قصاقيص من يوميات طيف

[سلمى]

لا تعزفي الليلة لا تعزفي فالبعد خمر الشقاء
لكثرة ما ثملته اذابني الكأس
زف الهوى عظاما اهترئت راحلة للفناء ...
لا تعزف نارا من الوتر يرسمني بنوتة الحزن
آه طويلة من عويل الدمع المنهار جمرا في الفؤاد
ما كان فؤادي عندما صمت النهار وفرغ الليل
كغريب ينظر الي من بعيد
والملم تلك النظرة لأشكله خيمتي
لكنه اوجس مني خيفة فآثر ان انفى في بقعة الظلام وحيدة
فأقبلت الوحشة لتعزفني ألحان الغياب ....
نعم النديمة بكأس المر تجرعني ..
أيا رفيقة لاتعزفي اليوم فليس في نواح الحمائم الليلة مطلبي ..
أيا نديمة الحزن لا تثيري شجن الضلوع المتشظية فقدا ...
أضحى حلمي الضرير لا يطلب سوى المزيد من البكاء!
لاتغترفي اكثر من ثمار مقلتي فهمي ضاجع سهدي
حتى اجهض رقادي فمهدي بعده شوكٌ وإن كان تخفى برقيق الحرير ...
منفطر المهجة عشقي ..
وبانتظار مساومة للزمن رشى اقدمها لأقدام العمر المرير ...
لعلنا نلتقي...
اصمتي قليلا... معذبتي كفاك طعناً بعويل الفقد في اضلعي...
اصمتي... ودعيني اهز نخيل الذكرى
لتساقط علي مطرا غزيرا من رطب الصبر...
علني اذ مضغت بعض التجلد ...
اصمت دمعي وحر الفؤاد بعده جمرا...

[سلمى]

غزاني الالم اليوم وبقيت حتى على العمل لم استطع الذهاب ماكينة الجسم اصبحت تهترئ رويدا رويدا
العمر الراحل لا ينتظر والفؤاد غزته الهموم اعطني بعضا من السكينة كي ابتسم كما الاطفال لهذا العالم المحترق
اما وقد فرض قانون الواقع الدامي وتفرقنا في اقصى اطراف الارض فلا استطيع سوى مضغ الخبز المحروق
وتجرع آلامي وحيدة وظل ابتسامة حزينة فقط تتأمل في الخلاص غدا....سأدخل غيبوبة التغييب في غياب شمس الحقيقة
ولربما لم يعد في العالم حقيقة واحدة تصمد وسط سيل الادعاءات والمهاترات ونحن من نحترق لأننا نريد ان نفهم
وهم يريدوننا صم بكم! لغيابك حرقة بجداول الروح مندلعة واحتراق لغابات العمر غصنا غصنا..

[سلمى]

لو اطلقت العنان لصراخ فؤادي
ما نطق إلا باسمك ثم انطفأ ...
ولو خيرت في الهوى ان اعشق
ما اخترت غيرك ولو بعد مئة عام
ولو خيرت بين روحي وبينك
لأخترتك وإن ذبحتني الاماني
وخط الحياة بفؤادي قطعوه وانكفأ
سوف ألقاك بضفاف مدني واقعا
وفي سحب خيالي وارسمك طيفا
وتتجسد امامي واحتضنك وجودا
وتنمو في كل يوم بخلايا شرياني
لو كان البحر مدادا لحبري
لأحتجت سبع أبحر
ليفيض بها لك وجداني....
ولوأن الأمومة لأبناء كتبت
لكنني اخترتك طفلي الوحيد
أغذيه من وريدي بحناني
فعش معي واستظل بفيء
مشاعري وكن واحتي في هجيري
وخذ مني جل عاطفتي بك إيماني
فحبك اسرار سفينتي مرسى شطآني
وانت بمتلاطم خوفي ربان أماني.

[سلمى]

بيني وبين الحنين قصة مجدولة بالفقد
نسجتها انثى عقد قرانها بنبضك
تتماهى اصوات قيثارتها الرخيم
بالمدى تتلو صلوات الاشتياق
وتبتلات الحنين في صدرها
صادحة بمخاض اللقاء الطويل
تستمتع بالألم هكذا خلقت الأنثى
كلما تألمت حنينا
كلما احبتك بوتر أكثر أنيناً
كلما مزق الحنين رداء الصبر
كلما تحوصلت بشرنقة الوفاء
ونسجت من جديد من التجلد معطفاً
يقيها برد الاشتياق فؤادها لك نقاء...

[سلمى]

-عالجي الوقت عالجي الحزن عالجي الامل وحدك يا نفس ...
بموانئ الانتظار رست السفن وربما لن تصل سفن اللقاء هذا المساء ..
أصبحنا انا وحقيبة السفر جسدا واحدا ..فما اكثر المراسي التي رفعتها..وكم طال الابحار
كم انت وحيدة ومعزولة وكئيبة ايتها المنارة عندما تنادين البحار...ويجيب المحيط بالصمت!

-تبا للسفر والمسافة والبعد والمدى ولكل حائط يقف بينا ولكل نسمة هواء لا تصلك مني...
هلوسة على شرف مائدة السفر والغياب...ما من شيء يقلق هي محاولة لنحر السخط فقط..تبا للعالم بس.


-برغم شعوري بالبرد الشديد الآن إلا اني بدفئ الدعاء بدعيلك يسهل وعر الطريق عليك توصل بالسلامة..

[سلمى]

ترحل روحي اليك كل مساء خلف الحواجز الاسمنتية والاسلاك الشائكة فؤادي المتشظي عليك الما هذا المساء يبكيك بحرارة الفقد بصوت الانهيارات المدوية الما تسحق جليد المسافة ترفض البعد فيا اقرب لي من وريدي يامن نسجت حبلي الوتين بعرى روحك اني انساب الما من بين اصابع اقدارنا التي تسطرنا بقعة بيضاء في صفحة مدماة مزجت برمادي القلق وشجون من احزان تشابكت كسرا بظهر مشاعرنا تحملها بصمت وانوء بصمتي لارسل اليك بصرختي اني لك حتى يبتلع عظمي ظلمة القبر من تحت الثرى سأناديك ويفي لك مسحوق عظمي بأني ابد الدهر لك وبانني نسجت من نار الاشواق وتقلب القلق عشقك صفحة لن تنتهي سوى بخبو انفاسي...حد الهيام المجنون اعشقك

[سلمى]

جلست بجانبي واندلع الكلام حزينا من خلجات صدرها سمعت اليوم شيئا افزعني منها لاول مرة اراها بهذا اليأس تدحرجت من فمها: عبارة ارغب بالانتحار!دارت الدنيا بي الى لحظة ماضية عندما كنت منومة تحت تأثير المخدر في غرفة العمليات ... احساسي وقتها بأنني ورقة يائسة محترقة لفظها غصنها ببصقة الى الارض ..غادرتني الحياة فجأة وشعرت باصفرار الموت وما زال ذاك لدوار يخصف جسدي يدخلني غيبوبة سحبتني خارج جسدي احسست ان روحي اصبحت طائرا ضبابيا حلقت بعيدا وبقيت تنظر للجسد المسجى هو يشبهني وايد الاطباء تخيط فيه الجرح وهو لا يشعر بألم الابر والجرح مفتوح وتواترت الصور سريعا وكأنني المح اشخاصا واماكن ...بعضهم رأيته واعرفه والبعض لم التقه بعد ..وبدأت قوة تشدني لكوة في السماء من نور لكنني شعرت بالذعر فعدت اجري الى داخل الجسد فسقطت فيه ففتحت عيني فجأة في وسط الجراحة ليعيدو التخدير من جديد وارقد بعدها ساعتين من النوم العميق ..اعتقد انها كانت تجربة مصغرة للموت..تلك القشعريرة ما زالت تهزني تواترت فزعا من جديد عندما تذكرت كلماتها ..اردت ان اخبرها شيئا لكنني اكتفيت بالقول لها: الموت بإرادة الله فلا تطلبيه سلمي امرك لله...لا احد يعلم كم هو مخيف ان تواجه الموت ثم تعود للحياة ..لذا فنحن نستعجل امام المحن ولربما نتوق لما هو اسوأ من المحك نفسه ..ليس الموت حلاً وان فكرت به كثيرا ...ليس الموت امنية تطلب ..انما هو شعور يسيطر على الانسان..توجهه الارادة اللاواعية في الشعور للاستزادة والتقدم نحوه بخطوات بطيئة تتسع وتتسارع ..ليكون الانتحار البطئ ..او الانتحار المفاجئ ..والوهم الكبير الذي يقف خلف ذلك ..الراحة من مصاعب الحياة..الموت صرخة تأخذ معها من قدر له ان يستمع لها..هو قدر من الله فلا تستعجلوه!

[سلمى]

علينا ان نعيش ليس لأننا محكومون بالأمل بل لأننا محكومون بالحياة برغم ما فينا من ألم تعلمت ان اعيش كل لحظة وكانها الاخير لذا يجب ان استمتع بقدر اللحظات التي اتنفسها لأن الحزن شرنقة لا تخص احدا سواي ولا يوجد من يشعر بجرحي اكثر مني علي ان اضغط الجرح بالملح وامضي هكذا يفرض قانون البقاء العرفي نفسه قانون يحتم الوقوف على طرف اصبع بمواجه الدنيا كي تعيش ان اردت ان تستسلم فاستسلم لكن لن تموت قبل اوانك وستضيع عمرك في ترجي اليأس ان يأتي بالموت بينما كان لديك الوقت لتنهض وتعيش حياتك بأفضل المتاح لكنك ثقبت القارب بمسمار الهموم فعجزت عن الحل وبقيت محصور التفكير في الدائرة نفسها حتى استحكمت حولك.... الحياة قضاء وانقضاء العمر قدر مكتوب لا تستعجله وتأمل بان خلف حلقات الشدة فرج من الله وان دوام المصيبة محال وان المرء مبتلى بقدر إيمانه فكلما كان ابتلاؤك اعظم كلما كان ايمانك شد وان الله ينظر للرجل في قلبه فإن رأى في ايمانه قوة اختبره بالشدائد وان راى في ايمانه رقة رفع عنه الابتلاء وان لكل من امره اجر وفرج واسع في الدنيا قبل الاخرة...فلا تستعجل امر الله ..ولا تستعجل فرج رب العالمين ..وقل رب ارزقني برد الصبر بما تهون به علي الشدائد...اللهم فرجك القريب علينا وعلى جميع عبادك...

[سلمى]

اريدك بجانبي حين يذبل عمري ويتغضن عود الحياة فيي..
روحا تمسك برفق بروحي ..تربت برأس احزاني ..
دمعة تدعوا لي بالسحر..حتى اذا انطفأ السراج ...ودعتني بنظرة الرضا...
غرست بثراي غصن من ياسمين يظللني..
تلوت لي ابتهالات الرحمة ...وصلتني بالدعاء..
وأكملت رحلة الحياة عني ...وبقيت روحي تناجيك ..عطرا للذكرى...

[سلمى]

[سلمى]

الى مجنون اعرفه جيدا:-
اليك اخط حنيني وشوقي ....
طعم العزلة بفمي كطعم المرار الوحيد في القهوة
اشتاقك ولا استطيع رؤيتك
اراك خلف الابواب ومن فتحات الكوات المتسللة من الزمن
لكن لا ألمس منك طيفك
أمسد بالحنين شوقي برفق حتى لا يقتلني
وابقى بشق عباءة الساعات انتظر ...
لومضة من نورك يشق عتم نفسي المنهكة
تسند يدها الى وجنة الصدف
لعلها تسمح لك بعبور جسور الغياب
المعلقة بالمدى خلف جبل الحزن البعيد ..
لعل يدك اذ لمست جدران روحي الذائبة حزناً
سطرت فيها نبضات الحياة بحروف: اشتقت لكِ..

[سلمى]

خلق الانتظار كي يصيب جفني النوافذ الأرق
يعزف حزنها الحنين عزفاً لاشواق في الضلوع انهكتها...
نراهم خلفها كما الطيف البعيد..
ولا نلمس سوى ظلهم بضع ثوان..
ليقلع بهم الرحيل من جديد!

[سلمى]

كم تحملا في هذه الحياة ليكملا حياة بأكملها معا؟
ما زال يعزفها لحنه وما زالت تحتضن النغم بروحها؟
شجر السنديان عندما تساله الرياح عن عمره يجيب الرياح يجيب بالصمت
وبداخله الذكريات معتقة لعشاق عاشوا عمرا تحت فيئه ..
فعمرك يا سنديان بعمر العشق بين حبيبين هرما معا ولم يهرم عشقهما....

[سلمى]

اتذكر ذاك الصباح يوم وقفت ترسمني وكانت الشمس تهديني اشعتها شالا اتوشح بهيومها فكرت في ان اشاكسك قليلا تمايلت ذات اليمين وتلفت ذات الشمال علني احولانتباه نظرتك الدافئة عني قليلا لعلك تلتفت لشيء آخر ...يومها قمت من مقعدك واجلستنيملوحا بأصبعك: إياك والحركة يا مجنونتي الصغيرة !
غضبت وكنت اريد الاختفاء من امامك او ربما التبخر سريعا ولم ادر انني سيرسم لي القدر معك اجمل لوحة...
انزلت وجهي للاسفل وانتابني خشوع صمت ومضى وقت لم استطع النظر اليك فقد خجلت من صبيانية افكاري وغضبك لكن نبهني صوتك الدافئ: حبيبتي لقد انتهيت أنا آسف!

رفعت وجهي لأرى اعذب نظرة تتقاطر حنانا تنساب من مقلتك إلى روحي تصبها سعادةدفينة سرت بي تقدمت لارى ما كنت تعبتره خربشة الوان فوق الورق احتبست انفاسيهل انا جميلة حقا بهذا الشكل؟؟ رأيت صورة لامرأة قد تحدرت من قرص الشمس بهاءوكأنها ابنة للقمر ونور الشمس ..فإيقنت أنك كنت ترسمني بعين العاشق لا بعين الواقعفخطر ببالي جملتك المعهودة : ليتك ترين نفسك بعيناي لتدركي كم انت جميلة وكم اختصر بك نساء الارض!

[سلمى]

انا من هنا انا منك اسطر انا من اوردتك انشب هويتي

ليست الهوية بنت الولادة انما هي استيلاد ممن نحب
ليست اناملي موتا لك بل حنوا مصدره انت رقتك انت وانت فقط
احبك بلادا لن ارحل عنها لا يوجد فيها سوى مقعد واحد محضنك
الون الكلمات من فيض روحك الدائرة فيي
دمي ما عاد لي يصب فيك انت
اشتاقك وانت بالقرب
ويجن شوقي صحارى ترمي شرر البعد
حتى اشتياقي هو جزء من ذاكرتك انت ...
دعك من ممالك نزفي فلن انزف ورقا بعد اليوم سوى بتلات شوقك

مهما صب نهر الزمن لقاء بيننا لا ارتوي منك
سواء هنا اوهناك لا ازميل الزمن ولا اللغات
ولا فطرة اللقاءات تشبع جوع عشقي لك
صفو الحروف تذيب غزالة شاردة تلهو بالفلاة
نجلاء العينين ترنوا اليك فتعشق الماء بالهوى لترتوي
انصهر فيك انصهار الربيع بالأرض والسماوات