درر الالبانى --- فى الجنة
1- هل في الأرض من الجنة شئ غير الحجر الأسود؟
[قال رسول الله ص]:«ليسَ في الأرضِ منَ الجنةِ إلا ثلاثةُ أشياء: غرْسُ العجوة، وأواقٍ تنزلُ في الفراتِ كلَّ يومٍ من بركةِ الجنةِ والحَجَرُ».
[قال الإمام]:ثم إنه يبدو أن بين هذا الحديث، وبين (حديث)[الحجرالأسود]...[الذي] بلفظ:" «[لولا ما مسه من أنجاس الجاهلية؛ ما مسه ذو عاهة إلا شُفي]، وما على الأرض من شيء من الجنة غيره»: تعارضاً ! فكيف التوفيق؟ فأقول: ...لعل المراد بقوله: "غيره " أي: من الحجارة؛ فقوله: "شيء" مخصوص بها. والله أعلم."الصحيحة"(7/1/302،305)
3- هل الريحان من الجنة؟
[روي عن رسول الله ص أنه قال]: «إذا أعطي أحدكم الريحان فلا يرده فإنه خرج من الجنة».
[قال الإمام]:
حديث ضعيف أخرجه الترمذي (4/18) , ولو صح الحديث لكان اللائق حمله على ظاهره وهو أن الريحان أصله من الجنة، ولا يلزم منه أن ما نقطفه منه من الحقول هو في الجنة أيضاً..., ألا ترى أنه إذا قال إنسان لماء في كأس: هذا من السماء لكان صادقاً وكان قصده معروفاً؟ فليتأمل, ونحو هذا يقال فيما صح عنه ص: «أن أربعة أنهار من الجنة»؛ أي أصلها من الجنة, لا أنها تنبع الآن منها
4- من سعة الجنة وفضل الله فيها : [قال رسول الله ص]
:«يدخل أهل الجنة الجنة، فيبقى منها ما شاء الله عز وجل، فينشئ الله تعالى لها ـ يعني خلقا ـ حتى يملأها» الصحيحة"(6/1/92).
5- خيمة المؤمن في الجنة :[قال رسول الله ص]:
«إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة، طولها ستون ميلاً، للمؤمن فيها أهلون، يطوف عليهم المؤمن، فلا يرى بعضهم بعضاً»...
[قال الإمام]:[وفي رواية]:"عرضها ستون ميلا".
ولعل الجمع بين الروايتين؛ أن يقال بصحة كل منهما، ويكون المعنى بأن طول الخيمة مساوٍ لعرضها؛ فإن صح هذا فبها ونعمت، وإلا؛ فرواية الطول أرجح... والله أعلم."الصحيحة"(7/3/1494-1495).
6- تفسير قوله ص:«إن ربك يعجب من أقوام يجرون إلى الجنة بالسلاسل»
الالبانى:
تفسير ما وقع في العصور الأولى من مجيء المسلمين بكثير من الأسرى الكافرين إلى بلاد المسلمين وهم مغللون بالأصفاد عبيداً أرقاء، فبعد أن يسترقوا، وبسبب هذا الاسترقاق؛ خدمتهم لأسيادهم وبمن يلوذ بهم عرفهم بشيء من أخلاق المسلمين وعقائدهم كان خافياً عليهم، ووجدوا أن ما عرفوه من أخلاقهم وحسن معاملاتهم لأرقائهم وعبيدهم خلاف ما يعرفونه هم في بلادهم من سوء معاملة الأسياد للأرقاء
والعبيد.فهذه المعاملة الحسنة فتحت قلوبهم للإسلام ودخلوا فيه أفواجاً، وصار الكثير منهم بسبب النظام الإسلامي الرائع الذي تفرد يومئذ بتشريع ما يعرف في كتب الحديث والفقه بالمكاتبة فضلاً عن فك الرقاب المنصوص عليه في القرآن، والذي حث عليه الإسلام بأساليب شتى مما كان لا يعرفه الكفار الذين هم الذين ابتدعوا بدعة الاسترقاق للناس الذين هم أمثالهم كما قال عمر في كلمته المشهورة:
«متى استبعدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً»،
فوجدوا في الإسلام طرقاً كثيرة لتخليص أنفسهم من ذل الاستعباد والاسترقاق.بعض هذه السبل يعود إلى السيد الذي إما أن يحسن إلى رقيقه، وإلى عبده، فيعتقه لوجه الله تبارك وتعالى، وإما أن يعتقه كفارةً لذنب له شرع الله التكفير لهذا الذنب أنه لا بد من عتق رقبة، إما وإما..
، أخيراً تأتي تلك المكاتبة والمكاتبة هي أن يتفق السيد مع العبد أو مع عبد من عبيده أن يصبح حراً إذا ما قدم إلى سيده مَبْلَغاً يتفقان عليه، فإذا ما قدم آخر قسطٍ عليه يصبح حراً، ففتح الإسلام لهؤلاء العبيد أن يكسبوا حريتهم ويفكوا عنهم الرق، فبتلك المعاشرة الحسنة التي ألمحنا إليها آنفاً والتي كان رسول الله ص يحض عليها في أحاديث كثيرة كمثل قوله عليه السلام:
«إخوانكم خولكم». كأنه سقط من ذهني عبارة: «فأطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون»
( .. أو هكذا، فوجدوا في الشرع الإسلامي ما جذبهم جذباً إلى الدخول في الإسلام بمحض اختيارهم، ولذلك كان منهم من كبار العلماء والفقهاء، وحسبكم أن الإمام أبا حنيفة رحمه الله الذي هو أول الأئمة الأربعة المتبعين ..، أبوه من هؤلاء الأرقاء،
فضلاً عن مثل طاووس وأمثاله من كبار المحدثين، فهؤلاء يعجب ربك من أقوام يجرون إلى الجنة في السلاسل أي: أنهم جيء بهم كما قلنا مغللين أسرى، فلما خالطوا المسلمين وتبين لهم الإسلام الحق آمنوا، فدخلوا الجنة بسبب إيمانهم، هذا معنى الحديث إن ربك ليعجب من أقوام يجرون إلى الجنة في السلاسل، أي:
إلى الإسلام الذي يأخذ بهم إلى الجنة، وقد جيء بهم من قبل بالسلاسل، وهذه حقيقة يشهد بها التاريخ الصحيح، فكم وكم من مولى من الموالي، أي: من هؤلاء العبيد، الذين أعتقهم أسيادهم أو عتقوا أنفسهم بالمكاتبة، كم وكم من هؤلاء أصبحوا من كبار العلماء الذين نحن الآن نستفيد العلم منهم، وهم كانوا أسرى جيء بهم مغللين ."
2-[ معنى قوله ص في الكاسيات العاريات: «لا يدخلن الجنة ....» : حديث لا يدخلن الجنة...
الالبانى: .. هذا له عدة تآويل، ..لا يدخلن الجنة إذا استحللن ذلك في قلوبهن، [أما إذا لم يستحللن ذلك]... فيدخلن الجنة بعد َلأْيٍ ليس مع السابقين الأولين. "
معنى قوله ص: «لا يدخل الجنة...ولد زنية»[قال رسول الله ص]
:«لا يدخل الجنة عاق, ولا منان, ولا مدمن خمر, ولا ولد زنية».
[قال الإمام]:وقوله: «لا يدخل الجنة ولد زنية»، ليس على ظاهره بل المراد به من تحقق بالزنا حتى صار غالباً عليه، فاستحق بذلك أن يكون منسوباً إليه، فيقال: هو ابن له، كما ينسب المتحققون بالدنيا إليها، فيقال لهم: بنو الدنيا بعلمهم وتحققهم بها، وكما قيل للمسافر ابن السبيل، فمثل ذلك ولد زنية وابن زنية، قيل لمن تحقق بالزنا، حتى صار تحققه منسوباً إليه، وصار الزنا غالباً عليه، فهو المراد بقوله
«لا يدخل الجنة»
ولم يرد به المولود من الزنا ولم يكن هو من ذوي الزنا.... وهذا المعنى استفدته من كلام أبي جعفر الطحاوي رحمه الله وشرحه لهذا الحديث .
3- هل يحول الدَّين بين الشهيد ودخوله الجنة؟
السؤال: المقاتل أو المجاهد في سبيل الله، كنا نجهل أنه المجاهد في سبيل الله يقف على باب الجنة لسبب عدم سداده الدين، هذه لم نكن نعرفها، الآن من فضل الله علينا صرنا نعرفها، بالنسبة للمجاهد إذا أقام كل الأوامر التي صدرت من الله سبحانه وتعالى: الصلاة الصوم الحج الزكاة كله، (بقيت مسألة) الدين، يا هل ترى لو صارت ظروف الجهاد تيسرت للمسلمين وجاهد في سبيل الله، هنا فعلاً هذا الدين يمنعه من دخول الجنة؟
الشيخ: لا، ليس هناك حديث يقول: إن هذا الشهيد المدين لا يدخل الجنة، وإنما الحديث يقول: يغفر للشهيد كل ذنب له إلا الدين. تغفر ذنوبه كلها إلا الدين، لكن كونه يدخل الجنة أو لا يدخل الجنة هذه قضية أخرى،
يعني: نحن لا نقدر نقول عن غير الشهيد إنه إذا كان مات مديناً لا يدخل الجنة، عن غير الشهيد، فما بالك بالشهيد، لكننا نقول: إنه موت الشهيد وعليه دين يمنع أن يغفر عنه هذا الذنب فقط وهو الدين، بينما الذنوب الأخرى تغفر له."
4- هل هناك تكليف في الجنة
سؤال: صلاة المؤمنين في قبورهم صح الحديث عن ابن ماجه فهل هذا من تكليف المؤمنين في القبور؟
الالبانى: هل يوجد تكليف في الجنة طبعا : لا يوجد. :
في تسبيح في الجنة، فيه حمد في تسبيح في الجنة، : نعم. : هذه مثل هذه..، ليس تكليف، هذا شكر لله عز وجل. :
ولكن لا نعرف كيفية هذه الصلاة. : كل أمور الغيب لا تعرف. وحتى اننا لانعلم
فيه فرق بينهم وبين صلاة الأنبياء أم لا نعلم : لا نعلم،
هل علمت صلاة الأنبياء؟ لا، تلك بأولى.
-5 حال حديث حول الجنة في حديث ما أدري ما صحته «لكل مؤمن في الجنة أربعة أبواب باب يدخل عليه منه زواره من الملائكة وباب يدخل عليه منه أزواجه من الحور العين، وباب مقفل فيما بينه وبين أهل النار لتعظم النعمة عليه، وباب فيما بينه وبين دار السلام يدخل منه على ربه إذا شاء»( ؟
الالبانى: هذا لا أعرفه، ولا مر علي حتى ولا في الموضوعات.
واخر دعوانا ان الحمد للة رب العالمين