قصاقيص من يوميات طيف

[سلمى]

في نفسي نبتت ثواني الانتظار غابات من الاشتياق اكبر من طاقتي وكلي يناديك بكل خلية فيك فهل شعرت بندائي يمزق صمت المدى يتعرى من كل البسة التجلد ليرتعش بين يديك منسابا جنونا ليصب فيك عشقاً فهذا المساء الثمل بأحزان الرياح المرتحلة شمالاً يطلب حوض البحر شيئا من الدفئ ليهدأ روع اللوعة ويشعل تمثال الجليد القابع فيي بغيابك لأكون انثى من جديد..

[سلمى]

ما زال دمعي عليك لم يجف ولن يجف فدموع الفؤاد عصارة الفقد وعصارة الالم واتسائل ماهي مقاييس سكة قطار الموت عندما يقلع ليأخذ الاعزاء فيه منطلقا سريعا خلف الضباب ...يغيب وجوههم ضحكاتهم لتبقى انفاسهم واطيافهم طائفة بحجرات الذاكرة تعلق بجدرانها الصور ويحاول الزمن بيد عابثة ان يزيلها قطعة قطعة حتى تتعرى الجدران تماما لنسمع صفير القطار من بعيد ...لكن ربما لنكون نحن ركابه هذه المرة...

[سلمى]

جروحنا عربشت بجدران الفؤاد وضماد الايام البالية اصبح مهترئا جدا
واسؤا ما في الالم ادمانه وتسكين طبول الهموم بمسكنات ابتسامة موضعية دامعة
والتربيت على كتف الاسى بالمواساة بأن كل شيء سيكون بخير بينما جنود الحزن
تجتاح الروح باكتساح مدمر ولا املك لك سوى ابتهالي بأن تحنو الحياة للحظات
فيخف سيل الصدمات لتندمل بعض الجروح بمرهم النسيان ولو مؤقتاً...
لابد من نسيم امل قادم من نجم الشمال ولابد من فجر وليد بعد طول الليالي..

[سلمى]

[سلمى]

وما بين انفاس الثواني واعتصار العمر للايام خمرا معتقا باحداث معلقة بخيط امل رفيع يهرب مني طيفي اليك ...أتدري عندما تصبح روحك طيفا يلاحق فراشات السعادة الدائرة حول انامل الحبيب؟ اتدري عندما تدرك فيه شحوب ماضيكك لتعلم بأن ما عشته قبله كان موتا بطيئا يتجمل بمساحيق وردية التجلد تخفي خلقها خدوشاً تركتها رياح الاحزان المزمنة التي هبت بأركان افراحك يوما فأحالت العظم منها رميم...أتدرك كم هو مؤلم ان تلبس الابتسامة لتدوس بها ألما جعلك تيمم الحزن وتطوف حول الياس اطوارا وترمي بهجتك بجمرات الغربة لتدور في نفس الفراغ المعلق من جديد فمن يفك الحصار؟؟ أتدري عندما يشق السئم في نفسك دثار الصبر لتصرخ محتجا وتصمت مختنقا ولا تجد سوى معطف الدموع لتدفئ برد روحك وتنظر للسماء فتجدها صبت مائها في انهار الغرباء وتجاوزتك ايامك لترتجف مشاعرك بردا في المنفى ويتقطعك سياط الحيرة والتعب ويثار في نفسك التساؤل الى متى تستمر أحزاني؟!الى متى تستمر غربتي وادمن ألمي؟؟ عندما تقف بحافة الانهيار لتجد يده امتدت برقة لتسند ضعفك تربت بكتفك قليلا يهمس صوته الدافئ: انا هنا ..انا سندك معك ..احبك للممات عندها تدرك ان كل عذابات الدنيا قد تلاشت بلمسة منه هو وحده من يمسك بروحك قبل يدك هو وحده من يبلسم ألمي يراقص سعادتي من يهبني حياة للروح يخرجني من رحم آلامي الى شروق النور في نقائه ..ذاك هو الحبيب الحق ... هو الروح ذاتها...هو صدق ووفاء التحم بعشق...هذا هو انت يا عشقي الوحيد..

[سلمى]

~نحن محكومون بالامل...سعد الله ونوس ...~
عبارة استوقفتني هذا الصباح وانا اسمع الاخبار ..احاول التفتيش في جيب الاحداث عن طيف ابيض في مسرح حياة طاحنة اصبحت كل يوم تتشظى عن مأساة جديدة لم اجد في جعبة ما يدور سوى ايد تلهو بمصائر البسطاء لتصنع من جماجمهم مجدها وتشكل من عظامهم هياكل كراسيها ونحن كومبارس صامت ننظر للمعركة بعيون المترقب الخائف ..لن ندرك حكمة ما يجري في كواليس المسرح ..حتى نصحو لنجد انفسنا وقد اصبحنا عظمة في كراسيهم ... رماد الصباح رشقوك بالرصاص حتى تهتكت الحقيقة مصروعة بين حوافر القطعان وهيجان عشوائي ينبح بالكذب ليل نهار ...ونبقى محكمون ...بالامل!
-السياسة لعبة غسيل المصالح القذرة!

[سلمى]

في الازقة الخلفية لنفسي ما زال قلقي عليك مندلعا يحترق فيه حطب الايام بكل ثانية جمرة توقدها نار الخوف عليك احاول ان اخفي رائحة الاحتراق الداخلي بذر بخور التجلد واستنشاق عبير الاماني علني اسكن نفسي ببعض من برد الصبر لكن تخلعات زلزال الخوف تهيج كلما لمحت في كلماتك اثر لنفاذ رصيد الامل واقول لك: مايحدث اعظم منك ومني لن ندرك مافيه الآن ولن تضع العبرة نفسها بين يدينا الآن لكن بعد ان تنسل خيوط الغموض سنبصر ما لم ندركه فإما ان نصل لبر الأمان بصمودنا في وجه الألم وإما ان نندم لتكسرنا السريع في الأزمة لله حكمة وعلينا الصبر ليس لنا سوى مقاومة معول اليأس الضارب بجدارنا فلنكن سندا لبصيص بعيد نتبعه لنخرج من الكهف حينما يحين الاوان..انت تشاء وانا اشاء والله يفعل ما يشاء ...يا رب الهمنا قوة للصبر..

[سلمى]

[سلمى]

أبحث عنك داخلي ...فاجدك طيف أمل ..
سكن روع ضلوعي المتخلعة حنينا إليك...
فلمن يبحر الفؤاد إن لم يكن بموج نبضك لنبضك؟!
ولمن يزهر الجبل إن لم يكن عيبره لمرجك؟!
وفي دمي تنبت لك كل يوم ألف ألف زهرة تتنسم عشقك..

[سلمى]

هنا اقيم بين كلماتك المتقطعة منذ ان انتقلنا لبيتنا الجديد والقليل منك لا يروي ظمئي اشتاقك في حضورك فكيف اسكن لوعتي بغيابك ايها الزمن اسرع قليلا لعل اللقاء يقترب طالت غربتي عن موطني طالت وحدتي بين الجدران الباردة في شقوقها اندس الخوف يبعث روائح القلق لتغشي بصري نوبات من الفزع فلا استطيع سوى امتصاص الانتظار في عروقي خناجر الثواني تطعن الوقت المسطر بجفاف الضياع بعدك فاتدحرج بين الكلمات والسطور الفارغة وفاصلات الانقطاع كي اخط وعدك في كل مرة بالذاكرة انصب به مشنقة النسيان لاعدم المسافة بيننا وابقى داخل ذراعيك احتضن غيابك كما احتضن بشغف وجودك..

[سلمى]

اسمع خارجا لهمس الرياح يحاور قيظ الحنين في شرفتي....
وفيك يطبعني الشوق قبلة بوجنة النهار بطول مدى الانتظار...
ارتدي معطف همساتك لروحي وانتظر هطول سحائب اللقاء بوطني زهر بيلسان....
يورق الأمل بابتسامتي الحزينة وتتبلور في العين لؤلؤة تختصر المسافة تنساب بتضاريس وجهي ...
ليتوضأ بمرآك من جديد ...ويبقى المدى غيماً ..وجبلاً...وصمت نسيم...ورياح فقد تلوح راياتها حتى اشعار آخر...
اشتقت لك بجنون فقد السماء ..لمعشوقها المطر.. في صيف حنين قائظ..

[سلمى]

~في حلب رفت نسمة بإثني عشر شهرا كان الربيع هكذا كانت فصولك يا بهجة بر الشام...
وهكذا كنت امراة العشق سيدة السحر عطر النساء وستبقين في فؤاد العاشقين بسمة الارض للسماء~

[سلمى]

يغزوني الصمت حثيثا يطلنبي بعض الراحة من الكلام اذن صباح الصمت ساطلق العنان لحاسة السمع علني اسمع منك حسيساً يهدهد غليان المشاعر تحت جلدي تحرق شراييني لهفة فتتعرق لوعة وشوقا تنز من اعطاف روحي لتصب في هيجان الامواج الضاربة في رأسي عشقا ولا استطيع منعها لكنني اكتم لساني عن بوح الكلام فكثرة الثرثرة قد اكتنزت منها المسامع سمنة الملل فصمتا يا ثرثرتي الفوضوية ودعيني استمتع بقيثارة عشقه نغماً رخيما ملائكيا يصب في روحي ترانيم السكينة لتغزوني رعشة من هيام معتق بحرفه المختصر فأخلد للغفو بين ضلوع مشاعره من جديد... اعشقك بعدد حبات الندى المعلقة بفم الزهر..

[سلمى]

شجون تتشابكت لتصنع بساطي الغريب فردته الليالي ذابت فيها انفاس وجدي
وحاول القمر الحزين ان يضيف ظل ابتسامة في الزاوية الضيقة للشرفة
فاعترضت النسائم راحلة دوني فبقيت غربة تتنفس اختناق الاماني
وتكسر خيوط النغم في صندوقي الموسيقي يذكرني بحزني
قارورتي خليط من ألم وفقد ومسافة ووفاء بعهدي
تراكيبي تعشقت رائحة زيزفون الوحدة بسهدي
وانت غصني المورق فيي الوحيد يا عشقي
وانت ماء الحياة بدمعي الغريب يا قدري
وانت يد تغرس النبض املا في صدري
فمن انت/ انتِ؟؟

[سلمى]

مساء وددت فيه ان اكف عن نزف الاغتراب بكل لحظة واصعب الاغتراب الاغتراب عن الذات عندما تطحن اشتياقا ولا مجيب ...
ان اراك خلف الزجاج واصرخ لك اني هنا وتضيع ضرختي في فضاء من اكسيد الاختناق تجرح حنجرتي ولا مجيب..
لم اخبرني اصبحنا صدى في فضاء يلاستيكي كاتم للصوت؟؟ لا انت تبوح... لا ندائي يصل ..لا انت تسمع..صمم وصمت..
لم اشتق من صخر الابتعاد كلماتك انحتها بصدري شاهدا لأستدفئ بوعدك وأبقى استظل برمضاء الغياب برغم حارق النوى؟!
أذهب الى ابعد من المجرة يا عشق فلن تبتعد بأكثر من مدى كفي فإن صبري طويل والهجر عقيم ولي فيك باع ووفاء وذكرى