بسم الله الرحمن الرحيم العرب لم يكونوا أقل شأناً في إبداعهم من غيرهم ؛ ولكن وفق الوسيلة المتاحة لديهم وهي اللغة، إذ تمكنوا من أن يعبروا بها عما في عقولهم وقلوبهم من أحاسيس وتصورات، لذلك اعتنوا بها أشد العناية، وجعلوها طيّعة مرنة بين أيديهم يصوغون منها ما يشاؤون من أشكال، حتى يمكننا القول: إنهم رسموا وجسدوا ونحتوا بالكلمات. وقد تجلت قمة البلاغة وصفوة القول، لدى العرب في الشعر العربي الذي أُطلق عليه اسم (ديوان العرب) إذ إنه أرخ لحياتهم، من متع ومسرات وأفراح وأحزان وهزائم وانتصارات. وعلى اعتبار أن المرأة غدت في شعرهم، غرضاً من أغراضه، نجدها احتلت مكانةً مرموقة، فيه، فأولوا المرأة أهمية بالغة وأبدعوا في وصفه ورسمه وتجسيده، ويتملكنا العجب من قدرة اللغة على ما تمتلكه من طاقة تعبيرية فذة ونادرة. وبين أيدينا نماذج شعرية، استطاعت اختراق الزمن، لتبقي في وجدان الناس على مر العصور والأجيال، مقياساً للذائقة الرفيعة في وصف وتذوق جماليات الحب. وشعر الغزل ليس مقصورا على الرجال دون النساء فقد ابدعت النساء بشعر الغزل أيضا ومن الشاعرات اللاتي جاهرن بالغزل بمحبيهن، الشاعرة حفصة بنت الحاج الركونية، التي كانت على علاقة عشق مع الشاعر أبي جعفر ابن سعيد، فقد تناقلت لها المصادر الأدبية كثيرا من شعرها الغزلي الرقيق فيه، فمن ذلك قولها:
فكعب بن زهير تغزل بسعاد عند النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه ومعلوم إن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يسكت على الباطل وفي عهد عمر بن الخطاب سمع امرأة بالمدينة تقول :-
أقول : - أن الحب والهوى اختراع عربي فلذلك سنخصص هذه الصفحة لروائع شعر الغزل في الأدب العربي وأتمنى من أحب الإضافة أن يتأكد هل القصيدة موجودة أم لا |
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
♥~~روائع شعر الغزل في الأدب العربي~~ ♥
تقليص
X
-
♥~~روائع شعر الغزل في الأدب العربي~~ ♥
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
-
بسم الله الرحمن الرحيم
كعب بن مالك بن رياح شاعر اًموي من اًهل الحجاز كان جواداَ َ سخيّا شجاعا ماًلوف الصورة
عشق ميلاء بنت اًبيّ بن رياح اًجمل نساء الحجاز
كان لكعب زوجة يقال لها أم عمرو، وكانت أحب الناس إليه
فخلا بها ذات يوم، فنظر إليها وجمالها الاًخاذ
فقال لها: يا أم عمرو، هل ترين أن أحدا من النساء أجمل منك؟
قالت: نعم ، أختي ميلاء أحمل مني.
قال: فكيف لي بأن ترينيها؟
قالت: إن علمت بك لم تخرج إليك. ولكن تختبئ في الستر، وأبعث إليها.
وأرسلت إليها، وهو في الستر، وجاءت ميلاء، فلما نظر إليها فملكت عليه نفسه عشقها
وعارضها من مكان لا تحتسبه، فشكا إليها حبها، وأعلمها أنه قد رآها.
فقالت: والله يا ابن عم ما وجدت بي من شيء، إلا قد وجدت منك مثله
ولكن أم عمرو ساورها الشك فتبعتهما، وهما لا يدريان، حتى رأتهما قاعدين جميعا،
فمضت تقصد إخوتها، وكانوا سبعة،
فقالت: إما أن تزوجوا كعبا ميلاء، وإما أن تغيبوه عني.
فلما بلغه أن ذلك قد بلغ إخوتها هرب، فرمى بنفسه نحو الشام وترك الحجاز. وقال وهو بالشام:
أفي كل يوم أنت من بارح الهوى ... إلى الشم من أعلام ميلاء ناظر
وغاب خبره عن اًهله مدة طويلة
يوماَ َساًل رجل اًم عمرو واًختها الطريق الى مكة وهو مقبل من الشام
فلما سمع الرجل المراًة تقول صفي له الطريق يا ميلاء؟
ذكر الرجل شعر كعب
أفي كل يوم أنت من بارح الهوى ... إلى الشم من أعلام ميلاء ناظر
بعمشاء من طول البكا كاًنّما ..... بها حــرّ نـار طرفــها متحـــادر
تُمني المنى حتى اٍذا قلت المنى .... جرى واًكف من دمعها مُتبادر
فعرفا منه مكان كعب
اًخبرتا اًخوتيهما الخبر، وكانتا مهتمتين بكعب
، فأكرموا الرجل ودلوه على الطريق، وخرجوا، فطلبوا كعبا بالشام، فوجدوه،
فأقبلوا به، حتى إذا صار إلى بلدهم نزل كعب في بيت ناحية من الحي
، فرأى ناسا قد اجتمعوا عند البيوت، فقال كعب لغلام قائم،
وكان قد ترك بنيا له صغيرا: يا غلام من أبوك؟ قال: أبي كعب.
قال: فعلام يجتمع هذا الناس؟ وأحس فؤاد كعب بشر.
قال: يجتمعون على خالتي ميلاء، ماتت الساعة.
قال: فزفر زفرة حر منها ميتا، فدفن إلى جانب قبرها
ومن شعره فيها
من الناس إنسانان، ديني عليهما،..... مليان لولا الناس قد قضياني
منوعان، ظلامان، ما ينصفانني ...... بدليهما والحسن قد خلباني
يطيلان حتى يحسب الناس أنني ..... قضيت، ولا والله ما قضياني
خليلي، أما أم عمرو فمنهما ......وأما عن الأخرى، فلا تسلاني
بلينا بهجران، ولم ير مثلنا ....... من الناس إنسانان يهتجران
أشد مصافاة وأبعد من قلى ......وأعصى لواش حين يكتنفان
يبين طرفانا الذي في نفوسنا .....إذا استعجمت بالمنطق الشفتان
فوالله ما أدري أكل ذوي الهوى .... على شكلنا، أم نحن مبتليان
فلا تعجبا مما بي اليوم من هوى ..... ففي كل يوم مثل ما تريان
خليلي! عن أي الذي كان بيننا ... من الوصل أو ماضي الهوى تسلان
وكنا كريمي معشر حم بيننا ....... هوى، فحفظناه بحسن صيان
نذود النفوس الحائمات عن الهوى .....وهن بأعناق إليه ثوان
سلاه بأم العمر منه، فقد برا ..... به السقم لا يخفى وطول ضمان
فما زادنا بعد المدى نقض مرة ..... ولا رجعا من علمنا ببيان
خليلي! لا والله ما لي بالذي ...... تريدان من هجر الصديق يدان
ولا لي بالهجر اعتلاء، إذا بدا ..... كما أنتما بالبين معتليان
-
جوركم علي عدل
ابن الفارض
هُو الحب فأسلم بالحشا ماالهوى سهلُ=فـما اخـتاره مـضني به، وله عقلُ
وعـش خـالياً، فـالحب راحته عناً=وأولــه سـقـم، وآخــره قـتلُ
ولـكن لـدي الـموت فـيه، صبابة=حـياة لـمن أهوى، علي بها الفضلُ
نـصحتك عـلماً بالهوى والذي أرى=مـخـالفتي، فـاخترلنفسك مـايحلو
فـإن شـئت أن تحيا سعيداً،فمت به=شـهـيدا، وإلافـالغرام لـه أهـلُ
فـمن لـم يمت في حبه لم يعش به=ودون اجـتناء الـنحل ماجنت النحلُ
وقــل لـقتيلِ الـحب:وفيت حـقه=ولـلمدعي:هيهات مـاالكحل الكحلُ
تـعرض قـوم لـلغرام وأعـرضوا=بـجانبهم عن صـحتي فيه واعتلوا
رضـوا بالأماني، وابتلوا بحظوظهم=وخاضوا بحار الحب، دعوى،فماابتلوا
فهم في السرى لم يبرحوا من مكانهم=ومـاظعنوا فـي السير عنه.وقد كلوا
أحـباي أنـتم،أحسن الـدهر أم أسا=فـكونوا كـما شـئتم،أنا ذلـك الخلّ
إذا كـان حظي الهجر منكم.ولم يكن=بـعاد،فذاك الهجر عندي هو الوصلُ
أخـذتم فـؤادي.وهو بعضي.فماالذي=يـضـركم لـوكان عـندكم الـكلّ
نـأيـتم،فغير الـدمع لـم أروافـياً=سـوى زفـرةٍ مـن حرّ الجوى.تغلو
فـسهدي حـي ، في جفوني ،مخلد=ونـومي بـها ميت ودمعي له غسل
هـوى طل ما بين الطلول دمي فمن=جـفوني جرى بالسفح من سفحه وبلُ
تـباله قـومي ، إذا رأونـي مـتيماً=وقـالوا : بمن هذا الفتى مسه الخبلُ
ومـاذا عـسى عني يقال سوى غدا=بـنعم ، لـه شغل ، نعم لي بها شغلُ
وقال نـساءُ الحي :عنا بذكرمن=جـفانا ، وبـعد الـعز لـذ له الذلّ
إذا أنـعـمت نـعم علي بنظرة=فـلا أسعدت سعدي ولا أجملت جمل
وقـد صـدئت عـيني بروية غيرها=ولـثم جـفوني تـربها للصدا يجلو
وقـد عـلموا أنـي قـتيل لـحاظها=فـإن لـها ، فـي كل جارحةٍ نصل
ومـالي مـثل في غرامي بها ،كما=غـدت فـتنةً في حُسنها ، مالها مثلُ
حَـرام شِفا سُقمي لديها ، رضيتُ ما=به قسمت لي في الهوَى ، ودمي حلُّ
فـحالي وإن سـاءت فقد حسنت به=ومـاحظ قـدري في هواها به أعلو
ولـي هـمّة تـعلو ، إذا مـاذكرتُها=وروحٌ بـذكراها إذا رخصت ، تغُلو
جرىحُبها مجرى دمي في مفاصلي=فأصبح لي ، عن كل شغل ، بها شغل
وفرغت قلبي عن وجودي مخلصاً=لـعلي فـي شغلي بها ، معها أخلوا
ومـن أجـلها أسعى لمن بيني وبينها=لـتعلم مـا ألـقى ، وما عندها جهل
وأصـبوا إلـى الـعذال حباً لذكرها=كـأنهم، مـابيننا فـي الـهوى رسل
فـإن حـدثوا عـنها،فكلي مـسامع=وكـلـي،إن حـدثـتهم،ألسن تـتلو
***
تعليق
-
آه من نجد وما فعلته بالشعراء فلنقرأ ونستمتع
خليلي مرا بي على الأبرق الفرد
خليلي مرا بي على الأبرق الفرد ***وَعهدِي بلَيْلَى حَبَّذَا ذاكَ مِنْ عَهْدِ
ألايا صبا نجد متى هجت من نجد*** فقد زادني مسراك وجداً على وجد
أَإنْ هَتَفَتْ وَرْقَاءُ في رَوْنَقِ الضُّحى ***على فنن غض البنات من الرند
بكيتُ كَمَا يَبْكِي الْوَليدُ ولَمْ أزلْ*** جليداً وأبديت الذي لم أكن أبدي
وَأصْبَحْتُ قد قَضَّيتُ كُلَّ لُبَانَة ٍ*** تِهامِيَّة ٍ وَاشْتَاقَ قَلْبِي إلى نَجْدِ
إذا وعدت زاد الهوى لا نتظارها*** وإن بخلت بالوعد مت على الوعد
وإنْ قَرُبَتْ دَاراً بكيتُ وَإنْ نَأتْ*** كَلِفْتُ فلا لِلْقُرْبِ أسْلُو وَلاَ الْبُعدِ
ألاحبذا نجد وطيب ترابه ***وأرواحه إن كان نجد على العهد
وقد زعموا أن المحب إذا دنا ***يَملُّ وَأنَّ النَّأْيَ يَشْفِي مِنَ الْوَجْدِ
بَكُلٍّ تدَاوَيْنَا فلمْ يُشْفَ ما بِنَا ***على أنَّ قُرْبَ الدَّارِ خَيْرٌ مِنَ الْبُعْدِ
على أَنَّ قُرْبَ الدَّارِ ليسَ بِنافِعٍ ***إذا كان مَنْ تَهْواهُ ليس بِذي وُدِّ
تعليق
-
اهدى لكل مًنْ تجد نفسها فيها
للشاعر خالد سرحان الفهد
استُحبَّ العذابُ وطابَ الأرَقْ
ودُختُ...... أعوذ بربِّ الفلقْ
أهذا هو الحبُّ أم أنَّ سِحْراً
على قلبيَ انهالَ لمّا خفقْ.؟
كأنَّ بكِ الحُسنَ آيةُ بوحٍ
تدلُّ على الله في ما خلقْ
أظنُّ بأنكِ لو تهمسين
لصخرٍ بهمسة ودٍّ نطقْ
ولو قيل أن الترابَ أحبَّكِ
قلتُ بقائل هذا : صَدَقْ
رأيتُ جمالَكِ بحراً يُمنّيْ
فقلت ُله: ماأحبَّ الغرقْ
أنا الطفل لمّا رأيتُكِ نجماً
وقلبيَ طيارةٌ من ورقْ
وفي وجهك الفجرُ أشرق صُبحاً
وفي الوجنتين احمرارُ الشفقْ
وما غير وصلكِ ليْ غايةً
وماغير حبكِ ليْ مُعتنقْ
وطيفُكِ للقلب دام سراباً
وما سدَّ يوم اشتياقٍ رمقْ
تعليق
-
من روائع الغزل والفخر لأبي فراس الحمداني
أراكَ عصيَّ الدَّمْعِ شيمَتُـكَ الصَّبْـرُ = أما لِلْهَوى نَهْـيٌ عليـكَ و لا أمْـرُ؟
بَلى، أنـا مُشْتـاقٌ وعنـديَ لَوْعَـةٌ = ولكـنَّ مِثْلـي لا يُـذاعُ لـهُ سِـرُّ!
إذا اللّيلُ أَضْواني بَسَطْتُ يَدَ الهـوى = وأذْلَلْتُ دمْعـاً مـن خَلائقِـهِ الكِبْـرُ
تَكادُ تُضِيْءُ النـارُ بيـن جَوانِحـي = إذا هـي أذْكَتْهـا الصَّبابَـةُ والفِكْـرُ
مُعَلِّلَتي بالوَصْـلِ، والمَـوتُ دونَـهُ = إذا مِتُّ ظَمْآنـاً فـلا نَـزَلَ القَطْـرُ!
حَفِظْـتُ وَضَيَّعْـتِ المَـوَدَّةَ بيْنـنـا = وأحْسَنُ من بعضِ الوَفاءِ لـكِ العُـذْرُ
ومـا هـذه الأيـامُ إلاّ صَحـائـفٌ = ِلأحْرُفِها مـن كَـفِّ كاتِبِهـا بِشْـرُ
بِنَفْسي من الغادينَ في الحـيِّ غـادَةً = هَوايَ لهـا ذنْـبٌ، وبَهْجَتُهـا عُـذْرُ
تَروغُ إلى الواشيـنَ فـيَّ، وإنَّ لـي = لأُذْناً بهـا عـن كـلِّ واشِيَـةٍ وَقْـرُ
بَدَوْتُ، وأهلـي حاضِـرونَ، لأنّنـي = أرى أنَّ داراً، لستِ من أهلِها، قَفْـرُ
وحارَبْتُ قَوْمي فـي هـواكِ، وإنَّهُـمْ = وإيّايَ، لو لا حُبُّـكِ المـاءُ والخَمْـرُ
فإنْ يكُ ما قال الوُشـاةُ ولـمْ يَكُـنْ = فقدْ يَهْدِمُ الإيمـانُ مـا شَيَّـدَ الكفـرُ
وَفَيْتُ، وفي بعـض الوَفـاءِ مَذَلَّـةٌ، = لإنسانَةٍ في الحَـيِّ شيمَتُهـا الغَـدْر
وَقورٌ، ورَيْعـانُ الصِّبـا يَسْتَفِزُّهـا، = فَتَـأْرَنُ، أحْيانـاً كمـا، أَرِنَ المُهْـرُ
تُسائلُني مـن أنـتَ؟ وهـي عَليمَـةٌ = وهل بِفَتىً مِثْلي علـى حالِـهِ نُكْـرُ؟
فقلتُ كما شاءَتْ وشاءَ لهـا الهـوى: = قَتيلُـكِ! قالـت: أيُّهـمْ؟ فَهُـمْ كُثْـرُ
فقلتُ لها: لـو شَئْـتِ لـم تَتَعَنَّتـي، = ولم تَسْألي عَنّي وعندكِ بـي خُبْـرُ!
فقالتْ: لقد أَزْرى بكَ الدَّهْـرُ بَعدنـا = فقلتُ: معاذَ اللهِ بـل أنـتِ لا الدّهـر
وما كان لِلأحْزان، ِ لـولاكِ، مَسْلَـكٌ = إلى القلبِ، لكنَّ الهوى لِلْبِلـى جِسْـر
وتَهْلِكُ بيـن الهَـزْلِ والجِـدِّ مُهْجَـةٌ = إذا ما عَداها البَيْـنُ عَذَّبهـا الهَجْـرُ
فأيْقَنْتُ أن لا عِـزَّ بَعْـدي لِعاشِـقٍ، = و أنّ يَدي ممّـا عَلِقْـتُ بـهِ صِفْـرُ
وقلَّبْتُ أَمـري لا أرى لـيَ راحَـة،ً = إذا البَيْنُ أنْساني ألَـحَّ بـيَ الهَجْـرُ
فَعُدْتُ إلى حُكـم الزّمـانِ وحُكمِهـا = لها الذّنْبُ لا تُجْزى بهِ ولـيَ العُـذْرُ
كَأَنِّـي أُنـادي دونَ مَيْثـاءَ ظَبْـيَـةً = على شَرَفٍ ظَمْيـاءَ جَلَّلَهـا الذُّعْـرُ
تَجَفَّـلُ حينـاً، ثُـمّ تَرْنـو كأنّـهـا = تُنادي طَلاًّ بالوادِ أعْجَـزَهُ الحَُضْـرُ
.=.
فـلا تُنْكِرينـي، يابْنَـةَ العَـمِّ، إنّـهُ = لَيَعْرِفُ من أنْكَرْتهِ البَـدْوُ والحَضْـرُ
ولا تُنْكِرينـي، إنّنـي غيـرُ مُنْكَـرٍ = إذا زَلَّتِ الأقْدامُ، واسْتُنْـزِلَ النّصْـرُ
وإنّـي لَـجَـرّارٌ لِـكُـلِّ كَتيـبَـةٍ = مُعَـوَّدَةٍ أن لا يُخِـلَّ بهـا النَّصـر
وإنّـي لَـنَـزَّالٌ بِـكـلِّ مَخـوفَـةٍ = كَثيرٍ إلـى نُزَّالِهـا النَّظَـرُ الشَّـزْرُ
فَأَظْمَأُ حتى تَرْتَـوي البيـضُ والقَنـا = وأَسْغَبُ حتى يَشبَعَ الذِّئْـبُ والنَّسْـرُ
ولا أًصْبَحُ الحَـيَّ الخُلُـوفَ بغـارَةٍ = و لا الجَيْشَ ما لم تأْتِهِ قَبْلِـيَ النُّـذْرُ
ويا رُبَّ دارٍ، لـم تَخَفْنـي، مَنيعَـةً = طَلَعْتُ عليها بالرَّدى، أنـا والفَجْـر
وحَـيٍّ رَدَدْتُ الخَيْـلَ حتّـى مَلَكْتُـهُ = هَزيماً ورَدَّتْنـي البَراقِـعُ والخُمْـرُ
وساحِبَـةِ الأذْيـالِ نَحْـوي، لَقيتُهـا = فلَم يَلْقَهـا جافـي اللِّقـاءِ ولا وَعْـرُ
وَهَبْتُ لها ما حـازَهُ الجَيْـشُ كُلَّـهُ = ورُحْتُ ولم يُكْشَـفْ لأبْياتِهـا سِتْـر
ولا راحَ يُطْغينـي بأثوابِـهِ الغِنـى = ولا باتَ يَثْنيني عـن الكَـرَمِ الفَقْـرُ
وما حاجَتي بالمـالِ أَبْغـي وُفـورَهُ = إذا لم أَفِرْ عِرْضي فلا وَفَـرَ الوَفْـرُ
.=.
أُسِرْتُ وما صَحْبي بعُزْلٍ لَدى الوَغى، = ولا فَرَسي مُهْـرٌ، ولا رَبُّـهُ غُمْـرُ
ولكنْ إذا حُمَّ القَضـاءُ علـى امـرئٍ = فليْـسَ لَـهُ بَـرٌّ يَقيـهِ، ولا بَحْـرُ
وقال أُصَيْحابي: الفِرارُ أو الـرَّدى؟ = فقلتُ:همـا أمـرانِ، أحْلاهُمـا مُـرُّ
ولكنّنـي أَمْضـي لِمـا لا يَعيبُنـي، = وحَسْبُكَ من أَمْرَينِ خَيرُهمـا الأَسْـر
يَقولنَ لي: بِعْتَ السَّلامَـةَ بالـرَّدى = فقُلْتُ: أما و اللهِ، مـا نالنـي خُسْـرُ
وهلْ يَتَجافى عَنّـيَ المَـوْتُ ساعَـةً = إذا ما تَجافى عَنّيَ الأسْـرُ والضُّـرُّ؟
هو المَوتُ، فاخْتَرْ ما عَلا لكَ ذِكْـرُهُ = فلم يَمُتِ الإنسانُ مـا حَيِـيَ الذِّكْـرُ
ولا خَيْرَ فـي دَفْـعِ الـرَّدى بِمَذَلَّـةٍ = كما رَدَّها، يومـاً، بِسَوْءَتِـهِ عَمْـرُو
.=.
يَمُنُّـونَ أن خَلُّـوا ثِيابـي، وإنّـمـا = علـيَّ ثِيـابٌ، مـن دِمائِهِـمُ حُمْـرُ
وقائِمُ سَيْـفٍ فيهِـمُ انْـدَقَّ نَصْلُـهُ، = وأعْقابُ رُمْحٍ فيهُـمُ حُطِّـمَ الصَّـدْرُ
سَيَذْكُرُنـي قومـي إذا جَـدَّ جِدُّهُـمْ، = وفي اللّيلـةِ الظَّلْمـاءِ يُفْتَقَـدُ البَـدْرُ
فإنْ عِشْتُ فالطِّعْنُ الـذي يَعْرِفونَـهُ = وتِلْكَ القَنا والبيضُ والضُّمَّـرُ الشُّقْـرُ
وإنْ مُـتُّ فالإنْسـانُ لابُـدَّ مَـيِّـتٌ = وإنْ طالَتِ الأيـامُ، وانْفَسَـحَ العُمْـرُ
.=.
ولو سَدَّ غيري ما سَدَدْتُ اكْتَفـوا بـهِ = وما كان يَغْلو التِّبْرُ لو نَفَـقَ الصُّفْـرُ
ونَحْـنُ أُنـاسٌ، لا تَوَسُّـطَ عندنـا، = لنا الصَّدْرُ دونَ العالميـنَ أو القَبْـرُ
تَهونُ علينـا فـي المعالـي نُفوسُنـا = ومن خَطَبَ الحَسْناءَ لم يُغْلِها المَهْـرُ
أعَزُّ بَني الدُّنيا وأعْلـى ذَوي العُـلا، = وأكْرَمُ مَنْ فَـوقَ التُّـرابِ ولا فَخْـرُ
تعليق
-
أراك طروباً والهاً ...يزيد بن معاوية
أراك طـروبًــا والـهــا كالـمـتـيـمتطوف بأسلاف السجاف المخيمأصـابـك سـهـم أم بلـيـت بنـظـرةفـمــا هــــذه إلا ســجــي تــبــرم
على شاطيء الوادي نظرت حمامةفقـالـت عـلـي ياحسـرتـي وتـنـدمـيفإن كنت مشتاقًا الى أيمـن الحمـىوتـهــوى بـسـكـان الـخـيـام فـانـعـم
خذوا بدمي منها فإنـي قتيلهـافلا مقصدي إلا تقوت وتنعمي
ولا تقتلوهـا إن ظفرتـم لقتلـهـاولكن سلوها كيف حل لها دمي
وقولوا لها يـا منيـة النفـس إننـيقتيل الهوى والعشق لو كنت تعلمولا تحسبـوا أنــي قتـلـت بـصـارمولكـن رمتنـي مـن رباهـا بأسهـممهـذبـة الألـفــاظ مـكـيـة الـحـشـاحجـازيـة العيـنـيـن طـائـيـه الـفــملها حكـم لقمـان وصـورة يوسـفونـغـمــات داود وعــفــة مــريـــم
أغـــار علـيـهـا مـــن أبـيـهـا وأمـهــاومن خطوة المسواك إن دار في الفمفــو الله لــولا الله والـخـوف والـرجـالعانقـتـهـا بــيــن الـحـطـيـم وزمــــزمولــمـــا تـلاقـيـنــا وجـــــدت بـنـانـهــامخضـبـة تـحـكـي عـصــارة عـــن دمفقـلـت خضـبـت الـكـف بـعـدي هـكــذايـكــون جـــزاء المـسـتـهـام الـمـتـيـمفقالت وأبدت في الحشا حرق الجوىمقـالـة مــن فــي الـقـول لـــم يـتـبـرموعيـشـك مــا هــذا خـضـاب عـرفـتـهفـلاتــك بالبـهـتـان والـســوء مـسـلـمولـكـنـنــي لــمـــا وجــدتُـــك راحـــــلاًوقد كنت لي كفـي وزنـدي ومعصمـي
***=**
بكيت دما يوم النوى فمسحتهبكفي فإحمرت بناني من دمي
ولو قدمت كاها بكيت صبابـةلكنت شفيت النفس قبل التندمولكن بكت قبلي فهيجني البكابكاهـا فقلـت الفضـل للمتقـدم
بكيت على من زين الحسن وجههاولـيـس لـهـا مـثـل بـعـرب وأعـجـم
أشارت برمش العيـن خيفـة أهلهـاإشــــارة مــحــزون ولــــم تـتـكـلـمفأيقنت أن الطـرف قـد قـال مرحبـاوأهــلا وسـهـلا بالحـبـيـب المـتـيـم
وآخـــر قـولــي مثـلـمـا قــلــت أولاأراك طــروبــا والــهـــا كـالـمـتـيـم
تعليق
-
رائعة يزيد بن معاوية
نالت على يـدها ما لم تنـــلة يدى *** نقشــا على معصم أوهت بة جلدى
كأنـــة طـــرق نمـــل فى أنامـلها *** أو روضة رصعتها السحب بالبرد
وقـوس حاجبـــها من كــل ناحية *** ونبــــل مقلتــــها ترمي بــه كبـدى
مدت مواشطها فى كفـــها شركا *** تصــيد قلبى بها من داخـــل الجسد
إنسيّة لو رأتها الشمس ما طلعت *** من بعــد رؤيتـــها يومـا على أحـد
سألتـها الوصل قالت:لا تغـرّ بنا *** من رام مــنا وصـالا مات بالكــمد
فكم قتيــل لـنا بالحب مات جوى *** من الغـــرام ولم يُبــــدىء ولم يعد
فقلت:استغفـر الرحمن من زلـل *** إنّ المحب قلـــيل الصبــــر والجلد
قد خلتفنى طريحا وهى قائــــــلة *** تــــأملوا كيف فعل الضبي بالأسد
قالت:لطيف خيال زارنى ومضى** بالله صــفهُ ولاتنقـــــص ولا تـــزد
فقال:خلّــفتة لو مات مــن ظمأ *** فقلت:قف عن ورود الماء لم يرد
قالت صدقت،الوفا فى الحب شيمتة** يا برد ذاك الـذى قالت على كبدي
واسترجعت سـألت عنى فقيل لها *** ما فــية من رمــق دقت يــدا بيـد
وأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت*** وردا وعضت على العناب بالبرد
وأنشــدت بلســان الحـال قائـــلـة *** مـن غيـر كرة ولا مطـل ولا مدد
والله مـا حــزنت أخت لفقــد اخا *** حزني عليه ولا حزن أم على ولد
إن يحسدونى على موتى فوا أسفى***حتى على الموت لا أخلو من الحسد
تعليق
-
حكى الأصمعي:
قال: بينما أنا أسير في البادية إذ مررت بحجر مكتوب عليه هذا البيت:
أيـا معشـر العشـاق بالله خبـروا - إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع
فكتبت تحته:
يــداري هــواه ثــم يكـتـم ســره = ويخشع في كل الأمور ويخضع
ثم عدت في اليوم الثاني فوجدت مكتوباً تحته:
فكيف يداري والهوى قاتل الفتى-- وفــي كـــل يـــوم قـلـبـه يتـقـطـع
فكتبت تحته:
إذا لـم يجـد صبـراً لكتـمـان ســره =فليس له شيء سوى الموت أنفع
ثم عدت في اليوم الثالث فوجدت شاباً ملقى تحت ذلك الحجر ميتاً لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وقد كتب قبل موته:
♥♥♥سمعـنـا أطعـنـا ثــم مـتـنـا فبـلـغـوا =سلامي على من كان للوصل يمنع
تعليق
-
بسم الله الرحمن الرحيم
عمر بن ميسرة وابنة عمه
عمربن ميسرة شاعر اًموي مقل كان يسكن الكوفة
اًحب أًبنة عمه بصمت
كي لايشيع خبرها معه فتجلدها اًلسنة المجتمع
التي تمنع زواج المحب من محبوبته اٍذا شاع اًمرهما
ومع الزمن ساءة حالته
وكان القريبون منه يقروؤن عبارات الهيام على وجهه
فيساًلونه عن تغير حاله
فيقول : ــ
يُسائلني ذو اللب ِ عن طول علّتي ...وما اًنا بالمبدي لذي الناس علّتي
ساًكتمها صبراَ َ على حرّ جمْرِها …..واًكتمها اٍذ كان في السرّ راحتي
اٍذا كنت قد اًبصرتُ موضع علتي …..وكان دوائي في مواضع لذتي
صبرتُ على دائي احتساباَ َ ورغبة ….. ولم اًكُ اًحدوثات اًهلي وخُلتي
فلما ظهر اًمره وحانت منيته قال :ــ
لولا الموت نازل بي الساعة ما اًًخبرتكم اًني اًحب ابنة عمي
ماحجبني عنها اٍلا الخوف من الله عزّ وجلّ
فمن بلي بشيء في هذه الدنيا ، فلا يكن اًحد اًوثق عنده بسره من نفسه
فاقرؤوها مني السلام
فمات وانتهت قصة حبه
تعليق
-
يضحى يعانق أبكاراً مسوّرة = بيضاً كواعب أتراباً على سرر
حوراً نواعم عيناً خرداً عرباً = يبسمن عن درر يرمقن عن حور
خمص الحشا هيفا ريث الخطا قطفاً = نواعم الجسم مثل البيض في الخدر
يمشين في ميل ما ذاك من كسل = إلا لرجرجة الأكفال في الأزر
يسحبن بين مصاريع الخيام معاً = في العبقري ذيول السندس الزهر
إِن الكواعب ما منهن كاعبة = إِلاَّ ترقرق في روض القبا الخضر
تسقي غضارتها رياً طراوتها = ماء الشباب الذي ما أن يزال طري
بيضاء ناضرة بين النضار تضي = في نضرة نظرت في ناضر النضر
غراء زاهرة زهراء تقصر عن = أشراقها زهرات الشمس والقمر
نجلاء في كحل كحلاء في دعج = دعجاء في حور حوراء في فتر
فرعاء لو سقطت أثوابها اعتقرت = في فرعها الرجل المغدودر العكر
ترخي إِذا كشف المحبور مقنعها = عند العتاق قناع الغنج والخفر
إبراهيم الحضرمي
تعليق
-
إِذا الريحُ هَبَّت مِن رُبى العَلَمَ السَعدي
عنترة بن شداد
إِذا الريحُ هَبَّت مِن رُبى العَلَمَ السَعدي ** طَفا بَردُها حَــرَّ الصَبـابَـةِ وَالوَجـــدِ
وَذَكَّرَني قَـومـاً حَفِــظـتُ عُهـــودَهُـم ** فَما عَرِفوا قَدري وَلا حَفِظــوا عَهــدي
وَلَـــولا فَتــــاةٌ فـي الخِيــــــامِ مُقيمَـةٌ ** لَما اِختَرتُ قُربَ الدارِ يَوماً عَلى البُعدِ
مُهَفهَـــفَـةٌ وَالسِحــــرُ مِـــن لَحَظاتِـهـا ** إِذا كَلَّمَـــت مَيتـًـــا يَقــــومُ مِـنَ اللَـــحـدِ
أَشارَت إِلَيــها الشَـمسُ عِنـدَ غُروبِهـا ** تَقولُ إِذا اِســـوَدَّ الدُجى فَاِطلِـعي بَعـدي
وَقالَ لَها البَــدرُ المُنيـرُ أَلا اِسفِــــري ** فَإِنَّــكِ مِثــلي في الكَمــالِ وَفـي السَعـدِ
فَوَلَّــــت حَيــــاءً ثُـمَّ أَرخَـت لِثامَـــهـا ** وَقَد نَثَـــرَت مِـن خَدِّها رَطِـــبَ الـوَردِ
وَسَلَّت حُساماً مِن سَواجـي جُفونِــهـا ** كَسَيفِ أَبيـها القاطِــعِ المُــرهَـفِ الحَــدِّ
تُقاتِـلُ عَينـــاهـا بِـهِ وَهــــوَ مُغمَــــدٌ ** وَمِن عَجَبٍ أَن يَقطَعَ السيفُ في الغِمـدِ
مُرَنَّحَةُ الأَعطـافِ مَهضـومَـةُ الحَشـا ** مُنَعَّمَـــــةُ الأَطــــرافِ مائِسَــــة الـقَـــدِّ
يَبيتُ فُتـــاتُ المِســـكِ تَحـتَ لِثامِـهـا ** فَيَـــــزدادُ مِــــن أَنفاسِــــهـا أَرَجُ الـنَـــدِّ
وَيَطلَعُ ضَوءُ الصُبحِ تَحـتَ جَبينِــهـا ** فَيَغشــاهُ لَيلٌ مِن دُجى شَعــرِها الجَعـــدِ
وَبَيــــنَ ثَنــاياهـــا إِذا مــــا تَبَسَّـمَـت ** مُديــرُ مُـــدامٍ يَمــــزُجُ الـــراحَ بِالشَهــدِ
شَــكا نَحـرُهـا مِـن عَقـدِهـا مُتَظَلِّـمـاً ** فَواحَـــرَبا مِــــن ذَلِـــكَ النَحـــرِ وَالعِقــدِ
فَهَـل تَسمَــحُ الأَيّــامُ يـا اِبنَـــةَ مالِـكٍ ** بِوَصــلٍ يُـداوي القَلــبَ مِـن أَلَـمِ الصَــدِّ
سَأَحلُمُ عَـن قَومي وَلَو سَفَكـوا دَمـي ** وَأَجرَعُ فيكِ الصَبــرَ دونَ المَـلا وَحدي
وَحَقِّــكِ أَشجــانـي التَـباعُـــدُ بَعـدَكُـم ** فَهَـــل أَنتُمُ أَشجـاكُمُ البُعـــدُ مِـن بَعـــدي
حَــذِرتُ مِـنَ البَيــنِ المُفَــرِّقِ بَينَــنـا ** وَقَــد كانَ ظَنّـي لا أُفـــارِقُــكُـم جَهــدي
فَإِن عايَنَت عَيني المَطايـا وَرَكبُهـا ** فَرَشتُ لَــدى أَخفافِــهـا صَفحَـــةَ الخَـــدِّ
تعليق
-
الصمة القشيري وريّا
هو الصمة بن عبد الله بن الطفيل من بني قشير بن كعب
شاعر بدوي مقل من شعراء الدولة الاًموية ومن عشاقها المتيمين
كان اًديباَ َ شجاعاَ َعارفاَ َ باًيام العرب ووقائعها
وهي ريّا العامرية اًبنة عم الشاعر وحبيبته
نشاًت مع صمة فكانا يتذاكران الاًدب وملح الاًشعار ونوادر السير والاًخبار
فلما بلغا مبلغ الشباب صارا متشابكي العواطف فبدا العالم في عينيهما جديداََ
قمره اًكبر وشمسه اًدفاً و ماؤه اًعذب
واًستمر هذا الحب ينمو يوما تلو الاخر
طلبها من عمه فرضي على مئة من الاًبل
وكان صمة معسرا فطلب من ابيه العون فساق له تسع وتسعين ناقة
فقال . ـــ سوف لن يناظرنا عمك بنقصان ناقة
ولكن العم رفض اًن يقبلها اٍلا كاملا
توسل هو الى ابيه ليزيده فابى
وهي طلبت من ابيها ان يقبل نقص ناقة و لكنه رفض
آلمه الذي هو فيه فقال :ــ
والله ما رايت اًلاًم منكما ، اٍني لاًلاًم اٍنْ اًقمت معكما
ورحل من ساعتها الى الشام مركز الخلافة الاًموية
ومرّ على ريّا في طريقه مسلما فاًنشد
ولما نزلنا شِيخة الرّمل اًعرضت …. ولاحت لنا حًزوى واًعلامها الغُبر
شربنا بماء الشوق حتى كاًنما …. سرت فاستقرت في مفاصلنا الخفر
واًظلّ بعينيك اللجوجين واًكف ….من الدمع اًنْ لا ينطق الطّلل القفر
علام تقول الهجر يشفي من الجوى …..اًلا لا ولكن اَول الكيد الهجرُ
فودعته وودعت بوداعه ـــ عمرا لها ستطويه المسافات ـــ
فقالت : ـــ
بالله ما رايت كاليوم فتى باعته عشيرته باًبعرة
وبعد ذلك وفد على قبيلة ريّا رجل يقال له علي غاوي فخطبها واًمهرها ثلاثمائة ناقة برعاته فتزوجت
وهاج الصمة الشوق الى ريّا
فقال
حننتَ الى ريّا ونفسك باعدت …. مزارك من ريّا وشعباكما معا
كاًنّك لم تشهد وداع مفارق.... ولم تر شعْبي صاحِبَين تقطعا
قفا ودّعا نجداَ َ ومن حلّ بالحِمى …. وقل لنجد عندنا اًن تودعا
بنفسي تلك الاًرض ما اًطيب الربى …. و ما اًحسن المصطاف والمتربعا
وليست عشيات الحمى برواجع ….. عليك ولكن ولكن خلّ عينيك تدمعا
ولما رايت البشر اًعرض دوننا ….. وحلت بنات الشوق يحنن نًزعا
بكت عيني اليسرى فلما زجرتها ….. عن الجهل بعد الحلم اًسبلتا معا
تلفت نحو الحيّ حتى وجدتني …. وجعت من الاًصغاء ليتا و اًخدعا
وبينما هو على شاطئ نهر وقد جد به الكرب
سمع اًمراة تنادي اًبنتها ـــ ريّا ـــ
فسقط مغشيا عليه فاًحتملوه الى بستان فلما اًفاق اًنشد
تعزَ بصبر لا وجدك لا ترى …. بشام الحمى اًخرى الليالي الغوابر
كاًن فؤادي من تذكُّره الحمى ….. واًهل الحمى يهفو به ريش طائر
ولم يزل يردد ما قاله حتى مات
فلما وصل خبره الى ريّا
داخلها من الوجد ما امسكت معه عن الطعام والشراب وجعلت تبكيه حتى ماتت
فشعر الصمة من الشعر المحبب إلى النفس، لأنه شعر وجداني، نابع من أعماق النفس،
فهو إما غزل في ريّا أو تذكر للوطن (نجد)،
فاٍذا بحثنا في ديوانه نراه خال من المدح ومن الفخر ومن الرثاء
أما الحكمة فقد ترد في الغزل أو الحنين إلى الوطن،
تعليق
-
الفتى الحاج والجارية المكية
وجدت بخط أبي عمر بن حيويه يقول: حدثنا أبو بكر محمد بن المرزبان،
حدثنا أبو الحسن المدايني عن بعض رجاله قال:
حج ابن أبي العنبس الثقفي، ومعه ابن ابنه، فجاور، وإلى جانبهم قوم من آل أبي الحكم مجاورون،
وكان الفتى يجلس مجلسا يشرف منه على جارية، فعشقها
فأرسل إليها، فأجابته، فكان يأتيها يتحدث إليها.
فلما أراد جده الرحيل جعل الفتى يبكي
فقال له جده: ما يبكيك يا بني، لعلك ذكرت مصر؟
وكانوا من أهل مصر. فقال: نعم
وأنشأ يقول:
يسائلني، غداة البين، جدي، ... وقد بلت دموع العين نحري
أمن جزع بكيت، ذكرت مصرا؟ ... فقلت: نعم وما بي ذكر مصر
ولكن للتي خلفت خلفي، ... بكت عيني، وقل اليوم صبري
فمن ذا إن هلكت وحان يومي ... يخبر والدي دائي وأمري
فيحفظ أهل مكة في هوائي، ... وإن كانوا أتوا قتلي وضري
قال:
وارتحلوا، فلما خرجوا عن أبيات مكة أنشأ يقول:
رحلوا، وكلهم يحن صبابة ... شوقا إلى مصر، وداري بالحرم
ليت الركاب، غداة حان فراقنا، ... كانت لحوما قسمت فوق الوضم
راحوا سراعا يعملون مطيهم ... قدما، وبت من الصبابة لم أنم
طوبى لهم يبغون قصد سبيلهم، ... والقلب مرتهن ببيت أبي الحكم
ثم إن الفتى اعتل، واشتدت علته
فلما وردوا أطراف الشام مات فدفنه جده
ووجد عليه وجدا شديدا، وقال يرثيه:
يا صاحب القبر الغريب ... بالشام من طرف الكثيب
بالشعب بين صفائح ... صم ترصف بالجنوب
ما إن سمعت أنينه، ... ونداءه عند المغيب
أقبلت أطلب طبه، ... والموت يعضل بالطبيب
والليل منسدل الدجى، ... وحش الجناب من الغروب
هاجت لذلك لوعة ... في الصدر ظاهرة الدبيب
تعليق
-
قال التنوخي اًنشدنا اًبو الحسن علي بن محمد
ليس للغدور وفاء
رنت إلي بعين الرئم، والتفتت ... ... بجيده، وثنت من قدها ألفا
فخلت بدر الدجى يسري على غصن ....... هزته ريح الصبا فاهتز وانعطفا
وأبصرت مقلتي ترنو مسارقة ....... إلى سواها، فعضت كفها أسفا
ثم انثنت كالرشا المذعور نافرة، ........ وورد وجنتها بالغيظ قد قطفا
تقول: يا نعم! قومي تنظري عجبا، ...... هذا الذي يدعي التهيام والشعفا
يريد منا الوفا، والغدر شيمته ....... هيهات أن يتأتى للغدور وفا
أكني بغيرك واعنيك
وأخبرنا التنوخي قال: تقلت من خط أبي إسحق الصابي:
أكني بغيرك في شعري وأعنيك...... تقية، وحذارا من أعاديك
فإن سمعت بإنسان شعفت به ....... فإنما هو ستر دون حبيك
غالطتهم دون شخص لا وجود له ...... معناه أنت، ولكن لا أسميك
أخاف من مسعدي في الحب زلته ...... وكيف آمن فيه كيد واشيك
ولو كشفت لهم ما بي وبحت به ........ لاستعبروا رحمة من محنتي فيك
تعليق
تعليق