تتواصل في دمشق عمليات تصوير مشاهد مسلسل "بلا غمد" للمخرج فهد ميري والكاتب عثمان جحا والذي سيعرض العام الحالي خلال شهر رمضان المقبل.
وتدور أحداث العمل في ظروف الأزمة السورية الحالية، ويجسد حالة لم تعد غريبة على أي متابع للشأن السوري العام: صراع داخلي، اقتتال مسلح، بيع الضمير، صمود ومقاومة... إلخ.
ويكتسي العمل جواً إستخبارياً يبدأ من تكليف ضابط شريف بدخول منطقة معينة يتحصن فيها ضابط سابق منشق ارتكب جريمة إرهابية بحق ضابط أمن بارز، ومن هنا تنطلق الخيوط لتتشابك معلنة تشكيل لوحة سورية واقعية بحق.
المخرج فهد ميري يؤكد أن الذي سيراه الجمهور ليس ملفا سياسيا بقدر ما هو اجتماعي إنساني، ويرى أن عوامل التكامل متوفرة وبخاصة مع إدراك المشاهد مسبقا لما سيعرض.
كما، وفي الوقت نفسه، ينفي أن يتخذ العمل موقفا من المعادلة السياسية، مشددا على أن "بلا غمد" إنما يطرح واقعا ويوجه أسئلة بعضها يجاب عنه في المسلسل وبعضها متروك للمشاهد.
ويؤدي أدوار البطولة في المسلسل نخبة من نجوم الدراما السورية وفي مقدمتهم وائل رمضان وديمة قندلفت ومحمد الأحمد وخالد القيش ولمى الحكيم ووجدي عبيدو ونادين خوري وسواهم.
ويكتفي الفن باستعراض آراء من دخلوا التصوير حتى الآن، في ضوء عدم التحاق بعض النجوم في اللوكيشن المستمر يوميا منذ أسبوعين تقريبا.
وائل رمضان
أؤدي دور الشيخ سعيد وهو رجل سبق وأن تعرض لمظلمة من قبل الدولة، ما يؤدي إلى انتهازه فرصة الأحداث لينتقم منها شر انتقام.
سعيد هذا يستغل المظاهرات فيغذيها ليجعلها مطية له للوصول إلى السلطة في حارته الشعبية، فيسيطر عليها بالمطلق ويصبح الحاكم الفعلي لها وبأمر الله حيث يكون متشددا دينيا.
وفي صراعه هذا يصبح كل شيء تحت سلطته ويدفع بالناس للموت في سبيله، لكن العائق الوحيد في وجهه تكون زوجته المثقفة والتي لا يستطيع لجمها بالمطلق.
العمل معاصر وأفكاره ليست بعيدة عن أي متابع، لكن الحبكة التي أتى بها النص ستجعل للمفاجآت دور كبير في وقت العرض.
أما التعاون مع المخرج فهد ميري فلا يمكن الحديث عنه بسطور قليلة لأنه مخرج مثقف وهادىء ويعرف كيف يصيغ كاميرا مختلفة على الدوام.
ديمة قندلفت
أكون خولة، زوجة الشيخ سعيد، الرجل الذي يتحكم بمصير الناس ويلتهي عن حياته وعائلته في سبيل سلطته على الحي والتي يحققها بفعل الأحداث في سورية. تصل الأمور به ذات يوم إلى أن يصدر قرار بإغلاق مدرسة الحي، الأمر الذي أرفضه شكلا ومضمونا لأنني معلمة في الأساس.
تكون كل خلافاتي معه لأسباب إنسانية فلا بعد سياسي في أية مشكلة، لذا سيبدو هنا الصراع من أجل الفكر والعقل وباستخدام الفكر والعقل لدى امرأة لا يمكنها حمل سلاح للدفاع عن مبادئها.
محمد الأحمد
أؤدي دور المقدم مجد الذي يكون ضابطا شريفا في صفوف الجيش العربي السوري ويكلف بمهمة صعبة جدا وهي دخول منطقة معينة يتحصن فيها ضابط أمن سابق انشق عن الدولة بعد أن فجر مبنى أمنيا وقتل ضابطا رفيعا، وتكون مهمتي الإتيان به حياً.
مصاعب كثيرة تواجهني في المهمة إلى أن يتحقق ذلك لكن بعد استنزاف كبير في النفس والأعصاب. وتكون ملاحظات المقدم مجد منصبة على تغيرات كثيرة طرأت على ذلك الحي بعد دخول الإرهابيين إليها، ويصل للحظة يشعر فيها أنه لا أمل بشيء.
المسلسل واقعي، بل هو مستمد من الواقع، لكن الإثارة حاضرة مع مراعاة المنطقية في الطرح، وهذا متوفر بفعل تواجد مخرج كبير وخبير مثل الأستاذ فهد ميري.
وجدي عبيدو
أؤدي دور أيهم وهو شخصية وسطية في الأحداث ويميل بوسطيته إلى الإيجابية. يرفض ممارسات السلطة في البداية ما يجعله يخرج في مظاهرات ضدها باحثا عن مساحات من الحريات في البلد. يصطدم أيهم لاحقا بالشيخ سعيد وبالإرهاب، ويقف بين أمرين: إما الدولة التي ظلمته سابقا وإما الإرهاب.. فيكون قراره بدعم الجيش ضد الإرهاب من باب أن الدولة تبقى دولة، أما الإرهاب فيجب أن يزول.
المسلسل يخوض في بحر البدايات للأزمة السورية ويطرح كل شيء بدقة، ولا يحابي أحدا، مع ضرورة نسف الإرهاب ونبذه وعدم المهادنة معه كما هو مطروح في المسلسل.
العمل مع المخرج فهد ميري غاية في الأهمية والقيمة، فهو مخرج يعطي مساحات للممثل من جهة ويضيف إليه لمسات لا يمكن المرور عندها دون توقف من جهة أخرى.
لمى الحكيم
ألعب دور سكارليت وهي صحفية ناشطة في دمشق وتكون مخطوبة لشاب عسكري في الجيش السوري فيستشهد في إحدى المعارك ضد الإرهابيين.
تفكر سكارليت بالانتقام من الإرهاب ولكن على طريقتها وضمن مجالها، فتبدأ بإعداد بحث صحفي عن الإرهاب وتذهب إلى مناطق الإرهابيين لتعريتهم بصور ووثائق تؤكد كل ما تأتي به.
هناك في المنطقة المسيطر عليها من قبل الإرهاب، ستلتقي سكارليت بمحمد وهو الضابط المسؤول عن شقيق خطيبها الشهيد، وتقع بعض التفاعلات التي تفيد بكل ما هو إيجابي ومنطقي.
المسلسل يؤسس لدراما أزمة مختلفة عما سبق وتم تقديمه، وكل شيء فيه من الواقع ولا وجود للخيال أو الاجتهاد الذي لا يقبله عقل المشاهد.
أما التعاون مع المخرج فهد ميري فهو مهم جدا لأنه ينتمي لمدرسة تخدم الممثل والعمل قبل أي شيء آخر.