في حال كان علاج الاسنان في رمضان لا بد منه مثلا للالام الطارئة ففي هذه الحالة يمكن العلاج ولكن اذا كان المطلوب علاج تجميلي مثلا او حشوة من دون الم فيفضل تاجيل العلاج الى ما بعد الافطار.
يحل علينا شهر رمضان الكريم. الشهر الذي ينتظره الجميع لما فيه ما طابع خاص من الناحية الدينية والروحانية والاجتماعية كذلك. ففي البداية اقول لكم كل عام وانتم بخير واسال الخالق عز وجل ان يتقبل صيامكم وطاعتكم جميعا وان يرحم امتنا الاسلامية.
لعل من اكثر الامور الشائعة في رمضان في وطننا العربي هو كثرة وتنوع الاطباق الغذائية وبالاخص الحلويات بمختلف انواعها والتي هي سبب رئيسي في مشاكل والام الاسنان. لذلك نوضح هنا قضية علاج الاسنان في رمضان و ما اذا كان العلاج مفطرا ام لا.
في البداية اغلب الام الاسنان تاتي من عصب (لب) السن وللعلاج يحتاج المريض للحشوات وعلاج العصب احيانا، ولكي يتم ذلك يجب استخدام المعدات (الحفارة) لحفر السن وازالة التسوس وهذه الادوات يجب ان تكون مصحوبة بضخ الماء لحماية المعدات والاسنان معا. في الوقت ذاته هناك اداة شفط الماء من الفم. ولكن احيانا قد يبتلع المريض الماء لا شعوريا!
لذلك نصيحتي الاولى هي، اذا كان علاج الاسنان في رمضان لا بد منه مثلا لطوارئ الالم ففي هذه الحالة يمكن العلاج ولكن اذا كان المطلوب علاج تجميلي مثلا او حشوة من دون وجود الم، فيفضل تاجيل العلاج الى ما بعد الافطار.
ثانيا، يتساءل العديد ما اذا كانت ابرة التخدير مفطرة ام لا؟ و الجواب هو، حسب مختلف المذاهب الاسلامية، لا حرج في استخدام ابرة التخدير في الاسنان. يعود سبب ذلك الى ان هذا النوع من الابر لا يعتبر مغذيا كما هو الحال في الحقن الوريدية لتوصيل المغذي لجسم المريض.
ثالثا، يعتبر خلع الاسنان احد العلاجات الشائعة والسريعة للالم ويتضمن في البداية حقنة التخدير (المسموح بها) ثم ازالة السن. اذا كان الخلع بسيطا فهو غالبا يتم بسرعة و دون تدخل جراحي، اي دون استخدام معدات تحتاج للماء كما سبق الذكر للتبريد، وبذلك يسمح بها. اما بالنسبة للخلع الجراحي فان الطبيب يستخدم معدات لازالة السن وهي تحتاج للماء لحماية معدات الاسنان وانسجة المريض من اللثة والاسنان والعظام. اثناء الجراحة قد يكون تدفق الماء كثيرا فيبتلع منه المريض جزءا وهذا يعتبر مفطرا لانه دخل في الحلق. لذلك اذا كان الوضع يسمح بالتاجيل فالافضل ذلك.
رابعا، استخدام الادوية الموضعية مثل المرهم او الدهان المستخدم في علاج تقرحات الفم او الالتهابات، فان كان موضعيا و لم يبتلع منه شيئا فهو مسموح.
خامسا، تتفق مختلف المذاهب في استخدام الفرشاة والمعجون والمضمضة بشرط ان لا يتم ابتلاع شيء من المواد فان تم ذلك فهي مفطرة.
في الختام، تبقى المعادلة بسيطة جدا وهي ان العديد من المذاهب المختلفة تتفق على امر واحد وهو ان دخل في الحلق ما يمكن ابتلاعه فهو مفطرا، لذلك ان كنت تريد فعل امر ما كتنظيف الاسنان بالفرشاة مثلا فعليك بالحرص الشديد بان لا تبتلع شيئا منه والافضل في هذه الحالة هو التاكد من بصق الباقي من الفم وغسل الفم تماما حتى لا تبتلع ما تبقى في الفم. ونصيحتي الاخيرة حول علاج الاسنان في رمضان، هذا الشهر الكريم هي اتباع سنة نبي الله ورسوله سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم باستخدام المسواك (النوع التقليدي الخالي من النكهات) فهو مطهرة للفم ولا يفطر.
بقلم: د. حسين الشطي، الكويت
بكالورويس طب وجراحة الفم الاسنان
تعليق