صدقت التوقعات وتأهل المنتخب الإسباني لنهائي كأس الأمم الأوروبية 2012،بعد تخطيه عقبة المنتخب البرتغالي بركلات الترجيح بنتيجة 4-2 في المباراة التي جمعت بينهما مساء الاربعاء بالدور قبل النهائي وإنتهى وقتها الأصلي والإضافي بدون أهداف.
نجح الرباعي الإسباني إنييستا وبيكي وراموس وفابريجاس في تسجيل ركلات الترجيح وأخفق ألونسو،وفي الجانب البرتغالي سجل بيبي وناني وأخفق موتينيو والفيش ولم يتمكن رونالدو من تسجيل الركلة الاخيرة لأنها لم تكن ستغير النتيجة.
تقاسم الفريقان السيطرة على مجريات اللقاء ،وسيطر الإسبان على منتصف الشوط الأول والوقت الإضافي ،فيما كانت الغلبة للبرتغاليين في باقي الاوقات.وبصفة عامة لم تكن المباراة ممتعة بشكل كبير وشهدت موقعة كبيرة في خط الوسط ،الأمر الذي أثر على وصول كليهما لمرمى الأخر.
طريقة الإسباني ديل بوسكي لم تتغير في هذه المباراة بإعتماده على خطة لعب 4-3-3 ،ودفع بالرباعي أربيلوا وراموس وبيكي وألبا،أمامهم ثلاثي الوسط تشافي وبوسكيتس وألونسو،ولكن ديل بوسكي فاجأ الجميع بإشراك نيجريدو في قلب الهجوم في ظهوره الأول بالبطولة أمام الثنائي سيلفا وإنييستا.
البرتغالي بينتو ،خاض اللقاء بنفس طريقة منافسه، وإعتمد في الدفاع على بيريرا وبيبي وألفيش وكوينتراو ،وفي الوسط على الثلاثي ميريليش وفيلوسو وموتينيو ،أمامه الثلاثي الهجومي ألميدا الذي دخل أساسياً للمرة الاولى ومعه ناني والمتألق رونالدو.
المباراة شهدت الكثير من المفارقات والتي كان ريال مدريد عنوانها الأبرز في ظل وجود 7 لاعبين أساسيين في الفريقين من بينهم أربعة في إسبانيا هم كاسياس وأربيلوا وراموس وألونسو،وثلاثة بالبرتغال هم رونالدو وبيبي وكوينتراو ،كما حمل اللقاء بعض معالم الكلاسيكو مع وجود أربعة لاعبين من برشلونة هم بيكي وتشافي وبوسكيتس وإنيستا وإنضم لهم لاحقاً فابريجاس وبيدرو.
طغت الحسابات التكتيكية المعقدة على بداية اللقاء التي شهدت حذراً وتحفظاً كبيراً من قبل الفريقين ،وإنعكس هذا التحفظ على طبيعة اللقاء لينحصر اللعب بشكل كبير في منطقة الوسط،وإن مالت الأفضلية في البداية للإسبان بفضل تحركات إنيستا وسيلفا.
التحركات الإسبانية أسفرت عن اول تهديد لمرمى باتريسيو البرتغالي عندما قاد الثنائي سيلفا وإنييستا هجمة إخترقوا بها دفاع البرتغاليون ،وتهيأت الكرة أمام أربيلوا على حدود المنطقة وسدد كرة قوية فوق العارضة في الدقيقة 10.
الهجوم البرتغالي إعتمد على إنطلاقات رونالدو كالعادة في الجبهة اليسرى ،وكان مصدر إزعاج كبير للإسبان لكن قوة دفاعهم كانت بالمرصاد لهذه الهجمات.
إرتفع إيقاع اللقاء بمرور الوقت مع دخول البرتغال أجواء اللقاء بشكل كبير بفضل تحركات ناني ورونالدو وتفوق الأخير على أربيلوا الذي كان في حاجة للمساندة من زملاءه للوقوف أمام الدون.
ظلت المباراة متأرجحة بين الفريقين بهجمة هنا وأخرى هناك،وسدد أنييستا كرة رائعة في نهاية هجمة منظمة مرت فوق العارضة،ورد رونالدو بواحدة مرت بجوار القائم الأيمن لمرمى كاسياس.
الوسط البرتغالي أثبت أنه قادر على التصدي للسطوة الإسبانية بفضل تحركات ميريليش وفيلوسو وموتينيو وناني ،ونجحوا في التقليل من الإستحواذ الإسباني المعتاد على الكرة في كل مبارياتهم.
بداية الشوط الثاني جاءت هادئة على عكس نهاية الاول ،في ظل إلتزام كامل بتعليمات كل مدرب من أجل تأمين مرماه في المقام الأول من دخول أية أهداف،وسط محاولات هجومية على إستحياء من الفريقين.
تدخل ديل بوسكي في الدقيقة 54 وسحب نيجريدو الغائب عن اللقاء ودفع بفابريجاس سعياً وراء تنشيط الهجوم ومنحه فاعلية أكبر،ثم عاد ودفع بخيسوس نافاس بدلاً من سيلفا الذي تراجع أداؤه بعد ربع ساعة من الشوط الثاني.
الفرص بشكل عام على المرميين كانت قليلة ،رغم المحاولات المتواصلة وحتي هذه المحاولات اصطدمت بالتحصينات الدفاعية التي أقامها كل فريق،الأمر الذي أثر على إيقاع اللقاء بالسلب بعد أن تحول لموقعة في الوسط.
التشكيلة البرتغالية لم تعرف أي تعديل حتى الدقيقة 81 ،بعدما قام بينتو بإشراك نيلسون أولفييرا بدلاً من ألميدا سعياً وراء تنشيط الهجوم وإستغلال حالة التفوق البدني لفريقه مع إقتراب اللقاء من نهايته.
ورد ديل بوسكي بتغيير ثالث بإشراك بيدرو رودريجيز بدلاً من تشافي الذي بذل مجهوداً كبيراً وتراجع مستواه مما أثر بالسلب على الاداء العام للفريق.
الدقيقة الأخيرة من اللقاء كادت أن تنهي على أمال الأسبان بهجمة مرتدة للبرتغاليين إنطلق بها ميريليش وأهدى كرة رائعة لرونالدو على حدود المنطقة لكنه أطاح بها لتمتد المباراة للأوقات الإضافية.
تحسن الأداء الإسباني في الوقت الإضافي الأول في وقت حافظ فيه المنتخب البرتغالي على مستواه،وشهدت الدقيقة 104 الفرصة الأخطر ،عندما إنطلق جوردي ألبا في الجبهة اليسرى ومرر كرة عرضية لإنييستا غير المراقب داخل منطقة الجزاء الذي سدد الكرة في المرمى تصدى لها ببراعة الحارس البرتغالي باتريسيو في أول إختبار حقيقي لحارسي المرمى في اللقاء،وعاد راموس وأطلق صاروخ قبل نهاية الوقت الإضافي الأول مر فوق العارضة.
مع بداية الوقت الإضافي الثاني أجرى البرتغال تغييره الثاني بإشراك كوستيديو بدلاً من فيلوسو،وواصل الإسبان ضغطهم من اجل إنهاء اللقاء قبل الوصول لركلات الترجيح وسط تفوق هجومي ملحوظ للفريق.
ألقى بينتو بورقته الاخيرة بإشراك فاريلا بدلاً من ميريليش لتنشيط الهجوم الذي تراجع مستواه،وشهدت الدقائق الاخيرة من اللقاء سيطرة إسبانية لكنها لم تؤت بجديد لينتهي اللقاء سلبيا ويتم اللجوء لركلات الترجيح.
كووورة
تعليق