الـتـوتّـر : أحـد أسـبـاب إصـابـتـك بـالأمـراض
لايمكن تجنّب التوتر فهو جزء من حياتنا , إذ يُنتج عن أمور عديدة , بعضها جسدي والآخر نفسي . ثمة مصادر عديدة للتوتّر أبرزها : ضغوط العمل , والمشكلات الناجمة عن العلاقة بين الأزواج أو الأولاد أو الأقارب أو العائلة بشكل عام , إضافة إلى الضجيج والضغوط اليومية الناتجة عن التنقل على الطرقات أو البيئة المحيطة . وعلى الرغم من إعتبار التوتر مشكلة نفسية أو ذهنية , فإن تأثيراته الجسدية حقيقية , لكونه يؤثر في جميع أعضاء الجسم ووظائفة . عندما يعاني الإنسان التوتر المزمن فإن غدّته الكظرية تبدأ بإنتاج الهرمون الكظري القشري , الذي يؤدي إلى إطلاق هرمونات التوتر , وهذة الأخيرة في حال إرتفاع مستوياتها في الجسم : تؤدي إلى إرتفاع ضغط الدم و تسرّع دقات القلب , وإرتفاع مستوى الكوليسترول , وإطلاق السكّريات و والدهون من خزائنها في الجسم , كما تؤدي إلى إستنفاد معادن الجسم , مثل الفسفور والمغنسيوم والكالسيوم . كذلك تؤكّد الدراسات وجود علاقة بين التوتر المزمن وظهور التجاعيد في الوجه , وضغف الذاكرة , وإضطرابات النوم والإكتئاب , وإضطرابات الهضم والصداع والإعياء والقلق وشيب الشعر , وحتى أمراض القلب والشرايين . من هنا ينصح الخبراء بضرورة العمل على الإبتعاد عن مصادر التوتر , وإيجاد السُبل كافة للتخلّص من تأثيراته . ولفعل ذلك ينصحون الإنسان بإتبّاع نظام غذائي يحتوي على نسبة 50 إلى 75 % من أطعمة نيئة مثل الخضر والفاكهة الطازجة , وتجنّب تناول الأطعمة المصنّعة , والمشروبات الغازية الكربونية والأطعمة المقلية , والسكر المكّرر ومنتجات الدقيق الأبيض , والأطعمة المحتوية على مواد حافظة , والوجبات السريعة , إضافة إلى تفادي الكافيين والتبغ " الدخّان " والأدوية المُعدّلة للمزاج . في المقابل يُشدّد الخبراء على ضرورة ممارسة الرياضة بإنتظام , لأنها تُساعد على إبقاء الذهن صافياً والتخلّص من التوتر , كما ينصحون بتعلّم تقنيات الإسترخاء والتأمّل الإيجابي , مثل اليوغا , والعمل على التخلص من الأفكار السلبية وإستبدالها بأفكار إيجابية , وخلق مناخات مُسلية ومُريحة . والمرح والضحك وتدليل الذات بين الفينة والأخرى . وتفادي المشاحنات والمشاكل والغضب , والعمل على التعبير عن المشاعر السلبية و ( عدم كـبـتـهـا ) , لأنها قد تعود إلى الظهور على شكل أمراض . ويرى الخبراء أن الضحك مفيد جداً للقلب وللتخلّص من التوتر . |