المرأة في شهر رمضان لها خصوصية، والمرأة الذكية هي التي تستثمر أجواء رمضان في تغيير وتعديل مسار حياتها واستغلال الفرص في مرضاة الله تعالى، وبمناسبة حلول شهر رمضان المبارك وهو مشهور بشهر المسارعة والمسابقة في الخيرات، كيف تستعد المرأة المسلمة لاستقبال رمضان من الناحية التعبدية والاقتصادية.
آراء
* تقول الحاجة أنيسة عيتاني ان شهر رمضان هو من أفضل الشهور في حياتها فهي تشعر بسعادة كبيرة وراحة نفسية عند قدوم هذا الشهر الفضيل حيث تستعد له بقراءة القرآن منذ اليوم الأول وتتسارع بختمه أكثر من مرة واحدة في الشهر، وأيضاً التقرب إلى الله تعالى بالصلاة والدعاء واجمل شيء تراه في هذا الشهر الفضيل هو صلاة التراويح التي تؤديها في المسجد، اما من الناحية الاقتصادية فتحاول جاهدة عدم الإسراف والتبذير في هذا الشهر الفضيل إذ تسعى لاعداد وجبة طعام واحدة مع صحن فتوش وعدم التنوع في الطعام على مائدة الطعام وتقول «قد بساطك مد رجليك».
* أما السيدة زينب شهاب فرأت ان شهر رمضان هو شهر عبادة وطاعة لله تعالى وعلى المرأة في هذا الشهر الفضيل ان تكثر من قراءة القرآن والصلاة والدعاء وحضور مجالس العلم وان لا يلهيها الطعام واعداد المأكولات والمسلسلات عن هذا الواجب.
وترى انه يجب على المرأة المسلمة ان لا تسرف وتبذر في شهر رمضان وخصوصاً في ظل الازمات الاقتصادية التي يمر بها الجميع، إذ للاسف نجد الناس تتدافع على ممارسة هذه العادات بما فيها الاطباق اليومية التي يتم اعدادها لدرجة بدؤوا يعتبرونها من مقومات الشهر المستحسنة والمأمور بها لذلك نجد اختلاط الحابل بالنابل فنجدهم يعرفون الاسراف في الانفاق بانه كرم له جذوره المتأصلة، ويصفون فائض الاطباق بالجود والكرم وفي اعتقادي ان هذه السلوكيات مفاهيم خاطئة يجب التفريق بينها واعتقد ان وسائل الإعلام لها دور كبير في هذا الجانب الإستهلاكي.
الشيخ شحادة
* وفي هذا الاطار يقول القاضي الشيخ حسن الحاج شحادة بأن شهر رمضان هو شهر له خصوصية دينية وتعبدية ورمزية عند المسلمين كافة رجالاً ونساءً كباراً وصغاراً.
أما دور المرأة في التحضير لاستقبال هذا الشهر الفضيل فهو أساسي من الناحية التعبدية والاقتصادية، فمن الناحية التعبدية على المرأة ان تكون أكثر حرصاً على أداء دور مشجع للتعبد، والإحساس بلذة الصيام والإبتعاد عن محرمات الإفطار واسبابه فهي عندما تصوم عليها أن تصوم عن كل ما هو من شأنه ان يؤدي لافطارها أو إفطار الآخرين ممن تتعامل معهم أو تتعايش في بيئتهم فالامتناع عن المظاهر الفتانة والإغراءات ان من ناحية المظهر أو الملبس أمر ضروري ولها أجر بذلك ودور ناجح في ابعاد المفاتن والوقوع فيها. هذا من ناحية أما من ناحية أخرى عندما تلتزم بالصيام والعبادة والقيام بشعائر هذا الشهر الكريم تكون قدوة لعائلتها ولصديقاتها ولكل من لها بهم صلة، فلا يستخف احدٌ بدور المرأة التعبدي فهي أساس، وأساس مؤثر بالمجتمع ولها منا كل التقدير في ادائها الصحيح والعظيم لأن الاسرة بأكملها تتأثر بها ومحيطها كذلك يتأثر بها فليكن أثرها إيجابياً ومليئاً بالخير والعبادة خير من غير ذلك.
وتابع قائلاً:
أما دورها الإقتصادي فهو أساسي ومهم كذلك حيث أنها تستطيع ان تقوم بإدارة مصاريف الإفطار والسحور كما تريد فهي المقرر بهذا الشأن يمكنها ان تنفق ما يتحمله الأب أو الزوج أو الشقيق أو الإبن بحسب معرفتها.
وما درج عليه الناس في الماضي هو الإفراط بالتحضير والتجهيز لمآدب الإفطار وهذا ربما عادات أو رغبة بكل شيء يشعر الصائم انه بحاجة إليه وعندما يأتي موعد الإفطار فلا يأكل إلا القليل ويهدر الكثير ومن هنا المرأة دورها الانتباه والتنبيه لمثل هذه الحالات، وان تقدر ما تراه نافعاً وفعالاً لعائلتها وبالتالي لها اثر أيضاً بنُصْح الرجل بأن يطعم الفقراء مما صنعته أيديها الكريمتين في هذا الشهر المبارك.
وهذا هو أهم مقصد من مقاصد الصيام أن يشعر القادر مع غير القادر والغني مع الفقير، وهذا الدور للمرأة انا اتمناه على مدار السنة وليس فقط في رمضان فهي لا تدري كم هي مهمة ومؤثرة في المجتمع وإذا خاضت التجربة سوف تدرك ما أقول.
تحقيق: منى توتنجي
تعليق