لك أهلا بالغالي أهلا , باين عليك أول مرة بتزورنا
بئا مشان هيك طير لئلك حتى تتعرف ع التعليمات وتشوف شو عنا اشيا حلوة وع كيف كيفك كـبــوس هـون
وإذا كنت مو مسجل عنا نط معي و سـجـل عـنــا
وان ما بتسجل يا ويلك ويا ظلام ليلك.
و لأنّك رجل تتفرع من شجرة دائمة الخضرة
كان من الطّبيعي أن تشعر بالملل وسط صحرائي القاحلة !
خلسةً جمعتَ أغراضكَ و رحلت
لو أخبرتني
لم أكن لأمنعك
كنتُ تمنّيت لحضرتكَ حياة سعيدة
و قصة كأنت لا تموت !
و لا تنظر إليّ هكذا
انت تعرف جيداً ي سيّدي كم أنّ غاباتكَ السوداء تربكني
و كم أنّك ضليعٌ و ماهر في التسبّب بتلعثمي !
تقول لي : جميلة أنت في فستانكِ الأسود
و تبتسمُ بهدوء بينما تغطّ يدي في انحناءة خجل
و تطيرُ من يدكَ رسالة عطرٍ لأحتفظ بها
عندما تغيب
و يفترسني الليل / يجاكرني برحيلك
و أنا لا أملكُ إلا الصمت الطويل و هزّ الرأس انصياعاً لهذه الحقيقة الموجِعة
الرسائلُ الصادرة : نصيّة
أي صديقتي ..
مرة في وحشة الظروف صرختُ مستنجدة و كانت تلك المرة الوحيدة التي طلبتُ فيها مساعدة للخروج من أحزاني
لكنني الآن
قوية بما فيه الكفاية لأعلم أنّ ( الظروف ) لا تأكل أوقاتنا إلا عندما نسمح لها بذلك !
فصرتُ أعرجُ على أوقاتي بقدمٍ مفكوشة
و أتبنّى طفلاً اسمه السؤال
أربّيه
لأراه ذات يومٍ قد كبر و أصبح ( ذاكرة ) ~
ي أنت الشرقي الموقّر
وضعتَ في رأسي تنبيهاً مربوطاً بمواعيد استيقاظك
و في قلبي صماماً مربوطاً بدقات قلبك
و في يدي خطّ حياةٍ مربوطاً بلون عينيك ‘
و في روحـي أنشأت حديقة معلّقة و كنتَ تكمل العمل عليها لولا أن قررت ذات غفلة الخروج و الرحيل
تركتَ كلّ شيء على حاله
و ملأتني فوضاكَ إلى جانب كلّ هذه الأمور
تجاهلت حاجتي إلى مكنسةٍ عاطفية تزيل غباركَ من داخلي
فأصبحتُ ( قطعة أثرية )
بينما خرجت لتبحث عن أخرى أكثر تمدناً !
و عندما قلتُ لك أنني حمقاء : ضحكتَ جداً
و رددت لا تقسي على نفسكِ ي عزيزتي
أصل الفراشة الزّاهية، دودة في شرنقة..على ورقة خضراء، أو غصن متوارٍ، وأصل العطر نفحة آلهية في صدر الكون، تمدنا بالحنين والألم، تنزرع في ممرات القلب حالة تصوف وعشق، والجامع بينهما ذلك الرخام الذي حطت عليه الفراشة في عطر إلهي، أسكر الروح نشوة!
سأحبّكَ كما زهرة بريّة صغيرة / ترفع رأسها نحو الهواء بشكل عفوي
سأشتاق إليكَ خارج حدود الوقتِ
لا حسب مواعيدِ فطورك و غدائك و عشائك !
سأعاتبكَ طويلاً عندما تضحكُ مع أخرى عمداً لتغضبني
سأعاتبك ليس لأنك معها ضحكت
بل لأنّك إغضابي تعمّدت ~
سأسوقكَ نحو حافة الجنون بي دون أن تقع فيها / فنتأرجح معاً
مرة بضحكة و أخرى بابتسامة
يقولون أنّك ( لجأت ) إلى بلدٍ آخر
و أنّك تعدّ كل يومٍ خطوات رجوعك
فأسألهم : ليراني أليس كذلك ؟ !
فيضحكون مجيبين : قد نسي مفكّرته الصغيرة
كما نسي رقمكِ و وجهك !
و فرق بين نسيان و نسيان
صباحاً ..
و كم اختلفت الصّباحاتُ من دونك
أقلّب جيوبَ عقلي لأبحث عن سببٍ يجعلني ( أنبذكَ من حياتي كما فعلت )
أقلّب دفتر مواعيدي .. لأبحث عن ساعة نسيتُ فيها أن أنساك !
أقلّب جوارير ملابسي .. لأبحث عن فستان ابتعتَه لي لأمزّقه و أبكي !
أحاول أن أنتقم منكَ
بينما أنتقمُ منّي في الحقيقة
أحاول أن أقسو عليّ لأنني لا أفتأ أذكرك بكلّ ( هبلنة )
و لا زالت رسائلي تهرب منّي و تطردها دون أن تفكّر في قراءتها
و كأنني ( سقطتُ صحواً من قلبك )
في عتمةٍ حالكة ..
كان الوقتُ شتاء قارساً .. و كنتُ عندها ضعيفة الجسدِ لا أقوى على مسابقة المطر !
فاستلقيتُ أرتجي نقطة نور
أو نافذة سعادة مفتوحة عــلى مصراعٍ واحد فقط
أو حتّى كسرة لمسةٍ دافئة منك
و لكنك ي سيّدي المتشتّت لم تكن سوى ( عتمة إضافية )
لي فيك قلب ينبض
لي فيك إحساس ينبت كل يوم براعم أختلسها من لحاء الأيام
لأغرسها في تربة الفؤاد يرويها شرياني
لينبت في رحم المشاعر وليدي الوحيد منك ...
لا املك من الدنيا سوى قلبا ينبض لك ..
ولا املك من زمني ..سوى ذرات سعادة هي انت ..
فإن حرمتها يوماً ..
فقد صدر علي الحكم بمؤبد الانتحار برسم الأحزان الشاقة ...
سياف الحزن قد قطع رأس الأمل...
لن يبقى سوى رماد العمر ..
وأشباه هياكل أعلق عليها كل يوم ..أوشحة الألم ..
ممزقة الروح بدونك..وما تبقى عدم!
تعليق