أصدقاء البرد ...
( في حياتنا صداقات نعيشها كالحلم..وقد نحتاج لتفسيرها يوما بعد الاستيقاظ منها)
بين فترة وأخرى ..نحتاج للهروب من أسوار زمن أرهق أرواحنا بحضارته ..زمن قيدنا بالكثير من القيود التي تحولت مع الوقت إلى ضغوطات نفسية مقلقة.. زمن أهدانا العالم كله ..ومنحنا حياة اجتماعية أخرى ..و نوع آخر من الأصدقاء…انهم أصدقاء الانترنت..
وأصدقاء الانترنت …هم أولئك الذي لم يدخلوا بيوتنا من أبوابها ولانوافذها ولاأسوارها …هم دخلوها من أجهزتنا الالكترونية..,,فكلما تم إختراع وسيلة تواصل اجتماعي ..كلما زاد عدد الأصدقاء على شاشات أجهزتنا … فأصدقاء في تويتر…و أصدقاء في انستجرام ..و أصدقاء في الفيس بوك وأصدقاء في الواتساب ..وبين كل هؤلاء نحن لانجد لم يعوصنا عن أصدقاء غادروا الطرقات القديمة منذ زمن ..الرفاق الذين لم تُغطي وجوههم الأقنعة كما غطتها أتربة الطريق ..الرفاق الذين ساروا معنا حفاة الأقدام …الرفاق الذين شاركونا مكعبات الآيس كريم وحبات الحلوى و قطع الدراهم المعدنية..الرفاق الذين تقاسمنا معهم الكذب الأبيض والمواقف البيضاء والخُدع البيضاء ..الرفاق الذين خضنا معهم مياه الأمطار المتجمعة على الأرصفة الباردة..الرفاق الذين طرقنا أبواب الجيران في صباح العيد ..الرفاق الذين مازالت صورهم القديمة تثير بنا الكثير من الحنين ..وتُدخلنا في نوبة من الضحك الصادق ..انهم رفاقنا الصغار …الصغار الذين كبروا بعيدا عنا كما كبرنا بعيدا عنهم …والمختلفون عن اصدقاء التكنولوجيا تماما ….فأصدقاء الانترنت لايمسحون دموعنا …لايلعبون في الطرقات القديمة معنا… لا يشاركوننا صنع طائراتنا الورقية …لا يحملون لنا باقات الورد في أفراحنا..ولايحيطون عند المرض بأسرتنا ..ولانتناول ادويتنا من اياديهم … اصدقاء الانترنت لم نلمح وجوههم الحقيقية ولا أوراقهم الحقيقية ولا أسماءهم الحقيقية …أصدقاء الانترنت لم نسهر معهم على كتبنا المدرسية ..لم نستعر منهم قلم رصاص للكتابة على الكلمات المنقطة في حصة الخط ..ولم يسعفونا بعلبة الوان في حصة التربية الفنية ..لم يغيرونا أدواتهم الهندسية في حصة الرياضيات …أصدقاء الانترنت لم يشاركونا قراءة ماجد ولا البحث عن فضولي ولا حل المسابقات الاسبوعية..أصدقاء الانترنت لم نتبادل معهم أطباق الطعام في أيام رمضان..ولاصافحناهم في صباحات الأعياد ….أصدقاء الانترنت لم نأمنهم على الأسرار الأولى ولا الحكايات الأولى ولا الرساىل الأولى … أصدقاء الانترنت طرقوا أبوابنا في مرحلة كانت الحياة فيها بكامل حضارتها وكامل زينتها …دخلوا منازلنا من أجهزتنا النقالة والثابتة …حاورونا من خلف شاشة الكترونية ..نادونا بأسمائنا المستعارة.. تعرفوا على احزاننا من حروفنا.. أصدقاء الانترنت …شاركونا دهشة الاختراعات …ومتابعة الثورات…ومخلفات الحروب… أصدقاء الانترنت دافعوا عنا الكترونيا وأحبونا الكترونيا وناقشونا الكترونيا…. وعبروا عن مشاعرهم تجاهنا بتغريدات ولايكات وببرود كاست…. اصدقاء الانترنت قريبون جدا …رائعون جدا …لكنهم معرضون للإختفاء والغياب والانقراض من حياتنا بمجرد انقطاع الكهرباء أو خدمات الاتصالات..أو عطل في الانترنت ..يُعلن ان الحياة قد تجردت من صخب النت وعادت هدوئها …وان أصدقاء التكنولوجيا خرجوا من حياتنا من أجهزتنا ..كما دخلوها من أجهزتنا …!
.. "أحدث كتابات شهرزاد الخليج"
( في حياتنا صداقات نعيشها كالحلم..وقد نحتاج لتفسيرها يوما بعد الاستيقاظ منها)
بين فترة وأخرى ..نحتاج للهروب من أسوار زمن أرهق أرواحنا بحضارته ..زمن قيدنا بالكثير من القيود التي تحولت مع الوقت إلى ضغوطات نفسية مقلقة.. زمن أهدانا العالم كله ..ومنحنا حياة اجتماعية أخرى ..و نوع آخر من الأصدقاء…انهم أصدقاء الانترنت..
وأصدقاء الانترنت …هم أولئك الذي لم يدخلوا بيوتنا من أبوابها ولانوافذها ولاأسوارها …هم دخلوها من أجهزتنا الالكترونية..,,فكلما تم إختراع وسيلة تواصل اجتماعي ..كلما زاد عدد الأصدقاء على شاشات أجهزتنا … فأصدقاء في تويتر…و أصدقاء في انستجرام ..و أصدقاء في الفيس بوك وأصدقاء في الواتساب ..وبين كل هؤلاء نحن لانجد لم يعوصنا عن أصدقاء غادروا الطرقات القديمة منذ زمن ..الرفاق الذين لم تُغطي وجوههم الأقنعة كما غطتها أتربة الطريق ..الرفاق الذين ساروا معنا حفاة الأقدام …الرفاق الذين شاركونا مكعبات الآيس كريم وحبات الحلوى و قطع الدراهم المعدنية..الرفاق الذين تقاسمنا معهم الكذب الأبيض والمواقف البيضاء والخُدع البيضاء ..الرفاق الذين خضنا معهم مياه الأمطار المتجمعة على الأرصفة الباردة..الرفاق الذين طرقنا أبواب الجيران في صباح العيد ..الرفاق الذين مازالت صورهم القديمة تثير بنا الكثير من الحنين ..وتُدخلنا في نوبة من الضحك الصادق ..انهم رفاقنا الصغار …الصغار الذين كبروا بعيدا عنا كما كبرنا بعيدا عنهم …والمختلفون عن اصدقاء التكنولوجيا تماما ….فأصدقاء الانترنت لايمسحون دموعنا …لايلعبون في الطرقات القديمة معنا… لا يشاركوننا صنع طائراتنا الورقية …لا يحملون لنا باقات الورد في أفراحنا..ولايحيطون عند المرض بأسرتنا ..ولانتناول ادويتنا من اياديهم … اصدقاء الانترنت لم نلمح وجوههم الحقيقية ولا أوراقهم الحقيقية ولا أسماءهم الحقيقية …أصدقاء الانترنت لم نسهر معهم على كتبنا المدرسية ..لم نستعر منهم قلم رصاص للكتابة على الكلمات المنقطة في حصة الخط ..ولم يسعفونا بعلبة الوان في حصة التربية الفنية ..لم يغيرونا أدواتهم الهندسية في حصة الرياضيات …أصدقاء الانترنت لم يشاركونا قراءة ماجد ولا البحث عن فضولي ولا حل المسابقات الاسبوعية..أصدقاء الانترنت لم نتبادل معهم أطباق الطعام في أيام رمضان..ولاصافحناهم في صباحات الأعياد ….أصدقاء الانترنت لم نأمنهم على الأسرار الأولى ولا الحكايات الأولى ولا الرساىل الأولى … أصدقاء الانترنت طرقوا أبوابنا في مرحلة كانت الحياة فيها بكامل حضارتها وكامل زينتها …دخلوا منازلنا من أجهزتنا النقالة والثابتة …حاورونا من خلف شاشة الكترونية ..نادونا بأسمائنا المستعارة.. تعرفوا على احزاننا من حروفنا.. أصدقاء الانترنت …شاركونا دهشة الاختراعات …ومتابعة الثورات…ومخلفات الحروب… أصدقاء الانترنت دافعوا عنا الكترونيا وأحبونا الكترونيا وناقشونا الكترونيا…. وعبروا عن مشاعرهم تجاهنا بتغريدات ولايكات وببرود كاست…. اصدقاء الانترنت قريبون جدا …رائعون جدا …لكنهم معرضون للإختفاء والغياب والانقراض من حياتنا بمجرد انقطاع الكهرباء أو خدمات الاتصالات..أو عطل في الانترنت ..يُعلن ان الحياة قد تجردت من صخب النت وعادت هدوئها …وان أصدقاء التكنولوجيا خرجوا من حياتنا من أجهزتنا ..كما دخلوها من أجهزتنا …!
.. "أحدث كتابات شهرزاد الخليج"
تعليق