السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صفة حملة العرش
ذكر الله تعالى حملة العرش قال:
وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ
هؤلاء حملة العرش. وقال تعالى:
الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ
ذكر الله أن هناك من يحمل العرش.
في بعض الأحاديث قال -صلى الله عليه وسلم-
أذن لي أن أحدث عن ملك من الملائكة من ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة خمسمائة سنة، أو مسيرة مائة سنة
هذا ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه يعني إلى منكبة، فكيف ببقية جسده ماذا تكون عظمة هذا المخلوق الذي خلقه الله، وكذلك بقية حملة العرش هذا خلقهم. !
وهكذا ما ورد أيضا في صفة إسرافيل من عظم خلقه ما ورد في بعض الروايات- وإن كان فيها مقال: أن مناكبهم فوق السماء السابعة, وأقدامهم تحت الأرض السفلى, أو تحت الأرض السابعة، ولا يعلم المسافة التي بين الأرضين. ونحن إنما نشاهد أرضا واحدة, ولا ندري أين بقية الأرض التي أخبر بأنها سبع.
وكذلك أيضا السماوات، ورد أن ما بين كل سماء وسماء مسيرة خمسمائة سنة. هذه المسافة متى تقطع؟ متى تقطع هذه المسافة الطويلة؟ يعني: مسافة عشر سنين, مسافة طويلة، فكيف بمائة سنة؟ وكيف بألف أو بخمسمائة؟
لا شك أن هذا دليل على عظمة هذه المخلوقات. ومعرفتنا بعظمتها مفاده الاعتراف بعظمة الخالق. إذا كانت هذه عظمة هذه المخلوقات، فكيف بعظمة مَنْ خلقها، الذي هو رب العالمين، وخالق الخلق وربهم؟! فلا يحيط بوصفه, ولا يعلم قدر عظمته إلا هو سبحانه وتعالى.
ذكر في بعض الأحاديث لما خلقهم الله قالوا: لماذا خلقتنا؟ قال: لحمل عرشي كيف نحمل عرشك وأنت رب العالمين؟ فقال لهم: احملوه بالتسبيح فلا يستطيعون حمله إلا بهذا التسبيح. يقول الله تعالى:
الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ
هم دائمًا يذكرون الله تعالى، ويسبحونه، ويهللونه، ويكبرونه، ويقدسونه، ويعظمونه. وهذا الذكر الذي يتقربون به هو الذي أعانهم على حمل العرش، وإلا فإن العرش لا يقدر قدره إلا الله مع عظم خلق هؤلاء الذين هم حملته.
وهكذا ما ذكر أيضًا حول العرش من الأنهار؛ ورد أيضًا في بعض الأحاديث أن العرش على ماء أو بحر ما بين أسفله إلى أعلاه كما بين سماء إلى سماء. أي: مسيرة خمسمائة عام. وقد ذكر في القرآن أن العرش كان على الماء.
قال تعالى:
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ
وقيل لابن عباس على أي شيء الماء؟ فقال: على متن الريح.
يعني أن الله تعالى قادر على أن يجعل الماء على غير قرار فجعله على متن الريح. هذا بحر من البحار.
سبحانك ربي !
تعليق