الإنسان... ذلك الكائن العجيب
هل فكرت يوماً أن تنظر إلى جسدك وتساءلت ممَّ يتركب، إنه بساطة عبارة عن ماء وتراب! يقول تعالى: (وفي أنفسكم أفلا تبصرون).......
الإنسان هو كائن حي من أعقد الأحياء على وجه الأرض، كشفت البحوث الطبية عن حقائق مذهلة تدل على عظمة الخالق تعالى القائل: (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) [الذاريات: 21].
والإنسان يتألف من عدد ضخم من الأجهزة أهمها القلب. فالقلب هو من أعجب الآلات في جسم الإنسـان، فهـو يضخ كل يوم أكثـر من (8000) لتراً من الدم. في دماغ الإنسان أكثر من مئة ألف مليون خلية!! جميعها تعمل بنظام دقيق ومُحكم. وفي كل عين يوجد أكثر من مئة مليون من المستقبلات الضوئية. وفي كل أذن أكثر من ثلاثين ألف خلية سمعية! وفي دم الإنسان أكثر من(25) مليون مليون كرية حمراء وأكثر من (25) ألف مليون كرية بيضاء.
في معدة الإنسان يوجد أكثر من ألف مليون خلية! وفي اللسان توجد أكثر من تسعة آلاف حليمة ذوقية. وفي كل يوم يتنفس الإنسان أكثر من(25) ألف مرة يسحب خلالها اكثر من(180) ألف لتر من الهواء!
وهكذا حقائق لا تنتهي وأرقام ضخمة أكبر من التصور. كل هذه التعقيدات سخرها الله تعالى لراحة الإنسان واستمرار حياته على أحسن حال، يقول تعالى: (الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين) [السجدة: 7].
لقد برز علم الحياة أو الأحياء إلى الوجود مع اكتشاف الإنسان لأسرار الكائنات الحية من نبات وحيوان وإنسان. والحقيقة الثابتة التي يؤكدها علماء الأحياء هي أنه لا وجود للحياة من دون ماء. فالماء يمثل نسبة جيدة في تركيب خلايا أي كائن حي، وانعدام الماء يعني الموت! حتى إن عمل هذه الخلايا يعتمد أيضاً على الماء، فهو المحرك للتفاعلات الكيميائية داخل جسم الإنسان والحيوان والنبات.وهنالك شبه تأكيد لدى العلماء بأن الحياة بدأت من الماء، وهنا يأتي كتاب الله تعالى ليؤكد هذه الحقائق ويردّ جميع أشكال الحياة للماء، يقول تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي) [الأنبياء: 30].
ويقول الله تعالى عن بداية خلق الدواب التي تدبُّ على الأرض وأنها مخلوقة من الماء: (والله خلق كل دابة من ماء) [النور: 45].
حتى إن الأرض الجافة الميتة التي لا يُرى فيها أي مظهرٍ للحياة عندما يُنْزِل الماء عليها تجد أن أشـكال الحياة قد بدأت من النباتات والحشرات والحيوانات وغير ذلك، يقول تعالى: (والله أنزل من السماء ماءً فأحيا به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآية لقوم يسمعون) [النحل: 65].
إن العلماء اليوم يقولون إن هنالك آثاراً للماء على كوكب المريخ وهذا ما يدفعهم للاعتقاد بأنه يمكن لحياة بدائية أن تكون موجودة على هذا الكوكب.
إذن الحقيقة العلمية المؤكدة هي أنه حيث يوجد الماء توجد الحياة، حتى إن الإنسان على سبيل المثال يتركب جسمه من الماء ومعادن وأشباه معادن. يشكل الماء في جسم الإنسان بحدود الثلثين! والثلث الباقي هو مواد جافة جميعها موجودة في التراب والماء أي الطين.
لقد تمَّ تحليل مكونات جسم الإنسان وعناصره الأساسية، والإنسان يتكون بشكل رئيسي من الماء فثلثي الإنسان هو ماء! وهنا نتذكر قول الحق عز وجل: (وجعلنا من الماء كل شيء حي) [الأنبياء: 30]. ولكن ماذا عن مكونات الإنسان غير الماء؟ إنها بالضبط العناصر الموجودة في التراب. فمكونات الجسم البشري هي الكربون والكلور والكبريت والفوسفور والكالسـيوم والحديد.. وغيرها وجميع هذه المواد موجودة في تراب الأرض. وهذا دليل علمي على أن الإنسان مخلوق من التراب.
يعتبر الإنسان من أعقد المخلوقات على وجه الأرض، فجسده يحوي تريليونات الخلايا، وكل خلية أشبه بجهاز كمبيوتر فائق الدقة، وتعمل هذه الخلايا بالتناسق والتناغم فلا نجد أي خلل أو اضطراب، وهذا من رحمة الله تعالى بنا، هذا الإله العظيم ألا يستحق أن نسجد له شكراً؟!
يقول عز وجل مخاطباً أولئك الملحدين الذين لا يؤمنون بالحياة بعد الموت: (يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب) [الحج:5]. ويقول تعالى أيضاً عن خلق البشر: (ومن آياته أن خلقكم من تراب) [الروم:20].
وعندما يجتمع الماء والتراب يشكلان الطين، وهذا هو أصل الإنسان. يقول تعالى: (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين) [المؤمنون: 12]. ونتذكر قول الحق عز وجل هنا عن خلق البشر من الماء: (وهو الذي خلق من الماء بشراً) [الفرقان: 54].
إذن الإنسان مخلوق من الماء بنسبة الثلثين تقريباً، والتراب بنسبة الثلث تقريباً. والآيات القرآنية تؤكد هذه الحقائق. إن القرآن عندما يتحدث عن خلق الإنسان وتركيبه إنما يعطينا التفاصيل الدقيقة. إن القرآن يخبرنا بمراحل خلْق الإنسان وتطوره في بطن أمه وبشكل يوافق تماماً أحدث معطيات العلم. فقد ثبت تماماً أن الإنسان يمر بمراحل في بطن أمه وقد سمى القرآن هذه المراحل بالأطوار في قوله تعالى: (وقد خلقكم أطواراً) [نوح: 14].
وقد كان يُظن في الماضي أن عملية خلق الجنين في بطن أمه هي عملية مستمرة، ولكن بعد تطور العلم تأكد أن هنالك عمليات متعاقبة للخلق وفق أطوار محددة وبنظام دقيق وهذا ما نجده في قوله تعالى: (يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق) [الزمر: 6].
فسبحان الله! هذا الكائن العجيب الذي يحتوي دماغه فقط على أكثر من تريليون خلية عصبية، ولديه قدرات هائلة من الذكاء والتطور والتحكم والسيطرة على كوكب الأرض، هذا الكائن الذي صعد إلى القمر، ووصل إلى المريخ، وتمكَّن من استغلال ثروات الأرض والسيطرة والتحكم بما سخره الله له، هذا الكائن العجيب في نهاية المطاف هو عبارة عن ماء وتراب!
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
هل فكرت يوماً أن تنظر إلى جسدك وتساءلت ممَّ يتركب، إنه بساطة عبارة عن ماء وتراب! يقول تعالى: (وفي أنفسكم أفلا تبصرون).......
الإنسان هو كائن حي من أعقد الأحياء على وجه الأرض، كشفت البحوث الطبية عن حقائق مذهلة تدل على عظمة الخالق تعالى القائل: (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) [الذاريات: 21].
والإنسان يتألف من عدد ضخم من الأجهزة أهمها القلب. فالقلب هو من أعجب الآلات في جسم الإنسـان، فهـو يضخ كل يوم أكثـر من (8000) لتراً من الدم. في دماغ الإنسان أكثر من مئة ألف مليون خلية!! جميعها تعمل بنظام دقيق ومُحكم. وفي كل عين يوجد أكثر من مئة مليون من المستقبلات الضوئية. وفي كل أذن أكثر من ثلاثين ألف خلية سمعية! وفي دم الإنسان أكثر من(25) مليون مليون كرية حمراء وأكثر من (25) ألف مليون كرية بيضاء.
في معدة الإنسان يوجد أكثر من ألف مليون خلية! وفي اللسان توجد أكثر من تسعة آلاف حليمة ذوقية. وفي كل يوم يتنفس الإنسان أكثر من(25) ألف مرة يسحب خلالها اكثر من(180) ألف لتر من الهواء!
وهكذا حقائق لا تنتهي وأرقام ضخمة أكبر من التصور. كل هذه التعقيدات سخرها الله تعالى لراحة الإنسان واستمرار حياته على أحسن حال، يقول تعالى: (الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين) [السجدة: 7].
لقد برز علم الحياة أو الأحياء إلى الوجود مع اكتشاف الإنسان لأسرار الكائنات الحية من نبات وحيوان وإنسان. والحقيقة الثابتة التي يؤكدها علماء الأحياء هي أنه لا وجود للحياة من دون ماء. فالماء يمثل نسبة جيدة في تركيب خلايا أي كائن حي، وانعدام الماء يعني الموت! حتى إن عمل هذه الخلايا يعتمد أيضاً على الماء، فهو المحرك للتفاعلات الكيميائية داخل جسم الإنسان والحيوان والنبات.وهنالك شبه تأكيد لدى العلماء بأن الحياة بدأت من الماء، وهنا يأتي كتاب الله تعالى ليؤكد هذه الحقائق ويردّ جميع أشكال الحياة للماء، يقول تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي) [الأنبياء: 30].
ويقول الله تعالى عن بداية خلق الدواب التي تدبُّ على الأرض وأنها مخلوقة من الماء: (والله خلق كل دابة من ماء) [النور: 45].
حتى إن الأرض الجافة الميتة التي لا يُرى فيها أي مظهرٍ للحياة عندما يُنْزِل الماء عليها تجد أن أشـكال الحياة قد بدأت من النباتات والحشرات والحيوانات وغير ذلك، يقول تعالى: (والله أنزل من السماء ماءً فأحيا به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآية لقوم يسمعون) [النحل: 65].
إن العلماء اليوم يقولون إن هنالك آثاراً للماء على كوكب المريخ وهذا ما يدفعهم للاعتقاد بأنه يمكن لحياة بدائية أن تكون موجودة على هذا الكوكب.
إذن الحقيقة العلمية المؤكدة هي أنه حيث يوجد الماء توجد الحياة، حتى إن الإنسان على سبيل المثال يتركب جسمه من الماء ومعادن وأشباه معادن. يشكل الماء في جسم الإنسان بحدود الثلثين! والثلث الباقي هو مواد جافة جميعها موجودة في التراب والماء أي الطين.
لقد تمَّ تحليل مكونات جسم الإنسان وعناصره الأساسية، والإنسان يتكون بشكل رئيسي من الماء فثلثي الإنسان هو ماء! وهنا نتذكر قول الحق عز وجل: (وجعلنا من الماء كل شيء حي) [الأنبياء: 30]. ولكن ماذا عن مكونات الإنسان غير الماء؟ إنها بالضبط العناصر الموجودة في التراب. فمكونات الجسم البشري هي الكربون والكلور والكبريت والفوسفور والكالسـيوم والحديد.. وغيرها وجميع هذه المواد موجودة في تراب الأرض. وهذا دليل علمي على أن الإنسان مخلوق من التراب.
يعتبر الإنسان من أعقد المخلوقات على وجه الأرض، فجسده يحوي تريليونات الخلايا، وكل خلية أشبه بجهاز كمبيوتر فائق الدقة، وتعمل هذه الخلايا بالتناسق والتناغم فلا نجد أي خلل أو اضطراب، وهذا من رحمة الله تعالى بنا، هذا الإله العظيم ألا يستحق أن نسجد له شكراً؟!
يقول عز وجل مخاطباً أولئك الملحدين الذين لا يؤمنون بالحياة بعد الموت: (يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب) [الحج:5]. ويقول تعالى أيضاً عن خلق البشر: (ومن آياته أن خلقكم من تراب) [الروم:20].
وعندما يجتمع الماء والتراب يشكلان الطين، وهذا هو أصل الإنسان. يقول تعالى: (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين) [المؤمنون: 12]. ونتذكر قول الحق عز وجل هنا عن خلق البشر من الماء: (وهو الذي خلق من الماء بشراً) [الفرقان: 54].
إذن الإنسان مخلوق من الماء بنسبة الثلثين تقريباً، والتراب بنسبة الثلث تقريباً. والآيات القرآنية تؤكد هذه الحقائق. إن القرآن عندما يتحدث عن خلق الإنسان وتركيبه إنما يعطينا التفاصيل الدقيقة. إن القرآن يخبرنا بمراحل خلْق الإنسان وتطوره في بطن أمه وبشكل يوافق تماماً أحدث معطيات العلم. فقد ثبت تماماً أن الإنسان يمر بمراحل في بطن أمه وقد سمى القرآن هذه المراحل بالأطوار في قوله تعالى: (وقد خلقكم أطواراً) [نوح: 14].
وقد كان يُظن في الماضي أن عملية خلق الجنين في بطن أمه هي عملية مستمرة، ولكن بعد تطور العلم تأكد أن هنالك عمليات متعاقبة للخلق وفق أطوار محددة وبنظام دقيق وهذا ما نجده في قوله تعالى: (يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق) [الزمر: 6].
فسبحان الله! هذا الكائن العجيب الذي يحتوي دماغه فقط على أكثر من تريليون خلية عصبية، ولديه قدرات هائلة من الذكاء والتطور والتحكم والسيطرة على كوكب الأرض، هذا الكائن الذي صعد إلى القمر، ووصل إلى المريخ، وتمكَّن من استغلال ثروات الأرض والسيطرة والتحكم بما سخره الله له، هذا الكائن العجيب في نهاية المطاف هو عبارة عن ماء وتراب!
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل