السحور و شهر رمضان
السحورهو تناول الطعام وقت السحر (آخر الليل).
وقد أجمع أهل العلم على استحباب السحور للصيام، وورد في فضله عدة أحاديث منها:
• وعن عمرو بن العاص
رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فضل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر) [رواه مسلم] .
عن أنس رضي الله عنه:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تسحروا فإن في السحوربركة) [رواه البخاري ومسلم].
• ففي هذا الحديث يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالسحور ثم يعلل ذلك بأن فيه (بركة)، والبركة أصلها الزيادة وكثرة الخير، وسبب البركة في السحور أنه يقوي ا لصائم وينشطه ويهون عليه الصيام، بالإضافة إلى ما فيه من الثواب.
وقت السحور:
هو آخر الليل، وهو مأخوذ من كلمة السحر وتعني آخر الليل، وطرف كل شىء، والمستحب تأخيره،
فقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يؤخر السحور ، ولايتركه
والدليل على استحباب تأخيره:
حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه قال:
(تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة،
قلت: كم كان قدر ما بينهما؟
قال: خمسين آية) متفق عليه.
ثم انه صلي الله عليه وسلم كان يتسحر ولو علي شربة ماء
وقد سمي السحور بالغذاء المبارك ، " عليكم بالسحور فإنه الغذاء المبارك " رواه النسائي ،،
والبركة أصلها الزيادة والنماء ، وسبب البركة في السحور أنه يقوي الصائم وينشطه ، وقد أكدت الدراسات الطبية الحديثة علي أن السحور يساهم في منع حدوث الإعياء والصداع في أثناء الصيام ويخفف من الشعور بالعطش ، كما أنه ينشط الجهاز الهضمي ويحافظ علي مستويات السكر في الدم في فترة الصيام ، وأن عدم التسحر يفقد الجسم بعض الخلايا والمواد الأساسية والكميات الكبيرة من الماء ، وبالتالي يؤثر علي وظائف الأعضاء المختلفة
لذا فمن الواجب أن تحتوي وجبة السحور علي جميع العناصر الغذائية اللازمة للصائم باعتبارها لاتقل أهمية عن وجبة الإفطار .
ولذلك قالوا يستحب أن يكون السحور محتويا علي كوب من التمر باللبن ، ومن بعده الزبادي لفوائدهما العديدة .
والإِعلام بوقت السحور له أصل فى الدين ، فكان فى أيام الرسول صلى الله عليه وسلم بأذان بلال ، وكان فى العصور التى تلت ذلك بوسائل شتى ، بإضاءة الأنوار، وبإنشاد الأشعار، وبالضرب على الآلات ، ثم بإطلاق الصفارات وضرب المدافع وغير ذلك من الوسائل المستحدثة .
وفى حديث البخارى ومسلم " إن بلالاً يؤذن بليل ، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم " وروى أحمد وغيره قوله صلى الله عليه وسلم "لا يمنعن أحدكم أذان بلال من سحوره ، فإنه يؤذن - أو قال ينادى - ليرجع قائمكم وينبه نائمكم " .
ومن هنا كان أذان بلال بمنزلة الإِعلام بالتسحير فى شهر رمضان ، وما كان الناس فى المدينة المنورة بنور المصطفي صلي الله عليه وسلم يحتاجون إلى أكثر من ذلك للتنبيه على السحور.
بعض الناس لايهتم بالسحور سواء حصل أولا ، وهذا خلاف مادعى إليه النبي صلى الله عليه وسلم
تبكير بعض الناس بالسحور قبل الفجر بكثير وهو خلاف السنة ، كما جاء آنفا .
قد يخص بعض الناس السحور بأدعية خاصة ، ولا يعلم دعاء خاص بالسحور فلا ينبغي التعدي إلا لو دعى لأمر عارض لا يريد تخصيص السحور فالدعاء المطلق لكل وقت لا يخص وقتا دون وقت .
قال تعالى : {وقال ربكم ادعوني استجب لكم }.
تعليق