''طوقانيــــــــــــات''
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته طوقانيات ♥♥ هى بعض قصائد الشاعرة الفلسطينية ..فدوى طوقان اخت الشاعر الكبير ابراهيم طوقان |
رجاءً لا تمُتْ |
يا أخا الروحِ رجاءً لا تمُتْ أو فخُذْ روحي معك ليتني أحمِلُ عن قلبكَ ما يوجع قلبك لو ترى كم رفع القلبُ إلى اللّه صلاة القلب كي يشفي بروح منه جُرحَك يا أخا الروح رجاءً لا تمُتْ نقطةُ الضوءِ بعمري أنت نبراسي المضيء ابْقَ لي أرجوك ابْقَ الضوءَ والنكهةَ والمعنَى وأحلى صفحةٍ في سِفْر شِعري وّجَت آخرَ عمري حلمٌ حلمتُ... رأيت قصائد قلبي التي لم أقلها تموت واحدة بعد أخرى حزنتُ... وقمت إليها ألملمها جثثًا ورفاتْ بكيت عليها وغسلّتها بالدموعْ وسلّمتها لمهب الرياحْ رجعت بخفي حنينْ بكفين فارغتين وظل شرود حزين يدبّ على مقلتيّ وذكرى بنيتُ لها معبدًا يتهجدُ قلبي لديه ويضئُ الشموع لذكرى قصائد ماتتْ وليس لها من رجوعْ |
الفدائي و الأرض |
- 1 - أجلس كي أكتبَ ,ماذا أكتب؟ ما جدوى القول؟ يا أهلي ... يا بلدي ... يا شعبي ما أحقر أن أجلس كي أكتب في هذا اليوم هل أحمي أهلي بالكلمة؟ هل أنقذ بلدي بالكلمة؟ كل الكلمات اليوم ملحُ لا يروق أو يزهر في هذا الليل... - 2 - في بهرة الذّهول و الضياع أضاء قنديل إلهيٌ حنايا قلبه وشعّ في العينين وهج جمرتين وأطبق المفكّرة وهبّ مازن .. الفتى الشّجاع يحمل عبء حبّه وكلّ همّ أرضه و شعبه و كلّ أشتات المنى المبعثرة!! .......................... -ماضٍ أنا أماّه ماضٍ مع الرفاق لموعدي راضٍ عن المصير أحمله كصخرةٍ مشدودةٍ بعنقي فمن هنا منطلقي وكلّ ما لديّ ... كل كلّ النبض والحب والإيثار والعبادة أبذله لأجلها .. للأرض مهراً ,فما أعزّ منك يا أماه إلا الأرض يا ولدي يا كبدي ... أماه موكب الفرح لم يأت بعد لكنّه لا بدّ أن يجيء يحدو خطاه المجد يا ولدي! يا ...... -لا تحزن إذا سقطت قبل - موعد الوصول فدربنا طويلة شقيّة و دون موعد الوصول ترتمي على المدى سواحل الليل الجهنمية نعبرها على مشاعل الدماء لكن لن يجيء بعدنا الفرح لابدّ من مجيئه هذا الفرح فيتساوى لأخذ و العطاء يا و لدي اذهب ... وحوّطته أمه بسورتي قرآن اذهب ... وعوّذته باسم الله و الفرقان كان مازن الفتى الأمير سيد الفرسان كان مجدها وكبرياءها و كان عطاءها الكبير للأوطان ....................... في خيمة الليل وفي رحابة العراء قامت تصلّي ورفعت إلى السماء وجهها وكانت السماء تطفح بالنجوم والألغاز ...................... يا يوم أسلمته للحياة عجينةًَ صغيرةً مطيّبة بكل ما في أرضنا من طيب يا يوم ألقمته ثديها الخصيب و عانقت نشوتها واكتشفت معنى وجودها في درّة حليب .................. يا ولدي يا كبدي من أجل هذا اليوم من أجله ولدتك من أجله أرضعتك من أجله منحتك دمي و كلّ النبض وكلّ ما يمكن أن تمنحه أمومة يا ولدي , يا غرسةً كريمة اقتلعت من أرضها الكريمة اذهب , فما أعزّ منك يا بنيّ إلاّ الأرض - 3 - " طوباس " وراء الربوات آذانٌ تتوتّر في الكلمات وعيون هاجر منها النوم الريح وراء حدود الصّمت تلهث خلف النّفس الضائع تركض في دائرة الموت! . . . . . . . . يا ألف هلا با لموت! واحترق النجم الهاوي و مرق عبر الربوات برقاً مشتعل الصوت زارعاً الإشعاع الحيّ على- الربوات في أرضٍ لن يقهرها الموت! أبداًُ لن يقهرها الموت. |
أنشودة للحب |
كان وراء البنت الطفلةِ عشرةُ أعوامْ حين دعته بصوتٍ مخنوقٍ بالدمعِ: حنانك خذني كن لي أنت الأبَ كن لي الأمّ وكن لي الأهلْ وحدي أنا لا شيء أنا أنا ظلّ وحدي في كون مهجور فيه الحبُّ تجمّدْ فيه الحسُّ تبلّدْ وأنا الطفلةُ تصبو للحبِّ وتهفو للفرحِ الطفْليِّ الساذجْ للنطّ على الحبلِ وللغوصِ بماءِ البركةِ للّهو مع الأطفالْ لتسلّق أشجارِ الدارْ القمعُ يعذبني والسطوة ترهبني والجسم سقيمٌ منهار أرفعُ وجهي نحو سماءِ الليلْ أهتفُ أرجُو أتوسّل: ظلّلني تحت جناحيكَ أغثني خذني من عشرة أعوامِي من ظلمةِ أيامي خذنِي وسّعْ لي حضنَك دَعْني أتوسَّدُ صدرَك امنحني أمنًا وسلام يا بلسمَ جرحِ المطحونينْ وخلاص المنبوذين المحرومينْ خذني! خذني! يجري نهرُ الأيام يمرُّ العامُ وراءَ العامِ وراءَ العامِ الطفلةُ تكبَرُ والأنثى وردةُ بستانْ تتفتّح والأطيارُ تطوفْ وتحوم رفوفًا حول الوردةِ بعد رفوفْ الزّمنُ الصعْبُ يصالحها ومجالي الكوْن تضاحكها والحبُّ يفيضُ عليها من كلّ جهات الدنيا ويطوّقها بتمائمه ويباركها بشعائِرِه ويساقيها من كوثرِهِ ما أحلى الحبّ وما أبهاه! الأنثى الوردةُ بعد سُراها وتخبّطها في ليلِ متاههْ تتربَّعُ في ملكوتِ الحبّْ تصير إلههْ هالاتُ النورِ تتوّجُها وتلاطفها قُبَلُ الأنسامْ ما أحلى الحبّ وما أبهاهْ! فيه الليلُ سماءٌ تَهْمِي تُمطر موسيقى وقصائدْ وقناديلُ الكلماتِ تصبُّ الضوءَ على أملٍ واعدْ ما أحلى الحبّْ! تتفتح فيه عيون القلبْ ما أحلاه حين يمسُّ شغافَ القلبِ فيبصرُ ما لا يبصرهُ العقلُ ويدرِكُ ما لا يدركه الفكرُ ويسبرُ ما لا تبلغُهُ الأفهامْ ما أحلى الحبّ وما أبهاهْ! كونٌ مكتملٌ ومعافى لم يتشظَّ ولم يتمزَّقْ يتناسق فيه العمرُ ويمسي إيقاعًا كونيّ الأنغامْ تتماهى فيهِ (أنا) مع (أنتْ) تزهو بحوارٍ موصولٍ حتى في الصمتْ ما أحلى الحبّ وما أبهاهْ! يحيا بين يديْه رميمْ تندى أرضٌ, تحضرُّ عظامْ فيه الزمنُ المسحورُ يقاسُ بدقّاتِ القلبِ المبهورْ لا بالسَّاعاتِ يُقاس ولا بتوالي الأشهرِ والأعوامْ ما أحلى الحبّْ! |
أشواق حائرة |
ماذا أحس ؟ هنا ، بأعماقي ترتجّ أهوائي و أشواقي بي ألف إحساس يحرّقني متدافع التيار ، د فّاق ألف انفعال ، ألف عاطفة محمومة بدمي ، بأعراقي ماذا أحسّ ؟ أحسّ بي لهفاً حيران يغمر كلّ آفاقي جفت له شفتاي و ارتعشت أظلاله العطشى بأحداقي نفسي موزّعة ، معذّبة بحنينها ، بغموض لهفتها شوقٌ إلى المجهول يدفعها متقحمّاً جدران عزلتها شوقي الى ما لست أفهمه يدعو بها في صمت وحدتها أهي الطبيعة صاح هاتفها ؟ أهي الحياة تهيب بابنتها؟ ماذا أحسن ؟ شعور تائهةٍ عن نفسها ، تشقى بحيرتها قلبي تفور به الحياة و قد عمقت ومد ّت فيه كالامد.. فتهتزّ أغواري نوازعه صخّابةً ، فاقة المدد و يظل منتظراً على شغف و يظل مرتقباً على وقد أحلام محروم تساوره متوحد في العيش منفرد و يود لو تمضي الحياة به للحب ،مصدر فيضها الابدي! و هناك تومىْْْءلي السماْْْْْْْْء وبي شوق إليها لاهف عارم فأحس إحساس الغريب طغى ظمأ الحنين بروحه الهائم و أرى كواكبها تعانقني بضيائها المترجرج الحالم تهمي على روحي أشعتها وتلفّه بجناحها الناعم فأودّ لو أفنى و أدمج في عمق السماء و نورها الباسم مالي يزعزعني ويعصف بي قلق عتيٌ جائح الألم تتضارب الأشواق حائرة في غور روحي ، في شعاب دمي الأرض تعلق بي و تجذبني و تشدّ قبضتها على قد مي و هناك روحي هائم شغف بالنور فوق رفارف السدم مستحقراً الأرض ، تفزعه دنيا التراب ، وهوّة العدم روحي يلوب بدار غربته عطشاً الى ينبوعه السامي فهناك أصداد يسلسلها صوت السماء بروحي الظامي وهنا ،هنا ،الأرض يهتف بي صوت يقيّد خطو أقدامي صوتان .. كم لجلجت بينهما يتنازعان شراع أيامي أنا كيان تائه قلق يطوي الوجود حنانه الظامي ! |
تعليق