وكان أبي
إذا ما جئتُهُ انتثرتْ على أخشابهِ البيضاء
أسئلتي
فراحَ يدقّها في الماء
لا أثرٌ لها
لا الماء يشربُها
ولا صدأُ المطارق يحتفي بطنينها المبحوح.
يا أبتي
أشمّ السّوس في الأخشاب
أسمعُ لونَهُ المسكوبَ مثل الليلِ في رئتي
ألا ينهالُ هذا السّقفُ فوق رؤوسنا
إن نامتْ الأوجاعُ بين دائهِ والجلد؟
ألا يبكي؟
ألا يحتدُّ إن بعناه للجيران؟
وكيف ننامُ دون غطاء؟
يدقّ أبي
يغيضُ الماء
تفصّدَ دقُّهُ عرَقًا
وكشَّرَ عن بلادةِ أحرفي البلهاءَ وجهَ القاع..
بسطتُ عباءتي السّوداء
ورحتُ أدقّ شفتي..
يعلّمني ابتلاع الطّينِ
حين تُطلّ كالمسمار من بين الشّقوق السّودِ أسئلتي..
أبي النّجّارُ
يحمي صدريَ المسلولَ بالأخشاب،
يا الله
كم أشتاقهُ رطبًا،
وكم أشتاقُ صوتَ الرّيح ينخرُ ما تبقّى منه متّكئًا على الأضلاع.
يدقّ
يطلّ وجهُ القاع
لا وقتٌ لعصرِ جدائلِ الزّيتونِ
فأدهن "سحنتي" بالليل،
تكسوني نشارةُ شهوةُ الأغصانِ في أن يُكسَر المنشار
لا زمنٌ
عليك تساقطُ الأخشاب
منك تقافزُ الأسرار
ن...ا.. م أبي
وعاد الطّرقُ
مَن بالقاع؟؟
لو جاوبتني
لعرفتُ كيف تُغيبُ المفتاح.
شاعرة الغيم والمطر / د. أشجان هندي
تعليق