قد نسمع كثيرا بأن فلانا غير قادر على مواجهة موقف ما أو تحديد هدف ما أو مقابلة أناس
ما أو البدء في حوار ما .
السبب في ذلك يعود الى أن هذا الشخص لا يملك القدرة الحقيقية في التعبير عن ذاته بصورة
صحيحة وصادقة وبمعنى آخر أن هذا الشخص لا يملك الهوية الخاصة به والتي تميزه عن غيره
وهذا تماما ما قصدت به التعبيرعن الذات .
فالتعبير عن الذات أذن هو قدرة الشخص على خلق هوية خاصة به تميزه عن غيره يستطيع من
خلالها ان يواجه الآخرين بكل ثقة وبعيدا عن الخوف والأضطراب النفسي وما الى هنالك .
ولكن لو طرحنا سؤالا آخر وهو هل الشخص بمفرده قادر على أن يكون شخصيته أو هويته ؟
بالطبع لا فالشرارة الآولى لهذه الأنطلاقة تبدا من الأسرة وشتان بين أسرة تُنشأ فردا قادرا على
تحمل تبعات تصرفاته بكل ثقة وأسرة طمست شخصية الفرد فيها وجعلته غير قادر على مواجهة حتى ذاته .
فالأسرة التي تقول لأبنها مثلا ( أعرفك قادرا على أن تحقق ذاتك وأن تنجح وأن تواجه مستقبلك بكل
ثقة )عن أسرة لا يسمع الفرد فيها الا ( أنتي غبي ) ( أنت فاشل ) ( أنت أبله )
فانتبهوا الى تصرفاتكم عند تعاملكم مع الأبناء فهذه الكلمات الجارحة التي تولد في شخصية أبنك شعورا
بالحزن والأضطهاد على نفسه تجعله شخصا غير سويا منطويا على نفسه غير قادر على مواجهة المواقف .
ولأن مثل هذه الكلمات تتغلغل في نفس الفرد وتنعكس بالتالي على شخصيته وأفكاره وقراراته .
فكيف بأمكاننا أن تعبر عن أنفسنا بطريقة صحيحة ؟
لنعبر عن أنفسنا لا بد أن نتصالح مع أنفسنا أولا ونشعرها بأنها ذات قيمة ونحبها وبعد ذلك نصحح ما
بها من أخطاء بكل صدق ومحبة وجدية لنواجه به الأخرين بطريقة صحيحة وسليمة.
.,
تعليق