الجيش المصري ينهي حكم «الإخوان» ويعزل مرسي
عزل الجيش المصري الرئيس محمد مرسي عن منصبه، مكلّفاً رئيس المحكمة الدستورية رئيسا مؤقتا لإدارة شؤون البلاد، منتصراً لشعب خرج بالملايين سخطاً من حكم الإخوان المسلمين، إذ نص بيان الجيش على خارطة طريق تعلّق العمل بالدستور وتكلّف رئيس المحكمة الدستورية تولي شؤون البلاد والدعوة لانتخابات رئاسية مبكّرة وتشكيل لجنة مصالحة وطنية، وفيما غمرت الفرحة الغامرة شوارع مصر عقب بيان الجيش وصفت المعارضة على لسان مفاوضها محمد البرادعي أنّ الخارطة تصحيح لمسار ثورة 25 يناير.
وخطّ وزير الدفاع المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسي بعد انتهاء مهلة الـ 48 ساعة خارطة طريق لما أسماه خروج مصر من الأزمة والشارع من الانقسام الذي يعانيه، بنودها تعليق العمل بالدستور مؤقّتاً وتولي رئيس المحكمة الدستورية شؤون البلاد والدعوة لانتخابات رئاسية مبكّرة، على أن يحق لرئيس المحكمة الدستورية إصدار إعلانات دستورية وتشريعات قانونية بما يحتاج لإدارة المرحلة الانتقالية. وشدّد السيسي في بيان الجيش على أنّ خارطة الطريق تتضمّن أيضاً تمكين الشباب من لعب دور بارز في الحياة السياسية، وتشكيل لجنة عليا من شخصيات ذات مصداقية وقبول وتمثّل مختلف التوجّهات، فضلاً عن تشكيل لجنة للمصالحة الوطنية.
وأوضح السيسي أنّ الجيش المصري بذل جهوداً مضنية لاحتواء الموقف الداخلي وإجراء مصالحة وطنية بين مختلف القوى السياسية بما فيها مؤسسة الرئاسة، وبدأت بحوار وطني استجابت له كل القوى الوطنية في 2012 وقوبل بالرفض من الرئاسة، مشيراً إلى أنّ المبادرات تتابعت وعرض الجيش أكثر من مرة تقدير موقف استراتيجي يتضمن أهم التحديات والمخاطر التي تواجه البلاد أمنيا واجتماعيا واقتصاديا ورؤيته لإزالة أسباب الاحتقان ومجابهة التحدّيات والمخاطر. وأردف السيسي أنّ خطاب مرسي لم يلب مطالب الشعب.
تصحيح مسار
في الأثناء، أكّد مُنسّق جبهة الإنقاذ المعارضة محمد البرادعي، أنّ «خارطة الطريق التي تمّ التوافق عليها تعتبر تصحيحاً لمسار ثورة 25 يناير وتلبية لمطالب الملايين في الشوارع»، موضحاً أنّ «الخارطة تمكّن من تعديل الدستور ووضع دستور ديمقراطي يتوافق عليه الشعب المصري بأكمله، وتحقّق مبدأ العدالة الاجتماعية وتحقّق النمو والرخاء لشعب مصر». من جهته، أعلن حزب النور السلفي ثاني أكبر الاحزاب الاسلامية في مصر، انّه يوافق على خارطة الطريق التي أعلنها الجيش لتجنيب البلاد ويلات الصراع.
رفض انقلاب
وفي أول رد فعل معارض دعا الرئيس المخلوع محمد مرسي إلى عدم الاستجابة إلى ما وصفه بـ«الانقلاب العسكري»، إذ أشار في بيان نشر على صفحته على موقع «فيسبوك»، أنّ «الإجراءات التي أعلنتها القيادة العامة للقوات المسلحة تمثل انقلاباً عسكريا مكتمل الأركان وهو مرفوض جملة وتفصيلا من كل أحرار الوطن الذين ناضلوا لكي تتحول مصر إلى مجتمع مدني ديمقراطي».كما شدّد البيان على أنّ «مرسي بصفته رئيساً للجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة على جميع المواطنين مدنيين وعسكريين قادة وجنوداً، الالتزام بالدستور والقانون
وعدم الاستجابة لهذا الانقلاب الذي يعيد مصر إلى الوراء، والحفاظ على سلمية الأداء وتجنّب التورّط في دماء أبناء الوطن»، داعياً الجميع إلى تحمّل مسؤولياتهم أمام الله ثم أمام الشعب والتاريخ».
أخف ضررين
وأبان شيخ الأزهر أحمد الطيب، أنّه أيّد إجراء انتخابات رئاسية مبكّرة عملاً بالقاعدة الشرعية أخف الضررين واجب شرعي، لافتاً إلى أنّ «مصر أمام أمرين وأشد الأمرين سوءا هو سيلان دم الشعب»، مضيفاً: «لذلك كله أيدت الرأي الذي انتهى إليه المجتمعون وهو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة يحتكم فيها الشعب إلى صندوق انتخاب يضمن نزاهته كل من قضاء مصر العظيم ورجال القوات المسلحة الأبطال وقوات الشرطة البواسل».
فرحة شارع
وفور إعلان بيان الجيش غمرت مشاعر الفرح والابتهاج شوارع العاصمة المصرية القاهرة والمحافظات وأضاءت الألعاب النارية سماء ميدان التحرير، إذ أعرب المتظاهرون في الميادين عن بالغ فرحتهم بإزاحة محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين من السلطة وتصحيح مسار ثورة 25 يناير.
انتشار جيش
واتخذ الجيش إجراءات على الأرض تمثّلت في نشر الدبابات والمدرعات ونشر الجنود في كل مناطق التماس بين مؤيدي مرسي ومعارضيه في ميدان التحرير ومحيط مسجد رابعة العدوية ومقر الحرس الجمهوري، منعاً لأي أعمال عنف قد تنشب بين القطبين.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية عن مصدر عسكري مسؤول مساء أمس، أنّ «قيادة المنطقة العسكرية المركزية أعادت نشر قواتها في القاهرة خاصة في أماكن التظاهرات»، مضيفاً أنّ «القوات انتشرت بكثافة في ميدان التحرير والقصر الرئاسي وميدان رابعة العدوية بمدينة نصر وميدان النهضة بالقرب من جامعة القاهرة».
وأكّد المصدر أنّ «الهدف هو تحقيق اقصى درجات التأمين للمتظاهرين في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ مصر السياسي».
وقال صحفيو ومصورو وكالة الصحافة الفرنسية، إنّ «الجيش أغلق الطرق المؤدية إلى منطقتي تجمع المتظاهرين الموالين للرئيس مرسي في ميدان النهضة امام جامعة القاهرة بالجيزة».
منع سفر
وأغلق الجيش الفضاءات في وجه مرسي ورموز جماعة الإخوان المسلمين المرشد العام محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر وشخصيات أخرى، إذ أصدر قرارًا يمنعهم من السفر خارج البلاد.
وأفاد مصدر أمني أنّ جهازاً أمنياً مصرياً رفيعاً قرّر منع محمد مرسي وعدة قيادات من جماعة الإخوان المسلمين من السفر. وقال المصدر إنّ «كل المتهمين في قضية الهروب من سجن وادي النطرون عام 2011 بمن فيهم محمد مرسي وعدد من قيادات جماعة الاخوان المسلمين، تم وضعهم على قوائم الممنوعين من السفر بقرار من جهاز أمني رفيع». وشملت قائمة الممنوعين من السفر المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر والقياديين عصام العريان ومحمد البلتاجي، بحسب المصدر نفسه.
انقلاب عسكري
وكان عصام الحداد مستشار مرسي للشؤون الخارجية قد قال إنّ «ما حدث في مصر هو انقلاب عسكري». وجاء ذلك في بيان أصدره وكتبه باللغة الإنجليزية، ونشره على صفحته على موقع «فيسبوك» وقال فيه: «بينما أكتب هذه السطور، أدرك جيدا أنها ربما تكون السطور الأخيرة التي أكتبها على هذه الصفحة». وأضاف الحداد قائلا: «من أجل مصر وللدقة التاريخية، فإن ما يجري.. دعونا نسميه باسمه الحقيقي وهو انقلاب عسكري».
انقطاع بث
قامت قوات الشرطة عقب انتهاء بيان القوات المسلحة الذي أعلن الخارطة الانتقالية للمرحلة المقبلة بإخلاء استوديوهات بعض القنوات الدينية بمدينة الإنتاج الإعلامي، حيث أخلت استوديو قنوات «مصر 25» التابعة للإخوان و«الناس» والحافظ».
كانت أنباء قد ترددت عن قيام قناة الناس بإلقاء بيان رافض للبيان الذي ألقاه الفريق اول عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة لذا توجهت قوات الشرطة لإحباط تلك المحاولة.
تعليق