تحية جـــوري ممزوجـــة بـ عبق المحبة ... وبعد
يمر جيل من الشباب في فترة مراهقته بـ مراحل فاصلة ، قد يكون أخطرها
فترة تكوينه الثقافي والفني والأجتماعي التي تنعكس على شخصيته وطريقة التعبير عن تصرفات وسلوكيات منافية لما هو محكوم بها في محيطه .
وما يميز هذه الفترة هو أنبهاره ثم تقليده لـ مايسمى
( ثقافة الأخرين ) وعجبي أنها أصبحت تسمى ثقافة ...!!
تلك الثقافة التي يتصادم فيها مع مجتمعه بسبب أنحيازها لــ الغرائبية
والتمرد على القيم والعادات والتقاليد المحكوم بها في مجتمعه .
ويا سادة العقول النيرة أننا نلاحظ الدور الخطير الذي تلعبه بعض
الفضائيات في إفسادها عقول الشباب من خلال أختراق العقل العربي
وضرب الثقافة العربية الإسلامية في مقتل منها بـ تبنيها منهج
تسويق الرذيلة وإفساد الذوق العام بـ بثها وترويجها لـ ثقافة العري بــ كل
ما أوتيت من حماس وإمكانات وأستثمارات هائلة بـ مجال المتعة والترفيه
التي تعتمد على الإثارة ومداعبة غرائز العقل العربي وعدم تقديم مايمكن أن
يخدم مخزونه المعرفي أو مايحرضه على التفكير والإبداع .
هنا تغدو مفردات ( الرجولة ) الشهامة ، الإقدام , الوفاء ، المحبة
الصدق ، الجرأة في مهب الإمحاء ، وأن هناك من يحاول أن يمحو كل هذه المفردات من قاموس الحياة ، بعد أن أخذت الكثير من السلوكيات بـ الإنسلاخ
عن القيم والأخلاق لـ تحل محلها مفردات بديلة تأخذ طابع التقليد لـ ثقافة
الغرب بـ كل أبعادها المنحرفة ، فـ يكثر المخنثون وتنتشر ( الزعرنة )
حتى ينجرف كثرة من شبابنا وراء سيل التقليعات الغربية الزاحفة إلينا
بــ كل تيارات الخداع وبـ كل أساليب الترغيب التي ترتكز على بريق الحياة الغربية وغرائبيتها .
كما ظهر إتجاه غربي المنشأ ، يدعى بـ ( الإيمو ) وهي تعني الأنفعال
والإحساس ، وتحمل ثقافة الحزن الدائم واليأس والأنطواء والتشاؤم وتضخيم
المشاكل والهموم الصغيرة والبسيطة .....
كثرت هذه الظاهرة في عالمنا العربي وشملت الإناث أكثر من الذكور
ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل تعدى إلى أن أصبح هذا الأمر عادي جداّ
ولايعاقب عليه القانون ......!!
هنا فيض من تساؤلات تجتاحني وأود أن نصل لــ رؤية تقربنا
من هذه المشكلة ونبحث في أسبابها ...
لماذا يقلد شبابنا ظاهرة غريبة على مجتمعنا ومنهم الكثير
لايعي ماهو معنى ( إيمو ) ؟!
أليس حرياً بـ الشباب العرب ذكورا وإناثاً تقليد الغرب في أمور نستفيد
منها وليس أمور نعصي بها ربنا وتقلل من مكانتنا وليس لها أي اهمية
سوى أنها تجلب لـ مقلدها البؤس والعذاب ؟!!
في اليابان يعرف الأطفال الصغار ( الخوارزمي وأبن رشد والجاحظ )
وشبابنا العرب لايعرف متى أستقلت دولته ؟!
أين دور الدولة في هذه الدول العربية التي تسمح بـ ظاهرة الإيمو أن
تتمادى وأين دور المؤسسات المجتمعية في الحد منها ؟!
لماذا ليس هناك قوانين تحد من هذه الظاهرة ؟!
في الصورة التي وضعتها أعلاه صورة لـ شاب والمفترض أنه ( رجل )
وعجبي من رجولته إن كانت هناك رجولة أصلاً ...!!
يضيعون أوقاتهم في أمور سخيفة وشباب الغرب يضحكون عليهم
نعم وخالقي يضحكون عليهم فيـ ليتهم يعرفون ...!
ولكن أكثر مايحيرني هو دور الأهل في هذا الأنفلات الأخلاقي
فـ كيف تسمح الأم لـ أبنتها بـ أن تخرج هكذا بـ شكل الإيمو من البيت
وكيف يسمح الأب لـ أبنه المسمى ( رجل ) كما أعلاه بـ أن يخرج هكذا
من البيت معه ويعرفه الاب إلى أصدقائه ،
حسبي الله ونعم الوكيل
دمتم بــ فــــــــــــــــرح
تعليق