معلوماتك الصحية بين الصح والخطأ
هناك الكثير من الأفكار الموروثة والمتداولة بشأن بعض الأمراض وطرق علاجاتها. لكن المعلومات المتداولة ليست دوماً صحيحة، والحلول المعتمدة ليست دوماً فعالة. إليك مجموعة من الحقائق العلمية التي تتيح لك التمييز بين الصح والخطأ.
شرب الشاي مساء يساعد على النوم
خطأ. فمعظم أكياس الشاي المتوافرة في الأسواق لا تحتوي على أكثر من 1 في المئة من الخلاصات النباتية، وهي بالتالي قادرة على منحنا الاسترخاء ربما، ولكنها ليست قادرة حتماً على جعلنا نغوص في نوم عميق. إلا أن بعض النباتات، مثل زهرة الآلام، تكشف عن مزايا مذهلة لناحية توفير الاسترخاء والمساعدة على النوم. لكن المسألة ترتبط بالكمية وطريقة التحضير. فنقع النبتة لبضع دقائق في الماء الساخن كفيل بمنحك شاياً لذيذاً، لكنه ليس حتماً مفيداً على الصعيد الطبي لأنه لم يتنسّ للمكونات النشطة الانتقال إلى السائل.
فلا بد من نقع 20 غراماً على الأقل من النبتة اليابسة في نصف ليتر من الماء المغلي، وتركها منقوعة لمدة 10 دقائق إلى 12 دقيقة للحصول على تركيز علاجي.
الغرغرة بالماء المالح لمعالجة أوجاع الحنجرة
صح. فالأبحاث العلمية أكّدت صحة المعلومات التي توارثناها عن جداتنا. بالفعل، تبين أن وجود عامل التهابي يفضي إلى احتباس الماء على مستوى الحنجرة، مما يسبب انتفاخاً وآلاماً أثناء الابتلاع. إلا أن الملح يمتصّ ذلك الماء فيجفف الأنسجة الملتهبة ويولّد إحساساً فورياً بالارتياح. عندئذ، يصل الدم، المحمّل بالأوكسيجين والأجسام المضادة، بسهولة أكبر إلى الحنجرة، مما يسرّع عملية الشفاء. تجدر الإشارة إلى أن الماء الفاتر تحديداً ينظّف داخل الفم ويزيد من سيولة المخاط، ويسهّل التخلص من المواد المسببة للحساسية، والبكتيريا، والفطريات...
أضيفي نصف ملعقة صغيرة من الملح إلى كوب من الماء الفاتر وحاولي الغرغرة لبضع ثوان، ثلاث مرات يومياً.
ماء الأوكسيجين مطهّر ممتاز
خطأ. صحيح أن ماء الأوكسيجين يخفف موقتاً من عدد الكائنات المجهرية، لكنه ليس معقماً على الإطلاق. لذا، لا يمكن استعمال ماء الأوكسيجين لتعقيم المقصات أو شفرات الحلاقة أو البشرة... إلا أن ماء الأوكسيحين لا يخلو من الفوائد. فخصائصه الفوّارة (إطلاق الأوكسيجين عند الاحتكاك بالدم) تتيح رفع الأوساخ إلى سطح الجرح، وبالتالي تنظيف الجرح بسهولة. كما يستطيع ماء الأوكسيجين وقف النزف.
يعتبر إذاً ماء الأوكسيجين مثالياً في الإسعافات الأولية، ولاسيما في الجروح، والكشوط، والحروق الخفيفة، والبثور النازفة...
تجدر الإشارة أيضاً إلى توافر تركيزات عدة من ماء الأوكسيجين: 10 أو 20 أو 30. وحده التركيز بمقدار 10 يستعمل لأغراض طبية. أما التركيز بمقدار 20 أو 30 فيمكن استعماله لإزالة البقع أو إزالة اللون، ولكن أبداً لتعقيم جرح.
يجب أن يكون العشاء خفيفاً
خطأ. فالدراسات العلمية لم تثبت لغاية الآن صحة هذا الاعتقاد الشائع، خصوصاً وأن الجسم يستمر في أداء وظائفه الأساسية ليلاً. وتشير الدراسات إلى أن الجسم يحرق وحدات لحرارية بين نهاية العشاء وبداية الفطور أكثر مما يفعل بين الغداء والعشاء! لذا، ما من وجبة معينة في النهار تسهم في زيادة الوزن أكثر من غيرها. المهم هو الحفاظ على التوازن الغذائي الإجمالي.
الصابون البلدي في السرير للتخفيف من الروماتزم
صح. لا يعرف العلماء السبب الحقيقي، لكنهم يؤكدون صحة الأمر. فالصابون البلدي، أي الصابون المصنوع من زيت الزيتون، يرتكز على البوتاس، ويحدث بالتالي تبادل لأيونات البوتاسيوم عبر البشرة. إلا أن هذه الأيونات تكشف عن تأثيرات عديدة في الجسم، وخصوصاً لناحية انقباض العضلات.
ضعي مكعباً من الصابون في قعر السرير. من شأن حرارة الغرفة أن تنشر الأيونات الموجودة فيه، مما يخفف من التشنجات والأوجاع في العضلات والأربطة.
البرد للقضاء على القمل
صح. فالقمل يعيش لفترة وجيزة جداً، لكن الذكر يستطيع التزواج مع 18 أنثى على التوالي، مما يعني قرابة 300 بيضة في اليوم. والواقع أن التخلص من القمل وبيضه هو بمثابة تحد صعب إذ لا بد من تنظيف الرأس والشراشف والقبعات.... يقول الخبراء إن غسل الملابس في الغسالة على حرارة 60 درجة مئوية كفيل بالقضاء على القمل وبيضه. إلا أنه لا يمكنك وضع كل شيء في الغسالة.
ما الحل؟ اللجوء إلى البرد. فالقمل لا يستطيع تحمل درجة حرارة تصل إلى 20 تحت الصفر. لذا، ضعي قبعات الصوف والدمى وفرشاة الشعر في كيس في قسم التجليد من الثلاجة. بعد 8 ساعات، لن يبقى أي ناجٍ!