"براميل الموت" تدمي حلب وتجبر نصف سكانها على النزوح |
تحقيقات |
"من آثار القصف .. تعطيل المجلس المحلي المعارض، وانتشار القمامة وتوقف الدراسة، وارتفاع كبير بالأسعار" خلت أحياء حلب الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة من أكثر من نصف سكانها، فالقصف المتواصل من أكثر من شهرين بالبراميل المتفجرة، عزز مخاوفهم من أن يكونوا الضحايا القادمين، وأجبرهم على النزوح، فيما تزايدت معاناة الباقين منهم جراء شلل شبه كامل بمظاهر الحياة. وأفاد مراسل سيريانيوز في حلب أن نحو "60 بالمئة نسبة الأهالي، الذين نزحوا جراء استمرار القصف بالبراميل"، مشيرا إلى أن "الوجهة تكون باتجاه مناطق التي تسيطر عليها القوات النظامية كخيار أول، وتركيا كخيار ثاني". وتكثفت في الآونة الأخيرة الغارات الجوية على أحياء حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، وقصفها بـ "براميل متفجرة"، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى، إضافة إلى دمار منازل وممتلكات، في وقت أدانت أطياف من المعارضة ومنظمات دولية وحقوقية ودول القصف مطالبة بحماية المدنيين. ويتابع المراسل "يبدأ الأهالي بالنزوح عادة مع بدء القصف قرب منازلهم دون تخطيط مسبق". وغدت أسماء الكثير من الأحياء والمناطق بحلب معروفة إعلاميا، حيث يتم ذكرها بشكل شبه يومي تقريبا، مع الاكتفاء بإيراد أعداد للقتلى أو الجرحى، وقد يصبح ذكر الأضرار المادية ترفا غير ضروري مع الخبر. فالعشرات من الأشخاص لاقوا مصرعهم خلال الفترة الماضية جراء "قصف أعمى" ببراميل متفجرة ضرب العديد من الأحياء الحلبية، وخاصة الميسر والمرجة. ومعاناة النازحين لا تنته بترك منازلهم، فالكثير منهم لا يجدون بديلا، ويقول مراسلنا في حلب، وفقا لمشاهداته، إن "عشرات النساء عالقات على الحدود السورية التركية قرب المناطق المخصصة عادة للتهريب .. فهناك تشديد على الحدود من قبل الجانب التركي، مع إدخال أعداد قليلة من المعابر النظامية". أما في مناطق سيطرة القوات النظامية، فأفاد المراسل أنه "عادة ما يبات النازحون، الذين يحملون عادة بطانيات وأغطية فقط، في الحدائق، وينامون في الكروم عند النزوح للقرى". العديد من نازحي حلب اختاروا النزوح قسرا، ليس لأنهم لا يريدون البقاء، بل إن هاجس القصف المتواصل، الذي لا يميز بين صغير أو كبير، وبين مقاتل مسلح ومدني، يبقى ماثلا أمامهم، ويعزز فرضية "الشهداء الأحياء"، لذلك يبقى الاختيار دائما بين الأقل مرارة. ورغم مساوئ النزوح، لكن حالة الباقين من الأهالي في الأحياء الحلبية، الخاضعة لسيطرة المعارضة، ليست أفضل، فإضافة إلى الخوف المستمر من التهديد الدائم بالتعرض إلى القصف، فإن الوضع المعيشي تدهور بشكل كبير، فلم يعد باستطاعة المجلس المحلي المعارض أن يقوم بدوره بتنظيم الحياة فيها. وقال المراسل، نقلا عن أهالي، إن "قصف البراميل خلق حالة لا تشبه أي نوع من قصف آخر .. بمعنى انه لا يمكن التعايش مع هذا الوضع بأي حال من الأحوال .. شلل شله كامل في مظاهر الحياة". وأضاف أهالي بحسب المراسل أن "استهداف مجلس المدينة مرتين أوقف أي محاولة لتنظيم مظاهر حياة، فانتشرت القمامة بشكل كبير، كما توقفت الدراسة بشكل شبه كامل"، ومن خلال لقاءات المراسل مع الاهالي قال أنه "لم يعد هناك طب اعتيادي وإنما طب طوارئ". وقالوا إن ما زاد الأمر سوءا هو أن الأفران لا تعمل إلا بأضيق الحدود، مع ارتفاع هستيري بالأسعار، مشيرين إلى أن القصف خلق "تجار حرب" و"مافيات للتهريب". ويتعلق توفير الأغذية ومستوى الخدمات في الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة بعمل المجلس المحلي، الذي يبدو حاليا في حالة عجز، فالتدهور الأمني والقصف والاشتباكات المتواصلة، عرقلت كافة الجهود، حتى التطوعية منها. وحاولت دول غربية في كانون الأول اقتراح مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يعبر عن الغضب من استخدام البراميل المتفجرة، قائلة إنها "تستهدف المدنيين الأبرياء دون تمييز"، إلا أن روسيا عرقلت ذلك، وسط إصرار السلطات السورية إنها تقاتل مجموعات مسلحة تسيطر على أجزاء من حلب. وكان وزير الدفاع فهد جاسم الفريج زار منذ أيام حلب، حيث عرض التلفزيون الرسمي مقاطع مصورة تبين زيارته لمطارها الدولي، كما لفت إلى أنه تفقد عدة نقاط عسكرية في المدينة، وصرح الوزير خلال الزيارة بقوله إن "حلب ستبقى منتصرة (..) وقريبا سيتم القضاء على كل المجموعات الإرهابية المسلحة". وتخضع حاليا حوالي نصف مدينة حلب لسيطرة فصائل مقاتلة معارضة، فيما أقل من النصف بقليل تحت سيطرة القوات النظامية، في حين ما يزال تنظيم "الدولة الإسلامية بالعراق والشام" (داعش) يسيطر على ثلاثة قرى تقريبا. سيريانيوز |
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
"براميل الموت" تدمي حلب وتجبر نصف سكانها على النزوح
تقليص
X
-
"براميل الموت" تدمي حلب وتجبر نصف سكانها على النزوح
http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=167221
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
تعليق