إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هذا تاريخنا يزيد بن معاوية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هذا تاريخنا يزيد بن معاوية


    هذا تاريخنا 00 يزيد بن معاوية


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة


    -هو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس، أمير المؤمنين أبو خالد الاموي،


    ولد سنة خمس أو ست أو سبع وعشرين، وبويع له بالخلافة في حياة أبيه أن يكون ولي العهد من بعده، ثم أكد ذلك بعد موت أبيه في النصف من رجب سنة ستين، فاستمر متوليا إلى أن توفي في الرابع عشر من ربيع الاول سنة أربع وستين


    2-وأمه ميسون بنت مخول بن أنيف بن حارثة الكلبي.


    3-روى عن أبيه معاوية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين " وحديثا آخر في الوضوء.
    وعنه ابنه خالد وعبد الملك بن مروان،


    4-وقد ذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة التي تلي الصحابة، وهي العليا، وقال: له أحاديث، وكان كثير اللحم عظيم الجسم كثير الشعر جميلا طويلا ضخم الهامة محدد الاصابع غليظها مجدرا، وكان أبوه قد طلق أمه وهي حامل به، فرأت أمه في المنام أنه خرج منها قمر من قبلها، فقصت رؤياها على أمها فقالت: إن صدقت رؤياك لتلدن من يبايع له بالخلافة.


    5-وجلست أمه ميسون يوما تمشطه وهو صبي صغير، وأبوه معاوية مع زوجته الحظية عنده في المنظرة، وهي فاختة بنت قرظة، فلما فرغت من مشطه نظرت أمه إليه فأعجبها فقبلته بين عينيه،

    فقال معاوية عند ذلك:

    إذا مات لم تفلح مزينة بعده * فنوطي عليه يا مزين التمائما

    وانطلق يزيد يمشي وفاختة تتبعه بصرها

    ثم قالت: لعن الله سواد ساقي أمك،

    فقال معاوية: أما والله إنه لخير من ابنك عبد الله - وهو ولده منها وكان أحمق –


    فقالت فاختة: لا والله لكنك تؤثر هذا عليه، فقال: سوف أبين لك ذلك حتى تعرفينه قبل أن تقومي من مجلسك هذا، ثم استدعى بابنها عبد الله فقال له: إنه قد بدا لي أن أعطيك كل ما تسألني في مجلسي هذا، فقال: حاجتي أن تشتري لي كلبا فارها وحمارا فارها، فقال: يا بني أنت حمار وتشتري لك حمارا ؟ قم فاخرج.


    ثم قال لامه: كيف رأيت ؟ ثم استدعى بيزيد

    فقال: إني قد بدا لي أن أعطيك كل ما تسألني في مجلسي هذا، فسلني ما بدا لك.
    فخر يزيد ساجدا ثم قال حين رفع رأسه: الحمد لله الذي بلغ أمير المؤمنين هذه المدة، وأراه في هذا الرأي، حاجتي أن تعقد لي العهد من بعدك، وتوليني العام صائفة المسلمين، وتأذن لي في الحج إذا رجعت، وتوليني الموسم، وتزيد أهل الشام عشرة دنانير لكل رجل في عطائه، وتجعل ذلك بشفاعتي، وتعرض لايتام بني جمح، وأيتام بني سهم، وأيتام بني عدي.

    فقال: مالك ولايتام بن عدي ؟ فقال: لانهم حالفوني وانتقلوا إلى داري.


    فقال معاوية: قد فعلت ذلك كله، وقبل وجهه، ثم قال لفاختة بنت قرظة: كيف رأيت ؟

    فقالت: يا أمير المؤمنين أوصه بي فأنت أعلم به مني، ففعل.


    6-وفي رواية أن يزيد لما قال له أبوه: سلني حاجتك، قال له يزيد: اعتقني من النار أعتق الله رقبتك منها، قال: وكيف ؟ قال: لاني وجدت في الآثار أنه من تقلد أمر الامة ثلاثة أيام حرمه الله على النار، فاعهد إلي بالامر من بعدك ففعل.


    7-وقالوا : رأى معاوية ابنه يزيد يضرب غلاما له فقال له: اعلم أن الله أقدر عليك منك عليه، سوأة لك ! ! أتضرب من لا يستطيع أن يمتنع عليك ؟ والله لقد منعتني القدرة من الانتقام من ذوي الاحن، وإن أحسن من عفا لمن قدر.


    قلت: وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى أبا مسعود يضرب غلاما له فقال:

    " اعلم أبا مسعود لله أقدر عليك منك عليه "

    8-قالوا وقدم زياد بأموال كثيرة وبسفط مملوء جواهر على معاوية فسر بذلك معاوية، فقام زياد فصعد المنبر ثم افتخر بما يفعله بأرض العراق من تمهيد الممالك لمعاوية، فقام يزيد فقال: إن تفعل ذلك يا زياد فنحن نقلناك من ولاء ثقيف إلى قريش، ومن القلم إلى المنابر، ومن زياد بن عبيد إلى حرب بني أمية. فقال له معاوية: اجلس فداك أبي وأمي.


    9-وعن عطاء بن السائب قال: غضب معاوية على ابنه يزيد فهجره فقال له الاحنف بن قيس: يا أمير المؤمنين إنما هم أولادنا، ثمار قلوبنا وعماد ظهورنا، ونحن لهم سماء ظليلة، وأرض ذليلة، إن غضبوا فارضهم، وإن طلبوا فاعطهم، ولا تكن عليهم ثقلا فيملوا حياتك ويتمنوا موتك.
    فقال معاوية: لله درك يا أبا بحر، يا غلام ائت يزيد فأقره مني السلام وقل له: إن أمير المؤمنين قد أمر لك بمائة ألف درهم، ومائة ثوب.
    فقال يزيد: من عند أمير المؤمنين ؟ فقال: الاحنف، فقال يزيد: لا جرم لاقاسمنه، فبعث إلى الاحنف بخمسين ألفا وخمسين ثوبا.



    10-وقال الطبراني: قال: كان يزيد في حداثته صاحب شراب يأخذ مأخذ الاحداث، فأحس معاوية بذلك فأحب أن يعظه في رفق،

    فقال: يا بني ما أقدرك على أن تصل إلى حاجتك من غير تهتك يذهب بمرؤتك وقدرك، ويشمت بك عدوك ويسئ بك صديقك،

    ثم قال:

    يا بني إني منشدك أبياتا فتأدب بها واحفظها، فأنشده:


    انصب نهارا في طلاب العلا * واصبر على هجر الحبيب القريب

    حتى إذا الليل أتى بالدجا * واكتحلت بالغمض عين الرقيب

    فباشر الليل بما تشتهي * فإنما الليل نهار الاريب

    كم فاسق تحسبه ناسكا * قد باشر الليل بأمر عجيب

    غطى عليه الليل أستاره * فبات في أمن وعيش خصيب

    ولذة الاحمق مكشوفة * يسعى بها كل عدو مريب


    قلت: وهذا كما جاء في الحديث " من ابتلي بشئ من هذه القاذورات فليستتر بستر الله عز وجل "


    11-وروى المدائني: أن عبد الله بن عباس وفد إلى معاوية فأمر معاوية ابنه يزيد أن يأتيه فيعزيه في الحسن بن علي، فلما دخل على ابن عباس رحب به وأكرمه، وجلس عنده بين يديه، فأراد ابن عباس أن يرفع مجلسه فأبى


    وقال: إنما أجلس مجلس المعزي لا المهني، ثم ذكر الحسن فقال: رحم الله أبا محمد أوسع الرحمة وأفسحها، وأعظم الله أجرك وأحسن عزاك، وعوضك من مصابك ما هو خير لك ثوابا وخير عقبى.
    فلما نهض يزيد من عنده قال ابن عباس: إذا ذهب بنو حرب ذهب علماء الناس


    12-وقد كان يزيد أول من غزى مدينة قسطنطينية في سنة تسع وأربعين ثم حج بالناس في تلك السنة بعد مرجعه من هذه الغزوة من أرض الروم.

    وقد ثبت في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

    " أول جيش يغزو مدينة قيصر مغفور لهم ".


    وهو الجيش الثاني الذي رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه عند أم حرام فقالت: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال:

    " أنت من الاولين " (البخاري).

    يعني جيش معاوية حين غزا قبرص، ففتحها في سنة سبع وعشرين أيام عثمان بن عفان، وكانت معهم أم حرام فماتت هنالك بقبرص، ثم كان أمير الجيش الثاني ابنه يزيد بن معاوية، ولم تدرك أم حرام جيش يزيد هذا.وهذا من أعظم دلائل النبوة.
    وقد أورد الحافظ ابن عساكر ههنا الحديث الذي رواه محاضر، عن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " (مسلم).


    قال زرارة بن أوفى: القرن عشرون ومائة سنة، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في قرن وكان آخره موت يزيد بن معاوية.


    13- : حج بالناس يزيد بن معاوية في سنة إحدى وخمسين وثنتين وخمسين وثلاث وخمسين.وأن معاوية قال ليزيد: كيف تراك فاعلا إن وليت ؟ قال: يمتع الله بك يا أمير المؤمنين،

    قال لتخبرني: قال، كنت والله يا أبة عاملا فيهم عمل عمر بن الخطاب.فقال معاوية: سبحان الله يا بني والله لقد جهدت على سيرة عثمان بن عفان فما أطقتها فكيف بك وسيرة عمر ؟.


    قال: قال معاوية ليزيد وهو يوصيه عند الموت: يا يزيد ! !


    اتق الله فقد وطأت لك هذا الامر،ووليت من ذلك ما وليت، فإن يك خيرا فأنا أسعد به، وإن كان غير ذلك شقيت به، فارفق بالناس وأغمض عما بلغك من قول تؤذي به وتنتقص به، وطأ عليه يهنك عيشك، وتصلح لك رعيتك، وإياك والمناقشة وحمل الغضب، فإنك تهلك نفسك ورعيتك، وإياك وخيرة أهل الشرف واستها نتهم والتكبر عليهم، ولن لهم لينا بحيث لا يروا منك ضعفا ولا خورا، وأوطئهم فراشك وقربهم إليك وادنهم منك، فانهم يعلموا لك حقك، ولا تهنهم ولا تستخف بحقهم فيهينوك ويستخفوا بحقك ويقعوا فيك، فإذا أردت أمرا فادع أهل السن والتجربة من أهل الخير من المشايخ وأهل التقوى فشاورهم ولا تخالفهم،


    واياك والاستبداد برأيك فإن الرأي ليس في صدر واحد، وصدق من أشار عليك إذا حملك على ما تعرف، واخزن ذلك عن نسائك وخدمك، وشمر إزارك، وتعاهد جندك، وأصلح نفسك تصلح لك الناس، لا تدع لهم فيك مقالا فإن الناس سراع إلى الشر،


    واحضر الصلاة، فإنك إذا فعلت ما أوصيك به عرف الناس لك حقك، وعظمت مملكتك، وعظمت في أعين الناس، واعرف شرف أهل المدينة ومكة فانهم أصلك وعشيرتك، واحفظ لاهل الشام شرفهم فإنهم أهل طاعتك، واكتب إلى أهل الامصار بكتاب تعدهم فيه منك بالمعروف، فإن ذلك يبسط آمالهم، وإن وفد عليك وافد من الكور كلها فأحسن إليهم وأكرمهم فإنهم لمن ورائهم، ولا تسمعن قول قاذف ولا ماحل فإني رأيتهم وزراء سوء.


    14-ولما خرج ابن جعفر من عند يزيد وقد أعطاه ألفي ألف، رأى على باب يزيد بخاتي مبركات قد قدم عليها هدية من خراسان، فرجع عبد الله بن جعفر إلى يزيد فسأله منها ثلاث بخاتي ليركب عليها إلى الحج والعمرة، وإذا وفد إلى الشام على يزيد،


    فقال يزيد للحاجب: ما هذه البخاتي التي على الباب ؟ - ولم يكن شعر بها - فقال: يا أمير المؤمنين هذه أربعمائة بختية جاءتنا من خراسان تحمل أنواع الالطاف - وكان عليها أنواع من الاموال كلها - فقال: اصرفها إلى أبي جعفر بما عليها.فكان عبد الله بن جعفر يقول: أتلومونني على حسن الرأي في هذا ؟ - يعني يزيد -.



    15-وقد كان يزيد فيه خصال محمودة من الكرم والحلم والفصاحة والشعر والشجاعة وحسن الرأي في الملك.وكان ذا جمال حسن المعاشرة، وكان فيه أيضا إقبال على الشهوات وترك بعض الصلوات في بعض الاوقات، وإماتتها في غالب الاوقات.


    16-وقد قال الامام أحمد: سمع أبا سعيد الخدري يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يكون خلف من بعد ستين سنة أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون عيا، ثم يكون خلف يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم،ويقرأ القرآن ثلاثة مؤمن ومنافق وفاجر ".فقلت للوليد: ما هؤلاء الثلاثة ؟ قال: المنافق كافر به، والفاجر يتأكل به، والمؤمن يؤمن به


    17-قلت: يزيد بن معاوية أكثر ما نقم عليه في عمله شرب الخمر، وإتيان بعض الفواحش، فأما قتل الحسين فإنه كما قال جده أبو سفيان يوم أحد لم يأمر بذلك ولم يسؤه.


    وقد قدمنا أنه قال: لو كنت أنا لم أفعل معه ما فعله ابن مرجانة - يعني عبيد الله بن زياد - وقال للرسل الذين جاؤوا برأسه: قد كان يكفيكم من الطاعة دون هذا، ولم يعطهم شيئا، وأكرم آل بيت الحسين ورد عليهم جميع ما فقد لهم وأضعافه، وردهم إلى المدينة في محامل وأهبة عظيمة، وقد ناح أهله في منزله على الحسين حين كان أهل الحسين عندهم ثلاثة أيام، وقيل إن يزيد فرح بقتل الحسين أول ما بلغه ثم ندم على ذلك،


    18-ولما خرج أهل المدينة عن طاعته وخلعوه وولوا عليهم ابن مطيع وابن حنظلة، لم يذكروا عنه - وهم أشد الناس عداوة له - إلا ما ذكروه عنه من شرب الخمر وإيتانه بعض القاذورات، لم يتهموه بزندقة كما يقذفه بذلك بعض الروافض، بل قد كان فاسقا والفاسق لا يجوز خلعه لاجل ما يثور بسبب ذلك من الفتنة ووقع الهرج كما وقع زمن الحرة، فإنه بعث إليهم من يردهم إلى الطاعة وأنظرهم ثلاثة أيام، فلما رجعوا قاتلهم وغير ذلك، وقد كان في قتال أهل الحرة كفاية، ولكن تجاوز الحد باباحة المدينة ثلاثة أيام، فوقع بسبب ذلك شر ، وقد كان عبد الله بن عمر بن الخطاب وجماعات أهل بيت النبوة ممن لم ينقض العهد.
    ولا بايع أحدا بعد بيعته ليزيد.


    19-كما قال الامام أحمد: عن نافع.قال: لما خلع الناس يزيد بن معاوية جمع ابن عمر بنيه وأهله ثم تشهد ثم قال: أما بعد فإنا بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان، وإن من أعظم الغدر إلا أن يكون الاشراك بالله، أن يبايع رجل رجلا على بيع الله ورسوله ثم ينكث بيعته "

    فلا يخلعن أحد منكم يزيد ولا يسرفن أحد منكم في هذا الامر، فيكون الفيصل بيني وبينه. وقد رواه مسلم


    20-ولما رجع أهل المدينة من عند يزيد مشى عبد الله بن مطيع وأصحابه إلى محمد بن الحنفية فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم، فقال ابن مطيع: إن يزيد يشرب الخمر ويترك الصلاة ويتعدى حكم الكتاب.
    فقال لهم: ما رأيت منه ما تذكرون، وقد حضرته وأقمت عنده فرأيته مواضبا على الصلاة متحريا للخير يسأل عن الفقه ملازما للسنة، قالوا: فإن ذلك كان منه تصنعا لك.

    فقال: وما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر إلي الخشوع ؟ أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر ؟ فلئن كان أطلعكم على ذلك إنكم لشركاؤه، وإن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا.
    قالوا: إنه عندنا لحق وإن لم يكن رأيناه. فقال لهم أبى الله ذلك على أهل الشهادة، فقال: * (إلا من شهد بالحق وهم يعلمون) *

    [ ولست من أمركم في شئ، قالوا: فلعلك تكره أن يتولى الامر غيرك فنحن نوليك أمرنا.
    قال: ما أستحل القتال على ما تريدونني عليه تابعا ولا متبوعا.
    قالوا: فقد قالت مع أبيك، قال: جيئوني بمثل أبي أقاتل على مثل ما قاتل عليه، قالوا: فمر ابنيك أبا القاسم والقاسم بالقتال معنا، قال: لو أمرتهما قاتلت.قالوا: فقم معنا مقاما تحض الناس فيه على القتال، قال: سبحان الله ! ! آمر الناس بما لا أفعله ولا أرضاه إذا ما نصحت لله في عباده. قالوا: إذا نكرهك.قال: إذا آمر الناس بتقوى الله ولا يرضون المخلوق بسخط الخالق، وخرج إلى مكة.


    21-وقال زيد بن أسلم، عن أبيه، أن ابن عمر دخل وهو معه على ابن مطيع، فلما دخل عليه.
    قال: مرحبا بأبي عبد الرحمن ضعوا له وسادة، فقال: إنما جئتك لاحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من نزع يدا من طاعة فإنه يأتي يوم القيامة لا حجة له، ومن مات مفارق الجماعة فإنه يموت موتة جاهلية " (مسلم ).

    وقال أبو جعفر الباقر: لم يخرج أحد من آل أبي طالب ولا من بني عبد المطلب أيام الحرة، ولما قدم مسلم بن عقبة المدينة أكرمه وأدنى مجلسه وأعطاه كتاب أمان.


    وروى المدائني أن مسلم بن عقبة بعث روح بن زنباع إلى يزيد ببشارة الحرة، فلما أخبره بما وقع قال: واقوماه، ثم دعا الضحاك بن قيس القهري فقال له: ترى ما لقي أهل المدينة ؟ فما الذي يجبرهم ؟ قال: الطعام والاعطية، فأمر بحمل الطعام إليهم وأفاض عليهم أعطيته.
    وهذا خلاف ما ذكره كذبة الروافض عنه من أنه شمت بهم واشتفى بقتلهم، وأنه أنشد ذكرا وأثرا شعر ابن الزبعرى المتقدم ذكره.


    22- وقد روي أن يزيد كان قد اشتهر بالمعازف وشرب الخمر والغنا والصيد واتخاذ الغلمان والقيان والكلاب والنطاح بين الكباش والدباب والقرود، وما من يوم إلا يصبح فيه مخمورا، وكان يشد القرد على فرس مسرجة بحبال ويسوق به، ويلبس القرد قلانس الذهب، وكذلك الغلمان، وكان يسابق بين الخيل، وكان إذا مات القرد حزن عليه. وقيل: إن سبب موته أنه حمل قردة وجعل ينقزها فعضته.
    وذكروا عنه غير ذلك والله أعلم بصحة ذلك.
    وقال بعض أهل العلم : آخر ما تكلم به يزيد بن معاوية: اللهم لا تؤاخذني بما لم أحبه، ولم أرده، واحكم بيني وبين عبيد الله بن زياد.
    وكان نقش خاتمه آمنت بالله العظيم.


    23-مات يزيد بحوارين من قرى دمشق في رابع عشر ربيع الاول، وقيل يوم الخميس للنصف منه، سنة أربع وستين.وكانت ولايته بعد موت أبيه في منتصف رجب سنة ستين، وكان مولده في سنة خمس، وقيل سنة ست، وقيل سبع وعشرين.
    ومع هذا فقد اختلف في سنه ومبلغ أيامه في الامارة على أقوال كثيرة، وإذا تأملت ما ذكرته لك من هذه التحديدات انزاح عنك الاشكال من هذا الخلاف، فإن منهم من قال: جاوز الاربعين حين مات فالله أعلم.


    24-ثم حمل بعد موته إلى دمشق وصلى عليه ابنه معاوية بن يزيد أمير المؤمنين يومئذ، ودفن بمقابر باب الصغير، وفي أيامه وسع النهر المسمى بيزيد في ذيل جبل قاسيون، وكان جدولا صغيرا فوسعه أضعاف ما كان يجري فيه من الماء.

    25- وقال أبو جعفر بن جرير: أولاد يزيد بن معاوية وعددهم خمسة عشر ذكرا، وكان له من البنات عاتكة ورملة وأم عبد الرحمن وأم يزيد، وأم محمد، فهؤلاء خمس بنات.وقد انقرضوا كافة فلم يبق ليزيد عقب، والله سبحانه أعلم.

يعمل...
X