مرت طفولتي أمام عيني بكل ما تحمله من براءة وضحكات طالما دوت هنا وهناك .لطالما حلمت بمستقبل مشرق ملؤه
السعادة والامل،مستقبل يتسع للجميع و لطالما رسمت أحلامي على جدران قلبي الصغير أملا في ان تحتضنها الحياة يوما
ما و ترسمها على صفحة الواقع...
لكن ما لبثت أن اختفت آمالي و أحلامي خلف قسوة و جبروت الحياة وتناثرت في عالم ملؤه السواد والحقد والأنين
والآهات أينما نظرت أرى التعاسة على وجوه البشر فملامحهم لم تعد ترى واختفت ظلالهم في أوحال البؤس والشقاء
والقهر اختفت الألوان من حولي ولم أعد أرى سوى السواد دخان ودمار ورماد في شتى الأرجاء قاومت كي أفيق من هذا
الكابوس البشع فتحت عيني من جديد فلم أعد أرى لون الحداد...
لقد مسحته شلالات الدماء...دماء طاهرة لأطفال يقتلون أطفال يتامى لا عون لهم ولا سند فلاأب ولاأخ ولاأم حنون، في كل
زاوية تلوح لي مأساة أخ يبكي أخاه واستغاثة شعوب تنادي وتستصرخ ذكرى امرأة نادت يوما ًوااااااااااااامعتصماه ً لكن
هيهات هيهات لامجيب فقد ولى زمن العروبة والشهامة والانتصارات ...
فتبا لهكذا عالم تغتصب فيه ضحكات البراءة وتنتهك فيه الحرمات... وتبا لكل عربي ينام مرتاح البال ولسان حاله يقول
نفسي نفسي دونما أدنى اهتمام باخوانه ولا حتى دعاء أو ابتهال ...
راني تعباااااااااااانة...