- سلمان منا اهل البيت
بسم الله الرحمن الرحيم
هذة قصة سلمان الفارسى رضى الله عنة وارضاة من فية
1-عن عبد الله بن عباس.قال حدثني سلمان الفارسي - من فيه - قال: كنت رجلا فارسيا من أهل أصبهان من أهل قرية يقال لها جي (وتسمى الآن عند العجم شهرستان) وكان أبي دهقان (شيخ القرية، العارف بالفلاحة وما يصلح الارض من الشجر يلجأ إليه في معرفة ذلك) قريته وكنت أحب خلق الله إليه، فلم يزل حبه إياي حتى حبسني في بيته كما تحبس الجارية، واجتهدت في المجوسية، حتى كنت قطن (خادمها الذي يخدمها ويمنعها من أن تخبو.) النار التي يوقدها لا يتركها تخبو ساعة.
3-قال وكانت لابي ضيمة عظيمة، قال فشغل في بنيان له يوما فقال لي يا بني إني قد شغلت في بنياني هذا اليوم عن ضيعتي، فاذهب إليها فاطلعها، وأمرني فيها ببعض ما يريد.ثم قال لي ولا تحتبس عني فإنك إن احتبست عني كنت أهم إلي من ضيعتي، وشغلتني عن كل شئ من أمري.قال فخرجت أريد ضيعته التي بعثني إليها، فمررت بكنيسة من كنائس النصارى فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون.
وكنت لا أدري ما أمر الناس، لحبس أبي إياي في بيته، فلما سمعت أصواتهم دخلت عليهم أنظر ما يصنعون فلما رأيتهم أعجبتني صلاتهم ورغبت في أمرهم.وقلت هذا والله خير من الدين الذي نحن عليه، فوالله ما برحتهم حتى غربت الشمس وتركت ضيعة أبي فلم آتها.ثم قلت لهم أين أصل هذا الدين ؟ قالوا بالشام، فرجعت إلى أبي وقد بعث في طلبي، وشغلته عن أمره كله.فلما جئت قال: أي بني أين كنت ألم أكن أعهد إليك ما عهدته ؟
4-قال قلت يا أبة مررت بأناس يصلون في كنيسة لهم فأعجبني ما رأيت من دينهم فوالله مازلت عندهم حتى غربت الشمس قال أي بني، ليس في ذلك الدين خير، دينك ودين آبائك خير منه.
قال قلت: كلا والله إنه لخير من ديننا.قال فخافني فجعل في رجلي قيدا ثم حبسني في بيته، قال وبعثت إلى النصارى فقلت لهم: إذا قدم عليكم ركب من الشام فأخبروني بهم.قال: فقدم عليهم ركب من الشام فجاؤوني النصارى فأخبروني بهم.
فقلت [ لهم ] إذا قضوا حوائجهم وأرادوا الرجعة إلى بلادهم فآذنوني.قال: فلما أرادوا الرجعة إلى بلادهم أخبروني بهم.
فألقيت الحديد من رجلي ثم خرجت معهم حتى قدمت الشام، فلما قدمتها قلت: من أفضل أهل هذا الدين علما ؟ قالوا الاسقف في الكنيسة.
قال فجئته فقلت له: إني رغبت في هذا الدين، وأحببت أن أكون معك وأخدمك في كنيستك، وأتعلم منك، فأصلي معك.
قال ادخل، فدخلت معه فكان رجل سوء يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها، فإذا جمعوا له شيئا كنزه لنفسه ولم يعطه المساكين، حتى جمع سبع قلال من ذهب وورق، قال وابغضته بغضا شديدا لما رأيته يصنع.ثم مات واجتمعت له النصارى ليدفنوه.
فقلت لهم: إن هذا كان رجل سوء، يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها، فإذا جئتموه بها كنزها لنفسه، ولم يعط المساكين منها شيئا.
قال فقالوا لي: وما علمك بذلك ؟ قال فقلت لهم أنا أدلكم على كنزه، قالوا: فدلنا [ عليه ].قال فأريتهم موضعه، فاستخرجوا سبع قلال مملوءة ذهبا وورقا، فلما رأوها قالوا: لا ندفنه أبدا قال فصلبوه ورجموه بالحجارة.وجاؤوا برجل آخر فوضعوه مكانه.
قال سلمان فما رأيت رجلا لا يصلي الخمس، أرى أنه أفضل منه [ و ] أزهد في الدنيا ولا أرغب في الآخرة ولا أدأب ليلا ونهارا [ منه ].قال فأحببته حبا لم أحب شيئا قبله مثله.
5-قال فأقمت معه زمانا ثم حضرته الوفاة فقلت له إني قد كنت معك وأحببتك حبا لم أحبه شيئا قبلك وقد حضرك ما ترى من أمر الله تعالى فإلى من توصي بي ؟ وبم تأمرني به ؟ قال أي بني، والله ما أعلم اليوم أحدا على ما كنت عليه.لقد هلك الناس وبدلوا وتركوا أكثر ما كانوا عليه إلا رجلا بالموصل وهو فلان وهو على ما كنت عليه فالحق به.قال فلما مات وغيب لحقت بصاحب الموصل.
فقلت [ له ]: يا فلان إن فلانا أوصاني عند موته أن ألحق بك وأخبرني أنك على أمره، فقال لي أقم عندي.فأقمت عنده فوجدته خير رجل على أمر صاحبه فلم يلبث أن مات فلما حضرته الوفاة قلت له يا فلان إن فلانا أوصى بي إليك وأمرني باللحوق بك وقد حضرك من أمر الله ما ترى فإلى من توصي بي وبم تأمرني ؟
قال يا بني والله ما أعلم رجلا على مثل ما كنا عليه إلا رجلا بنصيبين (مدينة من بلاد الجزيرة على جادة القوافل من الموصل إلى الشام بينها وبين الموصل ستة أيام.) وهو فلان فالحق به، فلما مات وغيب لحقت بصاحب نصيبين فأخبرته خبري وما أمرني به صاحباي.فقال أقم عندي فأقمت عنده.فوجدته على أمر صاحبيه فأقمت مع خير رجل، فوالله ما لبث أن نزل به الموت فلما حضر قلت له: يا فلان إن فلانا كان أوصي بي إلى فلان ثم أوصى بي فلان إلى فلان ثم أوصي بي فلان إليك فإلى من توصي بي وبم تأمرني ؟ قال يا بني والله ما أعلمه بقي أحد على أمرنا آمرك أن تأتيه إلا رجل بعمورية
(: بلد في بلاد الروم غزاه المعتصم)
من أرض الروم فإنه على مثل ما نحن عليه.فإن أحببت فائته فإنه على أمرنا.
6-فلما مات وغيب لحقت بصاحب عمورية فأخبرته خبري ; فقال أقم عندي فأقمت عند خير رجل على هدي أصحابه وأمرهم.
قال واكتسبت حتى كانت لي بقرات وغنيمة، قال ثم نزل به أمر الله فلما حضر قلت له يا فلان إني كنت مع فلان فأوصى بي إلى فلان ثم أوصى بي فلان إلى فلان ثم أوصى بي فلان إلى فلان.ثم أوصى بي فلان إليك فإلى من توصي بي وبم تأمرني ؟ قال أي بني، والله ما أعلم أصبح [ اليوم ] أحد على مثل ما كنا عليه من الناس آمرك أن تأتيه، ولكنه قد أظل زمان نبي، مبعوث بدين إبراهيم يحرج
بأرض العرب مهاجره إلى الارض بين حرتين بينهما نخل به علامات لا تخفى يأكل الهدية، ولا يأكل الصدقة، بين كتفيه خاتم النبوة، فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل.قال ثم مات وغيب ومكثت بعمورية ما شاء الله أن أمكث.
ثم مربي نفر من كلب تجار، فقلت لهم: احملوني إلى أرض العرب وأعطيكم بقراتي هذه وغنيمتي هذه قالوا نعم فاعطيتموها وحملوني معهم، حتى إذا بلغوا وادي القرى ظلموني فباعوني من رجل يهودي عبدا، فكنت عنده ورأيت النخل فرجوت أن يكون البلد الذي وصف لي صاحبي، ولم يحق في نفسي
7-.فبينا أنا عنده إلى قدم عليه ابن عم له من بني قريظة من المدينة، فابتاعني فاحتملني إلى المدينة، فوالله ما هو إلا أن رأيتها فعرفتها بصفة صاحبي لها، فأقمت بها وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقام بمكة ما أقام ولا أسمع له بذكر مما أنا فيه من شغل الرق، ثم هاجر إلى المدينة فوالله إني لفي رأس عذق لسيدي أعمل فيه بعض العمل.وسيدي جالس تحتي، إذ أقبل ابن عم له حتى وقف عليه فقال يا فلان قاتل الله بني قيلة والله إنهم لمجتمعون الآن بقباء على رجل قدم من مكة اليوم يزعمون أنه نبي.
قال سلمان فلما سمعتها أخذتني الرعدة حتى ظننت أني ساقط على سيدي فنزلت عن النخلة، فجعلت أقول لابن عمه ماذا تقول ؟ ماذا تقول ؟ قال فغضب سيدي فلكمني لكمة شديدة.ثم قال مالك ولهذا ؟ أقبل على عملك، قال فقلت لا شئ إنما أردت أن استثبته عما قال.
قال وقد كان عندي شئ قد جمعته فلما أمسيت أخذته.ثم ذهبت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو بقباء - فدخلت عليه فقلت له إنه قد بلغني أنك رجل صالح ومعك أصحاب لك غرباء ذوو حاجة وهذا شئ كان عندي للصدقة، فرأيتكم أحق به من غيركم.
قال فقربته إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه " كلوا " وأمسك يده فلم يأكل، فقلت في نفسي هذه واحدة ثم انصرفت عنه فجمعت شيئا وتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة. ثم جئته فقلت له إني قد رأيتك لا تأكل الصدقة وهذه هدية أكرمتك بها.
قال فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم منها وأمر أصحابه فأكلوا معه، قال فقلت في نفسي هاتان ثنتان.
8-قال ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ببقيع الغرقد قد تبع جنازة رجل من أصحابه وعليه شملتان (الكساء الغليظ يشتمل به الانسان، أي يلتحف به) وهو جالس في أصحابه فسلمت عليه.ثم استدبرته أنظر إلى ظهره، هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي ؟ فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم استدبرته عرف أني استثبت في شئ وصف لي.فألقى رداءه عن ظهره فنظرت إلى الخاتم فعرفته، فأكببت عليه أقبله وأبكي فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تحول "
فتحولت بين يديه، فقصصت عليه حديثي كما حدثتك يابن عباس.فأعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمع ذاك أصحابه.ثم شغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدر وأحد.قال سلمان.ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كاتب يا سلمان " فكاتبت صاحبي على ثلاثمائة نخلة أحييها له بالفقير (أبي بالحفر والغرس) وأربعين أوقية.فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، " لاصحابه " أعينوا أخاكم " فأعانوني في النخل: الرجل بثلاثين ودية، والرجل بعشرين ودية، والرجل بخمس عشرة ودية والرجل بعشرة يعين الرجل بقدر ما عنده حتى اجتمعت لي ثلاثمائة ودية.
فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اذهب يا سلمان ففقر لها، فإذا فرغت فائتني أكن أنا أضعها بيدي".
قال: ففقرت، وأعانني أصحابي، حتى إذا فرغت جئته فأخبرته.فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم معي إليها.فجعلنا نقرب إليه الودي، ويضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده حتى إذا فرغنا فوالذي نفس سلمان بيده ما ماتت منها ودية واحدة فأديت النخل وبقي علي المال.فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل بيضة الدجاجة من ذهب من بعض المعادن.
فقال " ما فعل الفارسي المكاتب ؟ " قال فدعيت له قال " خذ هذه فأدها مما عليك يا سلمان " قال قلت: وأين تقع هذه مما على يارسول الله ؟ قال: " خذها فإن الله سيؤدي بها عنك " قال فأخذتها فوزنت لهم منها - والذي نفس سلمان بيده - أربعين أوقية، فأوفيتهم حقهم وعتق سلمان.فشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق حرا ثم لم يفتني معه مشهد
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين