السؤال : هل الطريق إلى الله هو التسليم الكامل للصالحين الذين أكرمهم سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم ، فما كيفية هذا التسليم وما حقيقته؟
الإجابة:
التسليم في الحقيقة يكون لشرع الله أي أن الإنسان لا يعترض على ما أمره به الله أو ما كلفه به مرشده وشيخه مادام موافقا لشرع الله ، مثلا لو كلفني الشيخ بأن أعمل كذا ، وهو عمل من أعمال البر ، فأقول في نفسي: لماذا يكلِّفني؟ ولماذا أنا بالذات؟ ولماذا لا يكلِّف فلان؟
فهذه الخواطر تعتبر منازعه وليست تسليماً لكن التسليم أن أفرح إذا كلَّفني لأنه عندما يكلِّفني يريد أن يشرفني أو أنال بهذا التكليف رتبة أو درجة وهذا هو حقيقة التسليم للصالحين ، في التكليفات التي يكلفون بها وهي من شرع الله ومن سنة حَبيب الله ومُصطفاه صلى الله عليه وسلم
فمثلا : أنا غير متزوج والشيخ أشار عليَّ بالزواج فيلزم أن أنفذ الأمر ولا أسوِّف وأجلس مع نفسي وأرتب حساباتي وأؤخر عشر سنين فأكون بذلك دخلت في مخالفة الأمر ، سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عندما يشير على واحد بأن يتزوج فلانه يقول سمعا وطاعة
فالسيدة زينب عندما قال لها تزوجي زيد بن حارثة داخلها شيء في نفسها فنزل قول الله: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} الأحزاب36
أخي أخطأ في حقي مثلا ورأى المرشد ببصيرته النورانية أن المخطئ مريض مرضاً مستفحلاً وأشار علي بقوله : اذهب أنت وصالحه فأنفذ الأمر على الفور ولا أقول : كيف يأمرني بأن أصالحه مع أنه هو المخطئ في هذه الحالة أكون نازعت ، لأنه يقول لي هذا الكلام لحكمة علَّمها له مولاه لأن المرشد يعلم بما يدور برأسي وصدري وغير غافلاً عنه ولكنه يرى أن الباب لن يفتح إلا بهذه الطريقة وفي نفس الوقت يدخر لي منزلة كريمة عنــد الله بهذا العمل
وهذه عقبة من عقبات السالكين فلو اقتحمت العقبة ونفذت أنل الدرجة أما إذا نفسي عاندت ونازعت أكون بذلك حرمت نفسي من هذه الدرجة ، وتلك أحوال الصالحين وأحوال المتقين في كل وقت وحين ، فإذا أمر بأمر فهو لا يأمر بمصلحة خاصة به بل لمصلحة خاصة بي ومادامت موافقة لشرع الله يلزم أن أنفذ هذا الأمر طمعا في مرضاة الله
والإمام أبو العزائم رضي الله عنه كان عنده رجل من أحبابه وكان من الوجهاء في بلده واستأذن في السفر فأشار عليه الإمام بعدم السفر وأن يبيت عنده فأعتذر بأن عنده مصالح يريد أن ينجزها
فأصر الإمام على أن يبيت فلو أنه شخص عادي يمشي على هواه لكان أصر على السفر ولكنه سلم لأمر الشيخ وبات هذه الليلة وعند الظهر أمره الإمام بالسفر فسافر وعندما وصل إلى بلدته وجد رجلا من أهل البلدة قتيل وهو المتهم بقتله ، ونومه ومبيته عند الشيخ كان هو الإثبات الوحيد الذي أنقذه من هذه التهمة
ورجل آخر من الأحباب كان عند الإمام في مرة وأمره الإمام أن يسافر فورا وأعطاه النقود لكي يسافر وعندما وصل إلى بلدته وجد زوجته في حالة وضع ولا يوجد معها في البيت من يساعدها ويسعفها ، فأمور الصالحين الذين هم على بصيرة لابد للإنسان أن يسلِّم لهم لأنهم لا يأمرون لأنفسهم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...E4&id=51&cat=2
منقول من كتاب {رسالة الصالحين}
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً
الإجابة:
التسليم في الحقيقة يكون لشرع الله أي أن الإنسان لا يعترض على ما أمره به الله أو ما كلفه به مرشده وشيخه مادام موافقا لشرع الله ، مثلا لو كلفني الشيخ بأن أعمل كذا ، وهو عمل من أعمال البر ، فأقول في نفسي: لماذا يكلِّفني؟ ولماذا أنا بالذات؟ ولماذا لا يكلِّف فلان؟
فهذه الخواطر تعتبر منازعه وليست تسليماً لكن التسليم أن أفرح إذا كلَّفني لأنه عندما يكلِّفني يريد أن يشرفني أو أنال بهذا التكليف رتبة أو درجة وهذا هو حقيقة التسليم للصالحين ، في التكليفات التي يكلفون بها وهي من شرع الله ومن سنة حَبيب الله ومُصطفاه صلى الله عليه وسلم
فمثلا : أنا غير متزوج والشيخ أشار عليَّ بالزواج فيلزم أن أنفذ الأمر ولا أسوِّف وأجلس مع نفسي وأرتب حساباتي وأؤخر عشر سنين فأكون بذلك دخلت في مخالفة الأمر ، سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عندما يشير على واحد بأن يتزوج فلانه يقول سمعا وطاعة
فالسيدة زينب عندما قال لها تزوجي زيد بن حارثة داخلها شيء في نفسها فنزل قول الله: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} الأحزاب36
أخي أخطأ في حقي مثلا ورأى المرشد ببصيرته النورانية أن المخطئ مريض مرضاً مستفحلاً وأشار علي بقوله : اذهب أنت وصالحه فأنفذ الأمر على الفور ولا أقول : كيف يأمرني بأن أصالحه مع أنه هو المخطئ في هذه الحالة أكون نازعت ، لأنه يقول لي هذا الكلام لحكمة علَّمها له مولاه لأن المرشد يعلم بما يدور برأسي وصدري وغير غافلاً عنه ولكنه يرى أن الباب لن يفتح إلا بهذه الطريقة وفي نفس الوقت يدخر لي منزلة كريمة عنــد الله بهذا العمل
وهذه عقبة من عقبات السالكين فلو اقتحمت العقبة ونفذت أنل الدرجة أما إذا نفسي عاندت ونازعت أكون بذلك حرمت نفسي من هذه الدرجة ، وتلك أحوال الصالحين وأحوال المتقين في كل وقت وحين ، فإذا أمر بأمر فهو لا يأمر بمصلحة خاصة به بل لمصلحة خاصة بي ومادامت موافقة لشرع الله يلزم أن أنفذ هذا الأمر طمعا في مرضاة الله
والإمام أبو العزائم رضي الله عنه كان عنده رجل من أحبابه وكان من الوجهاء في بلده واستأذن في السفر فأشار عليه الإمام بعدم السفر وأن يبيت عنده فأعتذر بأن عنده مصالح يريد أن ينجزها
فأصر الإمام على أن يبيت فلو أنه شخص عادي يمشي على هواه لكان أصر على السفر ولكنه سلم لأمر الشيخ وبات هذه الليلة وعند الظهر أمره الإمام بالسفر فسافر وعندما وصل إلى بلدته وجد رجلا من أهل البلدة قتيل وهو المتهم بقتله ، ونومه ومبيته عند الشيخ كان هو الإثبات الوحيد الذي أنقذه من هذه التهمة
ورجل آخر من الأحباب كان عند الإمام في مرة وأمره الإمام أن يسافر فورا وأعطاه النقود لكي يسافر وعندما وصل إلى بلدته وجد زوجته في حالة وضع ولا يوجد معها في البيت من يساعدها ويسعفها ، فأمور الصالحين الذين هم على بصيرة لابد للإنسان أن يسلِّم لهم لأنهم لا يأمرون لأنفسهم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...E4&id=51&cat=2
منقول من كتاب {رسالة الصالحين}
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً