قصاقيص من يوميات طيف

[سلمى]

[سلمى]

بكل موجة من الثواني تضربني
كجدار متشرخ حنينا تعتق برائحة زمنك

يغرقني مركب الغياب بالصمت
لأعود بيد المساء فارغة إلا من ملامحك

يا ذاك البعيد المختفي خلف الغيم
يرحل اليك الصبا بنزواته وطيشه يأوي لظلك

ليعود هرما بدونك يحبو وحيدا في مسالك الغروب
ليدفن نفسه في عظامي ما أصعب فقدك

انحناءات السماء تقوس الأحلام
لتعزف بكتمان لحن الأجنحة المغمسة بقصتنا

ويطلق كمان غربة انين طويل
يوقظ آهات من روح طافت بهذه الأرض
فأقصتها الرياح وفاء لنذر فراق لكنها اهتدت لتغفو بجسدك

حملت معها بقايا الترنيمة الملتفة بصمتي
وانفاس النسيم تحتضر هناك ابتلعتها شقوق صخرك

تفتت المطر يتبعه انهيار كتل البرد في مسالك جبلي المتهدم
فهمى دموع ازهار في جليد واديك

حل زائر الضباب جمع بكفه خصلات اشواقي
ونثرها طيورا في سمائك

وتسائل دفئ في مدفئتي المثقلة بارتعاش الوحدة: هل ستعود؟!

فتصاعد دخان من الهمهمات باعلى رأسي المسهدة
فاسندتها لكتف الحيرة ..ادري يا قدري وحدي من عشقت انتظارك

[سلمى]

ابتلع حبوب اللوعة فتفجر فيي الاشتياق هكذا كان الفراق قسرا
هكذا اصبح دستور الابتعاد بغتة هو السائد بيننا
وفرضت احكام الغياب العرفية
وساد قانون صمت المشاعر
كبت النسيم حتى لا يصل
والايام اضحت جنود تحارب فوق رقعة شطرنج الزمن
مات لاعبيها واعلنت النتيجة أن الشاه ..
اتسائل في نفسي عن السبب لم كان ولم ذهب
ولم نذرت لأكون الرماد المنثور في نهر غربة!

[سلمى]

وما زلت ادور في ازقة الضياع المكتظة بأسلاك الاسئلة الشائكة والاجابات المبهمة بين سطور القدر ..
قد لا استطيع فهم الحكمة مما يجري الآن ..
لم اصبحت الساعة تدق بالمقلوب والزمن يتراجع لا يتقدم؟
ولم حصادة الموت نشطة في هرس الرقاب؟
ولم المصائب المتلاحقة لا تترك لنا فرصة لهدنة إنسانية عاجلة؟!
بكل حلم يشيع جثة على ايدي لصوص الحياة أتسائل ...
لم قدر لنا ان نعيش المأساة بكل فصولها ...
لا يدري القاتل فيم قتل ولا المقتول فيم قتل..
خرج من منزله انسانا عاديا ليعود اليه سفاحا بذنب ازهاق روحين ..
ما الذي يستحق كل هذا السعار والسباق المحموم لحصد الارواح؟!
لم تغتال في انفسنا اهم مافي الوجود ..الضمير؟!
لم تخنق في اجنة الحياة انفاس وجودنا؟
لم اصبحنا هياكل من قشور تجرفها معاول الخوف بعيدا خارج حدود الوجود
فنصبح رموزا من عدم تنسج اسطر اللانتيجة!ننتحر احياءً!
لم تحاصرنا اطياف الموت نتوشح بمعطهفا شحوب السواد؟؟
كلما علا ازيز نزع الروح اتكور في رحم السؤال
لأولد استفهاما من جديد يطبع في جبين يوم مشحون بدمع الموت
لم يحدث كل ما يجري؟؟ من المستفيد؟؟
من الجلاد المختفي خلف القناع؟؟
وتختم الاجابة بالشمع الاحمر
وتغلق بقفل الصمت!

- تساؤلات استفزتني بعد متابعتي لمقطع فيديو
لاعترافت شخص بالقاء حدثين من سطح عمارة
خلال احتجاجات في احدى الدول الشقيقة!

[سلمى]

مازالت غارقة في فنجان قلقي عليك
وما زال الحاضرين يتواترون في المحطات العائدة
وما زلت ...الغائم الوحيد خلف ضباب الغياب ..
فمتى ينجلي سديم الانتظار ليولد منه كوكبا يجمعنا!

[سلمى]

أخاف من الغروب كل يوم يأخذك معه

فلا أجد سوى جدار الذكرى بعدك يتشرب دمعي

واخاف من الموت المحيط بك أن تخطفك مخلبه

فأصبح أرملة الفجر الراحل

لا ملجأ لي بعدك سوى جب الاحزان وقهر الغربة

وقصاصات زمنك أبنيها سدا ضد الموت!

[سلمى]

سأهجر المدى يوما ...لألتحف سمائك الغائمة ...
واهجر نغما فيروزيا لأسكن حرفا سكبته شفاهك بروحي ..
أمسك بيد الانتظار تفتتا بدون امل واعلم هكذا ببساطة ..حلقت بعيدا ...
وبم يشعر النسيم المختنق بعدك ..لا ادري؟؟
..هكذا ..فقط..اغلقت فجأة فسحة السماء و انقطع المدى!

[سلمى]

وتعلم ان حزني بعدك قاتلي ...
وان لعبة الاحتمالات انهكتني ..
وان القدر كتب بما ليس بيدي ..
وانثر اوراقي قصاصات من الغيم لتمطر الرماد بعدك بشقاء روحي ..
واختار الدفن بلحد الذكرى ..وانتحر بغموض الرحيل ..
ونبال التساؤلات تغرس في فؤادي
حروقا من تقيحات الألم لتتفتق عن قرح الاجابات المبهمة...
ويبقى الباب بيننا مغلق على القصص الممزقة دمعاً ..
واحلم بان يلقى قميصك بوجهي يوما
لتعود بصيرة ابيضت عيناها من النحيب ببابك...
ويالقسوتك عندما توصد كوة الغفو من عيني ..
تغلق المنفذ بإحكام الغياب لتكمم نفحات لقاء النور بالفجر
وتمتطي جموح الرحيل لتجري بعيدا بعيدا تقف صامتا خلف الحاجز ..
أتنظر الي حينما يحولني الفجر جثة من الفقد.؟!
.تبزغ الشمس اتحجر لأكون شاهدا نحته الكتمان بإتقان..
ليقف مراقباً لبرق من طيفك أزليا في محطة الابتعاد!

[سلمى]

[سلمى]

[سلمى]

الصمت قانون يفرض فسه عندما تهجر فجأة بدون سبب
عندما يخطف الرحيل املك ويترك تستظل بالضياع
وتضربك امواج الحيرة ليبقى السؤال معلقا بصدر الغموض
بدون اجابة: لم فعلت ذلك؟؟

[سلمى]

لا تقلق فالوحدة والاحزان اصدقاء روحي
لم يكن حالي قبلك بخير ولن يكون حالي بعدك بخير
اعتدت على اسوأ الظروف واسوأ الاحوال
حتى بت ارى ان الابتسامة افعى غادرة تخبئ حلفها ناب الالم تقضم به فؤادي
كي ابقى اتنشق ذكراها كمدمنة حزن طويل غيرت نكهه المخدر فصدمها الطعم
فعادت تترنج لذات الألم والغثيان حولها هو المحيط الذي تسبح به افكارها العجفاء
عن السعادة وعن الصدق عن وردية المشاعر
ربما هذا جزائي لأني عشت فيك اقدس ما في المشاعر وعشت فيي اصدق كذبة: الحب!

[سلمى]

أصبحت حياتي سلسلة من التسويات والهدن المنقوصة وربما المشنوقة
تسوية مع المرض بحبة دواء تخرسه مؤقتا
لآخذ هدنة من عصرات الألم المزمن الذي اعتدته واعتدت اسوس جموحه في انسجتي المنهكة
تسوية مع الوحدة بنثر الدردشة مع الرياح وانا اعلم بانها لن تستمع
اعلم بأن اقرب الناس الي قد بنى سدا بيننا
واعلم ان الوحدة بين الاهل شعور قد مد جذوره في شقوق الفؤاد حتى سد الشريان التاجي رماد الغربة!
ومع ذلك التسويات والهدن مستمرة مع نفسي فقط لأنبض واتنفس طبيعيا
وان كانت روحي تحتضر في غرفة الانعاش!
لكن اصعب تسوية يا حبيبي لم استطع التوصل اليها تسوية رحيلك المفاجئ
فمنذ رحلت وانا استجدي شرفة الانتظار ألا تنهار تحتي
لأسقط في بئر واقع يخبرني ان وليدنا مات!
لم لم تعلمني كيف أجد تسوية مناسبة لمرارةالفقد الذي اغتالني بغتة؟؟
لم لم تعلمني كيف اتبلد عندما تضرب مشاعرنا عرض الحائط
وتغلق الباب بيننا وترحل غير آبهه بنا؟!
هي اصعب تسويات القدر أن تتنفس غياب احدهم وتنتظر من لا يأتي
تشق ابتسامة امل صباحية كل يوم فلربما مر البريد وسلمك شيئا من البحر
لكن بشاطئك لم يبقى سوى حطام السفينة وزبد الذكرى يعلو تفكيرك
لتؤلمك بقايا رحلة بترت من منتصفها لتعود وحيدا تحتضن الوسادة الخالية!
أخبرني حبيبي لم قبل ان ترحل لم تترك لي قصاصة
ولو بحجم رأس الانملة تدلني كيف افرض هدنة وتسوية مع ألم فقدك؟!
لمَ لم تعلمني كيف يطلق رصاص الرحمة بالفؤاد الكسيح بعدك؟!
ليت الراحلون يقومون باستئصال صورهم من رحم الذاكرة
لكن مبضع النسيان قد ثلم من كثرة ما حاول الاسئصال
وبعد الذاكرة تنجب الكثير من موج الذكريات العاصف ...
لم تعلمني يا معلمي الاوحد كيف امضي بلا نبض في هذه الحياة
لأنك حينما طلبت تذكارا قبل الرحيل اودعتك أثمن ما فيَّ روحي ..ونبض عمري
حزمتها في حقائب السفر ألقيت النظرة الاخيرة ...ثم اختفيت!

[سلمى]

ما زال قطار الانتظار معطلا بمحطتي
وانفاسي تضيق بصدري الذي ادمن حشيش الحنين ودخان الذكرى..
مساء تلحف بردائك فتجمد ببرد الفقد ...افتقدك كثيرا..

[سلمى]