مدير المخابرات الأمريكية: اتفاق الكيماوي ساهم بتعزيز موقف الأسد وجعله أقوى بالرغم من بطء التنفيذ
مدير وكالة المخابرات المركزية: سورية تشكل تهديدات للمصالح الأمريكية إذا امتد القتال إلى دول الجوار
اعتبر مدير المخابرات الأمريكية، جيمس كلابر، أن الاتفاق الذي أبرم العام الماضي بشأن إتلاف الترسانة الكيميائية السورية ساهم في تعزيز موقف الرئيس بشار الأسد، وجعله أقوى بالرغم من بطء التنفيذ.
وقال كلابر, يوم الثلاثاء, في جلسة استماع عقدتها لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي "الاحتمالات في الوقت الحالي تشير إلى أن الأسد أصبح في وضع أقوى فعلا عما كان عليه عندما ناقشنا الموضوع العام الماضي بفضل موافقته على التخلص من الأسلحة الكيميائية، بغض النظر عن بطء هذه العملية".
وقدمت روسيا مبادرة بشأن تدمير وإزالة ترسانة الكيماوي السوري لتجنيب السلطات السورية عملا عسكريا أميركيا كانت ستشنه على مواقع لها في سوريا على خلفية هجوم كيماوي وقع في آب الماضي على مناطق بريف دمشق أدى إلى مقتل المئات، تلا ذلك توصل الحكومة السورية والأمم المتحدة إلى اتفاق ضمن خطة لمنظمة حظر الكيماوي لإزالة وإتلاف الكيماوي السوري ضمن مهلة زمنية محددة، تنتهي نهاية حزيران القادم.
وأوضح كلابر أن نقل الأسلحة يتم "بإيقاع بطيء"، إذ لم يغادر سورية حتى الآن سوى شحنتين تبلغ زنتهما الإجمالية 53 طنا.
وكانت البعثة المشتركة لمهمة تدمير الكيماوي السوري أعلنت الاثنين قبل الماضي، نقل شحنة ثانية من المواد الكيماوية خارج سوريا بعد نقل الشحنة الأولى بنحو ثلاثة أسابيع إلى المياه الإقليمية، والتي أعلنت عنها منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في 7 كانون الثاني الجاري بعد تأخر دام أسبوع لنقل العناصر الأكثر خطورة، حيث كان من المقرر الالتزام بمهلة 31 كانون الأول كحد أقصى، إلا أن التأخير أعزته المنظمة لعوامل أمنية وظروف جوية.
وكان نائب وزير الخارجية الروسية غينادي غاتيلوف أعلن, يوم الثلاثاء, أن دمشق تعتزم إرسال شحنة كبيرة من المواد السامة إلى خارج البلاد خلال شباط الجاري، لافتا إلى أن دمشق أعلنت استعدادها لاستكمال عملية التخلص من المواد السامة بحلول أول آذار, وذلك بعد مطالبات وإبداء قلق من مجلس الأمن ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية والدول الغربية لدمشق بتسريع نقل الأسلحة الكيماوية إلى خارج البلاد.
ومن المقرر أن تنقل أخطر المواد الكيماوية الموزعة على أنحاء سوريا إلى ميناء اللاذقية، ومن ثم شحنها إلى المياه الإقليمية في البحر المتوسط عبر سفن دانماركية ونرويجية بحماية سفن روسية ليجري إتلافها على متن سفينة أمريكية بحلول 31 آذار، في حين من المقرر نقل بقية المواد الكيماوية خارج سوريا بحلول الخامس من شباط وتدميرها بمنتصف العام الجاري من جانب شركات خاصة.
وتوقع كلابر أن الحكومة السورية ستظل في السلطة على الأرجح في غياب اتفاق دبلوماسي على تشكيل حكومة انتقالية جديدة, مضيفاً "أتوقع استمرار الوضع الحالي لفترة أطول .. حالة من الجمود المستمر حيث لا يستطيع لا النظام ولا المعارضة تحقيق انتصار حاسم".
ويقر المجتمع الدولي بكل أقطابه أنه لا يمكن لأي طرف من الأطراف السورية حسم المعركة الحالية عسكرياً لصالحه, معتبرين أن الحل السياسي هو الحل الوحيد لإنهاء المعاناة التي يعيشها الشعب السوري.
من جهته, قال مدير وكالة المخابرات المركزية جون برينان في جلسة الاستماع نفسها، إن "المتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة أقاموا معسكرات تدريب في سورية والعراق وقد تستخدم في شن هجمات في المنطقة وخارجها".
وقال برينان "سورية تطرح عددا من التحديات لمصالح الأمن القومي الأمريكي فيما يتعلق باحتمال امتداد القتال من سورية إلى دول مجاورة وكذلك فيما يتعلق بمخاوف متزايدة على صعيد الإرهاب".
وسبق أن كشف مدير المخابرات الوطنية الأمريكية جيمس كلابر, الأسبوع الماضي في جلسة الاستماع السنوية بمجلس الشيوخ عن وجود ما يزيد عن 7 آلاف مقاتل أجنبي في سورية، يقاتلون الى جانب المعارضة المسلحة، إضافة الى أنه تم رصد العديد من مراكز التدريب للمقاتلين الوافدين، حسب المسؤول الأمريكي، من نحو 50 بلدا، بينها دولُ أوروبية وعربية وإقليمية.
وتشير تقارير إعلامية وإستخباراتية إلى أن مقاتلين من جنسيات عدة بينهم بريطانيون وفرنسيون يقاتلون في صفوف متشددين بسوريا، وسط تخوف وتحذيرات من المجتمع الدولي من خطر عودة جهاديين في سوريا إلى أوربا.
سيريانيوز