قصاقيص من يوميات طيف

[سلمى]

[سلمى]

وإن غبت فأنني اجنح بتطرف نحو ذرات زمنك الراديكالي في الحب
لأذكرك بانني أكبر غجرية في عشقك طرزت خصر الهوى برقصات الجنون
وبأنني لست لحنا ضائعا صاغته حنجرة حادة الصوت فكسرت زجاج الصمت فقط
إنما انا غيتارك الوحيد الذي عزفت بأوتاره لحن الحنين الطويل للخلود
لذا سأبقى أتوضأ الاشياق برغبة غجرية تشتاق للرحيل الى اطراف العالم
لتغفو داخل فقصك الصدري وتسكن الحجرة اليسار ضربا بدقاته!

[سلمى]

اترك زمني واحن اليك
كما تحن الرياح لأمواج البحر
كما تحن للسفن الجزر خاليات
واحسبني اتنسم شيئا من عطرك في الكلمات
فأنا الارض التي ارتسمت بالعبرات
انا من نتنظرك ليلا في صفحات الوحشة
وتمتلئ يأسا يخنق النسمات
أشتقتك زمنا وزمنا واخضر ربيعا
ويبست فوق اعوادها الزهور وغابت البسمات
أين انت واين انا؟
ابحثك وابحث عني بين تلالك
وافتش عنك في بقايا العبير زفرات
انا التي اشتاقت اليك دهرا
ارتقبت سفنك وانتظرتك ولعا
جنونا بحجم الارض والسماوات...

[سلمى]

لم أعد تلك المرأة التي منحت الحياة شذى الياسمين

سأكسر القلم وألتوى بالصمت وأعود لأركان مقصلتي لأقطع رأس البوح

انقطع المطر وأصبحت جفافا يكرر نفسه لا تقلق إن غادرت قليلا

فلربما سبقتني اليه قبلي ليست سوى هدنة من التفكير ..علي ان اصمت

وأمضع الخبز المحترق وفتات المائدة وأدعي بأن شيئا لم يحدث

وأن شرخ الرسائل المبهمة لم يمزق الصفحة ...صمتا ايتها المشاعر!

[سلمى]

مع انبعاثات نسمات الفجر بعثت حرفاً
حلق كحمامة صغيرة لتحط على كتف الزمن
لون الآمال طرز الاحلام اطلق الافراح سربا في السماء
جال بالارض طولا وعرض وتعلم من عينيك كيف يغزل الشمس بيتاً
كيف يملأ حوض البحر وفاءً وفي مدى المطر رقص الخصب بين يديه
وتمايلات الرياح بخاصرته فسجل في ضلعك العشق ورسم في وشمك صورتي!

[سلمى]

كلما كبرت ثرثراتي عن حجمها
نظرت الي بتلك النظرة
همست بشفاهي :احبك
وكانك تأذن للصمت بالضوء الاخضر
لقطع الجسر الى ثرثراتي
التي تغزل الغضب جنونا منزلقا من منحدر نزقي
فامسك بيد الصمت بمحرابك
ونمشي بهدوء النسيم لأسكن ذراعي روحك
أبقى في صومعة التأمل بعينيك
ينسل منها حنواً تمتد خيوطه لتمس وجهي
نحن ليل وشتاء عاشقان ذائبان
بضوء الشموع وهمسك يصلني
يتسمر العتاب في حنجرة الدموع
خلف ابواب الصمت فلا يبق في المدى سوى طيفك
في ضباب المقهى ورائحة القهوة بلون الدموع
تغمرني ذراعيك فأبثك لواعج فؤادي الضعيف
نعم ضعيف امامك يا عشقي
لأنني اهواك وبيننا مدى ومسافة
وألم ورعود ولي اوردة بك تنتحر شوقاً
ينسكب لك حرفي بدمي ليكتب اليك بريد..
هواي ..ألمي ..أملي ..ثواني يومي..من زارني..حنيني اليك
تيمني الحب فلاحقت بك جنوني
وتلك البسمة في المقلة تطيح برشدي
وغزلني بأوراق البنفسج لأعطر ثوبك
أرسمك في كراستي وجهي الذي اشرق بوجه القمر
ارسمك نحتا بصخر العمر المغبر بالرحيل زوابع تقتلعني
كي تبقى وشما للروح سكنتها
فاضحينا ذائبين في قالب العشق
فأذبنا جليد المسافة وأبقينا مدفأة الوصل مشتعلة
تحتضنني كطفلة تلاطم موجها بحوض بحرك
فابتسم من سذاجة ثرثرة الزبد فنحاه جانباً
واطفأ مد الماء نار عضبها الاخرق..

[سلمى]

[سلمى]

الى مجنون اعرفه جيدا

عقد القدر قراننا قبل قرون في سطر المكتوب كان اللقاء
ومع ولادات ملايين قصص العشق تكون وجودنا
وفي دروات الزمن القادم سنولد لنعشق أطيافنا
وندور هذه البسيطة لنكون بسمة الحياة وبصمة الهوى
لنسكن شطري البيت ونشبك البلاغة بخاصرة الادب لننجب ابلغ اسطورة
عرفها وجه العشق لنكون تكويناً جديدا كل يوم يمضمنا في سر انجذاب جديد للقمر نحو الارض..

[سلمى]

لأن روحي ما سكنت غيرك ولأن الحياة لم تكن كريمة جدا معي فقد اخذت مني الكثير من العمر
امطرتني الكثير من الألم وأهدتني بعضا من الأمل ولأن عشقي لك الحبل السري الذي ربطني بوريد السعادة
اتلو ابتهالات الابتهاج وابقى في محرابك ممتنة لبقايا الثواني التي تجمعني بك فانت وحدك حياة
لذا لن اتوقف عن النبض لك بكل ثانية في صدرك فانت المغروس برعم عشق في فؤادي
والمقيم طود هادئ في عواصف عصر يقايضني السعادة بشذرات الدموع تبقى الساكن في صميم الروح

[سلمى]

في آخر بحة من الليل انبعث من جديد سكوناً آخر لصخب السماء ثامنة
ارسل همستي الدافئة اليك لتختلس من انفاس نومك نفحة من عطر احلامك
تلتمس مقلتاي وجهك بحبات السحر تداعب جفنك المسبل تتعلق بأهدابك قليلا
تسكب فيك روحا هامة لوليد جديد يشعل الفؤاد بنبضي تقبل بوجنتك الصباح
لتعود ادراجها في مسالك الرياح الشمالية محملة بك لتهبط بروحي ترانيم السلام~
انا من خلقت لعشقك~

[سلمى]

حينما يتسألون هل يحبك؟؟
اصمت واتركهم في حيرتهم يتخبطون
ابتسم وادعهم للظنون
ليتهم يبصروك بفؤادي كي يعلمون
بأنك مسرى الدم وما بين الهدب تغفو بين الجفون
وبأنك صورتك مقيمة تجري بمجرى العيون
وأنك عندي أكبر من كون مما يدركون
وان بفؤادي عشق غجري مجنون
قدتمرد علي فؤادي
اعلن استيلاد وجودي
منذ اشرق بنا عشق
وهام بمجرات السنون
فدعهم يظنون
وفي سواد فكرهم يتطرفون
يجمعون ويطرحون
على رؤسنا الحدود يقيمون
ومن قائمة الأخلاء اسمائنا يسقطون
دعهم بكل ركن يثرثرون
فما همنا منهم وما يحسبون
نحن امتلأنا برئة هوانا نبلا
حلق بنا في السماء
بعيدا عن أوهامهم عقول العصافير
هذيان النفوس ارادها الجنون
دعنا منهم دعهم بدخان غيرتهم يحترقون
دعهم بدخان جهلهم يحترقون

[سلمى]

رذاذا الغياب عنما نثر ملحا بجدران الذاكرة المهترئة صرخت الايام الأرملة بعدهم: سامحوني
تحت وطأة رحى الابتعاد القسري إختفينا تلاشينا وذابت وجوهنا بألبوم الصور الباهته
نحاول ان نستعيد صورهم فنستيعين بمقص الحنين ليتلو على الذاكرة بيانه المذاع باستمرار ارتعاشها
يقص بقايا الصور الرمادية ليجمعها ويخلطها بتلك الحافظة المتبلة بنكهه الحزن ولكن الموت يؤلم الاحياء
ومؤامرة النسيان تحيك نفسها مجددا لتغزو ثيابهم المعلقة بأسطح العمر المتدحرج للحاق بآخر المحطات
وبرغم نشاط رياح التجاهل والمضي قدما إلا نزعات الوفاء وزفرات الاشتياق تبقى لهم:
تعلن التمرد والانقلاب الثوري على اهتراء الذاكرة! علمني الغياب أن ادمن الاشتياق المتوحش!

[سلمى]

الى مجنون اعرفه جيدا:
تبدأ حياتنا بحلم يتكور في رحم القمر يحلق في السماء
وفي تلك الغيوم الهاربة اتعلق في كل مساء
لألتقيك تهبني حياة كما تشاء.. أو موتا..
تمنحني اجنحة ...أو تكبلني قيدا من خضوع.
تطلقني نغمة حرية ..او توقع بطيوري في شباك الدموع ...
تراقصني افكاري كفراشة حول اللهب..تتوحد بك حد الاحتراق..
اهرب بك من أوهام قصها حكواتي عجوز عن زمن امسك يوما بيد عاشق
وابحر به بعيدا فقطع خيط اللقاء بمدية الجفو وأصبح لهيب المدفاة رماد
فشاخ الفتي وقيل ان الوقت قاتل العشق وقيل ان العشق قد اطلق الرصاص بالوقت
وقبل أن يحل بيننا هرم الأيام وقبل أن نضيع الوقت في ملاحقة اساطير الأوهام
دعني امتلأ بملامحك صباحا وبمناجاة عيناك ضياً واحيك منك وجودا في المساء
دعني احرك الارض بأناملي حولك كن نجمي ومجرتي كن لعمري المثمل بالظلمة الضياء
كن دوما كأول مرة رايتك فيها هناك خلف قوس السحر نجما بتلك التلال بسمة لثغر السماء

[سلمى]

ليس اللقاء لقاء اجساد فقط فكم ممن يعيشون دهرا بجوار الآخر لا يعلمون جواهره ولا يرون فيه سوى مثالبه
وكم من تعرفت ارواحهم ببعضها فميزت بصمة الروح الأخرى فكان ان تلاقت وأئتلفت فهي جنود مجندة
ما توافق منها أئتلف وما تنافر منها اختلف مهما بذل من جهد لتقريب قطبين متنافرين روحيا لن يفلحا في التقارب
بينما العكس بالعكس عندما يكون قطبا جاذبا لقطب آخر: لا تبحثوا عمن يناقضكم روحيا بل ابحثوا عمن يشبهكم بروحه!

[سلمى]

أنا من استولدك اكسجينا في زمن الاختناق لأتكور في يسراك فؤاداً
واصبح في شريان رسغك سريان النبض وتصبح بأوردتي كرات الحياة الحمراء
وأعقد قراني لعمرك بالوفاء وتتحد بي بقداسة اتحاد الأرض بالسماء..