أشد أمتي في دين الله عمر
السلام عليكم
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن معد بن عدنان القرشي،
أبو حفص العدوي، الملقب بالفاروق
قيل لقبه بذلك أهل الكتاب.
وأمه حنتمة بنت هشام أخت أبي جهل بن هشام.
أسلم عمر وعمره سبع وعشرين سنة
وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم، وخرج في عدة سرايا، وكان أميرا على بعضها،
وهو أول من دعي أمير المؤمنين، وأول من كتب التاريخ، وجمع الناس على التراويح، وأول من عس بالمدينة، وحمل الدرة وأدب بها، وجلد في الخمر ثمانين، وفتح الفتوح، ومصر الامصار، وجند الاجناد.
ووضع الخراج، ودون الدواوين
.وقد أحدثه عمر لما رأى كثرة الاموال التي ترد عليه.وأمر ثلاثة من كتاب قريش وهم عقيل بن أبي طالب ومخرمة بن نوفل وجبير بن مطعم فكتبوا ديوان العساكر الاسلامية على ترتيب الانساب مبتدئا من قرابة الرسول وما بعد فالاقرب فالاقرب
وعرض الاعطية، واستقضى القضاة، وكور الكور، مثل السواد والاهواز والجبال وفارس وغيرها، وفتح الشام كله، والجزيرة والموصل، وميا فارقين، وآمد، وأرمينية، ومصر واسكندرية. ومات وعساكره على بلاد الري.
فتح من الشام اليرموك وبصرى ودمشق والاردن، وبيسان، وطبرية، والجابية، وفلسطين والرملة، وعسقلان وغزة والسواحل والقدس وفتح مصر واسكندرية وطرابلس الغرب وبرقة،
ومن مدن الشام بعلبك وحمص وقنسرين وحلب وإنطاكية وفتح الجزيرة وحران والرها والرقة ونصيبين ورأس عين وشمشاط وعين وردة وديار بكر وديار ربيعة وبلاد الموصل وأرمينية جميعها.
وبالعراق القادسية والحيرة ونهر سير وساباط، ومدائن كسرى وكورة الفرات ودجلة والابلة والبصرة والاهواز وفارس ونهاوند وهمذان والري وقومس وخراسان واصطخر وأصبهان والسوس ومرو ونيسابور وجرجان وأذربيجان وغير ذلك،
وقطعت جيوشه النهر مرارا،
وكان متواضعا في الله، خشن العيش، خشن المطعم، شديدا في ذات الله، يرقع الثوب بالاديم، ويحمل القربة على كتفيه، مع عظم هيبته، ويركب الحمار عريا، والبعير مخطوما بالليف، وكان قليل الضحك لا يمازح أحدا
وكان نقش خاتمه كفى بالموت واعظا يا عمر.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم " أشد أمتي في دين الله عمر " وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
" إن لي وزيرين من أهل السماء ووزيرين من أهل الارض، فوزيراي من أهل السماء جبريل وميكائيل ووزيراي من أهل الارض أبو بكر وعمر، وإنهما السمع والبصر "
وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن الشيطان يفرق من عمر "
وقال " أرحم أمتي أبو بكر، وأشدها في دين الله عمر
" وقيل لعمر إنك قضاء. فقال: الحمد لله الذي ملا لهم قلبي رحما وملا قلوبهم لي رعبا.
وقال عمر: لا يحل لي من مال الله إلا حلتان حلة للشتاء وحلة للصيف، وقوت أهلي كرجل من قريش ليس بأغناهم، ثم أنا رجل من المسلمين.
وكان عمر إذا استعمل عاملا كتب له عهدا وأشهد عليه رهطا من المهاجرين واشترط عليه أن لا يركب برذونا، ولا يأكل نقيا، ولا يلبس رقيقا، ولا يغلق بابه دون ذوي الحاجات. فإن فعل شيئا من ذلك حلت عليه العقوبة.
وقيل إنه كان إذا حدثه الرجل بالحديث فيكذب فيه الكلمة والكلمتين فيقول عمر: احبس هذه احبس هذه، فيقول الرجل: والله كلما حدثتك به حق غير ما أمرتني أن أحبسه.
وقال معاوية بن أبي سفيان: أما أبو بكر فلم يرد الدنيا ولم ترده، وأما عمر فأرادته فلم يردها، وأما نحن فتمرغنا فيها ظهرا لبطن.
وعوتب عمر فقيل له: لو أكلت طعاما طيبا كان أقوى لك على الحق ؟ فقال: إني تركت صاحبي على جادة، فإن أدركت جادتهما فلم أدركهما في المنزل.
وكان يلبس وهو خليفة جبة صوف مرقوعة بعضها بأدم ويطوف بالاسواق على عاتقه الدرة يؤدب بها الناس، وإذا مر بالنوى وغيره يلتقطه ويرمي به في منازل الناس ينتفعون به.
وقال أنس: كان بين كتفي عمر أربع رقاع، وإزاره مرقوع بأدم.
وخطب على المنبر وعليه إزار فيه اثنتي عشرة رقعة، وأنفق في حجته ستة عشر دينار،
وقال لابنه: قد أسرفنا، وكان لا يستظل بشئ غير أنه كان يلقي كساءه على الشجر ويستظل تحته، وليس له خيمة ولا فسطاط.
وعن أنس قال: كنت مع عمر فدخل حائطا لحاجته فسمعته يقول - وبيني وبينه جدار الحائط - عمر بن الخطاب أمير المؤمنين بخ بخ، والله لتتقين الله بني الخطاب أو ليعذبنك.
وقيل: إنه حمل قربة على عاتقه فقيل له في ذلك فقال: إن نفسي أعجبتني فأردت أن أذلها ؟
وكان يصلي بالناس العشاء ثم يدخل بيته فلا يزال يصلي إلى الفجر. وما مات حتى سرد الصوم، وكان في عام الرمادة لا يأكل إلا الخبز والزيت حتى اسود جلده ويقول: بئس الوالي أنا إن شبعت والناس جياع.
وكان في وجهه خطان أسودان من البكاء.وكان يسمع الآية من القرآن فيغشى عليه فيحمل صريعا إلى منزله فيعاد أياما ليس به مرض إلا الخوف.
قال طلحة بن عبد الله: خرج عمر ليلة في سواد الليل فدخل بيتا فلما أصبحت ذهبت إلى ذلك البيت فإذا عجوز عمياء مقعدة
فقلت لها: ما بال هذا الرجل يأتيكي ؟ فقالت: إنه يتعاهدني مدة كذا وكذا يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الاذي.
فقلت لنفسي:
ثكلتك أمك يا طلحة، أعثرات عمر تتبع ؟.
وقال أسلم مولى عمر: قدم المدينة رفقة من تجار، فنزلوا المصلى فقال عمر لعبد الرحمن بن عوف: هل لك أن تحرسهم الليلة ؟ قال: نعم !
فباتا يحرسانهم ويصليان، فسمع عمر بكاء صبي فتوجه نحوه فقال لامه: اتق الله تعالي وأحسني إلى صبيك.
ثم عاد إلى مكانه، فسمع بكاءه فعاد إلى أمه
فقال لها مثل ذلك، ثم عاد إلى مكانه، فلما كان آخر الليل سمع بكاء الصبي فأتى إلى أمه
فقال لها: ويحك، إنك أم سوء، ما لي أرى ابنك لا يقر منذ الليلة من البكاء ؟ !
فقالت: يا عبد الله إني أشغله عن الطعام فيأبى ذلك، قال: ولم ؟ قالت: لان عمر لا يفرض إلا للمفطوم.
قال: وكم عمر ابنك هذا ؟
قالت: كذا وكذا شهرا، فقال: ويحك لا تعجليه عن الفطام.فلما صلى الصبح وهو لا يستبين للناس قراءته من البكاء.
قال: بؤسا لعمر.كم قتل من أولاد المسلمين.
ثم أمر مناديه فنادى، لا تعجلوا صبيانكم عن الفطام فإنا نفرض لكل مولود في الاسلام.
وكتب بذلك إلى الآفاق
وقال أسلم: خرجت ليلة مع عمر إلى ظاهر المدينة فلاح لنا بيت شعر فقصدناه فإذا فيه امرأة تمخض وتبكي، فسألها عمر عن حالها فقالت: أنا امرأة عربية وليس عندي شئ.
فبكى عمر وعاد يهرول إلى بيته فقال لامرأته أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب: هل لك في أجر ساقه الله إليك ؟ وأخبرها الخبر، فقالت: نعم، فحمل على ظهره دقيقا وشحما، وحملت أم كلثوم ما يصلح للولادة وجاءا، فدخلت أم كلثوم على المرأة، وجلس عمر مع زوجها - وهو لا يعرفه - يتحدث، فوضعت المرأة غلاما فقالت أم كلثوم: يا أمير المؤمنين بشر صاحبك بغلام.فلما سمع الرجل قولها استعظم ذلك وأخذ يعتذر إلى عمر.
فقال عمر: لا بأس عليك، ثم أوصلهم بنفقة وما يصلحهم وانصرف.
وقال أسلم: خرجت ليلة مع عمر إلى حرة واقم، حتى إذا كنا بصرار إذا بنار
فقال: يا أسلم ههنا ركب قد قصر بهم الليل، انطلق بنا إليهم، فأتيناهم فإذا امرأة معها صبيان لها وقدر منصوبة على النار وصبيانها يتضاغون، فقال عمر: السلام عليكم يا أصحاب الضوء، قالت: وعليك السلام. قال: أدنو. قالت: ادن أو دع.
فدنا فقال: ما بالكم ؟ قالت: قصر بنا الليل والبرد.
قال: فما بال هؤلاء الصبية يتضاغون ؟ قالت: من الجوع.
فقال: وأي شئ على النار ؟ قالت: ماء أعللهم به حتى يناموا،
الله بيننا وبين عمر.
فبكى عمر ورجع يهرول إلى دار الدقيق فأخرج عدلا من دقيق وجراب شحم، وقال: يا أسلم احمله على ظهري، فقلت: أنا أحمله عنك.فقال: أنت تحمل وزري يوم القيامة ؟.
فحمله على ظهره وانطلقنا إلى المرأة فألقى عن ظهره وأخرج من الدقيق في القدر، وألقى عليه من الشحم، وجعل ينفخ تحت القدر والدخان يتخلل لحيته ساعة، ثم أنزلها عن النار
وقال: إيتيني بصحفة.
فأتى بها فغرفها ثم تركها بين يدي الصبيان
وقال: كلوا، فأكلوا حتى شبعوا - والمرأة تدعو له وهي لا تعرفه - فلم يزل عندهم حتى نام الصغار، ثم أوصلهم بنفقة وانصرف، ثم أقبل علي فقال: يا أسلم الجوع الذي أسهرهم وأبكاهم.
وقيل: إن علي بن أبي طالب رضي الله عنه رأى عمر وهو يعدو إلى ظاهر المدينة فقال له: إلى أين يا أمير المؤمنين ؟ فقال: قد ند بعير من إبل الصدقة فأنا أطلبه.
فقال: قد أتعبت الخلفاء من بعدك.
وقيل: إنه رأى جارية تتمايل من الجوع فقال: من هذه ؟ فقالت ابنة عبد الله: هذه ابنتي.قال: فما بالها ؟ فقالت: إنك تحبس عنا ما في يدك فيصيبنا ما ترى.
فقال: يا عبد الله، بيني وبينكم كتاب الله، والله ما أعطيكم إلا ما فرض الله لكم، أتريدون مني أن أعطيكم ما ليس لكم: فأعود خائنا ؟.
و لما ولي عمر
قالوا: يا خليفة رسول الله.فقال عمر: هذا أمر يطول، بل أنتم المؤمنون وأنا أميركم.
فسمي أمير المؤمنين.
و لما فرغ من الحج سنة ثلاث وعشرين ونزل بالابطح دعا الله عز وجل وشكا إليه أنه قد كبرت سنه وضعفت قوته، وانتشرت رعيته، وخاف من التقصير، وسأل الله أن يقبضه إليه، وأن يمن عليه بالشهادة في بلد النبي صلى الله عليه وسلم، كما ثبت عنه في الصحيح أنه كان يقول:
اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك، وموتا في بلد رسولك،
فاستجاب له الله هذا الدعاء، وجمع له بين هذين الامرين الشهادة في المدينة النبوية وهذا عزيز جدا، ولكن الله لطيف بما يشاء تبارك وتعالى، فاتفق له أن ضربه أبو لؤلؤة فيروز المجوسي الاصل، الرومي الدار، وهو قائم يصلي في المحراب، صلاة الصبح من يوم الاربعاء، لاربع بقين من ذي الحجة من هذه السنة بخنجر ذات طرفين، فضربه ثلاث ضربات، وقيل ست ضربات، إحداهن تحت سرته قطعت السفاق فخر من قامته،
واستخلف عبد الرحمن بن عوف، ورجع العلج بخنجره لا يمر بأحد إلا ضربه، حتى ضرب ثلاثة عشر رجلا مات منهم ستة،
فألقى عليه عبد الله بن عوف برنسا فانتحر نفسه لعنه الله،
وحمل عمر إلى منزله والدم يسيل من جرحه - وذلك قبل طلوع الشمس - فجعل يفيق ثم يغمى عليه، ثم يذكرونه بالصلاة فيفيق ويقول: نعم،
ولاحظ في الاسلام لمن تركها.ثم صلى في الوقت، ثم سأل عمن قتله من هو ؟
فقالوا له: هو أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة.
فقال: الحمد لله الذي لم يجعل منيتي على يدي رجل يدعي الايمان ولم يسجد لله سجدة.
ثم قال: قبحه الله، لقد كنا أمرنا به معروفا - وكان المغيرة قد ضرب عليه في كل يوم درهمين ثم سأل من عمر أن يزيد في خراجه فإنه نجار نقاض حداد فزاد في خراجه إلى مائة في كل شهر –
وقال له:
لقد بلغني أنك تحسن أن تعمل رحا تدور بالهواء
فقال أبو لؤلؤة: أما والله لاعملن لك رحا يتحدث عنها الناس في المشارق والمغارب - وكان هذا يوم الثلاثاء عشية - وطعنه صبيحة الاربعاء لاربع بقين من ذي الحجة.
وأوصى عمر أن يكون الامر شورى بعده في ستة ممن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض.
وهم عثمان، وعلي، وطلحة، والزبير وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، ولم يذكر سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي فيهم، لكونه من قبيلته،
خشية أن يراعى في الامارة بسببه، وأوصى من يستخلف بعده بالناس خيرا على طبقاتهم ومراتبهم،
ومات رضي الله عنه بعد ثلاث، ودفن في يوم الاحد مستهل المحرم من سنة أربع وعشرين بالحجرة النبوية، إلى جانب الصديق، عن إذن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في ذلك،
-صفته رضي الله عنه
كان رجلا طوالا أصلع أعسر أيسر أحور العينين، آدم اللون، وقيل كان أبيض شديد البياض تعلوه حمرة، أشنب الاسنان، وكان يصفر لحيته، ويرجل رأسه بالحناء.
واختلف في مقدار سنه يوم مات رضي الله عنه و عن أسلم مولى عمر أنه قال:
توفي وهو ابن ستين سنة. : وهذا أثبت الاقاويل عندنا.
ذكر زوجاته وأبنائه وبناته
: تزوج عمر في الجاهلية زينب بنت مظعون أخت عثمان ابن مظعون فولدت له عبد الله وعبد الرحمن الاكبر، وحفصة رضي الله عنهم.
وتزوج مليكة بنت جرول فولدت له عبيد الله فطلقها في الهدنة، فخلف عليها أبو الجهم بن حذيفه،
وتزوج أم حكيم بنت الحارث بن هشام بعد زوجها - حين قتل في الشام - فولدت له فاطمة ثم طلقها. وقيل لم يطلقها.
وتزوج جميلة ( وولدت عاصما.وقيل كان اسمها عاصية فسماها النبي صلى الله عليه وآله جميلة. ) بنت عاصم بن ثابت بن أبي الاقلح من الاوس.
وتزوج عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل، وكانت قبله عند عبد الله بن أبي مليكة ولما قتل عمر تزوجها بعده الزبير بن العوام رضي الله عنهم، ويقال هي أم ابنه عياض فالله أعلم.
وكان قد خطب أم كلثوم ابنه أبي بكر الصديق وهي صغيرة وراسل فيها عائشة فقالت أم كلثوم: لا حاجة لي فيه،
فقالت عائشة: أترغبين عن أمير المؤمنين ؟
قالت: نعم، إنه خشن العيش فأرسلت عائشة إلى عمرو بن العاص فصده عنها ودله على
أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، ومن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وقال تعلق منها بسبب من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخطبها من علي فزوجه إياها، فأصدقها عمر رضي الله عنه أربعين ألفا، فولدت له زيدا (وهو زيد الاصغر) ورقية،
وتزوج لهية - امرأة من اليمن - فولدت له عبد الرحمن الاصغر،
: وخطب أم أبان بنت عتبة بن شيبة فكرهته وقالت: يغلق بابه ويمنع خيره ويدخل عابسا ويخرج عابسا.
قلت:
فجملة أولاده رضي الله عنه وأرضاه ثلاثة عشر ولدا،
وهم زيد الاكبر، وزيد الاصغر، وعاصم، وعبد الله، وعبد الرحمن الاكبر، وعبد الرحمن الاوسط، وهو أبو شحمة، وعبد الرحمن الاصغر وعبيد الله، وعياض، وحفصة، ورقية، وزينب، وفاطمة، رضي الله عنهم.
ومجموع نسائه اللاتي تزوجهن في الجاهلية والاسلام ممن طلقهن أو مات عنهن سبع،
وهن جميلة بنت عاصم بن ثابت بن الاقلح، وزينب بنت مظعون، وعاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل، وقريبة بنت أبي أمية، ومليكة بنت جرول، وأم حكيم بنت الحارث ابن هشام، وأم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، وأم كلثوم أخرى وهي مليكة بنت جرول.
وكانت له أمتان له منهما أولاد، هما فكيهة ولهية،
قال المغيرة بن شعبة : لما مات عمر بكته ابنة أبي خيثمة فقالت: واعمراه، أقام الاود وأبر العهد، أمات الفتن وأحيا السنن، خرج نقي الثوب بريا من العيب.
قال فقال علي بن أبي طالب: والله لقد صدقت، ذهب بخيرها، ونجا من شرها، أما والله ما قالت ولكن قولت.
رضى الله عنة وارضاة
السلام عليكم
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن معد بن عدنان القرشي،
أبو حفص العدوي، الملقب بالفاروق
قيل لقبه بذلك أهل الكتاب.
وأمه حنتمة بنت هشام أخت أبي جهل بن هشام.
أسلم عمر وعمره سبع وعشرين سنة
وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم، وخرج في عدة سرايا، وكان أميرا على بعضها،
وهو أول من دعي أمير المؤمنين، وأول من كتب التاريخ، وجمع الناس على التراويح، وأول من عس بالمدينة، وحمل الدرة وأدب بها، وجلد في الخمر ثمانين، وفتح الفتوح، ومصر الامصار، وجند الاجناد.
ووضع الخراج، ودون الدواوين
.وقد أحدثه عمر لما رأى كثرة الاموال التي ترد عليه.وأمر ثلاثة من كتاب قريش وهم عقيل بن أبي طالب ومخرمة بن نوفل وجبير بن مطعم فكتبوا ديوان العساكر الاسلامية على ترتيب الانساب مبتدئا من قرابة الرسول وما بعد فالاقرب فالاقرب
وعرض الاعطية، واستقضى القضاة، وكور الكور، مثل السواد والاهواز والجبال وفارس وغيرها، وفتح الشام كله، والجزيرة والموصل، وميا فارقين، وآمد، وأرمينية، ومصر واسكندرية. ومات وعساكره على بلاد الري.
فتح من الشام اليرموك وبصرى ودمشق والاردن، وبيسان، وطبرية، والجابية، وفلسطين والرملة، وعسقلان وغزة والسواحل والقدس وفتح مصر واسكندرية وطرابلس الغرب وبرقة،
ومن مدن الشام بعلبك وحمص وقنسرين وحلب وإنطاكية وفتح الجزيرة وحران والرها والرقة ونصيبين ورأس عين وشمشاط وعين وردة وديار بكر وديار ربيعة وبلاد الموصل وأرمينية جميعها.
وبالعراق القادسية والحيرة ونهر سير وساباط، ومدائن كسرى وكورة الفرات ودجلة والابلة والبصرة والاهواز وفارس ونهاوند وهمذان والري وقومس وخراسان واصطخر وأصبهان والسوس ومرو ونيسابور وجرجان وأذربيجان وغير ذلك،
وقطعت جيوشه النهر مرارا،
وكان متواضعا في الله، خشن العيش، خشن المطعم، شديدا في ذات الله، يرقع الثوب بالاديم، ويحمل القربة على كتفيه، مع عظم هيبته، ويركب الحمار عريا، والبعير مخطوما بالليف، وكان قليل الضحك لا يمازح أحدا
وكان نقش خاتمه كفى بالموت واعظا يا عمر.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم " أشد أمتي في دين الله عمر " وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
" إن لي وزيرين من أهل السماء ووزيرين من أهل الارض، فوزيراي من أهل السماء جبريل وميكائيل ووزيراي من أهل الارض أبو بكر وعمر، وإنهما السمع والبصر "
وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن الشيطان يفرق من عمر "
وقال " أرحم أمتي أبو بكر، وأشدها في دين الله عمر
" وقيل لعمر إنك قضاء. فقال: الحمد لله الذي ملا لهم قلبي رحما وملا قلوبهم لي رعبا.
وقال عمر: لا يحل لي من مال الله إلا حلتان حلة للشتاء وحلة للصيف، وقوت أهلي كرجل من قريش ليس بأغناهم، ثم أنا رجل من المسلمين.
وكان عمر إذا استعمل عاملا كتب له عهدا وأشهد عليه رهطا من المهاجرين واشترط عليه أن لا يركب برذونا، ولا يأكل نقيا، ولا يلبس رقيقا، ولا يغلق بابه دون ذوي الحاجات. فإن فعل شيئا من ذلك حلت عليه العقوبة.
وقيل إنه كان إذا حدثه الرجل بالحديث فيكذب فيه الكلمة والكلمتين فيقول عمر: احبس هذه احبس هذه، فيقول الرجل: والله كلما حدثتك به حق غير ما أمرتني أن أحبسه.
وقال معاوية بن أبي سفيان: أما أبو بكر فلم يرد الدنيا ولم ترده، وأما عمر فأرادته فلم يردها، وأما نحن فتمرغنا فيها ظهرا لبطن.
وعوتب عمر فقيل له: لو أكلت طعاما طيبا كان أقوى لك على الحق ؟ فقال: إني تركت صاحبي على جادة، فإن أدركت جادتهما فلم أدركهما في المنزل.
وكان يلبس وهو خليفة جبة صوف مرقوعة بعضها بأدم ويطوف بالاسواق على عاتقه الدرة يؤدب بها الناس، وإذا مر بالنوى وغيره يلتقطه ويرمي به في منازل الناس ينتفعون به.
وقال أنس: كان بين كتفي عمر أربع رقاع، وإزاره مرقوع بأدم.
وخطب على المنبر وعليه إزار فيه اثنتي عشرة رقعة، وأنفق في حجته ستة عشر دينار،
وقال لابنه: قد أسرفنا، وكان لا يستظل بشئ غير أنه كان يلقي كساءه على الشجر ويستظل تحته، وليس له خيمة ولا فسطاط.
وعن أنس قال: كنت مع عمر فدخل حائطا لحاجته فسمعته يقول - وبيني وبينه جدار الحائط - عمر بن الخطاب أمير المؤمنين بخ بخ، والله لتتقين الله بني الخطاب أو ليعذبنك.
وقيل: إنه حمل قربة على عاتقه فقيل له في ذلك فقال: إن نفسي أعجبتني فأردت أن أذلها ؟
وكان يصلي بالناس العشاء ثم يدخل بيته فلا يزال يصلي إلى الفجر. وما مات حتى سرد الصوم، وكان في عام الرمادة لا يأكل إلا الخبز والزيت حتى اسود جلده ويقول: بئس الوالي أنا إن شبعت والناس جياع.
وكان في وجهه خطان أسودان من البكاء.وكان يسمع الآية من القرآن فيغشى عليه فيحمل صريعا إلى منزله فيعاد أياما ليس به مرض إلا الخوف.
قال طلحة بن عبد الله: خرج عمر ليلة في سواد الليل فدخل بيتا فلما أصبحت ذهبت إلى ذلك البيت فإذا عجوز عمياء مقعدة
فقلت لها: ما بال هذا الرجل يأتيكي ؟ فقالت: إنه يتعاهدني مدة كذا وكذا يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الاذي.
فقلت لنفسي:
ثكلتك أمك يا طلحة، أعثرات عمر تتبع ؟.
وقال أسلم مولى عمر: قدم المدينة رفقة من تجار، فنزلوا المصلى فقال عمر لعبد الرحمن بن عوف: هل لك أن تحرسهم الليلة ؟ قال: نعم !
فباتا يحرسانهم ويصليان، فسمع عمر بكاء صبي فتوجه نحوه فقال لامه: اتق الله تعالي وأحسني إلى صبيك.
ثم عاد إلى مكانه، فسمع بكاءه فعاد إلى أمه
فقال لها مثل ذلك، ثم عاد إلى مكانه، فلما كان آخر الليل سمع بكاء الصبي فأتى إلى أمه
فقال لها: ويحك، إنك أم سوء، ما لي أرى ابنك لا يقر منذ الليلة من البكاء ؟ !
فقالت: يا عبد الله إني أشغله عن الطعام فيأبى ذلك، قال: ولم ؟ قالت: لان عمر لا يفرض إلا للمفطوم.
قال: وكم عمر ابنك هذا ؟
قالت: كذا وكذا شهرا، فقال: ويحك لا تعجليه عن الفطام.فلما صلى الصبح وهو لا يستبين للناس قراءته من البكاء.
قال: بؤسا لعمر.كم قتل من أولاد المسلمين.
ثم أمر مناديه فنادى، لا تعجلوا صبيانكم عن الفطام فإنا نفرض لكل مولود في الاسلام.
وكتب بذلك إلى الآفاق
وقال أسلم: خرجت ليلة مع عمر إلى ظاهر المدينة فلاح لنا بيت شعر فقصدناه فإذا فيه امرأة تمخض وتبكي، فسألها عمر عن حالها فقالت: أنا امرأة عربية وليس عندي شئ.
فبكى عمر وعاد يهرول إلى بيته فقال لامرأته أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب: هل لك في أجر ساقه الله إليك ؟ وأخبرها الخبر، فقالت: نعم، فحمل على ظهره دقيقا وشحما، وحملت أم كلثوم ما يصلح للولادة وجاءا، فدخلت أم كلثوم على المرأة، وجلس عمر مع زوجها - وهو لا يعرفه - يتحدث، فوضعت المرأة غلاما فقالت أم كلثوم: يا أمير المؤمنين بشر صاحبك بغلام.فلما سمع الرجل قولها استعظم ذلك وأخذ يعتذر إلى عمر.
فقال عمر: لا بأس عليك، ثم أوصلهم بنفقة وما يصلحهم وانصرف.
وقال أسلم: خرجت ليلة مع عمر إلى حرة واقم، حتى إذا كنا بصرار إذا بنار
فقال: يا أسلم ههنا ركب قد قصر بهم الليل، انطلق بنا إليهم، فأتيناهم فإذا امرأة معها صبيان لها وقدر منصوبة على النار وصبيانها يتضاغون، فقال عمر: السلام عليكم يا أصحاب الضوء، قالت: وعليك السلام. قال: أدنو. قالت: ادن أو دع.
فدنا فقال: ما بالكم ؟ قالت: قصر بنا الليل والبرد.
قال: فما بال هؤلاء الصبية يتضاغون ؟ قالت: من الجوع.
فقال: وأي شئ على النار ؟ قالت: ماء أعللهم به حتى يناموا،
الله بيننا وبين عمر.
فبكى عمر ورجع يهرول إلى دار الدقيق فأخرج عدلا من دقيق وجراب شحم، وقال: يا أسلم احمله على ظهري، فقلت: أنا أحمله عنك.فقال: أنت تحمل وزري يوم القيامة ؟.
فحمله على ظهره وانطلقنا إلى المرأة فألقى عن ظهره وأخرج من الدقيق في القدر، وألقى عليه من الشحم، وجعل ينفخ تحت القدر والدخان يتخلل لحيته ساعة، ثم أنزلها عن النار
وقال: إيتيني بصحفة.
فأتى بها فغرفها ثم تركها بين يدي الصبيان
وقال: كلوا، فأكلوا حتى شبعوا - والمرأة تدعو له وهي لا تعرفه - فلم يزل عندهم حتى نام الصغار، ثم أوصلهم بنفقة وانصرف، ثم أقبل علي فقال: يا أسلم الجوع الذي أسهرهم وأبكاهم.
وقيل: إن علي بن أبي طالب رضي الله عنه رأى عمر وهو يعدو إلى ظاهر المدينة فقال له: إلى أين يا أمير المؤمنين ؟ فقال: قد ند بعير من إبل الصدقة فأنا أطلبه.
فقال: قد أتعبت الخلفاء من بعدك.
وقيل: إنه رأى جارية تتمايل من الجوع فقال: من هذه ؟ فقالت ابنة عبد الله: هذه ابنتي.قال: فما بالها ؟ فقالت: إنك تحبس عنا ما في يدك فيصيبنا ما ترى.
فقال: يا عبد الله، بيني وبينكم كتاب الله، والله ما أعطيكم إلا ما فرض الله لكم، أتريدون مني أن أعطيكم ما ليس لكم: فأعود خائنا ؟.
و لما ولي عمر
قالوا: يا خليفة رسول الله.فقال عمر: هذا أمر يطول، بل أنتم المؤمنون وأنا أميركم.
فسمي أمير المؤمنين.
و لما فرغ من الحج سنة ثلاث وعشرين ونزل بالابطح دعا الله عز وجل وشكا إليه أنه قد كبرت سنه وضعفت قوته، وانتشرت رعيته، وخاف من التقصير، وسأل الله أن يقبضه إليه، وأن يمن عليه بالشهادة في بلد النبي صلى الله عليه وسلم، كما ثبت عنه في الصحيح أنه كان يقول:
اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك، وموتا في بلد رسولك،
فاستجاب له الله هذا الدعاء، وجمع له بين هذين الامرين الشهادة في المدينة النبوية وهذا عزيز جدا، ولكن الله لطيف بما يشاء تبارك وتعالى، فاتفق له أن ضربه أبو لؤلؤة فيروز المجوسي الاصل، الرومي الدار، وهو قائم يصلي في المحراب، صلاة الصبح من يوم الاربعاء، لاربع بقين من ذي الحجة من هذه السنة بخنجر ذات طرفين، فضربه ثلاث ضربات، وقيل ست ضربات، إحداهن تحت سرته قطعت السفاق فخر من قامته،
واستخلف عبد الرحمن بن عوف، ورجع العلج بخنجره لا يمر بأحد إلا ضربه، حتى ضرب ثلاثة عشر رجلا مات منهم ستة،
فألقى عليه عبد الله بن عوف برنسا فانتحر نفسه لعنه الله،
وحمل عمر إلى منزله والدم يسيل من جرحه - وذلك قبل طلوع الشمس - فجعل يفيق ثم يغمى عليه، ثم يذكرونه بالصلاة فيفيق ويقول: نعم،
ولاحظ في الاسلام لمن تركها.ثم صلى في الوقت، ثم سأل عمن قتله من هو ؟
فقالوا له: هو أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة.
فقال: الحمد لله الذي لم يجعل منيتي على يدي رجل يدعي الايمان ولم يسجد لله سجدة.
ثم قال: قبحه الله، لقد كنا أمرنا به معروفا - وكان المغيرة قد ضرب عليه في كل يوم درهمين ثم سأل من عمر أن يزيد في خراجه فإنه نجار نقاض حداد فزاد في خراجه إلى مائة في كل شهر –
وقال له:
لقد بلغني أنك تحسن أن تعمل رحا تدور بالهواء
فقال أبو لؤلؤة: أما والله لاعملن لك رحا يتحدث عنها الناس في المشارق والمغارب - وكان هذا يوم الثلاثاء عشية - وطعنه صبيحة الاربعاء لاربع بقين من ذي الحجة.
وأوصى عمر أن يكون الامر شورى بعده في ستة ممن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض.
وهم عثمان، وعلي، وطلحة، والزبير وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، ولم يذكر سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي فيهم، لكونه من قبيلته،
خشية أن يراعى في الامارة بسببه، وأوصى من يستخلف بعده بالناس خيرا على طبقاتهم ومراتبهم،
ومات رضي الله عنه بعد ثلاث، ودفن في يوم الاحد مستهل المحرم من سنة أربع وعشرين بالحجرة النبوية، إلى جانب الصديق، عن إذن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في ذلك،
-صفته رضي الله عنه
كان رجلا طوالا أصلع أعسر أيسر أحور العينين، آدم اللون، وقيل كان أبيض شديد البياض تعلوه حمرة، أشنب الاسنان، وكان يصفر لحيته، ويرجل رأسه بالحناء.
واختلف في مقدار سنه يوم مات رضي الله عنه و عن أسلم مولى عمر أنه قال:
توفي وهو ابن ستين سنة. : وهذا أثبت الاقاويل عندنا.
ذكر زوجاته وأبنائه وبناته
: تزوج عمر في الجاهلية زينب بنت مظعون أخت عثمان ابن مظعون فولدت له عبد الله وعبد الرحمن الاكبر، وحفصة رضي الله عنهم.
وتزوج مليكة بنت جرول فولدت له عبيد الله فطلقها في الهدنة، فخلف عليها أبو الجهم بن حذيفه،
وتزوج أم حكيم بنت الحارث بن هشام بعد زوجها - حين قتل في الشام - فولدت له فاطمة ثم طلقها. وقيل لم يطلقها.
وتزوج جميلة ( وولدت عاصما.وقيل كان اسمها عاصية فسماها النبي صلى الله عليه وآله جميلة. ) بنت عاصم بن ثابت بن أبي الاقلح من الاوس.
وتزوج عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل، وكانت قبله عند عبد الله بن أبي مليكة ولما قتل عمر تزوجها بعده الزبير بن العوام رضي الله عنهم، ويقال هي أم ابنه عياض فالله أعلم.
وكان قد خطب أم كلثوم ابنه أبي بكر الصديق وهي صغيرة وراسل فيها عائشة فقالت أم كلثوم: لا حاجة لي فيه،
فقالت عائشة: أترغبين عن أمير المؤمنين ؟
قالت: نعم، إنه خشن العيش فأرسلت عائشة إلى عمرو بن العاص فصده عنها ودله على
أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، ومن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وقال تعلق منها بسبب من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخطبها من علي فزوجه إياها، فأصدقها عمر رضي الله عنه أربعين ألفا، فولدت له زيدا (وهو زيد الاصغر) ورقية،
وتزوج لهية - امرأة من اليمن - فولدت له عبد الرحمن الاصغر،
: وخطب أم أبان بنت عتبة بن شيبة فكرهته وقالت: يغلق بابه ويمنع خيره ويدخل عابسا ويخرج عابسا.
قلت:
فجملة أولاده رضي الله عنه وأرضاه ثلاثة عشر ولدا،
وهم زيد الاكبر، وزيد الاصغر، وعاصم، وعبد الله، وعبد الرحمن الاكبر، وعبد الرحمن الاوسط، وهو أبو شحمة، وعبد الرحمن الاصغر وعبيد الله، وعياض، وحفصة، ورقية، وزينب، وفاطمة، رضي الله عنهم.
ومجموع نسائه اللاتي تزوجهن في الجاهلية والاسلام ممن طلقهن أو مات عنهن سبع،
وهن جميلة بنت عاصم بن ثابت بن الاقلح، وزينب بنت مظعون، وعاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل، وقريبة بنت أبي أمية، ومليكة بنت جرول، وأم حكيم بنت الحارث ابن هشام، وأم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، وأم كلثوم أخرى وهي مليكة بنت جرول.
وكانت له أمتان له منهما أولاد، هما فكيهة ولهية،
قال المغيرة بن شعبة : لما مات عمر بكته ابنة أبي خيثمة فقالت: واعمراه، أقام الاود وأبر العهد، أمات الفتن وأحيا السنن، خرج نقي الثوب بريا من العيب.
قال فقال علي بن أبي طالب: والله لقد صدقت، ذهب بخيرها، ونجا من شرها، أما والله ما قالت ولكن قولت.
رضى الله عنة وارضاة