‘ دمشــق ي كنزَ أحلامـي و مروحــتي ‘
( شارعُ السفارات ) الذي يحوي على جانبيه توابيتَ تحملُ الآخرين نحو بلادٍ بعيدة
أذكرُ جيداً كم كان بارداً و منافقاً
كم كان هدوؤه مزعجاً بالنسبة لي !
أذكرُ وجوهَ الآخرين الذين كانوا ينتظرون مثلنا ( ورقة النعوة ) و يضعون على ( دكّة ) عقلهم الخلفية حقيبة السّفر ْ
كان دخولكَ نحو ذلك التابوتِ الأنيق بخطواتٍ بطيئة ( حبساً لأنفاسي )
و وفاة مجهولة المصدر ْ
خرجتَ بعد دقائق و أنت تحملُ ذلك المغلّف الأسمر الذي اسودّ في وجهي / و كأنك تمسكُ بذراع فتاةٍ للمرة الأولــى في حياتك ~
و قلتَ لــي .. ما رأيك ؟ أذهب ؟
و على مهــل .. رويداً رويداً بينما كانت الساعة تسيرُ نحو وقتٍ ( ضهريٍ ما )
صحتَ بها : نعـــم لقد نجحتْ و أمسكتَ يدي / ضغطتَ عليها بشدّة
خرجنا ؟ لا خرجتَ أنتَ
بينما بقيت عيناي معلقة على قفل التابوتِ تترقب تكذيباً للخبر
أحداً ما يقول لي : أنك لن تموت / عــفواً لن تسافر !
لكنني فتاة منكوبة ي صديقي.. أتخيلُ أشياء تنافي الواقع
و أقضي بقية الوقت ( أهرهر ) غبار الأوهام عن فستاني الأبيض
لقد رحلتْ .. و لا زالت دمشق تحمل أصوات خطواتنا
أنت تتقدم نحو الأمام و أنا أعــــود نحو الخلف بخذلان !
هل تدري ما معنى الخذلان ؟
أن أفتقد ظلّ ذراعك في وحشة العــمر .. و أنت الكبير الذي حماني و أحبّني كثيراً
أحبّني بطريقة السكاكر الملونة و المشاوير الطويلة ~
لا زالت دمشق تُصدر روائح أحلامي المطبوخة تحت ( أشعة الظّهيرة )
و تربّت على كتفي بنسمة / تصنع لي ( مروحة ) و تواسيني
ملحوظة : هــذا التعليق من قلب واقعي / من صميمه ~
تعليق