[عدلت فأمنت فركبت الفولكسفاغن]
لكم أدهشني أن أسمع سيرته. و أقف إعجابا لفلسفته. و يصفق قلبي توقيرا لشخصيته،رغم أنه رجل لم يسجد لله تعالى و لم يدخل الإسلام في قلبه.لكن كلمة الحق تقال و لأجل ذلك سارعت لكتابة هذا المقال،فكم نحتاج في مجتمعاتنا لهكذا أصناف من الرجال.فليسمع كلامي من تشابهت ظروفه و حاله مع هذا الحال، من أصحاب الفخامة و الجلالة و السعادة مضرب الأمثال.
إنه رئيس الأورغواي:خوسيه ألبيرتو موخيكا الزاهد في دنياه.القانع بحياته رغم أن مقاليد البلاد في يديه و طوع أمره و مناه.لكنه إكتفى ب %10 من راتبه الشهري البالغ12500 دولار فيسد حاجته ب 1250 دولار منه و الباقي يتبرع به قائلا بأن الكثير من مواطني الأرغواي لا يحظون بهكذا مرتب! و فوق هذا صير من قصره الرئاسي الفخم أجنحة لإيواء المشردين.حيث أقامت ذات مرة في قصره إمرأة و أبنائها المشردين حتى وجدت لهم المصالح الإجتماعية مأوى. و معروف عنه بأنه قليل الظهور في الإعلام و يتجول بسيارته الفولكسفاغن القديمة لوحده لأنه آمن على نفسه من أي إعتداء أو إنتقام من أحد فليس هناك من يشكو منه أو يكيد له.فكم نفتقد لهكذا نماذج في عصرنا الحالي. .و رأيته في التلفاز يقف في طابور مع الناس للتزود بالوقود كأي مواطن عادي رافضا مساعدة الغير له في حمل صفيحة الوقود بدلا عنه رغم كبر سنه و خصوصية مقامه حتى .و لذلك فهو يصنف بأنه الرئيس الأكثر قربا من شعبه،و تلقبه الصحافة ب "رئيس الفقراء".فما أسعد بلاده به و ما أهنأ باله يوم يغادر الحكم أو يرحل عن الحياة و هو بهذا الوصف و تلك المثالية النادرة في عصرنا الحالي. مع أطيب الأمنيات.
تعليق