ما هو المقام المحمود
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله --- اما بعد
ما هو المقام المحمود لنبينا - صلى الله عليه وآله وسلم - وهل هو جلوسه على العرش؟
[روي عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال]:
«يجلسني أي الله تعالى على العرش».(باطل).
ذكره الذهبي في " العلو" عن عبد الله بن مسعود قال: بينا أنا عند رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أقرأ عليه حتى بلغت {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} قال: «يجلسني أي الله تعالى على العرش ومما يدل على بطلانه .. أنه ثبت في " الصحاح " أن المقام المحمود هو الشفاعة العامة الخاصة بنبينا - صلى الله عليه وآله وسلم -.
ما أُثْبِتَ للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ولا يصح
والناس في هذه المسألة -أي مسألة إثبات خصوصيات النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - على طرفي نقيض، فمنهم من ينكر كثيراً من خصوصياته الثابتة بالأسانيد الصحيحة، إما لأنها غير متواترة بزعمه، وإما لأنها غير معقولة لديه! ومنهم من يثبت له عليه السلام ما لم يثبت، مثل قولهم:
إنه أول المخلوقات، وإنه لا ظل له في الأرض وإنه إذا سار في الرمل لا تؤثر قدمه فيه، بينما إذا داس على الصخر عَلم عليه، وغير ذلك من الأباطيل.
والقول الوسط في ذلك أن يقال: إن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بشر بنص القرآن والسنة
وإجماع الأمة، فلا يجوز أن يُعطى له من الصفات والخصوصيات إلا ما صح به النص في الكتاب والسنة، فإذا ثبت ذلك وجب التسليم له، ولم يجز رده بفلسفة خاصة علمية أو عقلية، زعموا، ومن المؤسف، أنه قد انتشر في العصر الحاضر انتشارا مخيفا رد الأحاديث الصحيحة لأدنى شبهة ترد من بعض الناس، حتى ليكاد يقوم في النفس أنهم يعاملون أحاديثه عليه السلام معاملة أحاديث غيره من البشر الذين ليسوا معصومين، فهم يأخذون منها ما شاؤوا، ويدعون ما شاؤوا، ومن أولئك طائفة ينتمون إلى العلم، وبعضهم يتولى مناصب شرعية كبيرة! فإنا لله وإنا إليه راجعون، ونسأله تعالى أن يحفظنا من شر الفريقين المبطلين والغالين.
والحمد لله رب العالمين