هل يجوز الخط على الرمل لمعرفة الغيب؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله --- اما بعد
قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «قد كان نبي يخط .. » هل فيه جواز هذا
الفعل؟]
المعنى أن الله تبارك وتعالى كان قد جعل لبعض الأنبياء وفي بعض الأقوال ولم يرد في الأحاديث أنه يونس عليه السلام كان قد جعل له وسيلة يتوصل بها إلى معرفة بعض المغيبات، بواسطة الضرب على الرمل، فالنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ربط إصابة الرمال بأن يوافق معجزة ذلك النبي،
وهذا كما يقول العلماء من باب التعليق بالمحال، قال عليه السلام: «فمن وافق خطُه خط ذاك النبي فذاك هو المصيب» ولا شك أن هذه الموافقة لا يمكن الوصول إليها؛ لأن ذلك النبي أولاً كانت هذه المعجزة خاصة به، وثانياً: هو لم يدع كتاباً يتخذ وسيلة لمعرفة طريقة الضرب بالرمل ليكتشف بهذه الطريقة شيئاً من الغائب فهو من باب التعجيز في المحال، قد كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه هذا الرمال خط ذلك النبي فذاك هو المصيب، وهذا أمر مستحيل.
وإلا فنحن نقرأ في القرآن الكريم قوله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا، إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} فلا يمكن الوصول إلى الأمور الغيبية باتخاذ وسائل لم يشرعها ربنا تبارك وتعالى، فسواء كانت هذه الصورة أو صور أخرى مما يتعاطاها الرمالون هؤلاء أو المنجمون فالمهم أنهم يحاولون بذلك الوصول إلى معرفة بعض المغيبات إن لم يكونوا كما أعتقد يدجلون على الناس ويموهون عليهم،
أي: أنهم يعلمون أنهم ليس عندهم طريقة متوارثة مثلاً حتى تتصل بذاك النبي، بهذه الطريقة يعرفون بعض المغيبات، هم يعلمون أنهم يدجلون على الناس ويدلسون عليهم ابتغاء مادة عاجلة فعلاً، فلا يجوز هذا التعاطي ولذلك قال عليه السلام في بعض الأحاديث الأخرى: «من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد» وكأنه عليه السلام يشير في هذا الحديث إلى الآية السابقة وهي قوله تعالى: {فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا، إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ}
فهذا الكاهن أو العراف أو الرمال ليس رسول يمكن
أن يوحي الله إليه بشيء من علمه بالغيب تبارك وتعالى؛ لهذا كان تعاطي هذا الضرب بالرمل أو أي وسيلة مما فيه التدجيل على الناس هو [كفر] بمثل هذه الآية الكريمة.
و هذا الكفر يختلف بين الكفر العملي والكفر الاعتقادي، فإن كان مستحلاً ذلك بقلبه فهو كفر الخروج عن الملة، وإن كان يعتقد بأن ذلك لا يجوز كما يأكل المرابي الربا ويسرق السارق وإلى آخره كل هؤلاء في المنزلة سواء، من استحلبقلبه شيئاً من المحرمات فهو كافر كفر ردة، ومن اقتصر استحلاله على العلم دون الاستحلال القلبي فهو كفر معصية وليس كفر ردة.
هل تجوز قراءة الكف؟
يتكون في الكفين الرقم تسعة وتسعين، يعني: جمع الرقم في خطين في الكف الأيمن بعدد ثمانية عشر، وفي الأيسر بواحد وثمانين، مجموعهما: تسعة وتسعين، و يقول: هذه أسماء الله الحسنى، وبعض الناس يقرؤون الكف، فما حكم ذلك؟
هذا مما لا يلتفت إليه؛ لأن أسماء الله الحسنى أكثر من تسعة وتسعين اسمًا، والحديث الذي جاء في صحيح البخاري ومسلم من قوله عليه الصلاة والسلام: «إن لله تسعة وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا من أحصاها دخل الجنة» فهذا الحديث لا يعني: أنه ليس لله تبارك وتعالى أسماء أخرى،
وإنما يعني: أن هذه التسعة وتسعين اسمًا من أحصاها، أي: من استخرجها من الكتاب والسنة وعمل بمعانيها فكان ذلك بشارة له بدخول الجنة، وإلا فقد جاء في بعض الأحاديث الصحيحة أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - سأل ربه بكل اسم سمى به نفسه أو علمه بعض خلقه، أو استأثر هو تبارك وتعالى بعلمه، فأسماء الله عز وجل ليست محصورة بهذا العدد الذي زعم ..
والحمد لله رب العالمين