إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اعتقاد سماع النبي بعد موته من وسائل الشرك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اعتقاد سماع النبي بعد موته من وسائل الشرك



    اعتقاد سماع النبي بعد موته من وسائل الشرك
    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله --- اما بعد

    [روي عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال]:
    «من صلى علي عند قبري سمعته، ومن صلى علي نائيا وُكل بها ملك يبلغني، وكُفي بها أمر دنياه وآخرته، وكنت له شهيدا أو شفيعا».(موضوع بهذا التمام).


    وهو لو كان صحيحاً فإنما فيه أنه يبلغه صلاة من صلى عليه نائياً، ليس فيه أنه يسمع ذلك فإن هذا لم يقله أحد من أهل العلم، ولا يعرف في شيء من الحديث، وإنما يقوله بعض المتأخرين الجهال: يقولون: إنه ليلة الجمعة ويوم الجمعة يسمع بأذنيه صلاة من يصلي عليه، فالقول إنه يسمع ذلك من نفس المصلين (عليه) باطل، وإنما في الأحاديث المعروفة إنه يبلغ ذلك ويعرض عليه، وكذلك السلام تبلغه إياه الملائكة.
    قلت: ويؤيد بطلان قول أولئك الجهال قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة فإن صلاتكم تبلغني ... »

    هل يسمع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بعد موته سلام من سلم عليه؟
    وهل يلزم من رده - صلى الله عليه وآله وسلم - السلام أن يكون سمعه؟


    لم أجد دليلاً على سماعه - صلى الله عليه وآله وسلم - سلام من سلَّم عليه عند قبره، وحديث أبي داود: وهو: " ما من أحد يُسلِّم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام "وإسناده حسن
    وهو ليس صريحاً في ذلك. ويؤيد بطلان قول أولئك الجهال قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: " أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة فإن صلاتكم تبلغني ... " صحيح
    فإنه صريح في أن هذه الصلاة يوم الجمعة تبلغه ولا يسمعها من المصلي
    عليه - صلى الله عليه وآله وسلم -.


    هل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - حي في قبره؟
    وهل يسمع بعد موته؟
    فبعض المتهوكون استدل ببعض الاحاديث السابقة بأن الرسول الصلاة والسلام ما مات بل حي في القبر

    ربنا يقول في صريح القرآن {إنك ميت وإنهم ميتون} فإذاً هو كسائر البشر ميت, كما هم ؟ ميتون أي: ستصبح ميتاً, وكذلك الناس جميعا. أينكرون هذه الحقائق بشبهات مثل هذه الشبه التي ذكرتها عن الحديث, الحديث يعني أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -
    يعني مات, وكل حي فإنما سبيله الموت, ويبقى وجه ربك ذي الجلال والإكرام، ولذلك لما قال عليه السلام في الحديث الآخر الصحيح:
    «أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة, فإن صلاتكم تبلغني» , قالوا: «كيف ذاك وقد أَرَمْتَ» ,
    ماذا فهم الصحابة من قوله عليه السلام هذا؟ فهموا أنه ميت, ولذلك استغربوا كيف تبلغه صلاته وقد أَرِمَ؟ أي: فني, أي: صار رميماً, {قال من يحيي العظام وهي رميم}
    فالصحابة كانوا يتلقوا عن الرسول عليه السلام هذه الحقيقة التي لا مناص لأحدٍ من البشر إلا وأن يقع فيها وهي {إنك ميت وإنهم ميتون} كانوا عرفوا هذه الحقيقة, ولذلك لما جاءهم الرسول عليه السلام بشيء ما كانوا يعرفونه من قبل: «أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة فإن صلاتكم تبلغني» قالوا كيف ذاك وقد أرمت أي فنيت, طبعاً مت وأكثر من مت أي فنيت وصرت رميماً, قال: «إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء»
    فأجساد الأنبياء كل الأنبياء لا تصبح رميماً كأجساد الآخرين, ولذلك فرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - جسده في قبره كما هو من قبل, هذه معجزة هذه كرامه من الله عز وجل لنبيه عليه السلام, بل ولِسائر الأنبياء الكرام, ولكن الله كرم نبيه عليه السلام بكرامةٍ أخرى لا يشاركه أحد من الأنبياء وهي قوله عليه السلام:
    «فإن صلاتكم تبلغني»
    قالوا: كيف ذاك وقد أرمت, قال: «إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء» ,أي: أنا كسائر الأنبياء جسدي في القبر حي طري, ولكن اصطفاني ربي عز وجل بخصلة أخرى أنه كلما سلم علي مسلمون رد الله إلي روحي فأرد عليه السلام,
    وهذا الحديث وهو ثابت فيه دلاله على أن الرسول عليه السلام خلاف ما يتوهم كثير من العامة, بل وفيهم بعض الخاصة وهي أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لا يسمع سلام المسلمين عليه, وإنما كما جاء في الحديث الصحيح: «إن لله ملائكة سياحين, يبلغوني عن أمتي السلام» , إن لله ملائكة سياحين: يعني طوافين على المسلمين, فكلما سمعوا مسلماً يصلي على
    النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بلغوه بذلك وهو لا يسمع؛ لأن الميت لا يسمع, انفصل عن هذه الحياة الدنيا ومتعلقاتها كلها, ولكن الله عز وجل اصطفى نبيه عليه السلام فيما ذكرنا من الحياة ومن تمكينه بإعادة روحه إلى جسده, ورد السلام على المسلمين عليه, ومن ذلك أيضاً أن هناك ملائكةً يبلغونه السلام فكلما سلموا عليه من فلان هو رد عليهم السلام.



    من وسائل الشرك:
    اعتقاد أن رُّوْحَ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - مستقرة فيه بعد موته
    [روي عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال]:
    «ما من نبي يموت فيقيم في قبره إلا أربعين صباحاً حتى ترد إليه روحه، ومررت بموسى ليلة أسري بي وهو قائم في قبره بين عائلة وعويلة». موضوع
    و هذا الحديث يعارض قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام».
    ووجه التعارض أنه يدل على أن روحه - صلى الله عليه وآله وسلم - ليست مستقرة في جسده الشريف، بل هي تُردُّ إليه ليرد سلام المُسلِّمين عليه - صلى الله عليه وآله وسلم -، بينما هذا الحديث الموضوع يقرر صراحة أن روح كل نبي ترد إليه بعد أربعين صباحاً من وفاته،

    فلوصح هذا فكيف ترد روحه - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى جسده ليرد السلام، هذا أمر غير معقول، بل هو ظاهر التناقض، فلابد من رد أحدهما، وليس هو إلا هذا الحديث المنكر حتى يَسْلَم الحديثُ القوي من المعارِض،

    ومن صور الغلو
    في ذات النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إنكار كون أبواه في النار
    [قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -]:«إن أبي وأباك في النار».


    وهو في جملة أحاديث أخرى تدل كلها- كهذا- على أن من مات في الجاهلية مشركاً فهو في النار، وليس من أهل الفترة كما يظن كثير من الناس، ، ومن تأثر بهم من السنة! ومن تلك الأحاديث، ما رواه حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رجلا قال: يا رسول الله أين أبي؟ قال: في النار، فلما قفَّى دعاه، فقال: إن أبي وأباك في النار ) مسلم
    ومنها بلفظ: «حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار».فراجع سببه هناك، فإنه بمعنى حديث الترجمة لمن تأمله.وإن مما يتصل بهذا الموضوع قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - لما زار قبر أمه: «استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يأذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها، فأذن لي .. » الحديث.


    واعلم أيها الأخ المسلم أن بعض الناس اليوم وقبل اليوم لا استعداد عندهم لقبول هذه الأحاديث الصحيحة، وتبني ما فيها من الحكم بالكفر على والدي الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -، بل إن فيهم من يظن أنه من الدعاة إلى الإسلام ليستنكر أشد الاستنكار التعرض لذكر هذه الأحاديث ودلالتها الصريحة!
    وفي اعتقادي أن هذا الاستنكار إنما ينصب منهم على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - الذي قالها إن صدقوا بها، وهذا- كما هو ظاهر- كفر بواح، أو على الأقل: على الأئمة الذين رووها وصححوها، وهذا فسق أو كفر صراح، لأنه يلزم منه تشكيك المسلمين بدينهم، لأنه لا طريق لهم إلى معرفته والإيمان به، إلا من طريق نبيهم - صلى الله عليه وآله وسلم - كما لا يخفى على كل مسلم بصير بدينه،
    فإذا لم يصدقوا بها لعدم موافقتها لعواطفهم وأذواقهم وأهوائهم- والناس في ذلك مختلفون أشد الاختلاف- كان في ذلك فتح باب عظيم جدا لردالأحاديث الصحيحة، وهذا أمر مشاهد اليوم من كثير من الكتاب الذين ابتلي المسلمون بكتاباتهم

    واعلم أيها المسلم- المشفق على دينه أن يهدم بأقلام بعض المنتسبين إليه- أن هذه الأحاديث ونحوها مما فيه الإخبار بكفر أشخاص أو إيمانهم، إنما هو من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها وتلقيها بالقبول، لقوله تعالى: {ألم، ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب}
    وقوله: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم .. } فالإعراض عنها وعدم الإيمان بها يلزم منه أحد أمرين لا ثالث لهما- وأحلاهما مر-:
    إما تكذيب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، وإما تكذيب رواتها الثقات كما تقدم، وأنا حين اقول هذا أعلم أن بعض الذين ينكرون هذه الأحاديث أو يتأولونها تأويلاً إنما يحملهم على ذلك غلوهم في تعظيم النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، وحبهم إياه، فينكرون أن يكون أبواه - صلى الله عليه وآله وسلم - كما أخبر هو نفسه عنهما، فكأنهم أشفق عليهما منه - صلى الله عليه وآله وسلم -!!

    وقد لا يتورع بعضهم أن يركن في ذلك إلى الحديث المشهور على ألسنة بعض الناس الذي فيه أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أحيا الله له أمه، وفي رواية: أبويه، وهو حديث موضوع باطل عند أهل العلم

    ، والذي وضعه قليل الفهم، عديم العلم، إذ لو كان له علملعلم أن من مات كافراً لا ينفعه أن يؤمن بعد الرجعة، لا بل لو آمن عند المعاينة، ويكفي في رد هذا الحديث قوله تعالى: {فيمت وهو كافر}، وقوله - صلى الله عليه وآله وسلم - في (الصحيح): «استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي».


    ولقد أحسن قول القائل ، " كثيراً ما تجمح المحبة ببعض الناس، فيتخطى الحجة ويحاربها، ومن وفق علم أن ذلك منافٍ للمحبة الشرعية، والله المستعان ".


يعمل...
X