت عبوة ناسفة على سيارة البيرون ثم لاذوا بالفرار، وأدى إنفجار العبوة إلى اصابة سبعة أشخاص بجراح طفيفة، وتضرر بعض المركبات التي كانت تمر بالمكان"، وأوضحت الإذاعة ان المصابين جرى نقلهم إلى مستشفى"إيخلوف" في المدينة.
هذا وتنتشر في إسرائيل مصانع لإنتاج العبوات الناسفة المتطورة والمواد المتفجرة وكافة المستلزمات المستخدمة في صنع العبوات، والتي يستخدمها رجال المافيا في عملياتهم الداخلية، وغالباً ما تكون تلك المصانع والمعامل في شقق وأبراج سكنية في محاولة لإبعاد أنظار شرطة الاحتلال عنها.
إذًا، لم يعد التحدي الأكبر لدولة الكيان صواريخ المقاومة الفلسطينية فقط، فبعد حالة الرعب والقلق التي عاشها سكان المدن الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة جرّاء تساقط صواريخ الفلسطينيين على بيوتهم ومدارسهم، عاد الآن التحدي الأكبر أمام شرطة الاحتلال ليتمثّل بعصابات المافيا.
عدنان أبو عامر، أكاديمي ومختص في الشأن الإسرائيلي، اعتبر أنّ اتساع عمليات التصفية بين عصابات المافيا الإسرائيلية يمسّ بسمعة إسرائيل دوليًا، موضحاً ان "ذلك يمسّ بسمعة إسرائيل بصورة كبيرة أمام المؤسسات الدولية المتخصصة بملاحقة الفساد والجريمة المنظّمة، ويجعل إسرائيل منطقة سوداء بالنسبة للانتربول الدولي بسبب تواجد الكثير من المطلوبين والملاحقين جنائيًا ودوليًا فيها".
وفي حديث خاص لـ "سلاب نيوز"، أشار أبو عامر الى "أن مؤسسات دولية كبيرة تجد أن إسرائيل قد تحولت إلى ملجأ آمن لكبار رجال العصابات والجريمة المنظمة"، مبيّنًا ان عمليات الفساد والرشوة وانتشار عصابات المافيا في إسرائيل على نطاق واسع ليست أمراً جديداً، "بل يمتد إلى سنوات طويلة خلت، لكنها بدأت تظهر بصورة واضحة في السنوات الأخيرة في ضوء تزايد هجرة اليهود الروس إليها وتنقلهم بينها وبين روسيا"، وعزا المختص في الشؤون الإسرائيلية أسباب انتشار المافيا في إسرائيل إلى "انتقال قطاع واسع من الإسرائيليين إلى عالم الجريمة للتكسب والترزق منها، وإلى تراجع مستوى القيم والأخلاق في المجتمع الإسرائيلي، والتفكك الأسري الحاصل، ناهيك عن اختلاط قوميات مختلفة حملت معها، ومن ضمنها كارتلات ضخمة، حوّلت إسرائيل إلى منطقة مفضّلة لشبكات الإجرام وتهريب البشر والاتجار بهم والمخدرات والدعارة".
عمليات تصفية استخدمت فيها الصواريخ والعبوات
شهدت الأشهر الأخيرة من عام ٢٠٠٨ عمليات تصفية كبيرة بين المافيا المحلية في تل أبيب كان أبرزها مقتل "ياكوف البيرون"، واصابة شخصين آخرين من المارة بينهم طفل، في انفجار قنبلة كانت مخبأة في سيارته بينما كان عائداً من المحكمة، حيث يواجه ابنه تهماً بالابتزاز. وقد ذكرت تقارير عدة للشرطة الإسرائيلية أن المتفجرات والقنابل اليدوية وحتى الصواريخ المضادة للدبابات قد استخدمت في مواجهات بين هذه العصابات في أوقات سابقة.
ففي عام 2003 لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم في انفجار قنبلة في محاولة فاشلة لقتل زعيم إحدى العصابات الإجرامية في تل أبيب، وفي حادث آخر تمّ تدمير مبنى بالكامل، وكان المستهدف زعيم آخر من المافيا استطاع الفرار دون أن يصاب بأذى.
كما تشير تقارير صادرة عن وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلية إلى ان بؤر العنف والجريمة والصراعات الداخلية في إسرائيل تتسع أكثر فأكثر بعد ستة عقود على إقامة هذا الكيان. وبحسب تلك التقارير التي تصدر بشكل دوري عن الوزارة، فإن إسرائيل تشهد كل دقيقة ونصف حادثاً إجراميًا وجريمة تنطوي على العنف كل 31 دقيقة، ويسجّل كل 40 ساعة حادث قتل أو محاولة قتل، وكل 13دقيقة عملية سطو مسلح، وكل خمس ساعات تحدث حالة اغتصاب، وكل 44 دقيقة يقع حادث اعتداء، كما تم تسجيل 81 حادثة قتل مع خلفية جنائية، حيث أفرز مجتمع الجريمة في إسرائيل تنامي أنواع مختلفة من الانحرافات أبرزها تصفية الحسابات بين عائلات الجريمة المنظّمة ونسبة تعاطي المخدرات وغيرها.
وكانت صحيفة "معاريف" العبرية، نشرت سابقا تقريراً تحت عنوان "عصابات الإجرام الإسرائيلية تمد اذرعها في مختلف أنحاء العالم"، كشفت فيه توزع عمليات المافيا الإسرائيلية في العالم.
ومن أبرز نشاطات المافيا الإسرائيلية في دول العالم بحسب التقرير،( بينين: التجارة بالمجوهرات)) –جنوب أفريقيا: مخدرات، ورسوم حماية، وتبييض وتزييف أموال) - (انغولا: التجارة بالمجوهرات والأسلحة) –(الهند: تهريب الحشيش الهندي (تساراس) –(اليابان: بيع أغراض مزيفة وكوكايين وتعاون مع العصابات اليابانية (هياكوزة) –(الصين: تجارة أغراض مزيفة وكوكايين) – (روسيا: أسلحة ومجوهرات وتبييض أموال من خلال شراء مناجم ومحاجر وحقول غاز ونفط والتجارة بالنساء) –(هولندا: أغراض مزيفة وكوكايين وصناعة الجنس وتبييض الأموال وصفقات أراضي ومطاعم وفنادق) – (بلجيكا: السيطرة على ميناء انطفران، والمخدرات، والسرقة من المتاحف، والسيطرة على جامعي التحف وتزوير الأموال) –(أسبانيا: كوكايين واستخدام ميناء برشلونة كنقطة توزيع) –(فرنسا: كوكايين وتبييض أموال وترويج أموال مزوّرة) –(بريطانيا وسويسرا: كوكايين وبضائع مزيفة) –(ألمانيا: عاهرات وسرقات) –(كولومبيا: تجارة كوكايين من مصادر إنتاجه) –(البرازيل والمكسيك والأرجنتين وفنزويلا: تهريب الكوكايين منها إلى أميركا وأوروبا وإسرائيل).
نقلا عن سلاب نيوز
تعليق