فائدة مهمه للجميع بارك الله فيكم
عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا صلى الصبح حين يسلم:
(( اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا ))
رواه أحمد في المسند ( 6 / 294= 26401 – شاكر ج 18 – ط دار الحديث – ) و ابن ماجه في السنن برقم ( 925 ) وهذا لفظه ، والطبراني في الصغير ( 1 / ص 260 – ط العلمية ) وقال الهيثمي في المجمع : ( رواه الطبراني في الصغير ورجاله ثقات – ج10- ص 107- 108- ط العلمية – باب الدعاء في الصلاة وبعدها ) وأخرجه الطبراني في الكبير ، (ج 23 / ص 305 – 306 ) و ذكره في ( سفينة مولى أم سلمة ) ، و أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان من طريق الطبراني و أبو بكر الإسماعيلي في معجم الشيوخ - برقم 263 ، عن الشعبي عن أم سلمة رضي الله عنها ، وذكره السيوطي في ( حصول الرزق بأصول الرزق – برقم 12 – ط دار النابغة ) وعزاه للمستغفري ، وغيرهم .
وهو حديث حسنه الحافظ في نتائج الأفكار ( 2 / 411و 2 / 329 ) و صححه الشيخ العلامة الألباني رحمه الله في صحيح ابن ماجه ( 753 ) وانظر هداية الرواة ( 2432 ) وتمام المنة ( ص 233 )
قال الشيخ الألباني رحمه الله :
رواه ابن ماجه بإسناد فيه نظر ! – وذلك لأن فيه إبهام مولى أم سلمة رضي الله عنها -
لكن رواه الطبراني في المعجم الصغير بسند صحيح ، ولفظه : كان يقول بعد الفجر ...
وهو دليل صريح على مشروعية الدعاء بعد السلام من الصلاة ، خلافا لبعض الكبار
وفي الباب أحاديث أخرى ، ذكرتها في ( التعليقات الجياد على زاد المعاد ) .
هداية الرواة – 3 / 35 – حديث 2432 -
قال الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد حفظهما الله تعالى :
ومن يتأمل هذا الدعاء يجد أن الإيتان به في هذا الوقت بعد صلاة الصبح في غاية المناسبة ، لأن الصبح هو بداية اليوم ومفتتحه ، والمسلم ليس له مطمع في يومه إلا تحصيل هذه الأهداف العظيمة والمقاصد الجليلة المذكورة في هذا الحديث ، وهي العلم النافع ، و الرزق الطيب ، والعمل المتقبل ، وكأنه في افتتاحه ليومه بذكر هذه الأمور الثلاثة دون غيرها يحدد أهدافه ومقاصده في يومه ، ولا ريب أن هذا اجمع لقلب الإنسان ، وأضبط لسيره ومسلكه ، بخلاف من يصبح دون أن يستشعر أهدافه وغاياته ومقاصده التي يعزم على القيام بها في يومه ، ونجد المعتنين بالتربية والآداب يوصون يتحديد الاهداف في كل عمل يقوم به الإنسان ، وفي كل سبيل يسلكه ، ليكون ذلك أدعى لتحقيق أهدافه ، وأسلم من التشتت والإرتباك ، وأضبط له في مساره وعمله .....
والمسلم ليس له في يومه بأجمعه ، بل ليس له في أيامه كلها إلا الطمع في تحصيل هذه الاهداف الثلاثة وتكميلها ..... ، وليس المسلم في إتيانه بهذا الدعاء في مفتتح يومه يقصد تحديد أهدافه فحسب ، بل هو يتضرع إلى ربه ويلجأ إلى سيده ومولاه بأن يمن عليه بتحصيل هذه المقاصد العظيمة والاهداف النبيلة ، إذ لاحول له ولا قوة ، ولا قدرة عنده على جلب نفع او دفع ضر إلا بإذن ربه سبحانه ، فهو إليه يلجأ ، وبه يستعين ، وعليه يعتمد ويتوكل
فقول المسلم في كل صباح ( اللهم إني أسالك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا ) هو استعانة منه في صباحه وأول يومه بربه سبحانه بأن ييسر له العسير ، ويذلل له الصعاب ، ويعينه على تحقيق غاياته المباركة الحميدة .
وتأمل كيف سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الدعاء بسؤال الله العلم النافع ن قبل سؤاله الرزق الطيب والعمل المتقبل ، وفي هذا إشارة إلى ان العلم النافع مقدم وبه يبدأ ، كما قال تعالى : ( فاعلم انه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات )
فبدأ بالعلم قبل القول و العمل ن وفي البدء بالعلم النافع حكمة ظاهرة لا تخفى على المتأمل ، ألا وهي أن العلم النافع به يستطيع المرء أن يميز بين العمل الصالح وغير الصالح ، ويستطيع ان يميز بين الرزق الطيب وغير الطيب ، ومن لم يكن على علم فإن الأمور قد تختلط عليه فيقوم بالعمل يحسبه صالحا نافعا ، وهو ليس كذلك ، والله تعالى يقول :
( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ** الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا )
وقد يكتسب رزقا ومالا ويظنه طيبا مفيدا ، وهو في حقيقته خبيث ضار ، وليس للإنسان سبيل إلى التمييز بين النافع والضار والطيب والخبيث إلا بالعلم النافع .
– فقه الأدعية والأذكار للشيخ عبد الرزاق العباد - – ج3 – عمل اليوم والليلة – ص- 37- 39
تعليق