لك أهلا بالغالي أهلا , باين عليك أول مرة بتزورنا
بئا مشان هيك طير لئلك حتى تتعرف ع التعليمات وتشوف شو عنا اشيا حلوة وع كيف كيفك كـبــوس هـون
وإذا كنت مو مسجل عنا نط معي و سـجـل عـنــا
وان ما بتسجل يا ويلك ويا ظلام ليلك.
‘ أحبّكِ جداً و أعرف أنّ الطريق إلى المستحيلِ طويلُ ‘
يَ سيّدي لا وجود لطريقٍ يفضي إلى المستحيلِ أصلاً
إنني نجمة بعيدة .. و حسب التوقعات الفلكيّة فمدارك لا يناسبُ مداري
لذلك خذ قسطاً من الراحة
و استمتع بيومٍ صيفيٍ هادئ !
‘ ضلّي معي ، غنّيتها موال
خلّيتها تنطر ع باب البيت ‘
و عندما خرجتُ من البيت
كان مدخـل عمارتنا على حالتهِ السيّئة بفضل الذين يشحطون عليهِ الرمل و بفضل المفاجآت العالقة على أرضيّته !
مدخلٌ كئيبٌ و جيرانٌ ( بنّاؤونَ أشاوس ) !
كان عمودُ الكهرباء أيضاً منزاحاً عن مكانه الأصلي بفضل جارنا الآخر الذي ينام على وسادة _ واسطةٍ ريشيّة فاخرة _
مشكلاً عاهة مستديمة للرصيف : هكذا دائماً
ننزع الأشياء دون أن نعيدها لموطنها الأصلي !
نحنُ السبب في غربة الأشياء عن مكانها الصحيح ~
كانت عائلة السيارات في مكانها أيضاً ..
مصفوفة كطبقٍ من ( السّميري ) الملوّن الشهي ..
و تلكَ السوداء التي لطالما أحببتُ أن أقفزَ و أتزحلق عليها .. فالسيّارة بالنسبة لي ( مدينة ملاهي ) لا أداة رخاء
و من ثمّ لستُ أملكُ إلا فراشاتٍ ملونة لا تكفي لدفعِ ضريبة الرفاهية ~
كان الحائطُ المقابلُ ( المبخوخُ ) على حالتهِ لوحةً شوارعيّة فخمة
لقد رضيتُ أن أثيرَ الشبهاتِ حولي فقط لأبحث عن هـذا ( الموال ) و عن هذه ( الجملة )
أملاً في أن أجدها فعلاً / تغفو بين أكوام اللون الرمادي قوس قزح
كان كلّ شيءٍ ( ع باب البيت ) يبدو حقيقياً و اعتيادياً
و كانت ( ضلّي معـــي ) هي الوهمُ الوحيد الذي لم ينتظر
و الأوهام تؤلمنا تؤلمني أكثر : فقط لو تعلم !
‘ برضو مش مشتاقة على مشكَل ع خناقة بح‘ــبَّك ما تجاوبني اسمعا ! رح ودّي شو بدّي
رح إبعت هـ الباقة
يَ ارميها / يَ احملها و تعى ‘
و كان هـذا أجمل مبدأ تعلّمته من صمتِ أبـي الطّويلْ
و حديثِ أمّي !
ذلك الموقفُ الذي كان ينتهي بالمطر / بينما تدخل رائحة الحياة من نافذتنا الصّغيرة
و تهدر المروحة مصفّقة بصوتها
تزرّر قميص الصّمتِ ( ببكلةٍ أرجوانية ) ~
أبـي لم يغمض لي عينيّ عن رؤية ابتسامته و فهم معناها ! فَ أبــي رجلٌ صديق
و انا فتاة مجتهدة .. ~
‘ فأنتمْ مثل ما قلتمْ
رجالُ الله في الميدان ! ‘
و هنا كانت الطامّة
من هم رجال الله الحقيقيون ؟
و أين الميدانُ الفعليّ ي ترى ؟
لقد حوّلوا كلّ العالم كلّ العالم إلى ساحات وغــى
و أصبحنا أينما كنّا في معركة دائمة ~
لا نعرف بالضبط مع من
في هذه الحــرب صارت الابتسامة جريمة
تعاقبُ عليها أعراف الآخرين
و تحوّل الجميعُ من حولنا إلى ( محقق كونان )
أصبحتُ أشك هل أشربُ الماء لعطش / أم أنّ هناك غاية سياسية وراء ذلك ؟ !
س أبتسمْ
س أشرب
و سأغنّي كيفما اتفق لــي حتى و إن كانت الساعة الثالثة فجراً
فأنا لا أنــام !
و أنا أحبّ الإزعــاج و لستُ آسفة عليه !
لم تغيّر أقوالكْ
و كثيراً بعثتَ لــي بسؤالاتك
طرقتَ بابي و أنت الرّجل الأنيقُ العزيز
أنت الرّجل الراقـي الذي أرسلَ لـي باقة من الزهور البريّة في عيد ميلادي
ورقة صغيرة كانت تنامُ هناك .. أصدقاء !
أنا و بعد الفراق نكثتُ بأقوالـي
و أغلقتُ في وجهكَ الباب
رددتُ لكَ زهورك دون أن أعلّق
لا أشتاق إليك ؟ لا أركضُ نحو الشرفة لأراكَ و أنت تعبرُ من جانب بيتنا ؟ !
أفعلُ كلّ هـذا .. و أبكيكَ مطوّلاً ! أنا فقط أخــشى أن تكون صديقي
و تأتي ذات يومٍ لتكلّمني عن أخــرى .. ~
لا يسعدني أبداً
ما يسعدني حقاً و دون أن يخيّروك أن ‘ تكرّر حبّي للمرة الثانية ‘
هذه المرة أضف الكثير من الهال العربيّ إلى فنجان عيني
فنظرتي ليست فرنسية كما كنتَ تعتقد !
‘ مدينة الحبّ أمشي في شوراعك ‘
أنا أدري كما يدري المخلوع عن عرش الابتسامة أن المقصد بعيدٌ عن مدينتنا ..
و أنني أتقيأ الشوارع المزدحمة من ذاكرتي فقط !
بينما لا وجود لها على أرض الواقع
أدري كما تدري فراشة طموحة ما معنى أن توجعنا النار / فتلزمنا بالموت
و قد كنا نتمنى هجرة أعظم !
أدري كما تدري الحمامة الصغيرة التي تربّيها نافذتي كم من الوقتِ يلزم لانتظار الطعام ! ( مدينة الحب ) هي كذبة فلسفية أنيقة تماماً كــ ( المدينة الفاضلة ) ~
لذلك ..‘ صبّوا العذاب كما شئتم على جسدي ‘ فإنني فتاة مع طبقة عازلة للوجــع
‘ هــ السّقف اللي جامعنا تحتو أربع حيطان خلّصنا كل شي معنا من حبّ و احترام ‘ السّقف .. ما هو السقف ؟ إنني أحكّ رأسي .. أفكّر / أستعيد قدرتي و إنسانيتي وجدتها كما صاح أحدهم ذات مرة سقف المنزل .. أو سقف الوطن
و في كلتا الحالتين أن يضيع الحبّ و الاحترام هـذا يعني كارثة كبرى
‘ أنا و إنتِ و عينيكِ و سما إسبانيا
صدفة التئينا و كانت الدّني أعــياد ‘
و في البدء كنتُ أصغي جيداً لدروس التاريخ التي تتناول بلاد الأندلس كنتُ أخيطُ في مخيلتي الفساتين الملونة
و أحسّ بأنّ شعري أسودٌ طويلٌ لامع .. و أنّ مروحة صيفية سوف تنبتُ من بين أصابعي
و تجلبُ هواء مضى .. و فصلاً خامسَ سياحياً !
كنتُ أرقصُ بلا تدريب و على أرضية غير موجودة
رقصة ( الفلامنغو ) و أطرق بحذائي على جليدٍ لا ينكسر ! كم كانت ذاكرتي رشيقة ي إسبانيا و كم كنتُ أستمتعُ حين أرفّ عينيّ لأرى أميراً أنيقاً ( يتلصلص ) علي
كنتُ أدّعــي أنني لا أعرفه
و لكنني قرأتُ عنه مراراً في الكتب .. !
و اليوم .. لا زلتُ أحبّ تلك البلاد .. و أريدُ أن أعلّق عدستي على سمائها ..
سأبحثُ عن ( جسرٍ مناسبٍ هناك ) ~
على الهامش .. و طالما أتيتُ على ذكر إسبانيا
كان فوزها الساحق على إيطاليا حدثاً رائعاً
لأول مرة أشعر بوخزة شعور ( صبيانيٍ داخلي )
نعم بالضبط هو شعور ( الحقد الكروي الدفين ) ~
‘ من يطفئ كلّ لهيب الشوقِ
و يفتحُ للنسمات مكان ؟ !‘
غالباً ما تسألني أسئلة صعبة لا أنوي أن أجيبكَ عليها
أتهرب منكَ بأن أقول أنّ ( قصة شعرك تعجبني )
و بأن ( الحجة ) التي اخترعتها لتمرّ صباحاً إلى منزلنا كانت مضحكة و كشفها أبي !
لكنّه دعاكَ لتدخل و ابتسمَ في وجهكَ دون أن تعلمْ ~
على كلّ الأحوال إنك رجلٌ لا ينسى أسئلته و لا يدع لي مجالاً لنسيانها أيضاً
حينئدٍ و أنت تعيدُ السؤال عليّ ممسكاً بيدكَ هاتفك مدعياً أنك تقلّب فيه
ابتسمتُ بصوتٍ مسموع و أجبتك
_ لا أحدَ يطفئ ي سيّدي أشواقنا .. فإنني عندما أقولُ لك أحبك
و عندما أراكَ كلّ يومٍ أفتحُ بوابة فرعية للشوق
و أجعله يكبرُ كلّ مرة أكثر تماماً كما تفعل أنت معـي ..
هذه القناعة التي وصلتُ إليها مؤخراً .. أن الاشتياق بحدّ ذاته هو ( النافذة ) التي تدخل منها ( النسمات ) فتوقظُ عطركَ و تضعه بين يدي
و أنا فتاة بخيلة و متعصّبة و إن شئتَ مستبدة أيضاً لن أعيدَ إليكَ قطرة واحدة منه ! _
لم ينتهِ الحديث .. لكنك ابتسمتَ و أعرتني يدك و قلتَ لي :
نمشي معاً على حافة الشوق .. و أنتِ ( نسمتي ) !
يميناً عند الناصية المكسورة للحكاية
أصدرتَ خبراً عاجلاً تصدّر صفحة الأحداث الاجتماعية
و أوغلتَ في استخدام التعابير الرنانة التي توحـي بأنني _ و أنا الأنثى المفتونة بكَ منطقياً و عاطفياً _
قد انتهيتُ من حياتك !
و بدأت باستقطاب شواهد العيان الذين سمعوا أصواتَ مشاجراتنا
و اشتبهوا بأنّكَ أحببتَ أخــرى .. فــ بهّروا الخبر بمساعدتك
علّقوا ( فضيحة خرابنا على حبلٍ طويلٍ من الدمع ) !
كم كنتَ ( فظاً ) و ( غير أكاديمي ) حينَ نشرتَ فستانَ حبّي
و عرضتَ تلكَ اللقطة التي قلتُ فيها أحبكَ لأوّل مرة !
كم كنتَ ( غير جديرٍ بشهادة إخلاصي ) حـينَ مزّقتَ صكّ العشرة و نقعتَ وجهي في مياهٍ راكدة
أنتَ حتّى لم تستقبل في برنامج بوحكَ ( رأياً آخر )
كنتَ رجلاً متعصباً لرأيك
هــذا ما جرّه علينا _ التضليلُ العاطفي _ و إذ أقولُ كلامي هذا في ( مؤتمرٍ حرفي ) فإنني أريدُ الحقيقة كاملة
وجب التوضيح فقط حتّى ‘ لا تفكّر و حياتَك
عم برجع لحياتَك
أنا ميلْ و إنت ميل و انتهى ‘
‘ علّمني كيف يمرّ العمـر و لا تأتي بنتُ السّلطان ‘
و كانت هذه الحقيقة الأكثر سطوعاً
التي خرج بها معظمُ من أحبّ يوماً لم أكن رجلاً استثنائياً ( لأحدث معجزة )
و لم تكوني بين يديّ مرة حتى أقولَ كيف ( كان ) بإمكاني إحداثَ فرقٍ في حــياتي
لو أنني فقط جئتُ إليكِ مرة واحــدة !
تعليق