لك أهلا بالغالي أهلا , باين عليك أول مرة بتزورنا
بئا مشان هيك طير لئلك حتى تتعرف ع التعليمات وتشوف شو عنا اشيا حلوة وع كيف كيفك كـبــوس هـون
وإذا كنت مو مسجل عنا نط معي و سـجـل عـنــا
وان ما بتسجل يا ويلك ويا ظلام ليلك.
حين يهطل المطر على حين غرة ،أذكرك .
هكذا تسللت إلى حياتي ذات مساء كعصفور مذعور.
وبينما كنت أداوي جناحه الجريح
كان يتأهب ليطر..
وها أنا وحيدة في الخواء ،
مع ذكرى عصفور حلق بعيداً تحت المطر .
أتساءل : حتام يتنزه حبك فوق أشلاء نومي ؟
حتام نتستر على جرحنا ونجامل فراقنا ؟
أمشي في دروب لا تبالي ..
أركب قطارات لاتبالي ..
أسقط ميتة على الرصيف ويتدفق الدم من فمي ،
أتأمل العابرين بعينين مفتوحتين للتوسل .
يتقدم حلاق ، يتحسسن شعري ثم يقصه ويبيعه لعابرة .
يمر بي رسام،
يفتح علبة ألونه ويجلس مقابلي ليرسمني وأنا أنزف،
ويمر بي جراح ، فيخرج مشرطه
ويسرق أحد أعضائي ليزرعه لمريضه الثري.
يمر بي بائع التوابيت فيحاول أن يبيعني كفنا.
تمر بي قوافل سيدات الجمعيات الخيرية والعشاق ،
والخارجون من أعمالهم ورجال الشرطة والمتسكعون ،
والسياح ، والباعة المتجولون .
لاأحد يلحظ موتي أو يسمع صوتي .
يمضون إلى أنفاقهم، ليستقلوا مترو الموت اليومي.
ثم يهبط ليل شاسع ،
لايبالي بياسمينة دمشقية تحتضر على إسفلت سوهو !
أيها الشقي ،
يتبعني حبك كالضوء متسللا تحت خواتمي ،
وداخل شعري حين أحل عقدته ،
وداخل ذاكراتي حين أتعري منها ،لاستقبل نوماً عصياً ،
كعاشق عسير المراس.
حين أنحو منك إلى النوم،
أجدك في براري الحلم بانتظاري ،
لأتابع موتي بك ، واحتضاري السيزيفي ..
فأين المفر، وعيناك من أمامي، والذاكرة من ورائي ؟
المرايا المكسُوره تخيفني حين أُحّدق فيها ربما لأنها ترسم وجوهنا الحقيقيه من الداخل! إنه زمن الأشياء المكسـورة..
❤
قبل أن أنام ؛ لا أُحصي الخرفان.. بل أٌحصي أحبائي الذين فارقتهم.. يقفزون وجهاً بعد آخر من المراعي إلى المنافي يتناثرون في الإتجاهات كلها أحصيهم جرحاً جرحاً ؛ ولا أنام اتساءل كيف صار أحباب الأمس خرفاناً في متاهات الغربه؟ وحين أغفو أجدهم بانتظاري على الضفه الأخرى فأُتابع إحصاء وجوههم لعلّيّ أنام داخل نومي!
♥ ♥ ♥
إنها الواحدة بعد منتصف العاصفة،
وأنا أكتب لك جرحي
من الدور الخامس عشر لليل
خلف نافذة المطر ،
وذكراك تجلدني بلا توقف .
دوما أعود إلى حبك ،
كناسك يعود كل ليلة لينام في تابوته !
هل ينتهي الماضي حقاً أم انه يتابع حياته داخل رؤوسنا ،
يبحر من خلجان الذكريات إلى جزر القلب ؟
كطفل يركض لاهثا بعدما شاهد والده يرتكب جريمة قتل،
هكذا صارت كلماتي تهرب مني ،
تختبئ بعيداً عن مرمى أصابعي مذ كدنا نفترق الفراق.
حبك بحر هائج ، واللغة قارب نجاة.
حبك عاصفة،
واللغة عباءة ألفها حولي ، حين تطالع البروق دفاتر قلبي ، تقلب صفحاته بأصابع الصواعق .
حبك جنوني ،
ركضي المتوحش إلى موتي بك ،
أيها الغجري الذي شعره الريح وحزنه المطر،
صدقه الجنون ،
اللغة صحوي ..
وحبك موتي اليومي منذ مئات السنين ،
منذ لامستني لعنة حبك ودمغتني بحديدها الكاوي،
خلفت اسمك وشماً تحت جلدي .
واللغة خلاصي ..
حبك أهوالي التي لا يتسع لها فضاء .
واللغة مظلة أقفز بها بسلام إلى جزر النسيان ..
وأنا أكتب لأهرب منك، ولكن إليك !
حين أكتب عنك تصير الورقـة بحـراً
وحروفي نوارس تحلق فوق صفحة المـاء
وتطارح الأمواج حبهـا
ويصير لقلمي صوت حفيف الأجنحة...
حينما أكتب عنك أتحول من بومـة إلى هـزار ...
وحينما تطريني أتأمل نفسي في المرآة
فأتحول إلى طـاووس
و حين يهب ربيـع أنفاسك عبر الهاتف
أحلق صوبك سنونوة مشتاقـة...
وحين تخونني أصير نعامـة تدفن رأسها في الرمال
و حين نتشاجر أصير خفاشاً
يرى الدنيا رأساً على عقب
تستطيع يا سيدي أن تصنع مني ما تشاء ...
باستثنـاء ببغـاء!
تسألني عمن عرفت قبلك ؟
ها أنت ترتدي ذاكرتي ،
كقميص خشن مطرز بالأشواك ،
تركض به بعيداً لتتعذب . .
لن أقف أمامك مذنبة مثل منبِّه رنّ قبل الأوان !
لن أهرب من الصدق إلى الشِعر !
نعم أحببت قبلك ،
وسأحب بعدك ،
ذلك لا ينفي أنني أحبك .
كلنا عاشقات نحن معشر النساء العربيات ، مشتعلات بالوجد والأشواق المستحيلة ،
والجنون في ليالي القحط .. نغازل رجالاً من ورق ودخان ،
وموجات صوتية وحضور أثيري تتلفزه شاشات الأوهام العذبة .
كلنا نتأجج شوقاً إلى ما لا ندريه ،
حتى قبل أن تلمسنا العصا السحرية للمراهقة .
كأن عمرنا رحلة حب بين لحظة ولادتنا ولحظة وَأدِنا .
ثمة نساء يفضّلن ورقة الكتمان ،
أُخريات يلعبن ورقة الصدق ويشقين بها بسعادة .
لأنني تعبت من فروض الزيف ، أعلن لك وجهي خارج الأقنعة ،
أطلق سراح صوتي من كمامة الجدّات :
عاشقة قبلك وبعدك ، ومجنونة بك في آن !
رسالة من بئر حبك
تحلق بي الطائرة فوق لوس انجليس وأسقط في بئرك
ذاكرتي " حرف جر " إليك !
عبر الغيوم أراه ، وجهك اللامنسي .. زين الشباب
واعية أحلم لكني أحلم ( الحلم زئبق ، يتلاشى هاربا ً من أصابعي لحظة يقظة مثل بيت من االشعر أجمل من أن تكتبه ريشة )
هل يخشى الحلم على حريته من أقفاص الوعي
فيطلق ساقي الطفولة هاربا ً
كي ينجو من غرور العقل المتكبر ؟
لماذا الحلم حرف جر إلى حبك ؟
ألأنه لحظة صدق بلا كبرياء متعجرفة ولا أقنعة ؟
ألأنه الغجري في بساتين الصبار والأزهار البرية
واليقظة صاحبة أطيان وعقارات ومصالح ؟
هل الحلم حرف جر إلى الهجر الجميل
لأن الصيغ الاجتماعية توابيت الحب ؟
احضر ، ولا تأت ِ ،
كي تظل لعنة مباركة في سماواتي
قمرا ً أسودا ً بالغ الضياء ، تنفتح على شظآني ، تحت إشعاعه
محارات النسيان المنغلقة على ذاتها
ها هي ذاكرتي تستعيد ذاكرتها لحظة تحلق الطائرة بي صوب نيويورك.
قارتان بيني وبينك لكنني أخاف،
لأنني أعرف أن حضورك اللامرئي
سيحتلّ المقعد الفارغ إلى جواري.
لا أريد أن أظل أحبك.
لا أريد أن أحدّق بعد اليوم داخل مرآتي فأرى وجهك.
لا أريد أن أقف فوق الميزان في الصيدلية فتشير الإبرة إلى وزنك.
لا أريد أن يناديني الناس بإسمي فلا أجيب، والتفت حين يهمسون بإسمك.
ولا أن تقرأه شرطة المطارات فوق شفتيّ وعلى حقائب عمري،
لا أريد أن تحوّلني ثانية من امرأة إلى غيمة.
لا أريد أن أجد نفسي من جديد قنديل بحر تائهاً في أمواج محيطاتك.
لا أريد أن تغسل يديك بدمي بعد اليوم
وتجففهما بمنشفة النسيان.
لا أريد أن أحبك ولا أن أنساك،
أريد أن أظل أتأرجح على حافة ذلك الوجع الغامض،
الملقب حباً،
كي أظل أكتبك حتى النفس الأخير لمحبرتي.
وبين آن وآخر..
ضمّني إلى جناحيك وحلّق بي،
لنحتفي بأمسيات كنت أزورك فيها فيها شرنقة،
وأغادرك فجراً، فراشة!
*** رسالة إلى الطين والغمام
حين أنام أكون قد استيقظت جيدا ً ..
لأركض في دهاليز كوابيسي ، إلى أوطان أحبها ..
وقد خلعت أقنعتي وأضرمت النار في قفازاتي البيض وجواربي المهذبة نصف الشفافة ، وحذائي الأنيق .. وعدت طفلة عارية القدمين على أبواب الحنين ، تمضي إلى الغابة بجعبة مليئة بالفرح وإشارات الاستفهام ..
تريد أن تراقص الفراشات ، تمتطي البجع ، تقفز مع ضفادع ملونة وجنادب حمر الأجنحة ، وسناجيب لطيفة صغيرة
وتريد أن تسأل الذئب ،
هل أحب جدتها ذات يوم حبا ً مريرا ً حتى الالتهام ؟
أريد أن أغادر صحوي اللعين المروّض
كي أدخل في براءة صدقي ودهشتي ..
تعيس أنت أيها الشقي لأن شيئا ً لا يشقيك ..
تهرول من مولدك إلى نومك إلى مرضك إلى موتك إلى حفل تأبينك ، فإلى نجاحك دون ان تحين منك التفاتة إلى سلالم الضوء والظلام المخاتلة ، ومروحة المتناقضات الملونة المفروشة على طول الأفق .براعم الغروب الوردية وعد بحكايا الليل الغامضة ولا تراها ...
ولا تنصت إلى صوت تنفس برعم او احتضار نجمة ..
ولا تسمع بكاء الحيرة المرير في قاع روحك ..
والصرخات المكتومة للمجنون الذي قيدته بإتقان في سراديب أعماقك ..
وأشواق بومتك للطيران الليلي إلى اللانهايات ..
مثلك أنا ، كائن من طين ، ولكنني أرفض الاستسلام لقدر الخزف فوق ملاءات المخمل والحرير .
بعد تطويع النار .. ترانا نفلح في اختراع مصير آخر لطيننا ،
لنرحل معا ً فوق قارات الغيوم اللامتناهية ، وننسى أرجلنا الغارقة في الطين يا رجلا ً من غمام وخرافة وطين ؟
منذ اللحظة الأولى حين أحببتك ،
وأنا أحاول أن أتعلّم لغات صمتك ،
لأخاطبك بلا صوت .. فلا تسمعني ؟
أيها الشقي ، ألا نستطيع أن نتكاره بمحبة ؟
بالحب وحده أتحداك بين آن وآخر ، فتنتصر وتهزم الحب أمامك أيها الزمن .
ها أنا أخط رسالتي إليك لأعترف لك بأنك سلطان العالم . تحيا لتميت الأشياء كلها بإتقان ، تعلمنا ، وحين نستوعب الدرس تقتلنا . .
في ضوئك يبدو العمالقة أقزاماً أو العكس . .
ها أنت تخلط الأوراق كلها .
فأعي أنني طالما حاربت أشخاصاً ينتمي قلبي إليهم ،
وصادقت أشخاصاً أمقتهم !
لقد بدأت أستوعب جيداً دروسك كلها ،
فهل يعني ذلك انه جاء دورك لقتلي ؟
ولماذا تقدم الموت لتلامذتك كلهم كهدية في "حفلة تخرج
رسالة الحب / الكراهية
أعلنت ليلى الأخيلية أنها لم تحب قيس يوما !
هو يأتي طلبا للنار ، وهي ترغب في الرحيل ،
لاكتشاف الجانب الثاني للقمر ...
أعلنت شهرزاد أنها سئمت ذلك المختل المهذار شهريار ، فأودعته في المستشفى الأمراض العقلية
وتركته على أريكة طبيبه النفسي يحصي شهيداته ، وعقده النفسية
وجلست تكتب الروايات كما يحلو لها ، دون أن تسكت حين يطلع الصباح ..
شهرزاد، ذبحت الديك الذي الذي كان يصيح لتسكت!
ذبحت السياف الذي له هو أيضاً وجه شهريار !
عزة قالت لـــ ((كثير)) إنها لا تحب أشعاره
وانتسبت إلى كلية الطب بعيداً عن ثرثرته !
عبلة قصت شاربي عنترة حين جاء يقص أظافرها،
ويرغمها على أن تكون شبيهة بصورتها في أشعاره !
الخنساء تعبت من رثاء صخر عصوراً ،
وها هي تكتب قصائد الغزل في شبان القبيلة !
ولادة بنت المستكفي هجرت ابن زيدون ، وانتقلت
من البكاء على صدر الحبيب إلى البكاء على مصير الوطن !...
كليوباترة أعلنت أنها لم تكن تنوي الانتحار ،
لكنها أخطأت بين ذكورها وأفاعيها !...
و((شجرة الدر )) ندمت لأنها قتلت زوجاً
كان قد مات من زمان !
فكيف يدهشك أن أقول لك وداعاً
وأذهب في رحلة حول العالم – الذي لم تعد محوره –
كمن يطبق الباب خلفه بهدوء
ويستنشق الفضاء ، في نزهة على خط الأفق ؟
يا لرسائلك المطولة القاحلة ..
لماذا لا تكتب أقل .. لتقول أكثر؟ ..
لماذا تثرثر كي لا تقول شيئاً حقيقياً؟ ..
ولماذا لا تهجرني .. وتكف عن الكتابة لي ..
بصمت يشبه صرخة انفجار القلب؟ ..
يسيل البُكاء من حقائبي
التي طويت فيها بيتي على عجل
يداعبني ثور الحنين بخرقه حمراء بالندم
يلوح بها أمام وجهي
أرى أحلامي العتيقه هناك تسقط في الهاويه وتتحطم كمرآه نسيت إنتزاع وجهي منها
أرى حيواتي وأعماري تتطاير في الريح مع أوراقي
كان حبُـك فناء يفضي إلى الإنتحـار
عشقك مساء يقود إلى ليل الغـربه
ها أنا أخلع ذلك الماضي الملطخ بالخديعه وأرتمي في المغطس المرمري
فتذوق مساماتي طعم الماء بعد طول عطش
أخاف لعبة إيقاظ الموتى الملقبه حباً قديماً رغم شوقي إلى ما كان أمتشق النسيان وأظل أحبك – مع وقف التنفيذ- في آن مره ؛ غامرت في الإبحار في تلك الأنهار التي تهدر داخل شرايينك فسلبتني الريح والحريه أرغمتني على التحليق صوبك في أنابيب مفرغه من الهواء لم أكن راغبه في لعب شطرنج العواطف معك ولا حل الكلمات المتقاطعه لأمزجة قلبك كنت راغبه في شي بسيط وكبير كالمستحيل أسمه الحب المُشمس
رسالة من سنونوة
أحب أسلافي لكنني لا أريد
أن ارتدي جبة جدي ، وأختبئ داخل كمه
وأنام في جيوبه
أريد أن أرتدي حياتي
كما أحبها ، وأن أفصل ثوب زماني على مقاسي
تلك الفؤوس كلها التي تتهدد رأسي ،
عاجزة عن محو إشارات الاستفهام
ترتسم على جبيني كلما مررت بالمقبرة
التي يحاولون إرغامي
على التغني بنضارتها المؤبدة !
ولدت عصفورا ً ..
( لايدري لماذا يبدو من الخارج إمرأة )
عصفورا ً قضى عمره وهو يتشاجر مع الأقفاص ،
ليحلق ...
أأنا امرأة ،
أم ذلك الطائر الآتي من سورية
تشعله شهيته إلى الطيران اللامتناهي صوب المستحيل ؟
أأنا امرأة ،
أم تحولا الفينيق بين الرماد والتحليق ؟
لا أستطيع الإقامة في ممالك الطاعة
تحت رايات " نعم "
ولا أستطيع الانتماء إلى غربتي
لا بدي لي من غصن ،
كي لا تحترق اجنحتي وأسقط
في تلك البئر المروعة الخرافية بلا قاع لظلمتها
وأسقط وأسقط .. و أ س ق ط
أ
س
ق
ط
وحين أضع رأسي على ركبة التايمز أو ( السين )
لأنام ، يركلني غاضبا ً ويزجرني : هل توهمتني بردى
أو الفرات أو النيل ؟ لا تبحثي عن أب مستعار
وها أنا قارب طردته المرافئ كلها
يعلن أن الحرية ضوء بجناحين
وهو من رعايا الشمس
ها أنا أدفن وجهي في وسادة الليل
وأهمس باسم الحرية كمن يتلو صلاته قبل النوم ..
واهمس باسم دمشق كمن ينادي حبيبة
***
تعليق