حكم جلسة الاستراحة وهل تفعل خلف الإمام؟
بسم الله
بسم الله
فجلسة الاستراحة سنة
وينبغي أن لا يغتر ببحث العلامة ابن قيم الجوزية في كتابه " زاد المعاد في هدي خير العباد "
في هذه المسألة حيث ينهض فيه إلى أن الرسول عليه السلام فعل ذلك للحاجة وليس تسنينا وتشريعا للناس
فإن هذا القول يباين ما ثبت في صحيح البخاري وفي غيره أن أبا حميد الساعدي قال لأصحابه يوما وهم جلوس في نحو عشرة
" ألا أصلي لكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قالوا: لست بأعلمنا بصلاته, قال: بلى, قالوا: فاعرض " فوصف لهم صلاة الرسول عليه السلام فحينما قام من السجدة الثانية إلى الركعة الثانية جلس هذه الجلسة ثم نهض ثم أتم وصفه لصلاته عليه السلام فكان جواب أصحابه الآخرين
" صدقت هكذا كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "
ثم هناك حديث في صحيح البخاري من حديث مالك بن الحويرث يقول
" إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا كان في وتر من الصلاة قام معتمدا على يديه "
وهنا فيه إشعار بجلسة الاستراحة
وأما الحديث الأول ففيه التصريح والشاهد منه كيف يصح أن يقال في فعل فعله الرسول عليه السلام في الصلاة وشاهده منه أصحابه والأمر كما قال عليه السلام في حديث آخر في غير هذه المناسبة
(الشاهد يرى ما لا يرى الغائب)
ابن قيم أو غيره يعلل تعليلا بعد سبعة قرون
أما أبو حميد الساعدي وأصحابه من الصحابة فهم يصفون ما رأوه بأم عينيهم فلو كان الرسول عليه السلام فعل ذلك لحاجة حينما بدّن وأسن كما يقول بعض المتأخرين لم يخف ذلك على الصحابة المشاهدين لصلاته عليه السلام لا سيما
وأبو حميد الساعدي كأنه يتحدى أصحابه ليقول لهم أنا أعرف بصلاة الرسول منكم لكن مع ذلك صدقوه وقالوا له " صدقت هكذا كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "
فحينئذ من الوضوح بمكان أن الصحابة إذا نقلوا لنا صفة الصلاة وفيها جلسة الاستراحة ولو كان الرسول فعل ذلك للحاجة لسن كانوا فهموا ذلك أكثر من المتأخرين الذين لم يشهدوا صلاته عليه السلام
لذلك يؤكد الإمام النووي في كتابه العظيم " المجموع شرح المهذب
" أنه يجب الاعتناء بالمحافظة على هذه السنة لثبوتها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أولئك الصحابة.
أما عن الشق الثاني وهوا أن الإمام إذا كان لا يأتي بسنة جلسة الاستراحة
فعلى المقتدى الا يتأخر عنه بل يتابعه
لأن متابعة الإمام واجب من واجبات الصلاة كما قال عليه الصلاة والسلام
(إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا سجد فاسجدوا وإذا صلى قائما فصلوا قياما وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعين)
وهذا حديث عظيم جدا في تأكيد متابعة المقتدي بالإمام
ولو كان أخل ببعض السنن لأن المتابعة أوجب من السنن فإن هذا الحديث قد أسقط فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن المقتدي ركن من أركان الصلاة ألا وهو القيام كما قال عز وجل في القرآن
((وقوموا لله قانتين))
وكما قال عليه السلام في صحيح البخاري من حديث عمران بن حصين
(صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب)
هذا القيام الذي هو ركن من أركان الصلاة أسقطه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن المقتدي لا لشيء إلا لمتابعته للإمام فأولى أن يتابع الإمام فيما إذا ترك سنة من السنن
والحمد لله رب العالمين