2.5لتر هو حجم الكميات من السوائل التي يحتاجها جسم الصائم يوميا... رقم كشفته الدكتورة فائقة بن مامي الأستاذة المبرزة والطبيبة المختصة في أمراض السكري والسمنة بمعهد التغذية وقالت الاخصائية ان الصائم مطالب باحترام حاجيات جسمه من السوائل تفاديا لتعرضه لخطر «الشياح من الماء».
وأوضحت ان السوائل متوفرة في الخضر والغلال وكذلك في طبق الشربة بالاضافة الى الشاي والعصير، المنصوح به لغير المصابين بالسكري، الى جانب شرب الكميات الضرورية من الماء.
خصوصا و إن رمضان هذا العام سيتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة وبالتالي ستكون له خصوصية صحية، تتطلب ربما عناية أكثر بالجسم... مشيرة الى ان 16 ساعة صياما قد تؤثر على حاجيات الجسم من السوائل والتي يصل معدلها الى 2.5 لتر يوميا.
ارهاق الجسم
كما دعت الدكتورة نابلي الى عدم ارهاق الجسم بالنشاط البدني المكثف خلال ساعات الصيام لتفادي نقص السوائل في الجسم قائلة إن «فترة الافطار قصيرة جدا اذ لا تتجاوز 7 ساعات تقريبا ويجب استغلالها لسد حاجيات الجسم من الغذاء والسوائل».
وقالت ايضا ان مائدة رمضان المشبعة أصبحت مصدرا للضرر الصحي اذ ان الافراط في الاكل مثل سببا للاصابة بالامراض المزمنة وسببا لارتفاع معدلات السمنة والاصابة بمرض السكري نوع 2 الذي أصاب الاطفال ما بين 6 و8 سنوات.
وأكدت ان الخلط غير الصحي للطبق الغذائي مع قلّة الحركة أسهم في الارتفاع الكبير لمعدلات السمنة لتمثل أبرز ملمح من ملامح شهر الصيام.
وأشارت الى أن العيادات تشهد توافدا كبيرا بعد شهر الصيام بسبب ارتفاع ضغط الدم والسكري وغيرها من الامراض... مبرزة أنها اصابات يمكن تفاديها اذا ما تم الاستماع الى نصائح المختصين.
لا للخلط
وتنصح الدكتورة نابلي بضرورة عدم ارهاق الجسم بالسهر المكثف في الليالي الرمضانية والابتعاد خاصة عن القهوة والمشروبات الغازية مع اعطاء أهمية اكبر لطبق السحور.
بدورها أكّدت الدكتورة فائقة بن مامي على ضرورة عدم الخلط في الطبق الغذائي... إذ أن الاستهلاك المضاعف للزلاليات الحيوانية في الطبق الغذائي الذي توفره اللحوم (الحمراء والبيضاء) والسمك والبيض والحليب والياغورت الطبيعي والجبن يؤدي الى أضرار سلبية في الجسم.
كما تنصح بضرورة تفادي استهلاك الدهنيات والسكريات السريعة والحلويات او بالاحرى «التذاكي» في استهلاكها بعدم الاكثار إذ توفر هذه المكونات الغذائية نسبة من الحريرات الزائدة على حاجيات الجسم.
وقالت أيضا إن أصفر البيضة الواحدة يوفّر 300 مغ من الكولسترول وهي الحاجيات اليومية من الكولسترول التي ينصح بها الاخصائيون.
وذكرت أن الوجبة الغذائية تتكوّن من 7 مكونات هي الأملاح المعدنية والألياف والدهنيات والزلاليات والفيتامينات والسكريات والماء.
وتؤكد الدكتورة بن مامي على أهمية تناول السكريات بطيئة الامتصاص المتواجدة خاصة في الحبوب وذلك خلال وجبة السحور لضمان نشاط الجسم طيلة اليوم.
وأبرز السيد الطاهر الغربي من المعهد الوطني للتغذية في مداخلة له أن قلة الحركة بعد الافطار أصبحت ظاهرة من ظواهر شهر الصيام وهو ما قد يؤدي الى الاصابة بمرض السمنة.
وأكّد أنه «ليس هناك أي مبرر علمي أو ديني لارتفاع حاجياتنا الغذائية في رمضان» داعيا بدوره الى تفادي ارهاق الجسم واعتماد توازن غذائي يؤهل الجسم للنشاط.
تعليق