[frame="2 10"]
هل لربُّنا زمان أو مكان؟ لا،لكن يَصِلُ قلبه بالله يعنى يصير في حال مع الله عندما يقول: يارب، يجد أمامه إستجابة من الله لكل ما يهواه ويتمناه وإذا لم يصل لهذه المرحلة، نقول له أنت تحتاج إلى علاج، لأن أى مؤمن وأى مسلم قال لنا ربُّنا كلِّنا: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} غافر60
فنحن جميعاً - أى واحد منا يدعو لابد أن يستجيب له الله - فإذا لم يصل إلى هذه الحالة، نقول له: أنت لم تصل بعد إلى الدرجة التى يقول فيها الله: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} المائدة27
عالج قلبك أولاً من أجل أن تصل فيه حرارة الإيمان وتتصل بالرحمن، فساعة ما تقول: يارب، تسمعه وهو يقول: لبيك عبدى، تقول: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} يقول الله: حمدني عبدي، تقول: {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} يقول: أثنى علىَّ عبدي، تقول: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} فيقول: مجَّدني عبدي، هذه محادثة بينك وبين من يقول للشيء كن فيكون، محادثة تتم على الأقل سبع عشرة مرة كل يوم هذه هي الغاية من الرسالة
ولذا كان يظلُّ صلى الله عليه وسلم وراءهم إلى أن يوصلهم لهذا الحال، وكان صلى الله عليه وسلم يكشف لهم عن خبيئة نفوسهم ويصف لهم العلاجات المختلفة ليوصلهم لما يجب أن يكون عليه كل مسلم ومؤمن آمن بالله، وصدَّق بحَبيب الله ومُصطفاه صلى الله عليه وسلم في حياته وعمله وصلاته وصلته بالله.
فأى مؤمن يقول: {لا إله إلا الله مُحَمَّدٌ رسول الله} ولم يكن في قلبه ولا في نفسه ولا في صدره هذه الأمراض، التى تحجب الإنسان عن تحقيق المراد، يكون بينه وبين الله عَهْدٌ، فعندما يقول: يارب، يجد الله أقرب إليه من نفسه التى بين جنبيه، لأنه عز وجل أقرب إلى كل شىء من نفس الشيء، لكن أنت تركت عدَّة التليفون الخاصة بك التى ولدت بها وهى قلبك الروحاني، ولدت بها صافية سليمة نظيفة على الفطرة، فتركتها للهوى إلى أن صدأت: {إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد}{2}
الأجهزة صَدَأتْ من الأهواء ومن حُبِّ الدنيا وهو رأس كل خطيئة، والسعار عليها بالمشوار، ولن تجلب لك غير البوار، نريد أن نَخْرُجَ من هنا وقد نلنا رضا العزيز الغفار، كيف وقد صدأت وياليتها صدأت فقط بل امتلأت بأمراض وشهوات وفتن حتى اسودَّت مرآتها فصارت لا تشهد حقا ولا تعكس نوراً، فهى تحتاج لإصلاحها
واسمع لقول الحبيب صلى الله عليه وسلم إذ يقول: {تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُوداً عُوداً، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ، عَلَى أَبْيَضَ مِثْل الصَّفَا فَلاَ تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ، وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَاداً كَالْكُوزِ مُجَخِّيا لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفاً وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَراً إِلاَّ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ}{2}
فهذا القلب المسودُّ تحمله بين جنبيك وهو آلة وصلك بالله فتأتي لتتصل به ولكنه لا يعمل، والخط مقطوع والجهاز يحتاج صيانة وتتعجب كيف تدعو الله ولا يجيب، أنت لم تصلح جهاز الإتصال أنت تصلى وتصوم وتقوم الليل وتقرأ القرآن، لكن جهاز الإرسال معطَّل وملوث ولم تصلحه ولم تطهره كما أمر النبى صلى الله عليه وسلم، أنت تحتاج إلى دخول ورشة الإصلاح الإيمانية على الطريقة النبوية وعندما يتم إصلاح قلبك فيا سعدك ويا هناك كلما خاطبت مولاك أجابك وكلما سألته لبَّاك
{1} رواه البيهقي في شعب الإيمان، وعبد الرازق فى الجامع، وأبو نعيم فى الحلية، والخطيب عن عبد الله بن عمر {2} صحيح مسلم عن حُذَيْفَةُ، {أسود مُرْبَادّا: شِدَّةُ الْبَيَاضِ فِي سَوَادٍ، مُجَخِّيَّا: مَنْكُوساً}
[/frame]
كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصل الإنسان بالله؟
هل لربُّنا زمان أو مكان؟ لا،لكن يَصِلُ قلبه بالله يعنى يصير في حال مع الله عندما يقول: يارب، يجد أمامه إستجابة من الله لكل ما يهواه ويتمناه وإذا لم يصل لهذه المرحلة، نقول له أنت تحتاج إلى علاج، لأن أى مؤمن وأى مسلم قال لنا ربُّنا كلِّنا: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} غافر60
فنحن جميعاً - أى واحد منا يدعو لابد أن يستجيب له الله - فإذا لم يصل إلى هذه الحالة، نقول له: أنت لم تصل بعد إلى الدرجة التى يقول فيها الله: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} المائدة27
عالج قلبك أولاً من أجل أن تصل فيه حرارة الإيمان وتتصل بالرحمن، فساعة ما تقول: يارب، تسمعه وهو يقول: لبيك عبدى، تقول: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} يقول الله: حمدني عبدي، تقول: {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} يقول: أثنى علىَّ عبدي، تقول: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} فيقول: مجَّدني عبدي، هذه محادثة بينك وبين من يقول للشيء كن فيكون، محادثة تتم على الأقل سبع عشرة مرة كل يوم هذه هي الغاية من الرسالة
ولذا كان يظلُّ صلى الله عليه وسلم وراءهم إلى أن يوصلهم لهذا الحال، وكان صلى الله عليه وسلم يكشف لهم عن خبيئة نفوسهم ويصف لهم العلاجات المختلفة ليوصلهم لما يجب أن يكون عليه كل مسلم ومؤمن آمن بالله، وصدَّق بحَبيب الله ومُصطفاه صلى الله عليه وسلم في حياته وعمله وصلاته وصلته بالله.
فأى مؤمن يقول: {لا إله إلا الله مُحَمَّدٌ رسول الله} ولم يكن في قلبه ولا في نفسه ولا في صدره هذه الأمراض، التى تحجب الإنسان عن تحقيق المراد، يكون بينه وبين الله عَهْدٌ، فعندما يقول: يارب، يجد الله أقرب إليه من نفسه التى بين جنبيه، لأنه عز وجل أقرب إلى كل شىء من نفس الشيء، لكن أنت تركت عدَّة التليفون الخاصة بك التى ولدت بها وهى قلبك الروحاني، ولدت بها صافية سليمة نظيفة على الفطرة، فتركتها للهوى إلى أن صدأت: {إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد}{2}
الأجهزة صَدَأتْ من الأهواء ومن حُبِّ الدنيا وهو رأس كل خطيئة، والسعار عليها بالمشوار، ولن تجلب لك غير البوار، نريد أن نَخْرُجَ من هنا وقد نلنا رضا العزيز الغفار، كيف وقد صدأت وياليتها صدأت فقط بل امتلأت بأمراض وشهوات وفتن حتى اسودَّت مرآتها فصارت لا تشهد حقا ولا تعكس نوراً، فهى تحتاج لإصلاحها
واسمع لقول الحبيب صلى الله عليه وسلم إذ يقول: {تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُوداً عُوداً، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ، عَلَى أَبْيَضَ مِثْل الصَّفَا فَلاَ تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ، وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَاداً كَالْكُوزِ مُجَخِّيا لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفاً وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَراً إِلاَّ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ}{2}
فهذا القلب المسودُّ تحمله بين جنبيك وهو آلة وصلك بالله فتأتي لتتصل به ولكنه لا يعمل، والخط مقطوع والجهاز يحتاج صيانة وتتعجب كيف تدعو الله ولا يجيب، أنت لم تصلح جهاز الإتصال أنت تصلى وتصوم وتقوم الليل وتقرأ القرآن، لكن جهاز الإرسال معطَّل وملوث ولم تصلحه ولم تطهره كما أمر النبى صلى الله عليه وسلم، أنت تحتاج إلى دخول ورشة الإصلاح الإيمانية على الطريقة النبوية وعندما يتم إصلاح قلبك فيا سعدك ويا هناك كلما خاطبت مولاك أجابك وكلما سألته لبَّاك
{1} رواه البيهقي في شعب الإيمان، وعبد الرازق فى الجامع، وأبو نعيم فى الحلية، والخطيب عن عبد الله بن عمر {2} صحيح مسلم عن حُذَيْفَةُ، {أسود مُرْبَادّا: شِدَّةُ الْبَيَاضِ فِي سَوَادٍ، مُجَخِّيَّا: مَنْكُوساً}
تعليق