فيلم هيفاء وهبي يثير ضجة ومجلس الأمومة والطفولة يطالب بوقف عرضه
بمجرد عرض فيلم هيفاء وهبي الجديد «حلاوة روح»، أثيرت ضجة كبيرة حوله، خاصةً بعد أن أصدر المجلس القومي للأمومة والطفولة بياناً طالب فيه بوقف عرض الفيلم لإساءته للمرأة والطفل، في الوقت الذي حقق فيه الفيلم إيرادات طيبة في الأيام الأولى له في دور العرض.
بدأ الناقد طارق الشناوي حديثه بتقييم أداء هيفاء وهبي في هذا الفيلم؛ الذي تخوض من خلاله ثانية تجاربها السينمائية، قائلاً: «هيفاء ليست السبب الرئيسي في ارتكاب العديد من الأخطاء بالفيلم، فيجب أن نلقي اللوم على المخرج سامح عبد العزيز الذي لم يوظف نجومية هيفاء وهبي، بل استغل أنوثتها، فأنا فوجئت بظهور هيفاء بكامل أناقتها وجمالها في بعض المشاهد التي تتعرض خلالها للاغتصاب والضرب، وهو الأمر الذي أفقد الفيلم عنصر المصداقية. الفيلم ضعيف فنياً واعتمد على الإثارة والمشاهد الساخنة فقط».
ويضيف: «أما في ما يخص البيان الذي أصدره مجلس الأمومة والطفولة، والذي يطالب بوقف عرض الفيلم بسبب إساءته إلى المرأة واستغلاله للأطفال، فأنا لا أؤيد هذا الكلام ولا أريد أن نعطي الأمور أكبر من حجمها، فهو مجرد فيلم ضعيف لم يحقق أي نجاح جماهيري، لكن لا أنكر أن وجود طفل ضمن أحداث الفيلم يقع في حب هيفاء أثار دهشتي، خاصة أن العمل للكبار فقط».
صدمة
اختلفت الناقدة خيرية البشلاوي مع طارق الشناوي، مؤكدةً أن الفيلم يحمل العديد من الكوارث الأخلاقية التي تهدد المجتمع، وتقول: «صدمت عندما شاهدت هذا الفيلم، فهو يعتمد على مجموعة من المشاهد المثيرة والفاضحة ونظرته إلى المرأة تقتصر على جسدها، فالفيلم يسيء إلى المرأة، بل يحتوي على كارثة أخرى، وهي شخصية الطفل الذي يقع في حب هيفاء. وبالتالي العمل من وجهة نظري يروِّج للتحرش ويدمر المجتمع أخلاقياً، بل يقلل من قيمة المرأة ومكانتها، كما أنني أرفض ما يُقال حول سرقة فكرة الفيلم من فيلم «مالينا» للنجمة مونيكا بيلوتشي، فالمخرج سامح عبد العزيز لم ينجح في الوصول إلى جودة هذا الفيلم الإيطالي وروعته».
وتضيف: «أما في ما يتعلق بأداء هيفاء وهبي وموهبتها، فأنا لا أريد الحديث عن هذا الأمر، لأنها ببساطة لم تبذل أي مجهود في الفيلم، بل اعتمدت على أنوثتها وجمالها ونجوميتها».
بيان
وتقول عزة العشماوي، الأمين العام لمجلس الأمومة والطفولة: «المجلس لم يصدر بياناً يعبر من خلاله عن استيائه الشديد من فيلم «حلاوة روح» إلا بعد شعوره بخطورته على المجتمع، فهو يحتوي على مشاهد لا تتناسب مع الأطفال ومع قيم وتقاليد المجتمع المصري، فالمجلس شعر بالفزع بعد رؤيته لأفيش الفيلم، والذي تظهر من خلاله هيفاء مرتدية فستاناً مثيراً ويتهافت حولها الرجال، لكنها تنظر إلى طفل بلهفة وإثارة، بالإضافة إلى وجود مشاهد يردد من خلالها هذا الطفل العديد من الألفاظ البذيئة».
وتضيف: «رغم أن الفيلم للكبار فقط، إلا أنه يستغل الأطفال بشكل مسيء كما يسيء إلى المرأة، والفيلم يمثل خطورة أخلاقية تؤثر على قيم الأطفال وتنشئتهم بما ينعكس سلباً على الأخلاق العامة التي ترتبط بتزايد حالات العنف فى المجتمع بصفة عامة وضد الأطفال بصفة خاصة. لذلك أطالب هيئة الرقابة على المصنفات الفنية بتوخي الحذر وبمراجعة قراراتها الخاصة بإجازة عرض هذا الفيلم الذي يهدد المجتمع».
محاولة تقليد
يتفق الدكتور رشاد عبد اللطيف، أستاذ علم الاجتماع، مع عزة العشماوي ويقول: «هذه النوعية من الأفلام تمثل خطورة على المجتمع، فشخصية الطفل الذي يقع في حب هيفاء سيكون بمثابة مثل أعلى للعديد من الأطفال والمراهقين الذين يحبون مشاهدة الأفلام ويتأثرون بها، وبالتالي سيكون لديهم رغبة في تقليده، ولذلك يجب أن نتوخى الحذر وأن نستخدم الإعلام والفن بشكل سليم وقادر على الارتقاء بالمجتمع وليس هدمه، فالفن أصبح سلاحاً قوياً لا بد من استغلاله، لكني أريد أن أؤكد أن الحل الوحيد لحماية الأطفال من هذه النوعية من الأفلام السيئة في يد الأسرة، والتي يجب أن تتولى مسؤولية رقابة أبنائها وحمايتهم من هذه الأخطار».
دفاع
قرر محمد السبكي منتج الفيلم التعليق على هذه الانتقادات والاتهامات ويقول: «هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها أفلامي إلى انتقادات، وذلك الأمر لم يعد يشغلني كثيراً، فأنا أسمع دائماً عن حملات لمقاطعة أفلامي، لكن الإيرادات تؤكد نجاح الفيلم مع الجمهور، وأن كل ما يُقال حول رفض الجمهور لهذه الأعمال مجرد كلام فارغ، وهذا الأمر يعطيني دفعة للعمل فقط وإنتاج مزيد من الأفلام السينمائية والمساهمة في دفع عجلة الإنتاج إلى الأمام».
ويضيف: «رغم الأحداث السياسية الكثيرة التي تشهدها مصر، إلا أن الفيلم حقق إيرادات جيدة وما زلت أشعر بالتفاؤل وأتوقع له تحقيق نجاح أكبر خلال الفترة المٌقبلة».
كلمة الجمهور
أما المخرج سامح عبد العزيز فيؤكد أن فيلمه «حلاوة روح» يعتبر عملاً بسيطاً ويحمل طرحاً خاصاً لنظرة المجتمع إلى امرأة تتمتع بالأنوثة، مضيفاً أنه لا يوجد أي إساءة للمرأة أو الطفل، وأن من لديه رؤية مختلفة يمكن أن يقدمها هو في فيلم خاص به، لكنه ليس من حق أحد أن يحاكمه على رؤيته للفيلم.
وفي نهاية كلامه، يؤكد أن الجمهور هو صاحب الحكم النهائي على الفيلم ومدى نجاحه، وتحقيقه إيرادات ضخمة في أول يومي عرض دليل على أن الجمهور قال كلمته
تعليق