إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الخضر والياس عليهما السلام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الخضر والياس عليهما السلام


    الخضر والياس عليهما السلام


    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد


    -أما الخضر:


    1-فقد تقدم أن موسى عليه السلام رحل إليه في طلب ما عنده من العلم اللدني، وقص الله من خبرهما في كتابه العزيز في سورة الكهف، ، وأوردنا هنا ذكر الحديث المصرح بذكر الخضر عليه السلام وأن الذي رحل إليه هو موسى بن عمران نبي بني إسرائيل عليه السلام الذي أنزلت عليه التوراة.


    2-وقد اختلف في الخضر في اسمه ونسبه ونبوته وحياته، إلى الآن - على أقوال .
    قال البخاري - رحمه الله: ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنما سمي الخضر لانه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز من خلفه، خضراء " .


    و الفروة: الحشيش الابيض وما أشبهه يعني: الهشيم اليابس، وقال الخطابي : الارض البيضاء التي لا نبات فيها، وقال غيره هو الهشيم اليابس شبهه بالفروة ومنه قيل فروة الرأس وهي جلدته بما عليها من الشعر قال الخطابي: إنما سمي الخضر خضرا لحسنه وإشراق وجهه.قلت: هذا لا ينافي ما ثبت في الصحيح فإن كان ولا بد من التعليل بأحدهما فما ثبت في الصحيح أولى، وأقوى بل لا يلتفت

    2-وقد دل سياق القصة على نبوته من وجوه.
    أحدها: قوله تعالى (فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من من لدنا علما)
    الثاني: قول موسى له (هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا.قال إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا.قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصى لك أمرا.قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا)

    فلو كان وليا وليس بنبي لم يخاطبه موسى بهذه المخاطبة، ولم يرد على موسى هذا الرد، بل موسى إنما سأل صحبته لينال ما عنده من العلم الذي اختصه الله به دونه، فلو كان غير نبي لم يكن معصوما، ولم تكن لموسى، وهو نبي عظيم ورسوله كريم، واجب العصمة، كبير رغبة ولا عظيم طلبة، في علم ولي غير واجب العصمة، ولما عزم على الذهاب إليه والتفتيش عليه، ولو أنه يمضي حقبا من الزمان قيل ثمانين سنة، ثم لما اجتمع به تواضع له وعظمه واتبعه في صورة مستفيد منه،دل على أنه نبي مثله يوحى إليه كما يوحى إليه، وقد خص من العلوم اللدنية، والاسرار النبوية، بما لم يطلع الله عليه موسى الكليم نبي بني إسرائيل الكريم، وقد احتج بهذا المسلك بعينه البلقاني على نبوة الخضر عليه السلام.
    الثالث: أن الخضر أقدم على قتل ذلك الغلام وما ذاك إلا للوحي إليه من الملك العلام.وهذا دليل مستقل على نبوته.وبرهان ظاهر على عصمته لان الولي لا يجوز له الاقدام على قتل النفوس، بمجرد ما يلقي في خلده، لان خاطره ليس بواجب العصمة إذ يجوز عليه الخطأ بالاتفاق.ولما أقدم الخضر على قتل ذلك الغلام، الذي لم يبلغ الحلم علما منه بأنه إذا بلغ يكفر. ويحمل أبويه عن الكفر لشدة محبتهما له فيتابعانه عليه، ففي قتله مصلحة عظيمة تربو عل بقاء مهجته، صيانة لابويه عن الوقوع في الكفر وعقوبته، دل ذلك على نبوته وانه مؤيد من الله بعصمته.وقد رأيت الشيخ أبا الفرج ابن الجوزي طرق هذا المسلك بعينه في الاحتجاج على نبوة الخضر وصححه.
    الرابع: أنه لما فسر الخضر تأويل تلك الافاعيل لموسى، ووضح له عن حقيقة أمره وجلى، قال بعد ذلك كله (رحمة من ربك وما فعلته من أمري) [ الكهف: 82 ] يعني ما فعلته من تلقاء نفسي، بل [ أمر ] بل أمرت به وأوحى إلي فيه.فدلت هذه الوجوه على نبوته.
    ولا ينافي ذلك حصول ولايته، بل ولا رسالته كما قاله آخرون، ، وإذا ثبتت نبوته كما ذكرناه لم يبق لمن قال بولايته وإن الولي قد يطلع على حقيقة الامور دون أرباب الشرع الظاهر، مستند يستندون إليه، ولا معتمد يعتمدون عليه


    3-.وأما الخلاف في وجوده إلى زماننا هذا، فالجمهور على أنه باق إلى اليوم.قيل لانه دفن آدم بعد خروجهم من الطوفان فنالته دعوة أبيه آدم بطول الحياة.وقيل لانه شرب من عين الحياة فحيى ة.


    4-وأما الذين ذهبوا إلى أنه قد مات ومنهم البخاري و أبو الفرج بن الجوزي وقد انتصر لذلك و احتجوا لهم بأشياء كثيرة *

    1- منها قوله [ تعالى ] (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد) فالخضر إن كان بشرا فقد دخل في هذا العموم لا محالة، ولا يجوز تخصيصه منه إلا بدليل صحيح انتهى.والاصل عدمه حتى يثبت.ولم يذكر ما فيه دليل على التخصيص عن معصوم يجب قبوله.
    2-ومنها أن الله تعالى قال (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول الله مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أقررتم وأخذتم على ذلك إصرى قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين) [ آل عمران: 81 ] قال ابن عباس ما بعث الله نبيا إلا أخذ عليه الميثاق لئن بعث محمد وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه.وأمره أن يأخذ على أمته الميثاق، لئن بعث محمد وهم أحياء ليؤمنن به وينصرنه. ذكره البخاري عنه.


    2- فالخضر إن كان نبيا أو وليا، فقد دخل في هذا الميثاق، فلو كان حيا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم لكان أشرف أحواله، أن يكون بين يديه، يؤمن بما أنزل الله عليه، وينصره أن يصل أحد من الاعداء إليه،

    لانه إن كان وليا فالصديق أفضل منه، وإن كان نبيا فموسى أفضل منه.


    وقد روى الامام أحمد في مسنده: عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني " وهذا الذي يقطع به ويعلم من الدين علم الضرورة.وقد دلت عليه هذه الآية الكريمة أن الانبياء كلهم لو فرض أنهم أحياء مكلفون في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم لكانوا كلهم أتباعا له، وتحت أوامره، وفي عموم شرعه.



    كما أنه صلوات وسلامه عليه لما اجتمع معهم ليلة الاسراء، رفع فوقهم كلهم، ولما هبطوا معه إلى بيت المقدس وحانت الصلاة، أمره جبريل عن أمر الله أن يؤمهم، فصلى بهم في محل ولايتهم ودار إقامتهم فدل على أنه الامام الاعظم، والرسول الخاتم المبجل المقدم، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين.


    5-فإذا علم هذا - وهو معلوم عند كل مؤمن - علم أنه لو كان الخضر حيا لكان من جملة أمة محمد صلى الله عليه وسلم وممن


    يقتدي بشرعه لا يسعه إلا ذلك * هذا عيسى بن مريم عليه السلام إذا نزل في آخر الزمان بحكم بهذه الشريعة المطهرة، لا يخرج منها ولا يحيد عنها، وهو أحد أولى العزم الخمسة المرسلين وخاتم أنبياء بني إسرائيل


    6- والمعلوم أن الخضر لم ينقل بسند صحيح ولا حسن تسكن النفس إليه، أنه اجتمع برسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم واحد، ولم يشهد معه قتالا في مشهد من المشاهد.
    وهذا يوم بدر يقول الصادق المصدوق فيما دعا به لربه عزوجل، واستنصره واستفتحه على من كفره: " اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد بعدها في الارض " وتلك العصابة كان تحتها سادة المسلمين يومئذ، وسادة الملائكة حتى جبريل عليه السلام،

    7-ومن ذلك ما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ليلة العشاء ثم قال: " أرأيتم ليلتكم هذه فإنه إلى مائة سنة لا يبقى ممن هو على وجه الارض اليوم أحد ".وفي رواية " عين تطرف ".قال ابن عمر: فوهل الناس في مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه وإنما أراد انخرام قرنه.


    8-قال الامام أحمد: أن عبد الله بن عمر قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة العشاء في آخر حياته فلما سلم قام فقال: " أرأيتم ليلتكم هذه فإن على رأس مائة سنة لا يبقى ممن على ظهر الارض أحد "


    9-وقال الامام أحمد: ، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بقليل أو بشهر: " ما من نفس منفوسة أو ما منكم من نفس اليوم منفوسة يأتي عليها مائة سنة وهي يومئذ حية "

    10- وقال أحمد: ، عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال قبل أن يموت بشهر: " يسألوني عن الساعة وإنما علمها عند الله أقسم بالله ما على الارض نفس منفوسة اليوم يأتي عليها مائة سنة "
    11-وقال الترمذي: عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما على الارض من نفس منفوسة يأتي عليها مائة سنة ".
    12-قال ابن الجوزي فهذه الاحاديث الصحاح تقطع دابردعوى حياة الخضر.


    13-قالوا: فالخضر إن لم يكن قد أدرك زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم كما هو المظنون الذي يترقى في القوة إلى القطع فلا إشكال.وإن كان قد أدرك زمانه فهذا الحديث يقتضي أنه لم يعش بعد مائة سنة فيكون الآن مفقودا لا موجودا لانه داخل في هذا العموم والاصل عدم المخصص له حتى يثبت بدليل صحيح يجب قبوله والله أعلم.


    -الياس عليه السلام


    1-فقال الله تعالى بعد قصة موسى وهرون من سورة الصافات (وإن الياس لمن المرسلين.إذ قال لقومه ألا تتقون.أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين.الله ربكم ورب آباءكم الاولين.فكذبوه فانهم لمحضرون.إلا عباد الله المخلصين.وتركنا عليه في الآخرين سلام على الياسين.إنا كذلك نجزي المحسنين.إنه من عبادنا المؤمنين)

    قال علماء النسب هو الياس بن العازر بن العيزار بن هارون بن عمران.
    قالوا وكان إرساله إلى أهل بعلبك غربي دمشق


    (قال الطبري: كان سائر بني إسرائيل قد اتخذوا صنما يعبدونه من دون الله يقال له بعل.وقال ابن قتيبة في المعارف: إلياس من سبط يوشع بن نون بعثه الله في أهل بعلبك وكانوا يعبدون صنما يقال له بعل وملكهم اسمه احب وامرأته أزبيل.أما الطبري فيقول أن أحاب أحد ملوك بني إسرائيل واسم امرأته ازبل فقد كان يسمع منه ويصدقه - دون سائر ملوك بني إسرائيل الذين عبدوا بعل.) فدعاهم إلى الله عزوجل وأن يتركوا عبادة صنم لهم كانوا يسمونه بعلا.


    ولهذا قال لهم (ألا تتقون. أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين. الله ربكم ورب آباءكم الاولين)] فكذبوه وخالفوه وأرادوا قتله فيقال إنه هرب منهم واختفى عنهم *


    وقوله تعالى.(فكذبوه فانهم لمحضرون) أي للعذاب إما في الدنيا والآخرة أو في الآخرة. ( إلا عباد الله المخلصين) [] أي إلا من آمن منهم وقوله (وتركنا عليه في الآخرين) أي ابقينا بعده ذكرا حسنا له في العالمين فلا يذكر إلا بخير ولهذا قال (سلام على الياسين) أي سلام على الياس.


    العرب تلحق النون في أسماء كثيرة وتبدلها من غيرها كما قالوا إسماعيل وإسماعين وإسرائيل وإسرائين والياس والياسين.
    ومن قرأ سلام على آل ياسين أي على آل محمد وقرأ ابن مسعود وغيره سلام على ادراسين.
    ونقل عن ابن مسعود انه قال: الياس هو إدريس


    والحمد لله رب العالمين

يعمل...
X