خسر العرب الأوسكار وربحوا لبنانية تغني بعشر لغات
لحقت الهزيمة بفيلمين، مصري وفلسطيني، في حفل جوائز الأوسكار 2014 فجر اليوم الاثنين بتوقيت لوس أنجلوس، فخسر "الميدان" أو The Square المصري، أمام الأميركي 20 Feet from Stardom في سباق المنافسة لفئة أفضل فيلم وثائقي، وخسر الفيلم الفلسطيني "عمر" جائزة أفضل فيلم أجنبي أمام The Great Beauty الإيطالي، ولم يصل للعرب شيء بالمرة من الأوسكار، إلا أنهم ربحوا بلبنانية كان صوتها واعداً في فيلم أميركي.
في فيلم "احتيال أميركي" الذي لحقت به أكبر هزيمة في تاريخ جوائز الأوسكار، لخروجه بسلة فارغة من أي منها، أغنية عربية نسمعها كاملة بصوت لبنانية تقيم منذ 7 سنوات في الولايات المتحدة التي تخرجت من إحدى معاهدها بالغناء والتأليف الموسيقي قبل عامين، وفيها تحيي حفلات غنائية لمهاجرين عرب وغيرهم بصوت "فيروزي وأسمهاني" معا، ساحر ورومانسي بعشر لغات.
أمس، حين كنت أجمع معلومات عن ميسا قرعة، المولودة في 1989 ببيروت، حيث درست الغناء والعزف على البيانو في "الكونسرفاتوار الوطني" منذ كان عمرها 12 عاما، سمعت صوتها لأول مرة، وهو ما يمكن لقارئ "العربية.نت" أن يسمعه أيضا في فيديوهات يجدها في "يوتيوب" بسهولة، خصوصا في مقابلتين أعدتهما معها منى حمزة في برنامج "حديث البلد" العام الماضي والحالي بمحطة "أم.تي.في" اللبنانية، وقد يجد صوتها رائعا، وفيه الكثير مما افتقدناه من طرب حقيقي.
من Winter to Spring إلى الأرنب الأبيض
ميسا في 3 لقطات
في صوتها "جاذب ما" وانطلاقات حرة من القيود تعيد الذاكرة إلى نجوم كبار عرفهم عالم الأغنية العربية، وغابوا جميعهم تقريبا عن مسرحها، مع ذلك فهي مجهولة بعض الشيء للمستمع العربي غير المهاجر، لكن صوتها جعلهم يختارونها دون غيرها من مئات المطربات، لتؤدي النسخة العربية لأغنية من سبعينات القرن الماضي لفرقة "جيفرسون ايربلين" الأميركية، وهي White Rabbit التي جعلوها مرافقة كموسيقى تصويرية لمعظم مشاهد فيلم American Hustle الذي كان يأمل ولو بأوسكار واحدة، ولم يفلح.
وتغني ميسا قرعة بالإنجليزي والفرنسي والإيطالي والإسباني، وبالفارسي والتركي واليوناني والكردي والبلغاري، بصوت من الأجمل دائما، وهي متمكنة كما يبدو من تأدية كل ما يصلح للغناء، ولها كليب وحيد من كلماتها وألحانها، صدر بعنوان Winter to Spring بالإنجليزية، وعنه وعن أغنيتها في الفيلم كانت "العربية.نت" ستتحدث إليها، فكتبت لمدير أعمالها في لوس أنجلوس، ديان ألدر، لكن الرد لم يصل، فأمس كان الأحد وحفل الأوسكار لم يسمح لأحد بمراجعة بريده الإلكتروني كما يبدو.
وسبقت الكليب مسيرة غناء كلاسيكي لميسا مع التينور الإيطالي "باسكوالي استيسيتو" في الولايات المتحدة، ودروس مع الملحن وعازف العود والكمان، الفلسطيني سيمون شاهين، أستاذ الموسيقى العربية في جامعة "بيركلي" ببوسطن، فتعلمتها على يديه وتخرجت بعد 4 أعوام بالغناء والتلحين، ثم أحيت حفلات غنائية عدة في كندا والولايات المتحدة، حتى وصل صدى شهرتها إلى لبنان، فاستضافوها في مقابلتين مهمتين.
سجلتها بالآيفون وأرسلتها إليهم في هوليوود
أمام اعلان عن فيلم أميركان هاسل
تذكر أثناء المقابلة معها في "حديث البلد" أنها كانت في بيروت حين تلقت اتصالا من القيّمين على إنتاج "احتيال أميركي" فأخبروها أنهم يريدون أغنية "الأرنب الأبيض" بصوتها كتجربة ليقرروا فيما بعد استخدامها كموسيقى تصويرية للفيلم، فغنتها وسجلتها بالآيفون، وبثتها إليهم إلى هوليوود "وبعد ساعات قلية أرسلوا لي تذكرة الطائرة" بحسب ما قالت.
وكانت المنتجة العالمية والمؤلفة الموسيقية اللبنانية الأصل، دون الدر، رئيسة شركة "دون الدر مانجمنت" المالكة لشركة اسطوانات "ورلد هارموني" الشهيرة، ذكرت أنها بحثت عن فنانين شباب عرب، علها تعثر بينهم على موهبة خاصة تستطيع تغيير الصورة التي يفكر فيها الغرب عن العرب، فوجدتها في ميسا "بعد أن سمعت صوتها وشعرت أنها مميزة" بحسب ما قرأت "العربية.نت" مما قالته لصحيفة "النهار" اللبنانية في يناير الماضي.
وذكرت ألدر أن شركة الإنتاج "سوني" طلبت منها أن تجد من يضع كلاما بالعربية لأغنية "وايت رابيت" وحين سمعت ميسا تغني بالإنكليزية على الإنترنت وبالعربية مع سيمون شاهين، قررت أن تعمل معها لتأدية الأغنية، وأضافت أن المشرفة الموسيقية على الفيلم اهتمت كثيراً بميسا بعدما لفت صوتها انتباهها في النسخة العربية التي كتبت دون الدر عباراتها مع الشاعرة الجزائرية حنين عمر، ثم تحولت الأغنية إلى موسيقى تصويرية لأحد أشهر الأفلام الأميركية هذا العام علماً بأنه لم ينل أي جائزة.
تعليق