طيور الغضب… قد تُثير الشعبية التي تحظى بها لعبة الفيديو “الطيور الغاضبة”، والتي تُغير فيها مجموعة من الطيور على خنازير سرقت بيضها، التساؤل الآتي من قبل البعض: هل تهيج الطيور غضباً في العالم الحقيقي أيضاً؟ الجواب: بلى ثم بلى، خصوصاً عندما تتعرض أعشاشها للتهديد.
إذا مارصدت الطيور أحداً يهدد أعشاشها فإنها يمكن أن تشُن عليه غارات "غاضبة"، مثل خطاف البحر هذا في جزر فارن في المملكة المتحدة
ويُعرّض لاعبو رياضة الغولف أنفسهم بإنتظام إلى خطر الغارات المباغتة من حدأة الميسيسيبي في منطقة السهول الكبرى في الولايات المتحدة الأمريكية. وغالباً ماتتخذ هذه الصقور متوسطة الحجم من الأشجار بيوتاً لها بالقرب من مناطق مفتوحة غير غابوية، وتتصدى بعدوانية كبيرة لكل شخص يقترب منها. وهناك هجمات أكثر شيوعاً تشنها الطيور المحاكية (Mockingbirds)؛ فما من قط أو كلب أو بشر يمر بالقرب من عش هذا الطائر، الذي يبنيه عادة في المناطق الحضرية وشبه الحضرية؛ إلا ويتوقع مواجهة شبه حتمية مع أحد الأبوين الغاضبين، بل حتى نقرة حادة. غير أن البارز، على الأرجح، يتربع دون منازع على عرش الطيور الغاضبة في العالم. ويتناسل هذا الطير الجارح الضخم، بمخالبه الحادة كالإبر، في المناطق الشمالية من الولايات المتحدة؛ وحينما تتولى أنثاه حماية العش، فإنها يمكن أن تصبح أخطر طائر يهدد البشر على وجه الأرض، لدرجة أن علماء الأحياء العاملين بالقرب من أعشاش هذا الطائر يرتدون ملابس واقية لدرء هجماته الدامية. أما لمعرفة مدى رداءة طبع الباز؛ فيكفي أن نعرف بأن أتيلا الهوني (ملك تركي قديم عاش مابين عامي 395 و 453 بعد الميلاد) كان يزين خوذته الحربية بصورة هذا الطائر. –ميل وايت
تعليق