* إلياس سحاب ناقد وباحث موسيقي لبناني فلسطيني له مؤلفات عديدة في الموسيقى منها 1- دفاعاً عن الأغنية العربية. عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2- الفكر السياسي الفلسطيني. بعد العام 1948- في الموسوعة الفلسطينية المجلد الثالث 3- الموسيقى والغناء في فلسطين قبل العام 1948 بالاشتراك مع سليم سحاب في الموسوعة الفلسطينية المجلد الرابع 4- موسوعة أم كلثوم - السيرة والأغاني بالاشتراك مع فكتور سحاب في ثلاثة مجلدات عن دار موسيقى الشرق 5- موسوعة محمد عبد الوهاب - السيرة والأغاني والألحان بالاشتراك مع فكتور سحاب عن دار موسيقى الشرق - لم تصدر بعد 6- قال لي عبد الوهاب - لم يصدر بعد 7- الموسيقى العربية في القرن العشرين- مشاهد ومحطات ووجوه عن دار الفرابي. بالإضافة إلى العديد من الدراسات والمقالات في الموسيقى والسياسة.
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
يافا _ فوائد النكبة
تقليص
X
-
يافا _ فوائد النكبة
* إلياس سحاب ناقد وباحث موسيقي لبناني فلسطيني له مؤلفات عديدة في الموسيقى منها 1- دفاعاً عن الأغنية العربية. عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2- الفكر السياسي الفلسطيني. بعد العام 1948- في الموسوعة الفلسطينية المجلد الثالث 3- الموسيقى والغناء في فلسطين قبل العام 1948 بالاشتراك مع سليم سحاب في الموسوعة الفلسطينية المجلد الرابع 4- موسوعة أم كلثوم - السيرة والأغاني بالاشتراك مع فكتور سحاب في ثلاثة مجلدات عن دار موسيقى الشرق 5- موسوعة محمد عبد الوهاب - السيرة والأغاني والألحان بالاشتراك مع فكتور سحاب عن دار موسيقى الشرق - لم تصدر بعد 6- قال لي عبد الوهاب - لم يصدر بعد 7- الموسيقى العربية في القرن العشرين- مشاهد ومحطات ووجوه عن دار الفرابي. بالإضافة إلى العديد من الدراسات والمقالات في الموسيقى والسياسة.الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
-
عند حدوث النكبة كان عمرك ١١ سنة، وكنت - بفضل علاقات والدك مع الموسيقيّين - معرّضاً للمشهد الموسيقيّ في فلسطين ذاك الوقت. هل يمكنك أن تصف لنا المشهد الموسيقي في فلسطين قبل النكبة؟
سحّاب: ولدت في مدينة يافا بأواخر العام 1937، أي قبل ولادة "دولة إسرائيل" بأحد عشر عاماً، لأمٍّ فلسطينيّة إنجيليّة وأب لبناني ماروني كان قد ولد في بيروت في العام 1907، لكنه قضى عمره حتى نكبة 1948 في يافا. حتى توفي في بيروت في أواخر العام 1991 وهو ما يزال يتحدث باللجهة الفلسطينيّة اليافيّة داخل بيته وخارجه.
عشت في يافا مع شقيقي سليم (قائد أوركسترا بدار الأوبرا بالقاهرة حالياً)، وفكتور (دكتور في التاريخ)، حياة متصلة حتى العام 1945، حين انتقل والدي الى العمل في العاصمة الأردنيّة عمّان، ولكن مرتبطاً، بنفس الوقت، بالمركز في يافا حتى أواخر العام 1947، عندما قرر العودة للإقامة هناك. ومع ظهور بوادر النكبة الشرسة، آثر والدي الانتقال نهائيّاً إلى لبنان. أي أن علاقتي المباشرة بحياتي في يافا انقطعت قبل أشهر من انقطاع بقية المهجّرين عنوة إلى الدول العربيّة المجاورة.
في سنواتي الثماني الأولى المتصلة بيافا، تكوّنت البذور الأولى لجوهر شخصيتي ككاتب سياسي وناقد موسيقي. وكان ذلك التكون غنيّاً ومتدفّقاً إلى درجة أن نكبة العام 1948 جاءت تقطع عنّي شلال حياة متدفّق بالأحاسيس والمشاعر والقيم شديدة التنوع والغنى.
كانت يافا مركزاً موسيقيّاً مهماً في المنطقة. حيث كان يقوم أهم المطربين العرب ببدء جولاتهم العربية هناك. وخاصّةً من قدم منهم من القاهرة في أولى رحلاتهم لبلاد المشرق العربي. كان والدي يحدّثني عن الحفلات التي كانت تحدث مثل حفلة الموسيقي المصري سيد الصفتي مثلاً. كانت هذه المرحلة القديمة. أما المرحلة الجديدة، فلقد ارتبطت بولادة الفن الإذاعي. وتأثرتُ بالمشهد الموسيقي الذي كان يأتيني عبر الأثير (الراديو)، وهذا ما نشأت عليه. وكان هذا من خلال ثلاث إذاعات بشكل خاص: إذاعة القاهرة، والتي كانت أول وأقوى وأقدم إذاعة عربيّة وكان عليها إقبال كبير بيافاكأنها تبث منها. ثم كانت هناك إذاعة القدس، وإذاعة الشرق الأدنى.
وأنتم كعائلة سحاب كنتم تجاورون مقر إذاعة الشرق الأدنى.
سحّاب: كانت تبعد عنا محطة أوتوبيس واحدة. كان هناك مقهى اسمه مقهى حنا السرياني. وكان يتردد إلى هذا المقهى بشكل دائم فنانو إذاعة الشرق الأدنى. وكنت أرى هؤلاء الفنانين وأتحمّس كثيراً لرؤيتهم أمام عيني المجردة بلحم ودم. كان هؤلاء أبطالي الذين كنت أستمع لهم على الأثير يتجسّدون أمامي في ذلك المقهى. وأذكر بوضوح - في عيد ميلادي الخامس أو السادس - أن أبي أحيا سهرة كبيرة بمناسبة عيد ميلادي في بيتنا كان نجومها فنانو إذاعة الشرق الأدنى. وكان في الحفل عازف البزق التاريخي والعبقري محمد عبد الكريم الذي كان معروفاً بلقب "أمير البزق" الذيكان سوريّاً وعاش في فلسطين. وهو أهم عازف بزق عربي في القرن العشرين.
-
إذاً هؤلاء الموسيقيين الهامين كانوا يختارون فلسطين مقرّاً لهم؟
سحّاب: كان يجتذبهم النشاط الإذاعي في فلسطين. حيث كانت الإذاعات الثلاث التي ذكرتها أقوى الإذاعات العربيّة. وكانت إذاعتا القدس والشرق الأدنى تستقطب فنانين من كافة أنحاء المنطقة. أذكر أن عندي تسجيلاً بصوت محمد عبد المطلب يتحدث في عن مشاركته في كورس محمد عبد الوهاب، ولكنه عندما أراد تأسيس نفسه كمطرب مستقل، لم يلق أي نجاح في القاهرة واعتبرت حفلاته فاشلة. يقول محمد عبد المطلب في التسجيل أنّ نجاحه بدأ في إذاعة القدس، ومن ثم انتقلت شهرته من فلسطين إلى مصر ليتابع هناك نجاحه الباهر ومشواره الفنّي الغني. هذا يعني أن إذاعةالقدس الفلسطينيّة كانت تستقطب فنانين من كل المشرق العربي وحتى مصر. وكان من هؤلاء الذين اهتمّوا بالعمل مع الإذاعات الفلسطينيّة فنانين كبار مثل محّمد عبد الوهاب ورياض السنباطي وأسمهان وفتحيّة أحمد.
كانت تلك الإذاعات في ذلك الوقت المبكّر أهم إذاعات الوطن العربي، حيث لم تكن كثير من البلدان العربيّة قد قامت بتأسيس إذاعاتها بعد. وقد انتقلت إلى متابعة البرامج الموسيقيّة، من مطالعة المجلات الإذاعيّة المتخصصة، التي أصبحت من المدمنين على قراءتها، بعد تقدمي في القراءة والكتابة. وقد بلغ شغفي يومها بمتابعة أغاني محمّد عبد الوهاب الإذاعيّة الطويلة، والتي لم يكن يجري تقديمها إلّا من إذاعة القاهرة، أنني كنت أراقب مواعيد إذاعتها في مجلة "الراديو المصري"، وأبلغ والدي بتلك المواعيد.
ومن أعزّ ذكرياتي الموسيقيّة عن تلك المرحلة التأسيسيّة المبكّرة، أن والدي كان يروي لي أنّني عندما كنت في الثالثة أو الرابعة من عمري، كنت أستمع معه من إذاعة فلسطينيّة إلى معزوفة من معزوفات عبد الوهاب، لكنني قلت لوالدي أثناء الاستماع: المعزوفة لعبد الوهاب، لكن ليس هو الذي يعزفها. فلم يفهم والدي معنى هذه الإشارة حتى انتهت المعزوفة وقال المذيع: استمعتم الى معزوفة "كذا" لمحمد عبد الوهاب، عزفتها لكم أوركسترا الاذاعة.
معازف: ماذا عن الموسيقيين الفلسطينيين؟
سحّاب: من أهم الموسيقيين الفلسطينيين عندئذ كان حليم الرومي. ذهب حليم الرومى إلى القاهرة (١٩٣٥) ودرس في معهد الموسيقى العالي وكان اسمه حينئذ معهد فاروق الأول. وعاد ليعمل بإذاعة الشرق الأدنى، وكان أيضاً معه زميله روحي الخماش. وبعد النكبة، لجأ حليم الرومي إلى بيروت، بينما لجأ روحي الخماش إلى بغداد. وكانه هناك موسيقيين آخرين لجأوا إلى دمشق. وكان لهم فضل على إذاعة دمشق. وكانت هذه الإذاعات ضعيفة ولم تكن تمتلك خبرة ومستوى الإذاعات الفلسطينيّة والمصريّة في ذاك الوقت.
أذكر أن الموسيقار اللبناني توفيق الباشا قال لي أنّه عند بداية النهضة الموسيقيّة في لبنان في الخمسينيّات، كانت بيروت تضجّ برؤوس تلك النهضة مثل زكي ناصيف والرحابنة وغيرهم أفكار موسيقية جديدة. ولكن لم يكن عندهم موسيقيين لتفيذ هذه الأفكار. لذا إن جرأنا على التفكير بأنّه كان هناك فوائد للنكبة (يضحك) فهو أنها جلبت إلى لبنان مجموعة من الموسيقيين البارعين، والذين يجيدون قراءة النوتة الموسيقيّة. هذا شيء الذي لم يكن متوفراً في بيروت ذاك الوقت.
معازف: عودة إلى ذائقتك الموسيقية، هل يمكننا القول أنها تشكّلت في فلسطين قبل النكبة؟
سحّاب: كان والدي مغرماً منذ وقت مبكر باقتناء الحاكي الذي كانت تدار عليه الأسطوانات (ماركة صوت سيده)، في وقت لم يكن فيه ذلك في متناول معظم الأسر المتساوية معنا في المستوى الاجتماعي.
وأذكر انني ما إن بدأتُ أفتح عيوني الأولى كطفل يتلمّس معالم الحياة في المنزل الذي ولد فيه، حتى كانت تطالعني أرتال الأسطوانات العربيّة من أغاني مطربي بدايات القرن العشرين، وصولاً إلى سيد درويش، ومحمّد عبد الوهاب وأم كلثوم، الأكثر حداثة في تلك السنوات المبكرة.
هذا عن اتصالي الأوّل بالنماذج الرفيعة من الموسيقى العربيّة. أمّا الموسيقى الكلاسيكيّة الأوروبيّة، فقد بدأ اتصالي المبكّر بها من خلال ارتيادي الكنائس الانجيلية مع والدتي (كان جدي قسيساً إنجيليّاً)، حيث بدأت أستمع بشغف إلى تراتيلهم المأخوذة في معظمها من ألحان كبار الموسيقيين الكلاسيكيين، مثل: مندلسون وهاندل وباخ وبتهوفن.
هكذا كانت فلسطين مركزاً لحياة لثقافيّة ممتعة وغنيّة، ظلّت تغذي مشاعري الطفولية الأولى، حتى انتقال والدي للعمل في عمّان العام 1945.
معازف: كيف أثر اللجوء على اهتماماتك الموسيقيّة؟
سحّاب: منطقة المشرق العربي منطقة موسيقيّة واحدة متشابهة إلى حد كبير. لكنها تبدأ بالاختلاف من حدود مصر والمغرب العربي من جهة، والعراق من الجهة الأخرى. لذلك، لم أتغرّب موسيقيّاً عند نزوح عائلتي للبنان. بالإضافة إلى هذا، علينا أن نتذكّر أنّ العقل المدبّر في نهضة الأخوين رحباني كان الفنان الفلسطيني صبري الشريف، والذي نقل إليهم فكرة التطوّر الموسيقيّ من خلال البناء على الفولكلور، وليس البناء على فنون الغير. أي أن التطور يجب أن يأتي من داخل ثقافتنا. كانت لهذه الأفكار دور كبير في تطور الموسيقى اللبنانيّة عامّة، وموسيقى الرحابنة خاصة. وقد بقيصبري الشريف مدير فرقة الأخوين رحباني إلى آخر أيامه. هذا يعني أن الأثر الفلسطيني كان موجوداً في صميم نتاج الموسيقى اللبنانيّة في أيام عزها.
وهكذا فقد سمح لي القدر أن أواكب بداية النهضة الموسيقيّة اللبنانيّة. أذكر أنني كنت موظفاً في وكالة الغوث (الأنروا) في العام ١٩٥٧، في الوقت الذي كانت تجري فيه تدريبات مهرجان بعلبك للموسيقى. كانت السنة الثانية للمهرجان، وكانت المرة الأولى التي تضمّن فيها البرنامج موسيقى عربيّة. كانت التدريبات تجري في مكان ملاصق لمكاتب الأنروا حيث كنت أعمل. وكنت وقتها أهرب من العمل لأحضرها كاملة. وبدأت علاقتي بالنهضة الموسيقية اللبنانيّة من ذاك الوقت. حيث أن حلمي الباشا كان يقود هذه التدريبات، وكنت أتسلّل إليها بدون إذن. ولذا كان ينزعج مني حلمي الباشا.فهو كجميع الموسيقيين لم يعجبه أن يحضر تدريباته أي شخص من العامة. ولكنه عندما رأى مدى انبهاري وانشدادي وإنصاتي اللصيق لأداء الموسيقيين، سمح لي بأن بمتابعة الحضور، بل وأحضر لي كرسيّاً أجلس عليه. كنت أستمع بوَلَه وتأثر شديدين، ولم أنبس بكلمة واحدة طيلة وجودي هناك. منذ تلك الأيام بدأت أعمل بالصحافة وأكتب بالموسيقى والسياسة في نفس الوقت. ومن خلال كتاباتي الموسيقية نشأت بيني وبين هؤلاء الفنانين علاقة صداقة. أذكر أنني دعيت إلى سهرة في بيت الأخوين رحباني كان حاضراً فيها الموسيقار محمّد عبد الوهاب. وكان ضيف الشرف. وهكذا ولدتعلاقة ود وصداقة شخصيّة بيني وبين الكثير من الموسيقيين اللبنانيين في ذاك الوقت.
كنت أيضاً أتابع وقتها الموسيقى الكلاسيكية. كان هناك برنامجاً إذاعياً يحضره ويقدمه فهمي معلوف - والد الكاتب الكبير أمين معلوف - الذي كان يقدّم فيه مقطوعات باخ وبيتهوفن وغيرهم مع شرح للمقطوعة ومعلومات عن المؤلّفين. من هذا البرنامج بدأ اهتمامي بالموسيقى الكلاسيكيّة، ما دفعني لجمع أسطوانات كلاسيكيّة. وهذا ما أدى إلى تعلّق أخي سليم سحاب بالموسيقى الكلاسيكيّة بعد أن كان يستمع إلى هذه الأسطوانات التي اقتنيتها. وعندما كبر، ذهب إلى موسكو ودرس الموسيقى الكلاسيكية لمدة ١٢ سنة، وهو الآن قائد أوركسترا الفرقة القوميّة العربيّة للموسيقى بدارالأوبرا المصريّة. ولكنه أيضاً بعد كل هذا عاد إلى الموسيقى العربيّة.
تعليق
-
معازف: في الأيام الصاخبة والعنيفة تلك، هل كان هناك تماس بين الفلسطيني الموسيقي والفلسطيني المناضل؟
سحّاب: انخرط الكبار من فناني فلسطين والذين هاجروا إلى الجوار العربي، مثل رياض البندك، والذي كان يتنقل بين القاهرة وبيروت، بالمشهد الموسيقي العربي العام. ولكنهم غنوا أيضاً الأغاني الوطنية. حتى حليم الرومي الذي اعتقد الكثيرون أنه لبناني، بينما هو فلسطيني. رياض البندك مثلاً كانت له مساهمة كبيرة بإذاعة صوت العرب التي نشأتْ بعد ثورة يوليو بالقاهرة. وقام بإصدار العديد من الأناشيد العربيّة الوطنيّة العامة. وكان الهاجس الفلسطيني دائماً متواجداً في الأغنية العربيّة، سواء كان المغني فلسطينيّاً أم لم يكن.
مساهمة رياض البندك بالأغنية الوطنيّة كبيرة جداً وأعماله اشتهرت ونافست أعمال عبد الوهاب. وحليم الرومي كتب قصائد وطنية وهو أول من لحّن قصيدة أبو القاسم الشابي "إرادة الحياة".
معازف: وماذا حل بالإذاعات الفلسطينيّة بعد النكبة؟
سحّاب: انتقلت إذاعة الشرق الأدنى من جنين إلى يافا إلى القدس في عام ١٩٤٨ ثم إلى بيروت وقبرص. حيث كانت مكاتبها في بيروت وكان البث من قبرص. وهنا أصبحت إذاعة عربيّة تعمل من بيروت، وكانت مسؤولة عن النهضة الموسيقيّة في بيروت. وبقيت في مكانها حتى العدوان الثلاثي على مصر في ١٩٥٦. حيث بدأت إدارة المحطة تنحاز إلى القوات البريطانيّة ضد مصر، مما دفع موظفيها العرب إلى الاستقالة. توزع هؤلاء على الإذاعات العربيّة المختلفة.
أما إذاعة القدس فانتقلت إلى رام الله في ١٩٤٨ ومن ثم انتقلت إلى عمّان في الخمسينيّات، وأصبحت الإذاعة الأردنيّة الحاليّة.
معازف: ذكرت سابقاً أن كانت عائلتك تملك مجموعة كبيرة من الأسطوانات تركتوها وراءكم عندما نزوحكم عن فلسطين. هل تعرف ما حدث لهذه الاسطوانات؟
سحّاب: لا، أبداً. لم أعد إلى يافا منذ النكبة ولا أعرف ما حدث للأسطونات. إذ بقيت في بيت عمي إلى حين نزوحه هو في عام ١٩٤٨. ولم يتسنّ له بالطبع أخذ أي شيء معه وضاعت الأسطوانات إلى الأبد.
كانت مجموعة ثمينة جداً جمعها والدي عبر سنين طويلة، ولكن عندما أتى عمي لم يأخذ معه شيئاً سوى ثيابه التي كانت عليه، حاله حال كل من نزح في تلك الأيام.
تعليق
تعليق