بالصور: تشييع الفنان صباح عبيد مع غياب تام لفناني سوريا واتهامهم بقلة الوفاء
دمشق- حسام لبش
شيّع من مستشفى الأسد الجامعي بدمشق، صبيحة اليوم الأحد، الفنان السوري صباح عبيد، الذي وافته المنية أمس السبت، بعد فترة قصيرة من إصابته بمرض أدخله في غيبوبة، ليكون عبيد فاتح حساب 2013 في وفيات الوسط الفني والتي بلغت تسع حالات العام الماضي.
وبحضور موقع النشرة وعدد من أصدقاء وأقرباء الفنان، ووسط غياب تام لجميع الفنانين، وكل مسؤولي الدولة الذين كان عبيد واحدا منهم كنائب في البرلمان، خرج نعشه من باب المستشفى إلى سيارة الموتى، لتنطلق السيارة به إلى مطار المزة لتقله بطائرة باتجاه مدينة اللاذقية حيث سيوارى جثمانه الثرى هناك.
سجّل حضور فنان واحد فقط هو الممثل فاضل الوفائي والذي أكد للنشرة عدم استغرابه لغياب الفنانين عن وداع زميلهم لأنه يدرك أن الفنانين عديمي الوفاء في الوسط الفني حسب تعبيره. وذهب وفائي لوصفهم بعبارات أكبر من هذه بكثير.
وعلم النشرة من ناجي عبيد، نجل الفقيد، أن الدفن سيتم في اللاذقية عصر اليوم الأحد بعد الصلاة، مشيرا إلى أن مراسم العزاء به ستجري على مرحلتين الأولى في اللاذقية مباشرة بعد الدفن ولثلاثة أيام، والثانية ستكون في دمشق وتبدأ في الرابع من آذار المقبل وتستمر لثلاثة أيام أيضا.
وبرغم رحيله إلا أن صباح عبيد ( 63 عاما) سيظهر في الموسم الرمضاني المقبل من خلال مسلسل واحد لعب بطولته ويحمل عنوان " عيلة ومكترة" وهو مسلسل اجتماعي كوميدي يطرح قضايا عائلية تتحول إلى مشكلات ويحاول الوصول إلى نتيجة بأسلوب ساخر، ليكون هذا العمل خاتمة ما أنجزه "غضنفر الشاشة السورية" من مسلسلات بدأها في العام 1960.
ولد صباح عبيد في العام 1950 ومنذ أن بلغ الثالثة عشرة في العام 1960 من العمر، دخل أجواء الفن من خلال العمل في المسرح، من خلال أدائه لشخصيات بطولية في مسرحيات طلابية. وتزامن ذلك العام مع تأسيس التلفزيون السوري، فبدأت مسلسلات الدراما بالإنتاج الحكومي، ليحصل صباح عبيد في أول ثلاث سنوات على أربع شخصيات أداها لشبان يافعين يدورون في فلك الكبار.
وبتجسده لتلك الأدوار، أعلن صباح نفسه ممثلا، وعمل جاهدا لدراسة التمثيل أكاديميا، لكن خانه في تلك الفترة عدم وجود معهد عال للفنون المسرحية يخرّج ممثلين كما يحصل منذ ثلاثين عاما في سورية.
لكن الآليات المعتمدة في تلك المرحلة كانت تسهل للفنان المبدع فرص الوصول إلى لقب ممثل، وذلك بمجرد أن يقنع المخرجين بموهبة يملكها، وهذا ما كان الأمر عليه بالنسبة لعبيد.
في العام 1972 تأسست نقابة الفنانين في سورية وحصل صباح على عضوية فيها ليغدو منذ ذلك الوقت علما من أعلام هذه النقابة.
شغل الرجل مناصب على الدوام في النقابة، وطوال 30 عاما لم يتغيب عنها ليوم واحد.
في العام 2006، وبدعم من قيادات عليا في الدولة اعترف هو بها، وصل صباح إلى منصب نقيب الفنانين في سورية، نظرا لما يتمتع به من شخصية قيادية تمكنه من تسيير أمور النقابة في الاتجاه الذي يراد أن يكون، فشغل هذا المنصب لمدة سنتين ونصف السنة، كان خلال تلك الفترة مثيرا للجدل بمختلف قراراته التي أصدرها.
مما قاله لنا صباح عبيد في العام 2008 إنه لم يغب ليوم واحد عن نقابة الفنانين منذ العام 1979 وبخاصة في الفترة المسائية الأمر الذي كشفه فنانون كبار عايشوا النقابة في مبناها طوال تلك الفترة.
شغل مقعد في مجلس الشعب في دورته من 2007 وما تلا، فخرجت اصوات فنية معارضة قادها الفنان بسام كوسا، تنسب جرأته إلى منصبه البرلماني وإلى دعم يلقاه من رموز في الدولة، لكنه لم يأبه بتلك المواقف.
صيف العام 2008 ظهر في برنامج لقناة عربية أكد فيها أنه نادم على توليه منصب نقيب الفنانين، وعلى دخوله البرلمان، فكان أن أقيل من منصبه بقوة من جهة أعلى دون أن يُكشف عن ذلك رسميا، لكننا في تلك المرحلة اتصلنا به لنعرف الحقيقة فقال: الشيء الوحيد الذي يمكنني البوح به هو أنني ممنوع من التصريح للصحافة!!.
في العام 2012 عاد وترشح لانتخابات البرلمان فخسر وقد عزا معارضوه عدم فوزه بمقعد لانحسار الدعم الذي تلقاه في انتخابات 2007.
في الدراما، عرف صباح عبيد بالشخصية القوية، وقد ساعدته بنيته القوية وصوته الخشن في لعب أدوار الشراسة في مسلسلات تاريخية، فأدى شخصية الغضنفر في مسلسل البركان، وشخصية الباشق في مسلسل " الجوارح بمختلف أجزائه، وكان في تلك الأعمال المقاتل الشرس حامل السيف في الصحاري العربية.
استخدم صباح عبيد صوته الرجولي للغناء للوطن، فأنشد في العام 2006 في ديو مع مجموعة من نجوم الدراما السورية للوطن في ظروف قاسية كانت تمر بها البلاد على خلفية مقتل رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري، وشاركه فيها: سلوم حداد ورفيق سبيعي وناجي جبر وسلمى المصري وآخرون.
وكرر الأمر في العام 2008 فأنشد مع نخبة من نجوم الطرب العربي في ديو لدمشق في احتفالية "دمشق عاصمة الثقافة العربية" وشاركه فيها:هاني شاكر ولطيفة التونسية وحسين الجسمي وعاصي الحلاني وآخرون.
كتب صباح عبيد في الصحافة مقالات جريئة طوال ثلاثين عاما وكان يملك بطاقة صحفي من اتحاد الصحفيين في سورية.
يشار إلى أنه وبالرغم من كون رأس صباح عبيد سيسقط في مدينة اللاذقية على الساحل السوري، إلا أن الفقيد ينحدر من منطقة إعزاز في شمال حلب الأمر الذي أكده لنا أثناء زيارتنا له في العام 2008 في مكتبه حين كان نقيبا للفنانين، دون أن يُذكَر سبب ما لتغيير وجهة الدفن.
دمشق- حسام لبش
شيّع من مستشفى الأسد الجامعي بدمشق، صبيحة اليوم الأحد، الفنان السوري صباح عبيد، الذي وافته المنية أمس السبت، بعد فترة قصيرة من إصابته بمرض أدخله في غيبوبة، ليكون عبيد فاتح حساب 2013 في وفيات الوسط الفني والتي بلغت تسع حالات العام الماضي.
وبحضور موقع النشرة وعدد من أصدقاء وأقرباء الفنان، ووسط غياب تام لجميع الفنانين، وكل مسؤولي الدولة الذين كان عبيد واحدا منهم كنائب في البرلمان، خرج نعشه من باب المستشفى إلى سيارة الموتى، لتنطلق السيارة به إلى مطار المزة لتقله بطائرة باتجاه مدينة اللاذقية حيث سيوارى جثمانه الثرى هناك.
سجّل حضور فنان واحد فقط هو الممثل فاضل الوفائي والذي أكد للنشرة عدم استغرابه لغياب الفنانين عن وداع زميلهم لأنه يدرك أن الفنانين عديمي الوفاء في الوسط الفني حسب تعبيره. وذهب وفائي لوصفهم بعبارات أكبر من هذه بكثير.
وعلم النشرة من ناجي عبيد، نجل الفقيد، أن الدفن سيتم في اللاذقية عصر اليوم الأحد بعد الصلاة، مشيرا إلى أن مراسم العزاء به ستجري على مرحلتين الأولى في اللاذقية مباشرة بعد الدفن ولثلاثة أيام، والثانية ستكون في دمشق وتبدأ في الرابع من آذار المقبل وتستمر لثلاثة أيام أيضا.
وبرغم رحيله إلا أن صباح عبيد ( 63 عاما) سيظهر في الموسم الرمضاني المقبل من خلال مسلسل واحد لعب بطولته ويحمل عنوان " عيلة ومكترة" وهو مسلسل اجتماعي كوميدي يطرح قضايا عائلية تتحول إلى مشكلات ويحاول الوصول إلى نتيجة بأسلوب ساخر، ليكون هذا العمل خاتمة ما أنجزه "غضنفر الشاشة السورية" من مسلسلات بدأها في العام 1960.
ولد صباح عبيد في العام 1950 ومنذ أن بلغ الثالثة عشرة في العام 1960 من العمر، دخل أجواء الفن من خلال العمل في المسرح، من خلال أدائه لشخصيات بطولية في مسرحيات طلابية. وتزامن ذلك العام مع تأسيس التلفزيون السوري، فبدأت مسلسلات الدراما بالإنتاج الحكومي، ليحصل صباح عبيد في أول ثلاث سنوات على أربع شخصيات أداها لشبان يافعين يدورون في فلك الكبار.
وبتجسده لتلك الأدوار، أعلن صباح نفسه ممثلا، وعمل جاهدا لدراسة التمثيل أكاديميا، لكن خانه في تلك الفترة عدم وجود معهد عال للفنون المسرحية يخرّج ممثلين كما يحصل منذ ثلاثين عاما في سورية.
لكن الآليات المعتمدة في تلك المرحلة كانت تسهل للفنان المبدع فرص الوصول إلى لقب ممثل، وذلك بمجرد أن يقنع المخرجين بموهبة يملكها، وهذا ما كان الأمر عليه بالنسبة لعبيد.
في العام 1972 تأسست نقابة الفنانين في سورية وحصل صباح على عضوية فيها ليغدو منذ ذلك الوقت علما من أعلام هذه النقابة.
شغل الرجل مناصب على الدوام في النقابة، وطوال 30 عاما لم يتغيب عنها ليوم واحد.
في العام 2006، وبدعم من قيادات عليا في الدولة اعترف هو بها، وصل صباح إلى منصب نقيب الفنانين في سورية، نظرا لما يتمتع به من شخصية قيادية تمكنه من تسيير أمور النقابة في الاتجاه الذي يراد أن يكون، فشغل هذا المنصب لمدة سنتين ونصف السنة، كان خلال تلك الفترة مثيرا للجدل بمختلف قراراته التي أصدرها.
مما قاله لنا صباح عبيد في العام 2008 إنه لم يغب ليوم واحد عن نقابة الفنانين منذ العام 1979 وبخاصة في الفترة المسائية الأمر الذي كشفه فنانون كبار عايشوا النقابة في مبناها طوال تلك الفترة.
شغل مقعد في مجلس الشعب في دورته من 2007 وما تلا، فخرجت اصوات فنية معارضة قادها الفنان بسام كوسا، تنسب جرأته إلى منصبه البرلماني وإلى دعم يلقاه من رموز في الدولة، لكنه لم يأبه بتلك المواقف.
صيف العام 2008 ظهر في برنامج لقناة عربية أكد فيها أنه نادم على توليه منصب نقيب الفنانين، وعلى دخوله البرلمان، فكان أن أقيل من منصبه بقوة من جهة أعلى دون أن يُكشف عن ذلك رسميا، لكننا في تلك المرحلة اتصلنا به لنعرف الحقيقة فقال: الشيء الوحيد الذي يمكنني البوح به هو أنني ممنوع من التصريح للصحافة!!.
في العام 2012 عاد وترشح لانتخابات البرلمان فخسر وقد عزا معارضوه عدم فوزه بمقعد لانحسار الدعم الذي تلقاه في انتخابات 2007.
في الدراما، عرف صباح عبيد بالشخصية القوية، وقد ساعدته بنيته القوية وصوته الخشن في لعب أدوار الشراسة في مسلسلات تاريخية، فأدى شخصية الغضنفر في مسلسل البركان، وشخصية الباشق في مسلسل " الجوارح بمختلف أجزائه، وكان في تلك الأعمال المقاتل الشرس حامل السيف في الصحاري العربية.
استخدم صباح عبيد صوته الرجولي للغناء للوطن، فأنشد في العام 2006 في ديو مع مجموعة من نجوم الدراما السورية للوطن في ظروف قاسية كانت تمر بها البلاد على خلفية مقتل رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري، وشاركه فيها: سلوم حداد ورفيق سبيعي وناجي جبر وسلمى المصري وآخرون.
وكرر الأمر في العام 2008 فأنشد مع نخبة من نجوم الطرب العربي في ديو لدمشق في احتفالية "دمشق عاصمة الثقافة العربية" وشاركه فيها:هاني شاكر ولطيفة التونسية وحسين الجسمي وعاصي الحلاني وآخرون.
كتب صباح عبيد في الصحافة مقالات جريئة طوال ثلاثين عاما وكان يملك بطاقة صحفي من اتحاد الصحفيين في سورية.
يشار إلى أنه وبالرغم من كون رأس صباح عبيد سيسقط في مدينة اللاذقية على الساحل السوري، إلا أن الفقيد ينحدر من منطقة إعزاز في شمال حلب الأمر الذي أكده لنا أثناء زيارتنا له في العام 2008 في مكتبه حين كان نقيبا للفنانين، دون أن يُذكَر سبب ما لتغيير وجهة الدفن.
تعليق